المحكمة ترفض وقف قانون ميسيسيبي للتحقق من أعمار مستخدمي وسائل التواصل
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
قررت المحكمة العليا الأمريكية عدم التدخل في نزاع قانوني يتعلق بأحد أبرز قوانين التحقق من أعمار مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، لتسمح مؤقتًا باستمرار تطبيق قانون ولاية ميسيسيبي الذي يفرض قيودًا صارمة على وصول القاصرين إلى المنصات الرقمية. ويأتي هذا القرار في وقت يشهد فيه المشهد القانوني في الولايات المتحدة جدلًا واسعًا حول دور الحكومات المحلية في تنظيم استخدام التكنولوجيا وحماية الأطفال على الإنترنت.
قانون ميسيسيبي يُلزم جميع مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي بإثبات أعمارهم قبل استخدام هذه الخدمات. وبموجب هذا التشريع، تتحمل المنصات نفسها مسؤولية منع القاصرين من الوصول إلى أي محتوى يُصنَّف على أنه "ضار"، كما يشترط موافقة الوالدين قبل أن يتمكن الأطفال من فتح حسابات أو استخدام هذه المنصات.
وتعارضت شركات التكنولوجيا مع هذه القوانين منذ الإعلان عنها. فقد قادت شركة NetChoice – وهي مجموعة تجارية تمثل عددًا من كبريات شركات التكنولوجيا مثل فيسبوك وإنستجرام وسناب شات ويوتيوب – دعوى قضائية ضد قانون ميسيسيبي، معتبرة أنه يشكل انتهاكًا مباشرًا للتعديل الأول من الدستور الأمريكي، الذي يكفل حرية التعبير.
في البداية، حكمت محكمة جزئية لصالح NetChoice، ما أدى إلى تعليق تنفيذ القانون مؤقتًا. إلا أن محكمة الاستئناف بالدائرة الخامسة ألغت قرار الحظر، ما أعاد القانون إلى مساره الطبيعي، وأجبر NetChoice على تقديم طلب عاجل للمحكمة العليا لوقف تنفيذه.
القاضي بريت كافانو، الذي نظر في الطلب، رفض التدخل الفوري لإلغاء قرار محكمة الاستئناف. لكنه أشار في تعليقاته إلى أن حجج NetChoice تبدو قوية على المدى الطويل، معتبرًا أن تطبيق قانون ميسيسيبي "قد ينتهك بالفعل" حقوق شركات التكنولوجيا بموجب التعديل الأول. ومع ذلك، رأى كافانو أن المجموعة لم تُظهر بما يكفي أن ميزان الأضرار والإنصاف يميل لصالحها في هذه المرحلة، ما دفعه إلى السماح باستمرار القانون مؤقتًا.
من جانبه، قال بول تاسكي، المدير المشارك لمركز NetChoice للتقاضي: "ملاحظات القاضي كافانو تؤكد أننا سننجح في نهاية المطاف في الدفاع عن التعديل الأول. ما حدث ليس أكثر من تأخير إجرائي مؤسف". وأضاف أن استمرار مثل هذه القوانين يُهدد حرية الإنترنت، ويضع أعباء غير عملية على الشركات التقنية التي تدير منصات تضم مئات الملايين من المستخدمين.
ما يحدث في ميسيسيبي ليس حالة فردية، بل جزء من موجة تشريعات محلية تسعى إلى فرض ضوابط أكثر صرامة على استخدام الأطفال للمنصات الرقمية. ففي ولايات أخرى مثل أركنساس وفلوريدا، أوقف قضاة فيدراليون قوانين مشابهة، معتبرين أنها تتعارض مع الحقوق الدستورية. بينما تستمر ولايات مثل تكساس ونبراسكا في صياغة أو تنفيذ قوانين خاصة بها لتنظيم وصول القاصرين إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
بعض هذه التشريعات يركز على المنصات العامة مثل فيسبوك وتيك توك، فيما يستهدف البعض الآخر المواقع المخصصة للبالغين، بما في ذلك مواقع المواد الإباحية، حيث تُطالب القوانين مقدمي هذه الخدمات بالتحقق الصارم من أعمار المستخدمين.
القضية تسلط الضوء على التوتر المستمر بين حرية التعبير من جهة، ومساعي الحكومات لحماية الأطفال من المحتوى الضار على الإنترنت من جهة أخرى. فبينما ترى بعض الولايات أن فرض التحقق من الأعمار خطوة ضرورية لتقليل المخاطر الرقمية، ترى شركات التكنولوجيا أن هذه القوانين تهدد خصوصية المستخدمين، وتضع قيودًا قد تكون غير عملية أو حتى مستحيلة التنفيذ على نطاق واسع.
قرار المحكمة العليا بعدم التدخل في هذه المرحلة يعني أن الجدل القانوني سيستمر خلال الفترة المقبلة، خصوصًا أن محاكم أدنى مستوى ستواصل نظر الدعاوى المتعلقة بدستورية هذه القوانين. وبالنظر إلى تضارب الأحكام بين الولايات والمحاكم المختلفة، فمن المرجح أن يعود الملف إلى المحكمة العليا نفسها في المستقبل، لكن هذه المرة لحسم المسألة من جذورها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شرکات التکنولوجیا هذه القوانین
إقرأ أيضاً:
قانون الإيجار القديم حسم الأمر.. ماذا يحدث إذا رفض المستأجر إخلاء شقته؟
يتساءل ملايين ملاك الإيجار القديم، عن الوضع القانوني لرفض المستأجر إخلاء شقته عقب انتهاء المدة التي نص عليها قانون الإيجار القديم، وهو الأمر الذي نص عليه القانون الجديد.
تنص تعديلات قانون الإيجار القديم على تطبيق فترة انتقالية قبل إنهاء عقود الإيجار القديمة، حُددت بسبع سنوات للوحدات المؤجرة لغرض السكن، وخمس سنوات للوحدات المؤجرة للأشخاص الطبيعيين لغير غرض السكن.
كما شمل التعديل مراجعة القيمة الإيجارية للوحدات المؤجرة وفق القانون القديم، حيث ستشهد الوحدات السكنية زيادة تصل إلى 20 ضعف القيمة الحالية في المناطق المتميزة، على ألا تقل الزيادة عن 1000 جنيه شهريا.
وفي المناطق المتوسطة، تُحدد الزيادة بعشرة أضعاف على الأقل، وبحد أدنى 400 جنيه، بينما تزداد في المناطق الاقتصادية لتصل إلى 250 جنيهاً على الأقل.
أما بالنسبة للأماكن المؤجرة للأشخاص الطبيعيين لغير غرض السكن، فتُرفع القيمة الإيجارية إلى 5 أضعاف القيمة الحالية.
ونص القانون كذلك على تطبيق زيادة دورية سنوية خلال الفترة الانتقالية بنسبة 15% على القيمة الإيجارية، سواء للوحدات السكنية أو غير السكنية، ما يعكس توجّهًا تدريجيًّا نحو إحداث توازن في العلاقة بين المالك والمستأجر بعد عقود من التجميد التشريعي في هذا الملف.
عقوبة رفض إخلاء شقق الإيجار القديمفي سياق متصل، شدد قانون الإيجار القديم المستأجر أو من امتد إليه عقد الإيجار إخلاء المكان المؤجر في نهاية المدة المحددة بالمادة 2 من هذا القانون، أو في حال تحقق إحدى الحالتين الآتيتين:
- إذا ثبت أن المستأجر أو من امتد إليه العقد قد ترك المكان المؤجر مغلقًا لمدة تزيد عن سنة كاملة دون وجود مبرر قانوني أو مشروع لذلك.
- إذا ثبت أن المستأجر أو من امتد إليه العقد يمتلك بالفعل وحدة أخرى (سكنية أو غير سكنية، حسب طبيعة العين المؤجرة) تكون قابلة للاستخدام في نفس الغرض الذي استؤجر من أجله المكان الحالي.
في حال امتنع المستأجر عن الإخلاء بعد تحقق إحدى هذه الحالات، يحق للمالك أو المؤجر اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة:
أمر الطرد من قاضي الأمور الوقتية: يمكن للمالك أو المؤجر أن يتقدم بطلب إلى قاضي الأمور الوقتية بالمحكمة الواقع في دائرتها العقار. يصدر القاضي أمرًا بطرد الممتنع عن الإخلاء.
الحق في التعويض: لا يؤثر أمر الطرد الصادر عن قاضي الأمور الوقتية على حق المالك في المطالبة بالتعويض عن أي أضرار لحقت به بسبب امتناع المستأجر عن الإخلاء، إذا كان هناك مقتضى لذلك.