بين سرعة الشيخوخة وخطر ألزهايمر: اكتشاف جديد عن فروق الدماغ بين الجنسين
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
أستراليا – اكتشف علماء الأعصاب أن دماغ الرجل يشيخ بوتيرة أسرع من دماغ المرأة، حيث يتراجع حجم المادة الرمادية ومناطق مثل الحُصين، المسؤول عن الذاكرة، بسرعة أكبر مع التقدم في العمر.
أظهرت دراسة حديثة أجراها علماء من جامعة سيدني الأسترالية أن دماغ الرجل يشيخ بوتيرة أسرع من دماغ المرأة، رغم أن مرض ألزهايمر يصيب النساء بنسبة تقارب الضعف مقارنة بالرجال.
وأوضح الباحثون أن التقدم في العمر لطالما اعتُبر العامل الرئيس في تطور الأمراض التنكسية العصبية، إلا أن النتائج الجديدة تشير إلى أن الصورة أكثر تعقيدا مما كان يُعتقد.
واعتمدت الدراسة على تحليل أكثر من 12,500 صورة بالرنين المغناطيسي لأدمغة أشخاص من 14 مجموعة بحثية حول العالم، حيث خضع كل مشارك للفحص مرتين على الأقل بفاصل زمني قدره ثلاث سنوات. وركز العلماء على قياس سماكة المادة الرمادية وطبقة الخلايا العصبية المسؤولة عن التفكير، إلى جانب حجم المناطق المرتبطة بالذاكرة مثل الحُصين.
وبيّنت النتائج، التي شملت 4726 متطوعا سليما، أن القشرة خلف المركزية تفقد نحو 2% من حجمها سنويا لدى الرجال، مقابل 1.2% لدى النساء، فيما ينكمش الحُصين بنسبة 1.5% لدى الرجال و0.9% لدى النساء.
ورغم ذلك، أظهرت الإحصاءات أن مرض ألزهايمر أكثر شيوعا بين النساء، وهو ما يرجّح أن سرعة ضمور الدماغ لا تفسر وحدها هذا التباين بين الجنسين. ويرى الباحثون أن الفروق قد تعود إلى عوامل جينية وخصائص بقاء، إذ إن الجين APOE4 — الذي يزيد خطر الإصابة بالخرف — يُظهر تأثيرا أقوى لدى النساء، كما أنهن يعشن عادةً فترة أطول مع الأشكال الخفيفة من المرض.
وأكدت الدراسة أن دماغ الرجال يشيخ بشكل أسرع، في حين تظهر الأمراض العصبية التنكسية، وعلى رأسها ألزهايمر، بمعدلات أعلى لدى النساء، مما يستدعي مواصلة الأبحاث لفهم الأسباب والآليات البيولوجية التي تفسر هذه الفروق الدقيقة.
المصدر: Naukatv.ru
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: لدى النساء
إقرأ أيضاً:
أمل جديد لمرضى سرطان البروستاتا.. اكتشاف علمي يفتح الطريق لعلاج أكثر فعالية
دراسة دولية توصلت إلى أن تعطيل إنزيمين محددين داخل خلايا سرطان البروستاتا يمكن أن يضعف قدرتها على النمو ويجعلها أكثر استجابة للعلاج. اعلان
كشفت دراسة دولية عن نقطة ضعف غير متوقعة في خلايا سرطان البروستاتا، يمكن أن تغيّر طريقة علاج هذا المرض الشائع بين الرجال.
الدراسة، التي نُشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS)، أعدّها فريق من العلماء في جامعة فليندرز الأسترالية بالتعاون مع جامعة جنوب الصين للتكنولوجيا، وخلصت إلى أن إنزيمين محددين يحملان مفاتيح حيوية لبقاء الخلايا السرطانية ومقاومتها للعلاج.
إنزيمان يحميان السرطان من الزوالكشف الباحثون أن إنزيمي PDIA1 وPDIA5 يعملان كدرع واقٍ لبروتين يُعرف باسم مستقبل الأندروجين (AR)، وهو المحرك الرئيسي لنمو سرطان البروستاتا. فعندما يجري تعطيل هذين الإنزيمين، يفقد البروتين استقراره، وتبدأ الخلايا السرطانية بالانهيار، ما يؤدي إلى تقلّص الأورام وموت الخلايا في التجارب المخبرية وعلى الحيوانات.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك. إذ لاحظ العلماء أن الجمع بين الأدوية التي تثبط هذين الإنزيمين مع دواء إنزالوتاميد — أحد أكثر العلاجات استخدامًا لسرطان البروستاتا — عزز فعالية العلاج بشكل كبير، ما يجعل الدمج بينهما خطوة واعدة في مسار العلاج المستقبلي.
“كأننا نقطع الوقود عن المحرك”يقول البروفيسور لوك سيلث، رئيس أبحاث سرطان البروستاتا في جامعة فليندرز: "اكتشفنا آلية جديدة كانت خفية حتى الآن، تستخدمها خلايا السرطان لحماية مستقبل الأندروجين. وعندما نستهدف هذه الإنزيمات، نفقد الخلايا سلاحها الأساسي ونجعلها أكثر هشاشة أمام العلاجات الحالية".
أما البروفيسورة جيانلينغ شيه، التي بدأت هذا البحث في فليندرز وتتابعه الآن في جامعة جنوب الصين، فتضيف بحماس: "ما توصلنا إليه لا يوقف نمو السرطان فحسب، بل يفتح أيضًا الباب أمام تطوير أدوية جديدة يمكن أن تعمل مع العلاجات الموجودة جنبًا إلى جنب. الأمر يشبه قطع الوقود عن المحرك ثم تعطيله تمامًا".
ضرب السرطان في مصدر طاقتهتُظهر الدراسة أن دور هذين الإنزيمين لا يقتصر على حماية البروتين المسبب للمرض، بل يمتد إلى مساعدة الخلايا على توليد الطاقة والتعامل مع الإجهاد الداخلي.
وعندما يجري تعطيل PDIA1 وPDIA5، تتضرر الميتوكوندريا وهي الجزء المسؤول عن إنتاج الطاقة داخل الخلية، مما يضعف الخلايا ويجعلها أكثر عرضة للتدمير.
أمل جديد في مواجهة مقاومة العلاجويشير البروفيسور سيلث إلى أن الأدوية الحالية التي تستهدف هذه الإنزيمات لا تزال في مراحلها الأولى، وقد تؤثر أحيانًا على الخلايا السليمة، ما يستدعي تطوير مركّبات أكثر دقة وأمانًا للاستخدام البشري.
يُذكر أن سرطان البروستاتا هو ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال حول العالم. ورغم أن العلاجات الهرمونية والأدوية التي تستهدف مستقبل الأندروجين ساعدت في تحسين حياة كثيرين، فإن مقاومة هذه العلاجات تبقى من أكبر العقبات.
لكن هذا الاكتشاف، كما يرى العلماء، قد يكون الخطوة التي تمهد لتغيير قواعد اللعبة في علاج المرض، خطوة تمنح الأمل بطرق علاجية جديدة توقف السرطان من الداخل وتضعف مقاومته.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة