أُعيد اكتشاف ثعبان الخيط الباربادوسي، أصغر ثعبان في العالم، في بربادوس بعد 20 عامًا من غيابه، خلال مسح بيئي ناجح والذي يُعد نجاحًا كبيرًا لجهود الحفظ وسط مخاوف من انقراضه بسبب تدمير الموائل. اعلان

في مفاجأة بيئية تُعد بمثابة بصيص أمل للتنوع البيولوجي، أُعيد اكتشاف أصغر ثعبان في العالم – ثعبان الخيط الباربادوسي – في قلب جزيرة بربادوس في منطقة الكاريبي، بعد أكثر من 20 عامًا على آخر رؤية مؤكدة له، كان يُخشى معها من انقراضه.

وتم اكتشاف الزاحف النادر، الذي لا يتجاوز طوله 10 سنتيمترات عند البلوغ، وسُمكه لا يفوق خيط المعكرونة، أثناء مسح بيئي نفذته وزارة البيئة بالتعاون مع منظمة احياء الطبيعة "ري:وايلد"، حيث عُثر عليه تحت صخرة محبوسة تحت جذر شجرة في وسط الجزيرة.

وكان هذا الثعبان، الذي يُعد من أندر الزواحف في العالم، مدرجًا على القائمة العالمية للأنواع "المفقودة من العلم"، ضمن 4800 نوع من النباتات والحيوانات والفطريات التي لم يُعثر عليها منذ عقود.

وخلال عملية البحث، التي استمرت أكثر من عام، كان كلاً من كونر بليدز، الضابط المكلف بالمشروع في وزارة البيئة، وجاستن سبرينغر، المسؤول عن برنامج البحر الكاريبي في "ري:وايلد"، يجوبان الغابات المتبقية في بربادوس بحثًا عن الثعبان وعدد من الزواحف الأصلية.

Related بالصور.. كل ما تحتاج معرفته عن عام الثعبان: رأس السنة الصينية 2025حديقةٌ أم جحرُ أفاعٍ؟ أسترالي يعثر على 100 ثعبان سام في فناء منزلهشاهد: ثعبان ضخم يحاصر سيدة في مطبخها.. معركة من أجل البقاء في تايلاند

وفي لحظة تحوّل، بينما كان سبرينغر يقلب صخرة، قال مازحًا: "أنا أشم رائحة ثعبان الخيط"، ليفاجأ كلا الباحثين بالثعبان أمام أعينهما.

وقال سبرينغر: "بعد كل هذا الوقت من البحث دون نتيجة، يُصيبك الصدمة حين تجده فجأة. إنها لحظة لا تُوصف".

تم نقل العينة إلى جامعة جزر الهند الغربية، حيث أكد الفحص المجهري هويته من خلال وجود خطوط برتقالية باهتة على جسمه وشكل حراشف أنفه المميز.

ويعود أول تسجيل علمي لثعبان الخيط الباربادوسي إلى عام 1889، ولم تُسجَّل سوى حالات قليلة جدًا من رؤيته منذ ذلك الحين، ما يجعل كل اكتشاف له حدثًا بيولوجيًا نادرًا.

ويُعد التكاثر البطيء لهذا الثعبان عامل خطر إضافيًا؛ إذ تضع الأنثى بيضة واحدة فقط في كل دورة تكاثر، ولا تتكاثر بالاستنساخ كما تفعل بعض الزواحف الأخرى.

وأمام تدهور البيئة في بربادوس، حيث تم تجريف 98% من الغابات الطبيعية للزراعة منذ القرن الخامس عشر، يُحذر العلماء من تهديدات متزايدة تشمل فقدان الموائل والأنواع الغازية.

وقال بليدز: "إذا كانت أعداد الثعبان محدودة جدًا، فإن قدرته على العثور على شريك للتكاثر تصبح مهددة، خاصة مع تآكل موائله".

وأضاف سبرينغر: "إعادة اكتشاف ثعبان الخيط ليست مجرد بشرى للعلم، بل دعوة صريحة لكل مواطن في بربادوس: غاباتنا ثمينة، وتحتاج إلى حماية. ليس فقط من أجل هذا الثعبان، بل من أجل كل الكائنات الحية، ومن أجل إرثنا الطبيعي".

ويُعد هذا الاكتشاف نجاحًا كبيرًا لجهود الحفظ المشتركة، ودليلًا على أن بعض الأنواع "المفقودة" قد لا تكون منقرضة، بل مختبئة – تنتظر لحظة الانتباه إليها.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل سوريا حركة حماس فرنسا غزة ضحايا إسرائيل سوريا حركة حماس فرنسا غزة ضحايا حيوانات الكاريبي حماية الطبيعة إسرائيل سوريا حركة حماس فرنسا غزة ضحايا يهود معاداة السامية ألمانيا روسيا الاتحاد الأوروبي أوكرانيا فی بربادوس فی العالم من أجل

إقرأ أيضاً:

علماء يكتشفون كيف يهضم ثعبان الأصلة عظام فرائسه

في دراسة علمية حديثة، أعلن فريق من الباحثين من جامعة مونبلييه الفرنسية عن اكتشاف نوع جديد من الخلايا المعوية المتخصصة لدى ثعبان الأصلة البورمي، الملقب بالتنين البري، وهي خلايا ذات قدرة غريبة على التخلص من فائض الكالسيوم والفوسفور الناتج عن التهام فرائسه الكاملة بما فيها العظام.

هذا الاكتشاف يفتح نافذة جديدة لفهم التكيفات الهضمية في الزواحف المفترسة، ويلقي الضوء على آليات مذهلة تُمكِّن هذه الحيوانات من معالجة كميات ضخمة من المعادن دون أن تُصاب بأي ضرر. وقد نشرت الدراسة في عدد خاص من دورية "جورنال أوف إكسبرمنتال بيولوجي".

يقول جان-إيرفيه لينيو، الأستاذ في قسم البيئة وفسيولوجيا الطاقة في جامعة مونبلييه الفرنسية، والباحث الرئيسي في الدراسة، في تصريحات حصرية للجزيرة نت: "نعتقد أن هذا النوع من الخلايا يُسهم في التخلص من فائض الكالسيوم المذاب القادم من هيكل الفريسة، الذي يتمعدن على شكل جسيمات ‘كروية’، وتُطرد هذه الجسيمات بعد ذلك إلى تجويف الأمعاء".

صور توضح شكل الجسيمات الكروية المُكتشفة تحت المجهر (جان-إيرفيه لينيو) سحق كرات الكالسيوم

عن التجربة، يقول لينيو: "كان التحليل الكيميائي الدقيق المرتبط بالمجهر الإلكتروني هو الأداة المثالية. كما أن التلاعب بنوع الحمية، من فريسة طبيعية كالفئران، إلى خالية من الكالسيوم، أو معززة بالكالسيوم، كانت بمثابة الإطار التجريبي الذي سمح لنا بتحديد كيفية عمل هذا النوع الجديد من الخلايا".

اعتمدت الدراسة على تغذية الثعابين وفق 3 حميات مختلفة. الأولى عبارة عن فرائس طبيعية تحتوي على العظام كالفئران، والثانية فرائس منزوعة العظام، أي فئران منزوعة العظام، والأخيرة فرائس منزوعة العظام مضاف إليها الكالسيوم من خلال حقن مادة كربونات الكالسيوم داخل أجسامها.

وبتحليل الأنسجة المعوية بالمجهر الضوئي والإلكتروني، بالإضافة إلى تقنيات تحليل العناصر الكيميائية المرتبطة بالمجهر، كشف الفريق عن ظهور جسيمات بيضاء كروية.

إعلان

تبين من التحليل الكيميائي للجسيمات الكروية أنها تراكيب غنية بالكالسيوم والفوسفور، تظهر بكثافة في أمعاء الثعابين بعد التهامها فريسة كاملة. وتُعد هذه الجسيمات نتاجًا فسيولوجيًا فريدًا يمثل استجابة تكيفية لهضم العظام دون أن يتسبب ذلك في اختلال توازن المعادن في دم الثعبان.

ظهرت هذه الجسيمات في خلايا خاصة في الأمعاء عند تناول وجبة تحتوي على العظام أو الكالسيوم حصرًا، وعندما أُزيلت العظام ولم يُضف كالسيوم، لم تظهر هذه الجسيمات.

بناءً على ذلك، استنتج الفريق وجود خلايا متخصصة تعمل على تجميع الفائض من الكالسيوم والفوسفور وتحوّله إلى جسيمات كروية صلبة تُطرَد لاحقًا عبر الجهاز الهضمي والإخراج.

تتصرف الخلايا المُكتشَفة كآلية ترشيح دقيقة، حيث تسمح بمرور جزء من الكالسيوم والفوسفور إلى مجرى الدم، بينما تحتفظ بالباقي داخل بطانة الأمعاء حيث يُعاد ترسيب الفائض في شكل الجسيمات الكروية.

ويقول لينيو: "تتغذى هذه الحيوانات على فرائس كاملة، وغالبًا من ذوات الدم الحار باستخدام مستشعرات الأشعة تحت الحمراء في أنفها. لذلك، يجب عليها التعامل مع هذا التدفق الهائل من المعادن، وذلك بالسماح بمرور جزء إلى الدم، واحتجاز الفائض داخل الأنسجة المُبطِنة وتحويله إلى جسيمات تُطرد لاحقًا".

هذا النوع من الخلايا لا يقتصر على ثعبان الأصلة البورمي فقط (شترستوك) أنواع مختلفة

لا يقتصر هذا النوع من الخلايا على ثعبان الأصلة البورمي فقط، يقول لينيو: "لقد وجدنا هذا النوع من الخلايا في أمعاء أنواع مختلفة من الثعابين والسحالي".

ويشير انتشار هذا النوع من الخلايا في كائنات أخرى إلى احتمال وجود نمط مشترك بين تلك الكائنات المفترسة، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة للبحث في علم الأحياء المقارن. كما تُبرز الدراسة أهمية تقديم فرائس كاملة للحيوانات المفترسة في الأسر، وعدم الاكتفاء باللحوم فقط. فالنقص في الكالسيوم والفوسفور والحديد قد يؤدي إلى أمراض تمس الهيكل العظمي وأداء الأمعاء.

ويشكل هذا الاكتشاف إضافة مهمة لعلم وظائف الأعضاء المقارن، ويؤكد مدى تعقيد وتطور أنظمة الهضم لدى الزواحف المفترسة. كما يلقي الضوء على أهمية فهم البيولوجيا الداخلية للكائنات في تصميم إستراتيجيات تغذية مناسبة عند أسر هذه المفترسات، وكذلك إمكانية استلهام هذه الآليات الطبيعية لتطوير تقنيات حيوية جديدة والحفاظ على التوازن الحيوي في البيئة.

من أجل رفاهية الحيوانات، من الضروري الالتزام بنظام غذائي يشبه ما تتناوله في بيئتها الطبيعية. يقول لينيو: "أخبرني الأطباء البيطريون أن تقديم اللحوم فقط للثعابين التي تتغذى في البرية على فريسة كاملة من ذوات الدم الحار قد يؤدي إلى نقص في الحديد. ومن خلال عملنا، يمكن تفسير هذا النقص بمحاولات متكررة من بطانة الأمعاء لبناء هذه الجسيمات حتى في غياب الكالسيوم الكافي".

ويختتم لينيو: "أتمنى حقًا أن تسهم هذه التغطية الإعلامية في تحفيز دراسات جديدة من الزملاء المهتمين بتحديد الجانب التطوري أو الآليات الجزيئية لهذه الظاهرة".

مقالات مشابهة

  • لغز عمره قرون .. اكتشاف هوية سفينة غارقة منذ القرن الـ18 يشعل اهتمام العالم!
  • رصد أصغر أفعى في العالم
  • هل شاهدت أصغر أفعى في العالم من قبل؟ «فيديو»
  • علماء يكتشفون كيف يهضم ثعبان الأصلة عظام فرائسه
  • بعد 20 عاما.. رصد أصغر أفعى في العالم مجددا في بربادوس
  • عقوبة لميسي وألبا بعد الغياب عن مباراة نجوم الدوري الأمريكي
  • بعد اختفاء طويل.. أصغر ثعبان في العالم يظهر مجددا
  • بعد 20 عامًا من الاختفاء.. ظهور أصغر ثعبان في العالم مجددًا
  • يواصل الغياب عن تدريبات بتروجت.. تطورات موقف حامد حمدان