RT Arabic:
2025-05-09@09:38:18 GMT

ترومان يكشف "سر الأسرار" لستالين وينتظر ردة فعله!

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

ترومان يكشف 'سر الأسرار' لستالين وينتظر ردة فعله!

اقترب الرئيس الأمريكي هاري ترومان من الزعيم السوفيتي يوسف ستالين، وأبلغه بأن الولايات المتحدة تمكنت من صنع أسلحة بقوة تدميرية رهيبة، وحاول أن يتبين الانطباع الذي تركته كلماته.

إقرأ المزيد الحق بإلقاء "بعض القنابل النووية"

هذه المحادثة جرت على هامش مؤتمر انعقد في"بوتسدام" بألمانيا في 24 يوليو عام 1945 بعد القضاء على النظام النازي هناك، بمشاركة زعماء الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وبريطانيا.

على خلاف المعتاد، انعقد مؤتمر بوتسدام لفترة طويلة، وتواصل من 17 يوليو إلى 2 أغسطس عام 1945، وكان الموقف الأكثر أهمية هو ردة فعل ستالين على كلمات ترومان بأن الأمريكيين اختبروا سلاحا فتاكا، من دون أن يكشف أنه عبارة عن قنبلة نووية.

الولايت المتحدة كانت أجرت تجربتها النووية الأولى صبيحة يوم 16 يوليو عام 1945، فيما كان الرئيس ترومان في بوتسدام، وتلقى وزير الدفاع الأمريكي حينها وكان برفقة رئيسه برقية من واشنطن يقول نصها: "تم إجراء عملية جراحية للمريض. التشخيص ليس واضحا تماما، لكن النتائج أكثر من مرضية وتتجاوز التوقعات".

ترومان سجل في مذكراته تلك الخطوة قائلا: "نحن الآن نمتلك أسلحة من شأنها أن تغير مسار التاريخ والحضارة".

رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل روى في مذكراته المحادثة التي جرت بين ترومان وستالين بالقول: "رأيت ترومان يقترب من ستالين وراقبتهما عن كثب. كنت أعرف ما كان ترومان يهم بقوله. كان من المهم الانطباع الذي سيتركه على ستالين، وكنت متأكدا من أنه لا يعرف أهمية ما حدث. لم يكن هناك مكان للقنبلة الذرية في مخاوفه الثقيلة، وإلا فإن ذلك سيكون ملحوظا على الفور، عوضا عن ذلك كان هناك تعبير رضى على وجهه".

تشرشل يواصل سرد الموقف ويروي أنه تقدم من ترومان وسأله: حسنا، كيف سارت الأمور؟"، أجاب ترومان: "لم يطرح عليّ أي سؤال!".

كان ترومان وتشرشل على يقين من أن الزعيم السوفيتي يوسف ستالين لم يدرك خطورة حصول الولايات المتحدة على سلاح رهيب يتمثل في القنبلة النووية.

الأمر لم يكن كما توهم تشرشل وترومان، طبقا لما كشف عنه في وقت لاحق، بافيل سودوبلاتوف رئيس الاستخبارات الخارجية السوفيتية في ذلك الوقت، فقد أبلغ ستالين في تقرير استخباراتي عن البرنامج النووي الأمريكي في مارس 1945، وفي أبريل تم تسليم الفيزيائي السوفيتي البارز إيغور كورتشاتوف جميع خصائص العبوة الناسفة النووية، وبعد 12 يوما من تجميع أول قنبلة نووية في "لوس ألاموس" بالولايات المتحدة، حصل على وصف لها.

فياتشيسلاف مولوتوف، معاون ستالين البارز، وكان تولى الإشراف على بدايات المشروع النووي السوفيتي، تطرق إلى تلك المحادثة بين الرئيس الأمريكي وستالين وروى أن "ترومان قرر مفاجأتنا. لقد أخذني أنا وستالين متكتما وأخبرنا أن لديهم مثل هذا السلاح الفائق، الذي لا سابق له. ظننت أنه يريد أن يصدمنا. ستالين استقبل النبأ بهدوء، فيما ظن ترومان أنه لم يفهم أي شيء. لم يقل (قنبلة ذرية)، لكننا أدركنا ذلك على الفور. لقد أدركوا أنهم غير قادرين بعد على بدء الحرب، فلديهم قنبلة واحدة أو قنبلتين فقط، ثم قاموا بتفجيرهما فوق هيروشيما وناغازاكي، ولم يعد هناك المزيد".

بعد أن تحدث إليه ترومان وأبلغه عن "الأسلحة الرهيبة" التي حصلت عليها الولايات المتحدة، اقترب ستالين من معاونه مولوتوف وقال له: "أريد أن أبلغ كورتشاتوف بأن يسرع في العمل!"، وكورتشاتوف هو أبو القنبلة النووية السوفيتية.

المؤرخ الأمريكي المتخصص في الحرب الباردة، جون غاديس كتب عن تلك المحادثة بين ترومان وستالين مقرا بأن الأخير ومولوتوف "علما بالقنبلة (النووية) قبل أن يعلم بها الرئيس الأمريكي بفترة طويلة".

في فترة زمنية قصيرة نسبيا، تمكن العلماء السوفييت ليس فقط من اللحاق بالأمريكيين في مجال الطاقة النووية، بل وتجاوزهم بأشواط، وأفسد ظهور الأسلحة النووية السوفيتية الخطط الأمريكية البريطانية لابتزاز موسكو نوويا، وإقامة نظام عالمي بحسب مصالحهما.

لم يدم احتكار الولايات المتحدة للأسلحة النووية أكثر من 4 سنوات، وكان هذا الاحتكار تهديدا خطيرا بعواقب مروعة شبيهة بما فعله القصف النووي الأمريكي لمدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين.

انتهت أحلام الولايات المتحدة بممارسة الابتزاز النووي وفرض شروطها على الكوكب في 29 أغسطس عام 1949، بإجراء الاتحاد السوفيتي أول اختبار لقنبلة نووية، وتطويره لاحقا قوة نووية وصاروخية رادعة.

التقديرات الأمريكية والغربية في ذلك الوقت كانت تفترض أن الاتحاد السوفيتي لن يتمكن من صنع أسلحة نووية قبل عام 1955، إلا أن العلماء السوفييت سابقوا الزمن، وفعلوا ذلك في وقت قياسي وانتهى احتكار الولايات المتحدة لهذا السلاح الفتاك في عام 1949.

 المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أرشيف الاتحاد السوفييتي الاسلحة النووية الحرب العالمية الثانية ستالين هيروشيما الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

لماذا ستخسر الولايات المتحدة معركتها مع الصين؟

يوم التحرير الذي خصصه دونالد ترامب للإعلان عما يُفتَرض أنها رسوم جمركية متبادلة ضد معظم بلدان العالم تحوَّل بعد تراجعه المتعجِّل عنها تحت ضغط الأسواق إلى حرب تجارية مع الصين. وربما هذا ما كان مقصودا أو غير مقصود منذ البداية.

إذن، هل يمكن أن يكسب ترامب هذه الحرب ضد الصين؟ في الواقع، هل يمكن للولايات المتحدة بعد عودة ترامب الثانية أن تأمل في التفوق في تنافسها الأوسع نطاقا مع الصين؟ الإجابة على السؤالين هي بالنفي. ليس لأن الصين لا تُقهَر. ولكن لأن الولايات المتحدة تُبدِّد كل الأصول التي تحتاج إليها للحفاظ على مكانتها في العالم في مواجهة قوة بضخامة وقدرة وعزيمة الصين.

كتب ترامب في تدوينة عام 2018 «الحروب التجارية جيدة ومن اليسير كسبها» كفكرة عامة هذا غير صحيح. فالحروب التجارية تؤذي كلا الطرفين. وفي حين من الممكن أن تنتهي الحرب التجارية بالتوصل إلى اتفاق يفيد كلا الجانبين إلا أن هذه النتيجة مستبعدة، بل من المرجح أن يفيد أي اتفاق من هذه الشاكلة أحد الطرفين على حساب الطرف الآخر. ومن المفترض أن مثل هذا الاتفاق هو ما يأمل فيه ترامب. أي أن تكسب الولايات المتحدة وتخسر الصين.

في اللحظة الراهنة تفرض واشنطن رسما جمركيا بنسبة 145% على الواردات الصينية فيما تفرض بكين رسما بنسبة 125% على الولايات المتحدة. كذلك فرضت الصين قيودا على صادرات «المعادن النادرة» للولايات المتحدة.

هذه الرسوم في الواقع حواجز عالية جدا ومانعة للتجارة. ويبدو مثل هذا الوضع «مواجهة لا يمكن أن ينتصر فيها أي طرف» بين القوتين العظميين؟ يميل المرء إلى الاعتقاد بأن الخطة الأمريكية (إذا كانت هنالك خطة أصلا) هي إقناع الشركاء التجاريين بفرض حواجز ثقيلة على الواردات من الصين مقابل حصولهم على اتفاقيات تفضيلية في التجارة (وربما في مجالات أخرى كالأمن) مع الولايات المتحدة. لكن هل هذه النتيجة ممكنة؟ الإجابة بالنفي.

أحد أسباب ذلك أن الصين تملك أوراقا قوية أيضا، فهنالك العديد من القوى المهمة التي لديها تبادل تجاري أكبر مع الصين مقارنة بالولايات المتحدة، من بين هذه البلدان استراليا والبرازيل والهند واندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية. نعم الولايات المتحدة سوقُ تصدير أكثر أهمية من الصين لبلدان عديدة مهمة لأسبابٍ من بينها العجوزات التجارية التي يشكو منها ترامب.

لكن الصين أيضا سوق مهمة لعدة بلدان.. بالإضافة إلى ذلك الصين مصدر واردات ضرورية لا يمكن إحلال العديد منها؟ فالواردات هي بعد كل شيء غرض التجارة.

الأهم أن الولايات المتحدة لم تعد مؤتمنة، فحين تتعامل على أساس المقايضات الآنية مع البلدان الأخرى تسعى دائما إلى الحصول على صفقات أفضل، ولا ينبغي لأي بلد «بكامل قواه العقلية» أن يرهن مستقبله لمثل هذا الشريك خصوصا في مواجهة الصين، وتعامُل ترامب مع كندا يشكل لحظة فاصلة. لقد ردَّ الكنديون عليه بإعادة انتخاب الليبراليين. فهل سيتعلم ترامب من هذا؟ هل يمكن للفهد أن يغير بُقَع جلده؟ هذه طبيعته. ترامب أيضا رجل اختاره الناخبون الأمريكيون مرتين.

الى ذلك، فك الارتباط مع الصين ينطوي على مخاطر، فالصين لن تنسى ومن المستبعد أن تغفر. وهي على الأقل تعتقد بأن شعبها أفضل في تحمل المعاناة الاقتصادية من الأمريكيين.

كما أن الحرب التجارية بالنسبة لها صدمة «طلب» أساسا في حين إنها للولايات المتحدة أساسا صدمة «عرض.» وإحلال الطلب المفقود أكثر سهولة من إحلال العرض المفقود.

الخلاصة، لن تحصل الولايات المتحدة على الاتفاقيات التي يبدو أنها تسعى إليها ولا على الانتصار الذي تأمل فيه على الصين. وافتراضي هو أن ترامب، مع اتضاح ذلك للبيت الأبيض، سيتراجع على الأقل جزئيا من حروبه التجارية معلنا الانتصار ثم يمضي في اتجاه آخر.

لكن ذلك لن يغير من واقع أن الولايات المتحدة تتنافس حقا مع الصين من أجل النفوذ الدولي. والمؤسف أن الولايات المتحدة اليوم ليست تلك الولايات المتحدة التي يريد العديدون منها أن تنجح في هذه المنافسة.

أمريكا ترامب لن تتفوق، فسكانها ربع سكان الصين واقتصادها بنفس حجم اقتصاد الصين فقط لأنها أوفر إنتاجا، ولا يزال نفوذها الثقافي والفكري والسياسي يفوق كثيرا نفوذ الصين لأن مبادئها وأفكارها أكثر جاذبية وأمكنها إيجاد تحالفات قوية تعزز هذا النفوذ مع البلدان المماثلة لها في توجهاتها. باختصار لقد ورثت أصولا ضخمة وتنعَّمت بها.

الآن دعونا ننظر فيما يحدث في ظل نظام حكم ترامب. ما يحدث مساعي تهدف إلى تحويل حكم القانون إلى أداة انتقام وتفكيك حكومة الولايات المتحدة واحتقار القوانين التي تشكل أساس الحكومة الشرعية والهجوم على البحث العلمي واستقلال الجامعات الأمريكية العظيمة. ما يحدث أيضا شنُّ الحروب على الإحصائيات الموثوقة والعداء تجاه المهاجرين على الرغم من أنهم ظلوا يشكلون قواعد نجاح الولايات المتحدة على مَرِّ الأجيال والإنكار الصريح لعلم الطب وعلم المناخ ورفض معظم الأفكار الأساسية في اقتصاديات التجارة.

هذا بالإضافة إلى مساواة قادة روسيا بقادة أوكرانيا أو حتى تفضيلهم عليهم والاحتقار العلني لتحالفات ومؤسسات تعاون يرتكز عليها النظام العالمي الذي أقامته الولايات المتحدة. كل هذا يحدث بواسطة حركة سياسية احتضنت تمرد يناير 2021 (اقتحام مبنى الكونجرس بواسطة أنصار ترامب عقب خسارته الانتخابات الرئاسية وقتها- المترجم.) نعم النظام الاقتصادي العالمي بحاجة حقا إلى تحسين. والحجة وراء مطالبة الصين بأن تتحول إلى النمو الذي يقوده الاستهلاك مُقنِعة جدا. ومن الواضح أيضا أن الكثير من الإصلاح مطلوب داخل الولايات المتحدة. لكن ما يحدث الآن ليس إصلاحا بل تحطيم لقواعد نجاح الولايات المتحدة في الداخل والخارج، وسيكون من الصعب تصحيح ذلك، وسيكون من المستحيل للناس نسيان من تسبب في ذلك وما تسبب في ذلك.

الولايات المتحدة التي تحاول إحلال حكم القانون والدستور برأسمالية المحاسيب الفاسدة لن تتفوق على الصين. والولايات المتحدة التي تتعامل مع البلدان الأخرى على أساس نفعي محض لن يُخلِص حلفاؤها في دعمها. العالم بحاجة الى الولايات المتحدة التي تنافس الصين وتتعاون معها. لكن للأسف في وضعها الحالي ستفشل فيهما كليهما.

مقالات مشابهة

  • بوتين: الاتحاد السوفيتي تحمل في التاريخ ما لم يتحمله أحد
  • تحول أميركي لافت: واشنطن تتخلى عن شرط التطبيع مع تل أبيب في المحادثات النووية مع السعودية
  • صحيفة إسرائيلية: كيف تلعب إيران بحذر بين موازنة المحادثات النووية الأمريكية والسياسة تجاه اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • نائب ترامب: المباحثات النووية الإيرانية على المسار الصحيح
  • الولايات المتحدة توقف العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن
  • تعزيز التواجد الأمريكي في بحر العرب وحادث ثانٍ لحاملة «هاري إس ترومان»
  • الجيش الأمريكي يفقد مقاتلة ثانية من طراز “F-18” في البحر الأحمر
  • تقرير يكشف ما فعله ماردونا قبل أسبوعين من وفاته
  • لماذا ستخسر الولايات المتحدة معركتها مع الصين؟
  • إيران والولايات المتحدة تعقدان الجولة الرابعة من المحادثات النووية