لجريدة عمان:
2025-05-16@18:48:26 GMT

التعليم المهني والتقني

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

إن أبرز مستجدات العام الدراسي الجديد التي سيتم العمل بها لأول مرة؛ هو قانون التعليم المدرسي الذي يعد إطارا تشريعيا ووثيقة تربوية وقانونية تعمل على تنظيم الحقوق والواجبات والمسؤوليات في إطار الجوانب المرتبطة بالعملية التعليمية؛ إضافة إلى البدء في تطبيق التعليم المهني والتقني وفق أفضل المعايير والممارسات التعليمية في تخصصي إدارة الأعمال وتقنية المعلومات، وهذه المستجدات ستفرض نفسها لإحداث نقلة نوعية في التعليم المدرسي والرقي به لمستويات جديدة تواكب التطورات.

ومن البدهي أن يكون كل ما هو جديد، قابلا دائما للتحديث والتطوير وأيضا محل تخوف من تجربته أو الدخول فيه، خاصة فيما يتعلق بتطبيق التعليم المهني والتقني، وكون هذه التجربة جديدة فإن تطبيقها والانخراط فيها يحتاج إلى تكاملية الأدوار بين المنظومات المرتبطة بهذا التطبيق، ومن هنا يأتي العمل التكاملي المتمثل في الكوادر الإدارية والتدريسية في المدارس وأولياء أمور الطلبة والمجتمع عامة، للحث والتشجيع على الانخراط في التعليم المهني والتقني، وإتاحة المجال لتنمية قدرات الطلبة ومهاراتهم.

إن تطبيق التعليم المهني والتقني من المؤكد أنه جاء وفق دراسة لحاجة السوق المحلي لهذه التخصصات التي تتطلب مهارة خاصة للتعامل مع الجوانب التقنية والمهنية، وإن خوض التجربة الأولى لتطبيق النظام الجديد في الصف الحادي عشر في أربع مدارس، بواقع مدرستين للذكور، ومدرستين للإناث بمحافظتي مسقط وشمال الباطنة، سوف يثبت نجاحه -بإذن الله- كونه يؤهل الطلبة في التعليم المدرسي ويضع لهم القواعد للانخراط في هذه التخصصات مستقبلا عندما يصلون لمرحلة التعليم الجامعي، وهذا التطبيق أيضا سوف يسهل على الطلبة في المرحلة القادمة ويجعلهم أكثر جاذبية لأصحاب العمل والمؤسسات للعمل فيها كونهم مؤهلين معرفيا ومهاريا للعمل بهذه المجالات.

المؤشرات تؤكد أن العمل الحر أصبح أكثر فائدة، وهذه التخصصات ستفتح آفاقا أرحب لفتح مشروعات خاصة، يمارس فيها أصحابها العمل الحر عبر مشروعات في المجالات المهنية والتقنية والتي تعدّ من أهم مصادر توفير فرص العمل المستقبلية.

وبحجم الأهمية التي تكتسبها هذه التخصصات فإن تجربتها لأول مرة في مدارس سلطنة عمان سيكون لها تأثير إيجابي مستقبلا وتدشن مرحلة جديدة لفتح مزيد من التخصصات التي من الممكن تجربتها في المدارس خاصة إذا حققت هذه التجربة النجاح المؤمل منها.

لذلك فإن الآمال معقودة على الجميع للمساهمة في إنجاح هذه التجربة الرائدة التي تؤسس لمرحلة جديدة تغير الأنماط التقليدية في التعليم، وتؤسس لنوع جديد من التعليم المدرسي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التعلیم المهنی والتقنی التعلیم المدرسی هذه التخصصات فی التعلیم

إقرأ أيضاً:

الجزار .. رحيل الفنان و صمود التجربة

 

الجزار .. رحيل الفنان و صمود التجربة

محمد كبسور

استطاع الفنان السوداني الراحل محمد فيصل الجزار و عبر صوته الجميل و موسيقاه المتفردة ، كسر النمط الفني التقليدي الذي كان سائداً في السودان.

و في خلال وقت قصير، وصل الجزار بأغنياته ذات النكهة الشرقية و اللمسات الغربية لقلوب قطاع واسع من الشباب.

و عُرف الجزار بشغفه للموسيقى وإبداعه في تقديم أعمال فنية ذات جودة عالية، و هو ما جعله يحظى بشعبية كبيرة و احترام واضح.

استفاد الجزار من الوسائط الحديثة و ثورة الانترنت في توصيل أغنياته لجمهور عريض متجاوزاً المنابر الرسمية التي تفرض نوعاً من القيود علي أي منتج و ترهنه لذوق الحرس القديم.

و اللافت في تجربة الجزار انه انعتق من تأثير الفنانين محمود عبد العزيز و جمال فرفور و اللذين سبقاه في الظهور و أثّرا علي اغلب الفنانين الذين ترافق ظهورهم و صعود الجزار.

و لعل عامل الدراسة كان له أثره الكبير في حالة الجزار و في استقلالية أعماله الإبداعية، إذ درس التوزيع الموسيقي وهندسة الصوت. كما اظهر الجزار اهتمامًا خاصًا بالتفاصيل الموسيقية مثل الهارموني والزخارف الصوتية. و هو ما أعطي تجربته بعداً علمياً و جمالياً اضافياً و أسهم في تميزها و صمودها.

و كان الجزار من أوائل الفنانين الذين وظّفوا التكنولوجيا في الموسيقى، وهو ما أسهم في تطوير البنية الفنية لأعماله.

و لطالما لاحقت الجزار اتهامات من منافسيه علي شاكلة أن تسجيلاته لم تكن بصوته الحقيقي. و هو ما ظل ينفيه باستمرار و بشكل عملي من خلال ظهوره في الحفلات الحية.

يعتبر الجزار في ذات الخط الذي انتهجه ربشة و محمد الأمين و الهادي الجبل و شرحبيل احمد و غيرهم من الفنانين الذين اهتموا بنوع من الربط ما بين الموسيقي السودانية الخماسية و رصيفتها العربية ذات السلم السباعي.

و لعل تجربة الجزار قد شجّعت عدداً مقدّراً من الفنانين الشباب، خصوصاً الذين يغنون بمصاحبة آلة الجيتار، علي الانخراط في تعريب “او سبعنة” الغناء السوداني.

و لعل من أمثلة المتأثرين بنمط الجزار الفنان محمد عثمان و الذي ارتبط بثنائية غنائية رائعة مع الجزار و كانا جزءً من “فرقة السودانيين” التي حملت لونية الجزار و وضعت بصمة علي خارطة الغناء الجماعي في السودان.

تربّع الجزار علي عرش الأغنية لفترة من الزمن بدأت مع مطلع الألفية ، لكنه تراجع نسبياً لصالح مطربين آخرين. و إن لم يتراجع حضوره كملحن مميّز و موزّع بارع يمتلك طابع خاص و موسيقي مميّزة. كما صمدت تجربته من خلال ما لحنه من اغنيات لفنانين آخرين و من خلال الإعلانات التجارية اذ ارتبط اسمه
بإعلانات كبريات الشركات السودانية خصوصا قطاع الاتصالات، و هو ما عزز من شعبيته وأبقاه حاضراً في الذاكرة الجماعية.

ربما لم تعتني تجربة الجزار كثيراً بالمفردة المغناة، و لكن المؤكد انها اهتمت جداً بالتأليف و التوزيع الموسيقيين، و هو ما ظهر بوضوح في تناوله لمجموعة من الأغنيات القديمة و المدائح النبوية و محاولة تحديث موسيقاها، كما ظهر من خلال اغنياته الخاصة التي ارتكنت في نجاحها علي اللحن و الأداء و التوزيع.

وُلِد محمد فيصل سعد الملقب بـ”الجزار” عام 1986/1/31م في العاصمة السودانية الخرطوم. و نشأ و ترعرع في حي الصحافة شرق. و بدأ شغفه بالموسيقى باكراً، و دعمه بدراسة التوزيع الموسيقي و هندسة الصوت في مصر.

توفي الجزار صباح الأربعاء 14 مايو 2025 بمدينة القضارف شرقي السودان و التي انتقل إليها بعد اندلاع الحرب في العاصمة الخرطوم، حيث ترك خلفه مركزه المتخصص في الموسيقى والإنتاج الفني و منزله.

تغني الجزار بالعديد من الأغنيات التي حاول أن يضع فيها بصمته المجدِّدة مثل “يا غريب عن ديارك”، “أشوفك”، “أرحل”، “السويتو أنت”، “طار الكلام”، “ناديت عليك”، “من الأسكلا والحلا”،”إن شاء الله يضوي ليك”،”يا مارّة بي بابنا”،”ملك الطيور”، “أسمر جميل” (بتوزيع جديد لأغنية الفنان السوداني الكبير إبراهيم الكاشف)، و غيرها من أغنيات.
كما وزّع أعمالاً مدائحية بطابع عصري، مثل “مكاشفي القوم” و “بعد صليت”.

تعاون مع عدد من الفنانين الشباب أمثال طه سليمان، معتز صباحي، حسين الصادق. و قدّم الجزار مجموعة من الأعمال الغنائية التي لاقت رواجاً واسعاً، خاصة تلك التي جمعته بفنانات بارزات مثل أفراح عصام، نسرين هندي، سامية الهندي، الفنانة الإثيوبية حليمة.

نال الجزار احترام كبار الفنانين، واختاره الراحل محمود عبد العزيز للمشاركة في برنامج “مع محمود” بقناة الشروق.

يعد الجزار احد  أبرز مؤسسي فرقة سودانيز باند.

و برغم موته المبكر و الفاجع إلا أن التاريخ سيكتب اسم الجزار من ضمن الفنانين المتمرّدين الذين أثّروا بنسبة مقدرة في تطوير الأغنية السودانية. و ستبقى أعماله شاهدًا على مسيرة فنية قصيرة، لكنها ثرية بالإبداع.

رحم الله محمد فيصل الجزار و اسكنه فسيح جناته.

الوسومالشاب الفنان رحيل كبسور محمد الجزار

مقالات مشابهة

  • اختتام ملتقى الاستثمار في التعليم المدرسي الخاص بالداخلية
  • الجزار .. رحيل الفنان و صمود التجربة
  • وزير الإعلام يبحث مع مديري المؤسسات الإعلامية التحديات التي تواجه العمل الإعلامي
  • العمل: اكثر من 66 ألف شخص من ذوي الاحتياجات استوردوا سيارات بشروط خاصة
  • "التربية والتعليم" تستشرف مُستقبل الاستثمار في التعليم المدرسي الخاص
  • توقيع مذكرة تفاهم بين الشركة الوطنية للتشغيل والتدريب وكلية التدريب المهني المتقدم في الأردن
  • قانون العمل الجديد.. نقلة نوعية في التدريب والتأهيل المهني
  • فرص عمل للمصريين في الخليج.. قدم الآن
  • «التعليم العالي» و«الإمارات للألمنيوم» تدعمان برنامج الابتعاث الوطني
  • معرض الأعمال الانتاجي لطلبة التعليم المهني BTEC