كيف خدع السادات الإسرائيليين مستخدما "جوهرة التضليل والذئب الكذاب"؟.. (قراءة غربية جديدة)
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
كشف وثائقي جديد التفاصيل المذهلة لخطة الخداع الاستراتيجي المصرية التي سبقت حرب أكتوبر 1973، والتي أدت إلى انهيار "المفهوم الأمني" الإسرائيلي وفشل استخباراتي ذريع لكل من تل أبيب وواشنطن.
ويؤكد الوثائقي الذي عرضته “The Fifth Angle” على “يوتيوب”، والتي تعرف نفسها بأنها "الزاوية الخامسة" التي تروي ما لم يُروَ، وما تم تجاهله، وما أُسيء تذكره، من خلال سرد سينمائي وبحثٍ معمّق، واستكشاف التاريخ والصراع والثقافة من زوايا نادرًا ما تتصدر العناوين، أن الرئيس الراحل أنور السادات أدار حملة خداع طبقية، استغرقت سنوات، حولت نقاط القوة الإسرائيلية إلى نقاط ضعف.
وبحسب الوثائقي بدأت مصر ثورة عسكرية صامتة بعد هزيمة 1967، شملت تطهير القيادات غير الكفؤة والتركيز على الدراسة المعمقة للعدو الإسرائيلي، عكس الجمود والثقة المفرطة التي سادت التفكير العسكري الإسرائيلي.
وأفاد أن الخداع المصري اعتمد على تفكيك قناعة راسخة لدى القيادة الإسرائيلية، عُرفت باسم "المفهوم"، ومفادها أن مصر لن تخوض حرباً دون امتلاك قوة جوية متقدمة قادرة على تدمير المطارات الإسرائيلية، وأن سوريا لن تتحرك دون مصر، وقد صمم السادات خطته بالكامل لاختراق هذا المفهوم.
ولم يعتمد المصريون على سرية التحركات فحسب، بل على "تخدير" أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وجعلها تقلل من شأن المؤشرات الحقيقية:
مناورات "الذئب الكذاب": تم حشد وتسريح القوات المصرية 22 مرة في عام 1973. وبعد أن استجابت إسرائيل لإنذار كاذب في مايو بتعبئة مكلفة، أصبحت القيادة العسكرية تميل إلى تجاهل التحركات اللاحقة واعتبارها "مجرد تدريبات روتينية".
تمويه المعدات وتحييد الأقمار الصناعية: قام المهندسون العسكريون بمزامنة الاستعدادات الرئيسية مع فترات "العمى" المعروفة للأقمار الصناعية الأمريكية. كما استخدموا تكتيكات لتمويه مواقع صواريخ (سام)، أو إظهار الدبابات المتجهة للجبهة وكأنها مركبات معطلة تُرسل إلى ورش الإصلاح.
جدار الصواريخ: لم يسعَ المصريون لتدمير الطيران الإسرائيلي من الجو، بل لحرمانه من التفوق الجوي فوق القناة عبر بناء مظلة كثيفة من صواريخ الدفاع الجوي (سام) لحماية القوات البرية، وهو ما فاجأ إسرائيل تماماً وأسقط عشرات الطائرات في الأيام الأولى.
اللعب على حبل الدبلوماسية: حافظ السادات على وهم المسار الدبلوماسي، حتى إنه أطلق "هجوماً سلامياً" في فبراير 1973، بينما كانت الاستعدادات للحرب تسير على قدم وساق، وصدرت تعليمات للقوات على القناة بالظهور بمظهر الاسترخاء وممارسة الصيد والسباحة، لتثبيت انطباع "الروتين" لدى المراقبين الإسرائيليين.
أشرف مروان: "جوهرة تاج الخداع"
كان أشرف مروان، صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عميل الموساد المزدوج، هو الأداة الأكثر فعالية في خطة الخداع، فقد قام بتعزيز الاعتقاد الإسرائيلي بأن الحرب مستبعدة، وأطلق إنذارات كاذبة أرهقت الجيش الإسرائيلي وأعطت المصريين فرصة لدراسة أنماط تعبئته.
وفي اللحظات الحاسمة، وقبل أقل من 24 ساعة من الهجوم، قام مروان بالتالي:
تأخير التحذير: طلب الاجتماع شخصياً برئيس الموساد، تسفي زامير، في لندن بدلاً من استخدام كلمة السر المتفق عليها للحرب، مما أخر وصول المعلومات الحيوية.
التوقيت الخاطئ: أبلغ زامير بأن الهجوم سيبدأ عند غروب الشمس، بينما انطلق في الساعة الثانية ظهراً، وهي ساعات قليلة كانت حاسمة ومنعت الاحتياط الإسرائيلي من الوصول للجبهة في الوقت المناسب.
خلص التحليل إلى أن مروان لم يكن مجرد عميل مزدوج، بل كان جزءاً من "فريق" مكون من 40 شخصاً مهمته زرع وتغذية "المفهوم" الخاطئ داخل جهاز المخابرات الإسرائيلي.
ويُعتبر الخداع المصري عام 1973 أحد أكثر الأمثلة نجاحاً للخداع الاستراتيجي في التاريخ العسكري الحديث.
اقرأ المزيد..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خطة الخداع الاستراتيجي المصرية
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي: بصيرة السادات وحكمة القيادات الإسرائيلية والوساطة الأمريكية مهدت طريق السلام العادل
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن بصيرة الرئيس السادات وحكمة القيادات الإسرائيلية أنذاك والوساطة الأمريكية مهدت الطريق نحو سلام عادل وشجاع.
وأضاف الرئيس السيسي، خلال كلمته بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر المجيدة: نؤمن أن السلام الحقيقي فى الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأوضح “أوجه التحية والتقدير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مبادرته التي تسعى لوقف إطلاق النار في غزة، وأن وقف إطلاق النار في غزة وبدء مسار يفضي لإقامة الدولة الفلسطينية يعني أننا نسير في الطريق الصحيح نحو السلام الدائم”.
وأوضح أن المصالحة لا المواجهة هي السبيل الوحيد لبناء مستقبل آمن لأبنائنا، وشدد على أهمية الحفاظ على منظومة السلام التي أرستها الولايات المتحدة منذ السبعينيات كإطار استراتيجي للاستقرار الإقليمي.
ولفت إلى أن توسيع نطاق منظومة الاستقرار لن يكون إلا بتعزيز ركائزها على أساس العدل وضمان حقوق شعوب المنطقة في الحياة، وأطمئن الشعب المصري بأن الجيش قائم على رسالته في حماية بلده والحفاظ على حدودها ولا يهاب التحديات.