تتصاعد التوترات حول عملية تسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، حيث تواجه العملية تعقيدات خطيرة تنذر بانهيار المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي نفس الوقت، يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية التزامه وتمسكه باستعادة جثث جميع الأسرى، محذرا بأن المعركة لم تنته، ومهددا بمواصلة العمل لتحقيق كافة أهداف الحرب دون تنازلات.

وكانت الحرب الإسرائيلية على غزة قد توقفت يوم السبت الماضي، بعد موافقة جميع الأطراف على خطة سلام طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تم الاتفاق بموجبها على وقف إطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للقطاع، مقابل عمليات تبادل للأسرى الأحياء والأموات.

على الجانب الآخر نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر رسمي تأكيده أن تل أبيب لن تبدأ المرحلة الثانية من الاتفاق إلا بعد استعادة جميع الجثث.

يأتي هذا الموقف المتشدد ردا على إعلان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تسليمها كل ما لديها من جثث معروفة الأماكن، مع إشارتها إلى تعذر إعادة المزيد؛ لعدم معرفة أماكن وجودها أو لأسباب لوجستية تستدعي معدات ثقيلة لإزالة الأنقاض.

وكانت حماس قد سلمت بالفعل يوم الاثنين جميع الأسرى الأحياء لديها، كما سلمت على مدى الأيام الماضية جثامين 9 أسرى من أصل 28 جثمانا.

وفي هذا السياق، يحمّل الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور محمود يزبك الاستخبارات الإسرائيلية مسؤولية الفشل في هذه القضية.

حيث تحدثت الصحافة الإسرائيلية قبل نهاية الحرب عن وجود 19 جثة يمكن تسليمها مباشرة، لكن حماس سلمت تسعا فقط، ما يكشف تضاربا كبيرا في المعلومات الاستخباراتية ويعكس حجم الإخفاق الأمني.

تصاعد الضغوط

وتتصاعد الضغوط الإسرائيلية على المستويات الرسمية والشعبية باتجاه المطالبة باستعادة جميع الجثامين، حيث تشكك تل أبيب في تصريحات القسام، وتعتبر أن قادة الكتائب يعرفون أماكن الجثث الأخرى.

إعلان

بينما طالبت هيئة عائلات الأسرى الحكومة الإسرائيلية بوقف فوري لتنفيذ المراحل الأخرى بسبب ما وصفته بانتهاك حماس لالتزاماتها، ونقلت هيئة البث الإسرائيلي عن مسؤول  قوله إن الحكومة ستقلص دخول المساعدات بشكل كبير إذا لم تُفرج حماس عن الجثث خلال أيام.

ومن جانب واشنطن، تتبنى الإدارة الأميركية موقفا أكثر براغماتية من الموقف الإسرائيلي المتشدد، وتوضح المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن استخراج جثث الأسرى سيستغرق وقتا ويتطلب معدات متخصصة لوجودها في أماكن عميقة جدا.

وتؤكد واشنطن التزامها الكامل بمساعدة جميع الأطراف، وتكشف أن المبعوثين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر يعملان على ملف قطاع غزة ويتحدثان مع جميع الأطراف لحلحلة الأزمة.

وفيما يتعلق برد الفعل الإسرائيلي، يرصد الأكاديمي والخبير في سياسات الشرق الأوسط الدكتور محجوب الزويري استمرار إسرائيل في التعامل مع غزة بذات النهج السابق للسابع من أكتوبر/تشرين الأول.

ويرى أن تل أبيب لا تنوي تغيير سياستها نحو القطاع، ولا تبدي تعاونا حقيقيا للعثور على الجثث، بل رفضت المساعدة التركية رغم جاهزية الفرق المتخصصة، ما يكشف عن رغبة في إبقاء حالة الحرب للحفاظ على الضغط والتهديد.

استحالة المهمة

وفي المقابل، يضع المحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري إدوارد فرانكو الأزمة في سياق يتفق مع الواقع، ويؤكد أن الجميع كان يعرف منذ البداية استحالة العثور على بعض الجثث.

ويتهم  فرانكو إسرائيل بأنها تستغل القضية لفرض ضغوط متواصلة.

ويتفق  الباحث والمحلل السياسي الدكتور أسامة أبو ارشيد  مع رأي فرانكو، فمن وجهة نظره فإن نتنياهو لعبة سياسية مكشوفة، ويستخدم ورقة الجثث كـ"مسمار جحا" لإعادة صياغة شروط الاتفاق.

ويلفت إلى أن بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية يلعب لعبته المعتادة مع الرؤساء الأميركيين، محاولا وضع الرئيس دونالد ترامب ضمن الإطار المفضل لديه، وإقناعه بأن حماس خرقت الاتفاق، لكن واشنطن تدرك أن المسألة لوجستية فنية لا تتعلق بقرار سياسي.

وتتسع دائرة التعقيدات لتشمل المرحلة الثانية بأكملها، حيث تتضمن التهديدات الإسرائيلية عدم الانتقال إلى هذه المرحلة الحاسمة التي تشمل قضايا جوهرية كنزع سلاح حماس وتشكيل قوة حفظ الاستقرار ومجلس السلام لحكم غزة.

وصُممت المرحلة الثانية -وفقا لأبو ارشيد- بنصوص فضفاضة لإعطاء كل طرف مجالا للمناورة، لكن إسرائيل تنطلق من مقاربة المنتصر بينما تفاوض حماس كطرف لم يُهزم، ما يخلق فجوة عميقة في التوقعات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات المرحلة الثانیة

إقرأ أيضاً:

مجموعات الموت فى كأس العالم.. ظاهرة تُرعب المنتخبات و تشعل حماس الجماهير

منذ انطلاق كأس العالم لكرة القدم، باتت لحظة إجراء القرعة حدثاً مفصلياً، لا يقتصر على معرفة الخصوم فحسب، بل يحدد مسار حلم الملايين. 

إبراهيم عبد الجواد يعلق على مجموعة منتخب مصر في كأس العالم 2026تاريخ مواجهات مصر أمام بلجيكا وإيران ونيوزيلندا قبل كأس العالم 2026رينارد عن مجموعة السعودية في كأس العالم: هدفنا التأهل لدور الـ 16طريق منتخب مصر في كأس العالم 2026 حال التأهل من دور المجموعاتحضور ترامب قرعة كأس العالم 2026 يحمل رسائل سياسية ورياضية .. تفاصيلتصنيف منتخبات مجموعة مصر في كأس العالممجموعة الموت فى كأس العالم 

وبينما تأمل المنتخبات في مجموعات متوازنة تمنحها بداية مريحة، تكشف القرعة في بعض النسخ عن مجموعات "نارية" يتصدرها عمالقة اللعبة، لتُطلق عليها الجماهير والإعلام وصف "مجموعة الموت".

ورغم سعي الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى توزيع المستويات بشكل عادل، إلا أن التاريخ يشهد على مجموعات ضمت منتخبات قوية بشكل غير مسبوق، لتتحول إلى أكثر مراحل البطولة إثارة وترقباً.

البداية من السويد 1958 أولى المجموعات النارية

تعد المجموعة الرابعة في مونديال 1958 علامة فارقة في تاريخ كأس العالم، إذ ضمت أربعة منتخبات متقاربة المستوى:

البرازيل التي فازت باللقب لاحقاً بقيادة الجوهرة السوداء بيليه.

الاتحاد السوفياتي صاحب ذهبية أولمبياد 1956.

إنجلترا العريقة والطامحة لأول إنجاز عالمي.

النمسا صاحبة برونزية مونديال 1954.

هذه المجموعة مثلت أول صدام كروي بين قوى كبرى في مرحلة واحدة.

ظهور المصطلح رسمياً "مجموعة الموت" في مونديال 1970

النسخة المكسيكية من كأس العالم كانت شاهدة على بداية استخدام عبارة "مجموعة الموت"، وتحديداً لوصف المجموعة الثالثة التي ضمت:

البرازيل بقيادة بيليه وجيل تاريخي.

إنجلترا حاملة لقب 1966.

تشيكوسلوفاكيا وصيفة مونديال 1962.

رومانيا القوية آنذاك.

مباراة البرازيل وإنجلترا اعتُبرت وقتها مواجهة بين ملك المونديال الجديد وحامل اللقب، في صدام كلاسيكي خلد في كتب التاريخ.

مونديال 1982 أصعب مجموعة في تاريخ كأس العالم

يصف محللون المجموعة الثالثة من الدور الثاني في مونديال إسبانيا 1982 بأنها الأقوى في تاريخ البطولة، إذ ضمت:

الأرجنتين حاملة اللقب وبمشاركة شابة لـ مارادونا.

البرازيل صاحبة الأداء الممتع ونجوم مثل زيكو وسقراط وفالكاو.

إيطاليا التي كانت أقل المرشحين.


لكن "الأزوري" قلب الموازين، فهزم البرازيل 3-2 بهاتريك تاريخي لباولو روسي، ثم تخطى الأرجنتين، قبل أن يتوج لاحقا باللقب العالمي في سيناريو لا يُنسى.

مجموعة تحطيم آمال الأرجنتين مونديال 2002

في كأس العالم كوريا الجنوبية واليابان 2002، جذبت المجموعة السادسة الأضواء بعد أن ضمت:

الأرجنتين بنجومها باتيستوتا وكريسبو وفيرون.

إنجلترا بتشكيلة ذهبية تضم بيكهام وجيرارد وأوين.

نيجيريا بقيادة الموهوب أوكوتشا.

السويد بظهور مبكر للموهبة زلاتان إبراهيموفيتش.

ورغم ترشيح الأرجنتين للمنافسة على اللقب، فشلت في التأهل، لتشكل هذه المجموعة إحدى أكبر مفاجآت المونديال.

مجموعة 2014 صراع 3 أبطال عالم في مجموعة واحدة

في مونديال البرازيل 2014، شهدت المجموعة الرابعة وجود ثلاثة فرق توجت بكأس العالم:

إيطاليا وصيفة أوروبا 2012، وصاحبة الأداء الجميل بقيادة بيرلو وبوفون.

إنجلترا بترسانة من نجوم الدوري الإنجليزي.

الأوروغواي بطلة كوبا أمريكا وصاحبة المركز الرابع في 2010.

كوستاريكا التي قلبت التوقعات وتصدرت المجموعة وكانت المجموعة مثالاً على أن الأسماء الكبيرة لا تضمن التأهل، وأن كرة القدم لا تعترف إلا بالعطاء داخل المستطيل الأخضر.

مجموعات الموت عنوان الإثارة الدائم في المونديال

من 1958 حتى 2014، يبقى مفهوم "مجموعة الموت" جزءا أصيلاً من ذاكرة كأس العالم، حيث تتلاقى المنتخبات الكبرى في مواجهات مبكرة تزيد البطولة قوة ومتعة، وتمنح الجماهير لحظات خالدة من الإثارة والدهشة.

طباعة شارك كأس العالم كأس العالم لكرة القدم الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا الاتحاد الدولي لكرة القدم مونديال 1982 مونديال البرازيل 2014

مقالات مشابهة

  • مجموعات الموت فى كأس العالم.. ظاهرة تُرعب المنتخبات و تشعل حماس الجماهير
  • الكشف عن تفاصيل وموعد بدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • تواصل الخروقات والقصف الإسرائيلي على غزة
  • جوع وعنف يومي.. تفاصيل صادمة عن واقع السجون الإسرائيلية
  • المرحلة الثانية من اتفاق غزة للسلام.. "إعلان وشيك" لترامب
  • الأنفاق تتنفس نارا.. إصابة جنود غولاني في رفح تشعل تفاعلا واسعا
  • الكشف عن تفاصيل جديدة في اتفاق حضرموت ووقف التصعيد.. ورعاية سعودية تعيد الأمور إلى مسارها الصحيح
  • ترامب: المرحلة الثانية من اتفاق غزة "ستبدأ قريبا"
  • ترامب يكشف موعد بدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • ترامب: المرحلة الثانية من اتفاق غزة ستبدأ قريبًا