في مياه البحر الأبيض المتوسط الهائجة، وتحديدا قبالة السواحل التونسية، تستعد سفن أسطول الصمود العالمي للانطلاق الأحد في رحلة تاريخية نحو قطاع غزة المحاصر.

الساعة تشير إلى مساء الخامس من سبتمبر/أيلول 2025، والاستعدادات الأخيرة تجري على قدم وساق لما يُعتبر أكبر جهد بحري مدني لتحدي الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 18 عاما.

عبر خطوط الهاتف التي تربط بين تونس وجنوب أفريقيا، تتدفق أصوات المشاركين الجنوب أفريقيين في هذه المهمة التاريخية، أصوات تحمل في نبراتها مزيجا من التصميم والقلق، من الأمل والخوف، من الحماس والوعي العميق بخطورة ما هم مقدمون عليه.

على متن سفن ثلاث، يقف 10 جنوب أفريقيين، بينهم حفيد نيلسون مانديلا، حاملين معهم ليس فقط 15 طنا من المساعدات الإنسانية، بل رسالة واضحة من القارة التي هزمت الأبارتايد.

الرحلة التي بدأت من برشلونة في 31 من أغسطس/آب الماضي، شهدت تأجيلا لمدة 3 أيام بسبب الأحوال الجوية السيئة، قبل أن تستعد للانطلاق أخيرا من موانئ تونس في 7 من سبتمبر. المسار المخطط له يمتد على مسافة تزيد عن 1200 كيلومتر بحري من تونس إلى غزة، رحلة تستغرق عادة بين 7 إلى 8 أيام في الظروف العادية. لكن هذه ليست رحلة عادية، فالأسطول يتجه نحو مياه يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، الذي أعلن صراحة أنه سيعترض أي محاولة للوصول إلى غزة.

على متن السفن الثلاث، يسافر أكثر من 200 ناشط من 44 دولة حول العالم، بينهم 45 طبيبا وعاملا في المجال الصحي، و35 أكاديميا وباحثا، و25 صحفيا وإعلاميا لتوثيق الرحلة، و40 ناشط حقوق إنسان. الحمولة تشمل 15 طنا من المساعدات الطبية والتعليمية، بما في ذلك أدوية أساسية، ومعدات طبية، وكتب مدرسية، وألعاب للأطفال.

الوفد الجنوب أفريقي الكامل يضم 10 أشخاص يمثلون تنوع البلاد العرقي والديني والجغرافي، بالإضافة إلى شخص واحد ينضم إلى فريق الدعم القانوني. من بينهم نكوسي زويليفيليلي مانديلا، حفيد نيلسون مانديلا وعضو البرلمان الجنوب أفريقي، والدكتورة زهيرة سومار، الناشطة في حركة التضامن مع فلسطين، وجاريد ساكس، الأكاديمي وناشط من "يهود جنوب أفريقيا من أجل فلسطين حرة"، وزوكيسوا وانر، الكاتبة والصحفية الحائزة على جوائز، وإلهام معفق هاتفيلد، مؤسسة منظمة دعم الإغاثة في الكوارث، والدكتورة فاطمة هندريكس، أخصائية العلاج المهني والباحثة، وإرشاد أحمد شوتيا وفاضل بهرا ونورين سالوجي ورياض مولا.

سومار أمّ لـ3 أطفال تترك بيتها في جنوب أفريقيا لتبحر نحو مياه خطيرة قد لا تعود منها (الجزيرة)دوافع الرحلة ومعنى التضامن

عبر الهاتف من تونس، يتدفق صوت الدكتورة زهيرة سومار، الناشطة التي قضت سنوات في الاحتجاجات الأسبوعية والمظاهرات تضامنا مع فلسطين. في نبرة صوتها هدوء يخفي وراءه عاصفة من المشاعر، وهي تشرح دوافعها للانضمام إلى هذه الرحلة الخطيرة.

إعلان

"لقد قررت الإبحار في الأسطول من أجل عمل مباشر أكثر لأسباب محددة جدا"، تقول سومار وصوتها يحمل حزما واضحا. "أولا، لأنه شكل من أشكال النشاط. ثانيا، إنه شكل غير عنيف من النشاط. وثالثا، لأن الأشياء المعتادة التي كنا نقوم بها خلال العامين الماضيين وقبل ذلك، مثل الاحتجاجات، المقاطعة، الضغط على الحكومة، مناشدة الشركات، بينما نجحت هذه الأساليب وأحدثت بعض التغيير، لم تتمكن من وقف إبادة جماعية في عامين ولم تتمكن من منع ووقف مجاعة من صنع الإنسان والتجويع".

يتوقف صوتها لحظة، في حديثها مع الجزيرة نت، وكأنها تجمع أفكارها، قبل أن تضيف: "الأسطول عمل غير سياسي وغير عنيف. إنه فقط لكسر الحصار وفتح الممر الإنساني، وهو ما يتماشى مع القانون الدولي ومع حكم محكمة العدل الدولية في 2024." صوتها يرتفع قليلا عندما تعترف: "الانضمام للأسطول نابع من اليأس. إنه نابع من يأس مطلق لنا كبشر لأننا لا نستطيع تحمل الوقوف ومشاهدة ما يحدث لفترة أطول".

هذا اليأس الذي تتحدث عنه سومار ليس ضعفا، بل قوة محركة، كما يتضح من نبرة صوتها الحازمة. إنه الدافع الذي يحول المواطنين العاديين إلى أبطال غير عاديين، والذي يجعل أمّا لـ3 أطفال تترك بيتها في جنوب أفريقيا لتبحر نحو مياه خطيرة قد لا تعود منها. "نحن لسنا أشخاصا استثنائيين. لسنا أبطالا. لا يوجد شيء مميز بي. لا أحمل مهارات فريدة خاصة لا يملكها أحد في هذا العالم. أنا إنسانه عادية. أنا زوجة، أنا أم، أنا ابنة، أنا أخت. أعمل، أعتني بعائلتي، وأعيش، وأعيل، وأنا مسلمة".

في مكالمة هاتفية أخرى من تونس، يتحدث جاريد ساكس، الحاصل على دكتوراه من جامعة كولومبيا في دراسات الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا. صوته يحمل ثقل المسؤولية التي يشعر بها تجاه قضية قد تكلفه الكثير من ناحية علاقاته مع بعض أفراد مجتمعه. "هذا يعطيني مسؤولية للعمل ضد هذا تحديدا وتحدي تلك الرواية التي تقول بطريقة ما إن إسرائيل تتحدث باسم جميع اليهود، أو اليهود بشكل عام. إسرائيل لا تفعل ذلك"، يقول ساكس للجزيرة نت، وفي صوته حزم واضح. "كما رأينا، العديد والعديد من اليهود، خاصة خارج إسرائيل، يرفضون الصهيونية، يرفضون ما تفعله إسرائيل، ويرفضون بالتأكيد هذه الإبادة الجماعية".

ساكس، الذي أسس منظمة خيرية للأطفال وعمل مع أبرز الحركات الاجتماعية في جنوب أفريقيا لأكثر من 20 عاما، يشعر بثقل خاص على كتفيه، كما يتضح من نبرة صوته المتأملة. "بالنسبة لي، أشعر أن لدي مسؤولية للعمل. وقد كنت أحاول القيام بذلك لسنوات عديدة، لكن خاصة منذ السابع من أكتوبر. وخلال العامين الماضيين، حاولنا بشدة في مساحات التضامن الفلسطيني لإنهاء هذه الإبادة الجماعية، لإنهاء هذه الحرب، لوقف التجويع. ولم نحقق ذلك".

من تونس أيضا، يأتي صوت زوكيسوا وانر، الكاتبة والصحفية الحائزة على جوائز عالمية، وهي تتحدث بنبرة تحمل مزيجا من التأمل والعزيمة. هذه المرأة البالغة من العمر 48 عاما، والتي أعادت وسام غوته الألماني المرموق احتجاجا على موقف ألمانيا من فلسطين، تجد نفسها اليوم تكتب فصلا جديدا من نضالها.

إعلان

"قراري بالإبحار كان في وقت محدد"، تقول وانر للجزيرة نت وفي صوتها نبرة تأملية. "حسنا، لم أكن أعرف أنه سيكون هناك أسطول، لكن إذا كان هناك وقت محدد أو شيء حفزني للقيام بذلك، فقد كان حقا سلسلة من المحادثات مع آخرين، لكن أعتقد أن الشيء الوحيد الذي أثر بي حقا كان عندما كنت في البرازيل وأدركت أن نفس المشاكل التي تواجهها البرازيل ونفس المشاكل التي تواجهها جنوب أفريقيا، لكنها جميعا متمركزة، تأتي جميعا من نفس المكان، وهو حقا مثل الرأسمالية والجشع للمزيد والمزيد من المال من قبل أشخاص معينين على حساب الأفقر وتجريم الفقراء".

الاكتشاف الذي غير نظرة وانر للعالم كان مرعبا في بساطته وعمقه، كما يتضح من نبرة الصدمة في صوتها. "لم أدرك أن هناك هذه العصابات في مجتمعاتنا، أفريقيا. كل هذه المجتمعات لا تملك أسلحة فعلا. بالمثل، هناك أسلحة في الأحياء الفقيرة في البرازيل، وتلك الأسلحة لا تأتي من هناك. الأشخاص الذين يجلبون ويلقون تلك الأسلحة هم أيضا نفس الأشخاص الذين يختبرون هذه الأسلحة على الفلسطينيين".

يتوقف صوتها لحظة، وكأنها تستوعب ثقل ما تقوله، قبل أن تضيف بنبرة حازمة: "وهكذا غزة، وقد قلت هذا مرات كثيرة من قبل، إنها نقطة الصفر، لكنها مؤشر على مشكلة أكبر نواجهها كعالم، وهناك حاجة لإعادة التفكير في نظام كيفية قيامنا بالأشياء لأنه الآن، غزة اليوم، يمكن أن تكون قريتي الصغيرة أو قريتك غدا".

حفيد ما نديلا أصبحت الكوفية الفلسطينية جزءا لا يتجزأ من هويته (الجزيرة)إرث مانديلا والتضامن التاريخي

في قلب هذه المجموعة المتنوعة، يقف نكوسي زويليفيليلي مانديلا، حفيد نيلسون مانديلا وعضو البرلمان الجنوب أفريقي عن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. وصل مانديلا إلى تونس قادما من الدوحة يوم الخميس الماضي، حاملا معه إرث جده العظيم ورسالة واضحة. هذا الرجل البالغ من العمر 51 عاما، والذي يحمل على كتفيه ثقل التاريخ والتوقعات، ليس مجرد ناشط آخر على متن السفينة، بل رمز حي لاستمرارية النضال ضد الظلم والعنصرية.

"مهمتنا هي إنهاء الحصار الذي دام 18 عاما"، قال مانديلا في تصريحات صحفية قبل الانطلاق، وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من هويته. "جدي علمنا أن حريتنا لن تكتمل دون حرية الفلسطينيين. اليوم، نحن نجسد هذه الكلمات بأفعالنا." مانديلا، الذي وصف الوضع الفلسطيني بأنه "أسوأ من الأبارتايد"، يرى في هذه الرحلة استمرارا طبيعيا لنضال الأجيال السابقة في جنوب أفريقيا.

تمتد العلاقة بين جنوب أفريقيا وفلسطين لعقود، مبنية على تجربة مشتركة في مواجهة الأنظمة العنصرية. خلال عهد الأبارتايد، كان هناك تعاون عسكري ونووي بين إسرائيل ونظام الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا، حيث دعمت إسرائيل النظام العنصري وطورت تقنيات القمع المستخدمة ضد السود. في المقابل، تبنى المؤتمر الوطني الأفريقي دعما مبكرا للقضية الفلسطينية منذ الستينيات، واعتبر النضال الفلسطيني جزءا من النضال ضد الاستعمار، ورفض التطبيع مع إسرائيل خلال فترة الأبارتايد.

نيلسون مانديلا نفسه كان واضحا في موقفه من فلسطين. "حريتنا غير مكتملة دون حرية الفلسطينيين"، قال في عام 1997، وأضاف: "نعرف جيدا أن حريتنا غير مكتملة دون حرية الفلسطينيين". هذه الكلمات لم تكن مجرد شعارات، بل انعكست في أفعاله. التقى مانديلا بياسر عرفات في لوساكا في فبراير/شباط 1990، بعد 16 يوما فقط من إطلاق سراحه من السجن. زار الجزائر وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية في مايو/أيار 1990، واستقبل عرفات في جنوب أفريقيا عدة مرات.

اتخذت الحكومة الجنوب أفريقية موقفا واضحا وحازما من القضية؛ حيث قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023، ورفعت دعوى الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية في ديسمبر/كانون الأول من نفس العام، وتقدم دعما رسميا لأسطول الصمود العالمي. هذا الموقف الرسمي يعكس موقفا شعبيا واسعا، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن 87% من الجنوب أفريقيين يؤيدون القضية الفلسطينية.

الاستعداد للمواجهة

بالنسبة لسومار، كمسلمة وأم وزوجة وابنة، واجهت تحديا أخلاقيا عميقا قبل اتخاذ قرار الانضمام للأسطول، كما يتضح من نبرة التردد الأولى في صوتها عبر الهاتف. "من مسؤوليتي الإسلامية أن أتحدث مع عائلتي، أن أحصل على موافقة من أعضاء معينين في عائلتي. لدي واجب تجاههم. لدي مسؤولية تجاههم وأفكر في أطفالي في هذا الصدد قبل أن أشرع في مثل هذه الرحلة". المحادثات لم تكن سهلة، كما يتضح من نبرة الألم في صوتها. "عائلتي لم تقل نعم من البداية. زوجي وأمي بالتأكيد لديهما الكثير من القلق عندما يتعلق الأمر بهذا. لقد عبروا عن قلقهم، خاصة وأن لدي 3 أطفال صغار للاعتناء بهم ويحتاجون لأمهم".

إعلان

لكن الدافع كان أقوى من الخوف، كما يتضح من تغير نبرة صوتها إلى الحزم والعزيمة. "شرحت هذا لزوجي وأمي وأفكر لو كان هذا طفلي. لو كان طفلي يمر بهذا، ماذا سأفعل؟ وماذا سأتوقع من العالم أن يفعل؟ وكيف سأكون مستعدة لأن أفعل؟ هذا كان العامل المحفز لي لأخذ هذا الخطر". تضيف سومار بصوت يحمل مزيجا من الذنب والتصميم: "عندما ننظر إلى الفلسطينيين في غزة، أعني، هذا ما يواجهونه كل ثانية باستمرار، لعامين متتاليين وما بعد ذلك، حتى عندما لا يكونون في إبادة جماعية. أشعر بالأنانية، لهذا أنا هنا الآن".

ساكس أيضا واجه تحديا مع عائلته، لكن بطريقة مختلفة، كما يتضح من نبرة الحزم في صوته عبر الهاتف. "أعرف أن بعض الناس حاولوا طلب الإذن من عائلاتهم وأشياء من هذا القبيل، لكنني فقط أخبرت عائلتي، أمي خاصة، أنني سأفعل هذا. لقد قررت بالفعل. أخبرتها أنني سأفعل هذا. قالت لي: هل هناك أي شيء يمكنني فعله لإقناعك بعدم فعل هذا؟ قلت لا. لذا لم تحاول إقناعي رغم انزعاجها وقلقها".

الحياة على متن سفن أسطول الصمود ليست رومانسية كما قد تبدو من بعيد. في مساحة محدودة، يتشارك أكثر من 200 شخص من خلفيات ثقافية ولغوية مختلفة المأكل والمشرب والمأوى. الغرف ضيقة، والأسرة بطابقين، والخصوصية معدومة تقريبا. "تخيل أن تعيش أو تذهب في عطلة مع أشخاص لا تعرفهم"، تقول الدكتورة سومار وصوتها يحمل نبرة من التعب المسبق. "يمكن أن يكون مرهقا. يمكن أن يكون مقلقا. يمكن أن يكون هناك توتر. أضف إلى ذلك، أنه محفوف بالمخاطر. إنه خطير".

لكن هذه التحديات تتضاءل أمام الهدف الأكبر، كما تؤكد سومار بصوت حازم. "هذه ليست عطلة نذهب إليها. هذه ليست رحلة ترفيهية بأي حال من الأحوال. قد تبدو رائعة وعظيمة، لكنها ليست كذلك. نحن نواجه مخاطر كثيرة. في البحر، بمجرد أن نقترب من غزة، ستكون رحلة صعبة، رحلة صعبة مع الكثير من التعقيد على طول الطريق".

يخضع جميع المشاركين لتدريب مكثف على المقاومة السلمية وكيفية التعامل مع الاعتقال المحتمل. الهدف واضح: عدم إعطاء القوات الإسرائيلية أي ذريعة لاستخدام العنف. "نحن ملتزمون بالمقاومة السلمية"، يؤكد ساكس بصوت حازم عبر الهاتف. "إذا اعترضتنا القوات الإسرائيلية، فسنقاوم بالكلمة والموقف، لا بالعنف. نحن مدربون على كيفية الاستجابة كمشاركين وسنستجيب بطريقة غير عنيفة تماما وسنفعل كل ما بوسعنا للتأكد من أن أيا من أفعالنا لا يمكن أن تُفسر خطأ حتى عن قصد كشكل من أشكال العنف أو شكل من أشكال العداء".

وانر، التي تحمل نظرة متفائلة رغم الواقع القاسي، تتحدث بصوت يحمل مزيجا من الأمل والواقعية. "القارب سيُعترض فعلا على الأرجح، وأنا متفائلة، ولهذا أكتب، ولهذا أتحدث باستمرار، ، نفسي المتفائلة تعتقد أنه لو كانت هناك نصف ثانية فرصة لكسر الحصار فعلا والوصول لغزة يعطينا الكثير من الفرص. لذا، أعرف أن العالم يراقب، وأعتقد رمزيا، حتى لو لم نصل هناك، أعني، المثالي، بالطبع، هو الوصول هناك، حتى لو لم نصل هناك، لأن العالم يراقب، إنه انتصار بحد ذاته".

وانر: كسر الحصار عن غزة يجب أن تقوم به الحكومات لا المدنيين (الجزيرة)رسائل الأمل والتحدي للعالم

الحصار المفروض على غزة منذ عام 2007 يُعتبر من قبل معظم خبراء القانون الدولي انتهاكا صارخا لعدة مبادئ أساسية. اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 تحظر في مادتها 33 العقاب الجماعي، وتلزم في مادتها 55 قوة الاحتلال بضمان الإمدادات الغذائية والطبية. في قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل عام 2024، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة وعدم منع أي أعمال قد تشكل إبادة جماعية.

الأسطول يحظى بتغطية إعلامية واسعة، مع 25 صحفيا وإعلاميا على متن السفن، وتغطية مباشرة من 15 قناة تلفزيونية دولية. أكثر من 10 ملايين مشاهدة للمحتوى المتعلق بالأسطول على وسائل التواصل الاجتماعي، ووسم "أسطول الصمود" يتصدر تويتر في 15 دولة. هذا الاهتمام الإعلامي الواسع يعكس الأهمية الرمزية والسياسية للرحلة.

ردود الفعل الدولية متباينة. تركيا تقدم دعما رسميا وتسهيلات لوجستية، وتونس سمحت بالانطلاق من موانئها، بينما تقدم أيرلندا والنرويج دعما برلمانيا ومدنيا. في المقابل، تهدد إسرائيل بالاعتراض والاعتقال، وتدعو الولايات المتحدة لعدم المضي في المهمة. الاتحاد الأوروبي منقسم، مع دعوات لحل سلمي وتأكيد على ضرورة وصول المساعدات لغزة، بينما تدعم جامعة الدول العربية الأسطول بالكامل وتدين الحصار الإسرائيلي.

إعلان

لكن وانر لا تتردد في انتقاد الحكومات التي تتفرج على المأساة، وصوتها يحمل نبرة من الغضب المكبوت. "وكما ذكرت، هذا ليس من المفترض أن يكون عمل المدنيين. هذا شيء يجب أن تقوم به الحكومات. لا أفهم كيف، على سبيل المثال، حكومتنا تستعد لمجموعة العشرين وهناك إبادة جماعية تحدث. لا أستطيع فهم ذلك. لذا أتمنى أن يدفع هذا الحكومات، لكنه يدفعنا نحن الناس لمحاسبة حكوماتنا وأن نقول، ماذا تفعلون؟ لماذا لا تفعلون شيئا؟"

ساكس، الذي يمثل منظمة "يهود جنوب أفريقيا من أجل فلسطين حرة"، يحمل رسالة خاصة للمجتمعات اليهودية حول العالم، وصوته يحمل نبرة من الإلحاح. "نحن منظمة مناهضة للصهيونية تدعم شعب فلسطين ونضالهم من النهر إلى البحر. الرسالة التي نحاول إرسالها، أولا، هي أن الإبادة الجماعية تحدث، ونحن نقول ليس خطأ فقط، بل مثير للاشمئزاز فعلا أن تدعي إسرائيل أنها تتصرف نيابة عن اليهود، عندما تتصرف حقا فقط من أجل السلطة واحتلال الأرض، وتماما مثل النظام الفاشي، ادعى النازيون أنهم يتصرفون نيابة عن جميع اليهود أيضا".

يضيف ساكس بصوت يحمل إيماناً عميقاً: "المزيد من اليهود في جميع أنحاء العالم يدركون شر الصهيونية، ويدركون أنه يجب تدميرها، ليس فقط لغرض دعم الشعب الفلسطيني، ولكن أيضا لإنقاذ عالمنا، لأن عالمنا يُدمر بشرور الصهيونية، التي ترتبط بشرور الاستعمار والإمبريالية والإمبريالية الأميركية".

سومار تختتم بالرسالة الأساسية للأسطول، وصوتها يحمل عزيمة لا تتزعزع. "الرسائل الرئيسية التي نريد جميعا أن نحملها لشعب غزة هي أننا هنا، نراكم، لن نتوقف، سنستمر في العودة، يمكنهم إيقافنا كما يريدون، سنستمر في العودة، وسنعود أكبر في كل مرة، حتى يتوقف هذا، وحتى تتحرر فلسطين. الرسالة التي نريد أن نرسلها للفلسطينيين في غزة، وجميع الفلسطينيين، نحن لن نكون أحرارا حتى تتحرر فلسطين".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات الإبادة الجماعیة فی جنوب أفریقیا نیلسون ماندیلا أسطول الصمود إبادة جماعیة عبر الهاتف الکثیر من فی صوتها مزیجا من یمکن أن من تونس فی صوته على متن أکثر من أن یکون قبل أن من أجل

إقرأ أيضاً:

الخارجية الفرنسية: نندد بالهجمات الإسرائيلية التي تقتل المدنيين في لبنان

أعربت فرنسا عن قلقها إزاء تكثيف الضربات الإسرائيلية على جنوب لبنان، ودعت الجيش الإسرائيلي إلى احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها.   وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، باسكال كونفافرو، اليوم الخميس، إن بلاده تدعو الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب من هضبة الجولان واحترام وحدة أراضي سوريا".   كما أعرب عن قلق بلاده بشأن تكثيف الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان. وقال المتحدث "نحن قلقون بشأن تكثيف الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان، ونندد بالهجمات الإسرائيلية التي تقتل المدنيين".

إلى ذلك، أكد كونفافرو أن موقف فرنسا واضح لجهة دعم اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 27 تشرين الثاني 2024، ووجوب احترامه.
مواضيع ذات صلة الخارجية الفرنسية: ندين كل الضربات الإسرائيلية التي توقع ضحايا مدنيين جنوبي لبنان Lebanon 24 الخارجية الفرنسية: ندين كل الضربات الإسرائيلية التي توقع ضحايا مدنيين جنوبي لبنان 20/11/2025 17:41:32 20/11/2025 17:41:32 Lebanon 24 Lebanon 24 وكالة الأنباء الفرنسية: الاتحاد الأوروبي يندد بوحشية قوات الدعم السريع واستهداف المدنيين في السودان Lebanon 24 وكالة الأنباء الفرنسية: الاتحاد الأوروبي يندد بوحشية قوات الدعم السريع واستهداف المدنيين في السودان 20/11/2025 17:41:32 20/11/2025 17:41:32 Lebanon 24 Lebanon 24 وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤولين أفغان: مقتل 15 مدنيا في اشتباكات جديدة على الحدود مع باكستان Lebanon 24 وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤولين أفغان: مقتل 15 مدنيا في اشتباكات جديدة على الحدود مع باكستان 20/11/2025 17:41:32 20/11/2025 17:41:32 Lebanon 24 Lebanon 24 الخارجية الفرنسية: قلقون إزاء تكثيف الضربات الإسرائيلية في جنوب لبنان Lebanon 24 الخارجية الفرنسية: قلقون إزاء تكثيف الضربات الإسرائيلية في جنوب لبنان 20/11/2025 17:41:32 20/11/2025 17:41:32 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان عربي-دولي وزارة الخارجية الفرنسية وزارة الخارجية الإسرائيلية جنوب لبنان الإسرائيلي الفرنسية إسرائيل الجولان قد يعجبك أيضاً 12 محضر ضبط بحقّ هؤلاء! Lebanon 24 12 محضر ضبط بحقّ هؤلاء! 17:35 | 2025-11-20 20/11/2025 05:35:07 Lebanon 24 Lebanon 24 وفد قضائي لبناني إلى دمشق… وتفاهمات حول إجراءات الدخول والسنة السجنية Lebanon 24 وفد قضائي لبناني إلى دمشق… وتفاهمات حول إجراءات الدخول والسنة السجنية 17:31 | 2025-11-20 20/11/2025 05:31:39 Lebanon 24 Lebanon 24 تكريمًا لتضحياتهم… باقات مخفّضة من "تاتش" للمؤسسات العسكريّة Lebanon 24 تكريمًا لتضحياتهم… باقات مخفّضة من "تاتش" للمؤسسات العسكريّة 17:26 | 2025-11-20 20/11/2025 05:26:58 Lebanon 24 Lebanon 24 انفجار لغم أرضي في وادي حسن.. وإصابة عسكري Lebanon 24 انفجار لغم أرضي في وادي حسن.. وإصابة عسكري 17:25 | 2025-11-20 20/11/2025 05:25:30 Lebanon 24 Lebanon 24 صادق الصبّاح في "Beirut One" "الصناعات الإبداعية هي ثروة لبنان الحقيقية" Lebanon 24 صادق الصبّاح في "Beirut One" "الصناعات الإبداعية هي ثروة لبنان الحقيقية" 17:23 | 2025-11-20 20/11/2025 05:23:15 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة هذه آخر خطوة لـ"تنورين" Lebanon 24 هذه آخر خطوة لـ"تنورين" 22:19 | 2025-11-19 19/11/2025 10:19:38 Lebanon 24 Lebanon 24 مجلس الوزراء يدرس إلغاء 2600 وظيفة من القطاع العام Lebanon 24 مجلس الوزراء يدرس إلغاء 2600 وظيفة من القطاع العام 06:02 | 2025-11-20 20/11/2025 06:02:14 Lebanon 24 Lebanon 24 خبر عن "الكهرباء".. ماذا سيحصل؟ Lebanon 24 خبر عن "الكهرباء".. ماذا سيحصل؟ 22:40 | 2025-11-19 19/11/2025 10:40:30 Lebanon 24 Lebanon 24 ماذا قال تقريرٌ إيراني عن "القرض الحسن"؟ كلامٌ جديد Lebanon 24 ماذا قال تقريرٌ إيراني عن "القرض الحسن"؟ كلامٌ جديد 23:10 | 2025-11-19 19/11/2025 11:10:33 Lebanon 24 Lebanon 24 أفيخاي أدرعي في منشور جديد يطالُ بلدة لبنانية.. ماذا قال عن "حزب الله"؟ Lebanon 24 أفيخاي أدرعي في منشور جديد يطالُ بلدة لبنانية.. ماذا قال عن "حزب الله"؟ 19:07 | 2025-11-19 19/11/2025 07:07:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 17:35 | 2025-11-20 12 محضر ضبط بحقّ هؤلاء! 17:31 | 2025-11-20 وفد قضائي لبناني إلى دمشق… وتفاهمات حول إجراءات الدخول والسنة السجنية 17:26 | 2025-11-20 تكريمًا لتضحياتهم… باقات مخفّضة من "تاتش" للمؤسسات العسكريّة 17:25 | 2025-11-20 انفجار لغم أرضي في وادي حسن.. وإصابة عسكري 17:23 | 2025-11-20 صادق الصبّاح في "Beirut One" "الصناعات الإبداعية هي ثروة لبنان الحقيقية" 17:21 | 2025-11-20 لحود من جبيل: تاريخ الفينيقيين ثروة وطنية ومصدر إلهام للمستقبل فيديو هربت من المدرسة وعاشت تجارب مؤلمة.. مايا دياب تكشف عن معاناة ابنتها "كاي" من هذه التروما (فيديو) Lebanon 24 هربت من المدرسة وعاشت تجارب مؤلمة.. مايا دياب تكشف عن معاناة ابنتها "كاي" من هذه التروما (فيديو) 09:38 | 2025-11-19 20/11/2025 17:41:32 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو: بعروض جوية.. ترامب يستقبل الامير محمد بن سلمان في البيت الابيض Lebanon 24 بالفيديو: بعروض جوية.. ترامب يستقبل الامير محمد بن سلمان في البيت الابيض 18:23 | 2025-11-18 20/11/2025 17:41:32 Lebanon 24 Lebanon 24 قائدة على المنصة.. أوّل امرأة تقود أوركسترا إيرانية فمن هي؟ (فيديو) Lebanon 24 قائدة على المنصة.. أوّل امرأة تقود أوركسترا إيرانية فمن هي؟ (فيديو) 19:17 | 2025-11-15 20/11/2025 17:41:32 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • رئيس جنوب أفريقيا: نسعى إلى تحقيق الاستقرار لجذب الاستثمار
  • رامابوسا: جنوب أفريقيا تعمل على صون سلامة مجموعة العشرين
  • فضل الله: هناك من يتلاقى مع اليد الإسرائيلية التي تقصف وتعتدي ليواجه البيئة
  • سوريا التي أربكت إسرائيل
  • إعلام عبري: ترامب لا يتوقع انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها جنوب سوريا
  • جوزيف عون: الجيش اللبناني جاهز لتسلم النقاط الخمس التي تحلتها إسرائيل
  • واشنطن تنفي التراجع عن مقاطعة قمة العشرين بجنوب أفريقيا
  • إيهاب الكومي: هناك تربص بحسام حسن.. احكموا عليه بعد أمم أفريقيا
  • من يقف وراء منظمة المجد-أوروبا المتهمة بتهجير الغزيين إلى جنوب أفريقيا؟
  • الخارجية الفرنسية: نندد بالهجمات الإسرائيلية التي تقتل المدنيين في لبنان