الأمان الأسري وتداعياته
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
ناصر بن حمد العبري
مع ارتفاع أصوات أبناء الوطن من المُسرَّحين من أعمالهم والباحثين عن عمل، المطالبين بتوفير وظائف لهم أو إعطائهم راتبًا شهريًا إلى حين توظيفهم، علينا أن نُحافظ على التماسك الأسري وتجنُّب الانحراف الذي لا تُحمد عقباه، وقطع الطريق أمام المتربصين من خارج الحدود حتى لا يتم استغلال شبابنا في أعمال تتنافى مع قيم مجتمعنا.
تجار المخدرات والعصابات الأخرى تترصَّد لمثل هذه الفرص، لكن أمن الوطن واستقراره لهما الأهمية الأولى. لذلك فإن صرف راتب شهري لأبنائنا سيُعزِّز من اللحمة الوطنية وتماسكها، ويقطع الطريق على المتربصين بشبابنا، ويُعيد الثقة بين الشباب والمسؤولين في الحكومة. وكوني أحد الصحفيين المتابعين لملف الباحثين والمُسرَّحين من أبنائنا، فإنني أشعر بما يعانونه من الحاجة إلى العمل والراتب حتى يتمكنوا من أداء دورهم في خدمة الوطن.
والمؤكد أن حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -أيَّده الله- يتابع هذا الملف، ويبذل الجهود الرامية إلى تحقيق أفضل الفرص لأبنائنا وضمان العيش الكريم لشبابنا الذين هم مستقبل الوطن. وعلى القطاع الخاص أن يُذلِّل كل الصعاب ويُعجِّل بإحلال المواطنين بدلًا من الأجانب في أقرب وقت ممكن؛ لأن أبناءنا لديهم الخبرة والمؤهلات التي تمكّنهم من تطوير مؤسسات القطاع الخاص كلٌّ في مجاله.
إن تأثيرات فقدان الأمان الوظيفي جعلت شبابنا بين المطرقة والسندان. فالشباب لديهم عائلات والتزامات وديون، وهم مقبلون على عام دراسي جديد. فمن أين سيوفرون المستلزمات المدرسية ومصاريف البيت والماء والكهرباء؟!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
قبائل اليمن صمام الأمان وجسر الإمداد
يمانيون| بقلم الشيخ| درهم محمد ابوالرجال*
تعتبر قبائل اليمن صمام أمان للوطن نظرا لدورها البارز في كل مناحي الحياة، حيث تعد أحد الركائز الرئيسية المساعدة للدولة وقوتها الفاعلة والمؤثرة، وتلاحمها دليل على سلامة مكونات الوطن ومقوماته وتوحد قدراته، كل ذلك نتيجة حملها مبادئ وقيم ثابتة راسخة لا تتأثر بمختلف العوامل الداخلية والخارجية، ولو أردنا الحديث عن مناقب القبل والقبائل اليمنية، نحتاج إلى دواوين، لكن سوف نوجز دورها المشرف في الأحداث والمستجدات الحالية التي تعصف بالمنطقة، ودورها في التصدي لدول تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وأذيالهم من المرتزقة على مدى 10 سنوات وحتى اللحظة.
ونظرا للدور الهام الذي تعلبه القبائل فإنها كانت ولا تزال تمثل القوة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المؤثرة، ومفتاح القوة الضاربة، والمخزون البشري الذي لا ينضب من المقاتلين والعطاء والجهاد التي قدمته في سبيل الله ودفاعا عن هذا الشعب، في حين أنها تتميز في خلق مناخ قوي فولاذي لأكبر حاضنة شعبية، مرونة في التعامل مع البيئة السياسية، والعوامل الاجتماعية.
ومن أهم مميزاتها أنها قبائل أصيلة محاربة بالفطرة وأبنائها وأحفادها حيث أصبح السلاح جزء لا يتجزأ من هويتها وثقافتها ومكنونها، فكانت الحصن المتين والسد المنيع لكل غازي ومعتد وهي الشريان الحقيقي الذي يتدفق بكل شبر في اليمن، والرديف الأول في عزة وقوة وتماسك وتلاحم اليمن، في التصدي ودحر الغزاة على مر التاريخ.
وعندما نتكلم عن القبائل اليمنية نحن نتحدث عن مجد وتاريخ نضالي عريق ونخوة وشهامة، كتب التاريخ عنها بالخط العريض عنوان شموخ وعظمة وحضارة هذا الشعب العظيم.
ورغم الاستهداف المتكرر للقبيلة إلا أنها حافظت على هويتها ومبادئها وتماسكها واندماجها بالدولة والمواطن، وما يدل على ذلك هو تأسيس مجلس التلاحم الشعبي القبلي الذي احتوى كل المكوّنات السياسية والعسكرية والقبلية والفكرية والأكاديمية والاقتصادية، وتوسعت قاعدته الشعبية، والنخبوية القبلية بشكل غير مسبوق، كونه ضم كل القبائل في المناطق الشمالية والجنوبية من كل الأطياف، معبرا عن تطلعات الشعب اليمني، وإرادته الوطنية بعيدًا عن الطائفية والعرقية والمناطقية والحزبية الضيقة”.
ولذا فإن مجلس التلاحم القلبي أصبح مظلة لكافة شرائح القبائل اليمنية من مختلف مكوناتها وجسر الإمداد ، شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا، حيث شكل تحولا أساسيا في تعزيز الصمود طوال عقد من الزمن في مواجهة دول العدوان، وكان له موقف محوري في تقوية الصف الداخلي وتعزيز الجبهة الداخلية من خلال حل وإنهاء قضايا الثارات، والنزاعات القبلية، ورفد الجبهات بالمقاتلين والقوافل البشرية والمادية والمالية، وبتلاحم القبائل اليمنية التي أصبحت اكثر تماسكا وقوة فشل مخطط امريكا وأدواتها في المنطقة.
*شيخ ضمان، ورئيس المجلس الأعلى لمنظمات المجتمع المدني.
#الشيخ_درهم_أبوالرجال#قبائل_اليمن