الأزهر الشريف.. ظل عبر تاريخه صوتًا قويًا للحق، مدافعًا عن القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى.

 وقد أعلن موقفه الراسخ برفض كل محاولات تصفية القضية أو التنازل عن أي حق من حقوق الشعب الفلسطيني. كما يؤكد الأزهر دومًا رفضه القاطع لتهجير الفلسطينيين وتمسكه بحقهم المشروع في أرضهم ووطنهم.

نص كلمة شيخ الأزهر خلال احتفالية المولد النبوي الشريفالرئيس السيسي يكرم علماء الأزهر ووزارة الأوقافوكيل الأزهر الأسبق: تكريم الرئيس السيسي أعادني للحياةشيخ الأزهر للرئيس السيسي: ندعمكم في الموقف الرافض لذوبان القضية الفلسطينية


وألقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، كلمة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف 2025، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالقاهرة.

شيخ الأزهر للرئيس السيسي: ندعو الله أن يقوي ظهركم  

خاطب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، خلال كلمته اليوم باحتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف، الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلا: "إننا في الأزهر الشريف نشد على يديكم وندعو الله أن يقوي ظهركم، وأن يوفقكم فيما أنتم ماضون فيه من الثبات على الموقف الرافض لذوبان القضية الفلسطينية، وحماية حقوق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه، والرفض القاطع لمؤامرات التهجير والتشبث بالموقف المصري التاريخي في حماية القضية الفلسطينية ومساندة الفلسطينيين".

وتقدم الإمام الأكبر بأطيب الأماني إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإلى شعب مصر، وإلى الأمتين: العربية والإسلامية، شعوبا وحكاما، وذلك بمناسبة حلول ذكرى مولد النبي خير الناس وأكرمهم وأرحمهم وأعظمهم: سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين.

وأكد شيخ الأزهر، خلال كلمته أن ميلاده صلوات الله وسلامه عليه، ليس بميلاد زعيم من الزعماء أو عظيم من العظماء أو مصلح أو قائد أو فاتح مغوار، وإن كان كل ذلك، وأكثر منه، قد جمع له في إهابه النبوي الشريف، وله منه الحظ الأوفى والسهم الأوفر، وأن حقيقة الأمر في ميلاده-صلوات الله وسلامه عليه- أنه ميلاد «رسالة إلهية خاتمة» أرسل بها «نبي» خاتم، وكلف أن يدعو إليها كافة الناس في مشارق الأرض ومغاربها «بدعوة واحدة، وعلى سنة المساواة بين الشعوب والأجناس».

التشريع الإسلامي للحرب

سلّط الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الضوء على أحد أبرز أوجه الرحمة النبوية، وهو ما يتعلق بـ التشريع الإسلامي للحرب.

وأكد الطيب أن الإسلام وضع قواعد أخلاقية لا مثيل لها في التاريخ البشري، حيث حصر القتال في حالات دفع العدوان فقط، وحرّم التوسع في القتل والتخريب، وأكد على حرمة قتل غير المقاتلين، مثل النساء والأطفال والشيوخ ورجال الدين، وهو ما يُعدّ سبقًا حضاريًا سبق به الإسلام مواثيق العالم الحديث.

وأشار الإمام الأكبر إلى أن فقهاء المسلمين أسسوا منذ وقت مبكر ما يُعرف بـ "فقه السير"، وهو الإطار الفقهي الذي نظّم علاقة المسلمين بغيرهم وقت الحرب والسلم، مشددًا على أن هذا الفقه يُعدّ نواة للقانون الدولي الإنساني، ويستند إلى إجماع فقهي على منع الإسراف في القتال أو التدمير أو إتلاف الممتلكات، واقتصار استخدام القوة على ردّ الاعتداء فقط دون أي انتقام أو إبادة.

واستشهد الطيب بمقولة الأديب مصطفى صادق الرافعي:"المسلمون في معاركهم يحملون السلاح ويحملون معه الأخلاق، فمن وراء أسلحتهم أخلاقهم، وبذلك تكون أسلحتهم نفسها ذات أخلاق."

لا مقارنة بين حرب عادلة وحروب عدوانية


وأوضح شيخ الأزهر أن حديثه عن قواعد الحرب في الإسلام ليس الغرض منه مقارنة تاريخية بين حروب المسلمين والحروب المعاصرة، لأن المقارنة تقتضي تشابهًا مبدئيًا في الأهداف والدوافع، وهو ما لا ينطبق على ما يشهده العالم اليوم، خصوصًا في غزة، أوكرانيا، السودان وغيرها من المناطق المنكوبة.

وقال إن الإسلام حرم حتى قتل أطفال العدو، وحمّل الجندي المسلم مسؤولية الحفاظ على حياتهم، بينما نشهد في عصرنا الحالي أنظمة تدفع الأطفال نحو الجوع والموت البطيء كما في غزة، ثم تُلقي عليهم القنابل تحت شعارات زائفة مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان.

طباعة شارك الأزهر الأزهر الشريف اخبار التوك شو السيسي الرئيس السيسي غزة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر الأزهر الشريف اخبار التوك شو السيسي الرئيس السيسي غزة القضیة الفلسطینیة الأزهر الشریف الإمام الأکبر النبوی الشریف شیخ الأزهر

إقرأ أيضاً:

بعد رحيله... مواقف مؤثرة للشيخ أحمد عمر هاشم مع الرئيس السيسي

ودعت مصر والأمة الإسلامية فجر اليوم أحد أعلامها الكبار، العالِم الجليل والداعية المربي، الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والذي انتقل إلى جوار ربه عن عمر ناهز 84 عاما، بعد رحلة عامرة بالعطاء في خدمة الدين والعلم.

كان للفقيد الراحل مكانة عظيمة في قلوب المصريين، وتقدير خاص لدى القيادة السياسية في الدولة، وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي عبر في مناسبات كثيرة عن احترامه العميق وتبجيله الكبير للشيخ أحمد عمر هاشم، سواء في المحافل الدينية المحلية أو الدولية.

ومن خلال هذا التقرير، سوف يرصد "صدى البلد"، موقف الشيخ الراحل أحمد عمر هاشم مع الرئيس السيسي، وأيضا حديث الشيخ الراحل عن الرئيس السيسي.

وفي صلاة عيد الأضحى لعام 2025، التي أقيمت بمسجد مصر الكبير في العاصمة الإدارية الجديدة، حرص الرئيس السيسي على استقبال الشيخ بنفسه، وقبل رأسه، وتبادل معه التحية بكل تواضع وإجلال، في مشهد لاقى صدى واسعا، وأعرب عن المكانة العلمية والدينية التي كان يحظى بها الشيخ لدى الدولة، قيادة وشعبا.

مواقف متكررة تؤكد عمق العلاقة

ولم تكن هذه اللفتة الإنسانية هي الأولى من نوعها، فقد تكررت في مناسبات دينية عدة، ففي احتفالية ليلة القدر لعام 2021 التي نظّمتها وزارة الأوقاف، قام الرئيس السيسي بمصافحة الشيخ أحمد عمر هاشم، وتوجه إليه بنفسه، وتبادل معه التحية في حضور كبار علماء الأزهر والأئمة والدعاة. 

وقد عكست تلك المواقف احترام الدولة العميق لعلماء الدين، وتقديرها لرموز الوسطية والاعتدال.

وهذه المشاهد أصبحت رموزا حية للوفاء والعرفان بدور رجل قضى حياته في خدمة الدعوة الإسلامية، ونشر قيم الوسطية والتسامح، وتعزيز العلم الشرعي في المجتمع المصري والعالم الإسلامي.

مراسم الجنازة والتشييع

ومن المقرر أن تُقام صلاة الجنازة على روح الدكتور أحمد عمر هاشم عقب صلاة الظهر بالجامع الأزهر الشريف، أحد أبرز منارات العلم والدين في العالم الإسلامي. وبعدها يشيع جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير في مدافن العائلة بالساحة الهاشمية بقرية بني عامر – مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، حيث تتم مراسم الدفن بعد صلاة العصر.

كلمات مؤثرة من الشيخ عن الرئيس السيسي

وفي تصريحات سابقة، عبر الدكتور أحمد عمر هاشم عن تقديره للرئيس عبد الفتاح السيسي، واصفا إياه بـ "الرجل الصالح" الذي يحب العلماء والصالحين.

 وفي حوار صحفي سابق، أجاب فضيلة الشيخ على سؤال بشأن سر العلاقة الخاصة بينه وبين الرئيس، قائلا: "أنا أرجع ذلك إلى أن الرئيس السيسي صاحب عاطفة دينية، نشأ في بيئة متدينة، وولد في حي شعبي ديني، ويحب العلماء والصالحين.. ولكن هذا وحده لم يكن كافيًا لتكوين تلك الصورة العميقة عنه في وجداني، حتى قرأت كتابا بعنوان (أولياء مصر)، من تأليف الأستاذ محمد خالد، نجل الكاتب الكبير خالد محمد خالد، وقد ذكر فيه شخصية الرئيس عبدالفتاح السيسي ضمن أولياء مصر، ومن خلال ما قرأت، أدركت السر وراء ما أراه فيه من صلاح ومحبة للعلماء".

وداع يليق بمقام عالم جليل

ويرحل الدكتور أحمد عمر هاشم بجسده، وتبقى سيرته الطيبة وعلمه وآثاره ومحبته في قلوب طلابه ومحبيه، شاهدة على حياة قضاها في ميادين العلم والدعوة وخدمة الإسلام. وإذ تبكيه مصر اليوم، فإنها تخلّد اسمه في سجل علماءها الكبار الذين تركوا أثرا خالدا في العقول والقلوب.

أحمد عمر هاشم.. 70 مؤلفا خلال رحلة العلم وخدمة الأزهر والسنة النبويةعلي جمعة ناعيا أحمد عمر هاشم: فقدنا المُحدث الرباني جعل عمره في خدمة الدعوة والدين

والجدير بالذكر، أن  ولد الدكتور أحمد عمر هاشم في 6 فبراير 1941، وتخرج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1961، وحصل على الإجازة العالمية عام 1967، ثم عين معيدا في قسم الحديث بكلية أصول الدين، ونال درجة الماجستير في علوم الحديث عام 1969، ثم الدكتوراه في التخصص نفسه، وأصبح أستاذًا لعلوم الحديث عام 1983، ثم عين عميدا لكلية أصول الدين بالزقازيق عام 1987، وفي عام 1995 تقلد منصب رئيس جامعة الأزهر.

وشغل الدكتور هاشم العديد من المناصب العلمية والإدارية، منها عضوية مجلس الشعب المصري بتعيين من الرئيس الأسبق حسني مبارك، وعضوية المكتب السياسي للحزب الوطني الديمقراطي، وعضوية مجلس الشورى بالتعيين، بالإضافة إلى عضويته في مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون ورئاسة لجنة البرامج الدينية بالتليفزيون المصري، كما ترأس جامعة الأزهر وقسم الحديث في الجامعة.

مؤلفات الدكتور أحمد عمر هاشم

وترك إرثا علميا غنيا من خلال مؤلفاته التي تناولت علوم الحديث والسنة النبوية ومواضيع أخرى في الفكر الإسلامي، ومن أبرزها: «السنة النبوية وعلومها»، «قواعد أصول الحديث»، «المحدثون في مصر والأزهر»، «قبس من الحديث النبوي»، «أزمة الخليج في ميزان الإسلام»، «محنة الخليج»، «مناهج المحدثين في رياض السيرة النبوية»، «الدعوة الإسلامية: منهجها ومعالمها»، «في ظلال الهدي النبوي»، «رمضان والصيام»، «الإسراء والمعراج»، «المرأة في الإسلام»، و«الدفاع عن الحديث النبوي»، وغيرها من الكتب التي أثرت المكتبة الإسلامية.

وشارك في العديد من المؤتمرات العلمية والدينية داخل مصر وخارجها، وقدم بحوثا مهمة في مجالات السنة والسيرة والحديث والطب الإسلامي ومكانة الحرمين الشريفين، كما شغل منصب رئيس بعثة الحج لجامعة الأزهر، وشارك في مؤتمرات دولية منها باكستان، الجزائر، المغرب، ألمانيا، الكويت، الولايات المتحدة، وغيرها.

 قبلة الرئيس ووصية الشعراوي

وفي السياق نفسه، كرمه الرئيس السيسي أكثر من مرة وكان يحله ويقدره كأحد علماء مصر والعالم الإسلامي الأفذاذ.

هاشم والشعراوي

ارتبط العالم الراحل الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، بعلاقة قوية مع إمام الدعاة محمد متولى الشعراوى وكانت بينهما صداقة واحترام حتي أن الشيخ الشعراوي رحمه الله أوصي أن يغسله الدكتور أحمد عمر هاشم عند وفاته.
 

ناعيًا أحمد عمر هاشم.. البحوث الإسلامية: فقدنا حارسا أمينا على السُّنة النبويةأفنى عمره في خدمة الإسلام.. محافظ الغربية ينعى الدكتور أحمد عمر هاشم طباعة شارك الشيخ أحمد عمر هاشم وفاة الشيخ أحمد عمر هاشم أحمد عمر هاشم الرئيس السيسي السيسي مواقف السيسي والشيخ أحمد عمر هاشم وفاة أحمد عمر هاشم

مقالات مشابهة

  • أحمد عمر هاشم في حوار سابق: والدى نذرني لخدمة الأزهر والعلم الشريف والقرآن والسنة
  • نائبة بالبرلمان الإسباني: نؤكد ضرورة دعم القضية الفلسطينية
  • الإمام الأكبر يصل الجامع الأزهر لأداء صلاة الجنازة على الدكتور أحمد عمر هاشم
  • وداع مهيب.. الإمام الأكبر يتقدم جنازة أحمد عمر هاشم في الجامع الأزهر
  • الإمام الأكبر يصل الجامع الأزهر لأداء صلاة الجنازة على د. أحمد عمر هاشم - صور
  • صوت الأزهر في وجه الاحتلال.. كيف دعم الدكتور أحمد عمر هاشم القضية الفلسطينية؟
  • بعد رحيله... مواقف مؤثرة للشيخ أحمد عمر هاشم مع الرئيس السيسي
  • الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف تحيي ذكرى وفاة شيخ الأزهر الأسبق فضيلة الشيخ عبد المجيد سليم
  • الرئيس السيسي: السلام الحقيقي فى الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة
  • محمد أبو شامة: مصر تلعب دورًا محوريًا في مستقبل القضية الفلسطينية