أزهري يوضح معنى حديث إطعام الخادم من الطعام وأبعاده الأخلاقية والأمنية
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
قال الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، إن حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين أو أكلة أو أكلتين فإنه ولي علاجه" – رواه الإمام البخاري – يحمل في طياته أسمى معاني التواضع والرحمة النبوية.
وأوضح الدكتور جبر، خلال حلقة برنامج “أعرف نبيك”، اليوم السبت، أن المقصود بالحديث هو الطعام الذي صنعه الخادم بيده لسيده، وأن من أدب الإسلام أن يعرض الإنسان على خادمه الجلوس معه على المائدة، فإن استحيا أو امتنع، وجب عليه أن يعطيه من الطعام الذي أعده بيده، لأنه تعب وسهر عليه، وربما اشتهى منه.
وأضاف أن في هذا التوجيه النبوي دلالة على عظمة أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أراد لأمته أن تتخلق بالتواضع وحسن المعاملة مع من يخدمها، فيعامل السيد خادمه معاملة الابن أو الأخ، حتى لو كان الخادم أكبر سنًا، لأن ميزان الكرامة الحقيقي هو التقوى، لا المنزلة الدنيوية.
وأشار الدكتور يسري جبر إلى أن هذا الهدي النبوي لا يقتصر على البعد الأخلاقي فقط، بل يمتد إلى بُعد أمني أيضًا، إذ إن مشاركة الخادم في الطعام تزرع الأمانة والمحبة في قلبه، وتمنع أي ضرر أو خيانة، موضحًا أن كثيرًا من الملوك في التاريخ ماتوا بسبب طعام مسموم، وأن هذا الأدب النبوي يحمي النفس والبيت في آنٍ واحد.
وبيّن أن الحديث يشمل الطعام الذي يُشتهى عادةً، دون الطعام الخاص بالمرضى أو ما لا يُشتهى بطبيعته، كما أن الحكمة تقتضي مراعاة حال الخادم وميوله، فلا يُجبر على أكل ما لا يحبه، لأن الإسلام ينهى عن تكليف الناس ما لا يطيقون.
وقال الدكتور جبر، إن من يعمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، يجني ثمار المحبة والرحمة والطمأنينة داخل بيته، مؤكداً أن من أعظم صور الاتباع النبوي أن نتعامل مع من يخدموننا كما كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يتعامل مع أصحابه وخدمه بتواضعٍ وإنصافٍ ورحمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: يسري جبر الهدي النبوي صلى الله علیه
إقرأ أيضاً:
هل ابتلاع بقايا الطعام بين الأسنان يفسد الصلاة؟.. خطأ شائع احذر الوقوع فيه
يتساءل عدد كبير من المصلين عن مبطلات الصلاة حتى يتجنبوا الوقوع فيها، ومن ضمن أكثر الأسئلة التي تشغل بال كثيرين هو هل ابتلاع بقايا الطعام بين الأسنان يفسد الصلاة؟ وهو ما أجابت عنه دار الإفتاء المصرية وفي السطور التالية نتعرف على حكم الشرع في هذه المسألة الفقهية.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن بقايا طعام في الفم تستلزم على المصلي أن يقوم بالمضمضة قبل أداء الفريضة لأن بلعها أثناء الصلاة يبطلها.
حكم ابتلاع بقايا الطعام بين الأسنان أثناء الصلاةوأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى أن من مبطلات الصلاة الأكل أو الشرب، وهذا محل إجماع بين أهل العلم، وقد نصوا على أن فضلات الطعام التي توجد بين ثنايا الأسنان معفو عنها، لخفة أمرها، ولأنها لا تسمى أكلًا.
وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى أن من ابتلع بقايا الطعام المتبقية في الفم وبين أسنانه سهوًا فصلاته صحيحة، ويستحب المضمضة لمن أكل بعد الوضوء حتى لا تبقى آثار للأكل في فمه، وإن لم يتوضأ فلا شيء عليه.
مبطلات الصلاةمن مبطلات الصلاة أن يتعمد المصلي ترك ركنٍ أو واجبٍ من أركانها، أو أن يُخلّ بأحد شروطها الأساسية.
كما تبطل الصلاة عند ارتكاب ما نُهي عنه فيها، مثل الأكل أو الشرب عمدًا، أما من فعل ذلك نسيانًا فلا تبطل صلاته، وكذلك الكلام عمدًا يُفسد الصلاة، إلا إذا كان المصلي جاهلًا بالحكم أو ناسيًا، فتظل صلاته صحيحة.
ومن مبطلات الصلاة أن الأفعال الخارجة عن جنس الصلاة إذا كانت كثيرة أبطلتها باتفاق العلماء، أما إن كانت قليلة فلا تبطلها، أما الحركات اليسيرة كتحريك الأصابع أو حكّ الجسد فلا تُبطل الصلاة، وإن كانت مكروهة إذا تكررت.
كما أن الضحك أثناء الصلاة يُبطلها، في حين أن التبسّم فقط لا يفسدها باتفاق أكثر العلماء.
مكروهات الصلاة1. العبث بالبدن: كتشبيك الأصابع وفرقعتها، يقول شُعبة مولى بن عباس: (صلَّيْتُ إلى جنبِ ابنِ عباسٍ ففقعتُ أصابعي فلمَّا قضيتُ الصلاةَ قال لا أُمَّ لكَ تفقعُ أصابعَكَ وأنتَ في الصلاةِ).
-فإن هذا مما قد يُفقد الخشوع المطلوب في الصلاة، ومن أمثلة ذلك أيضًا العبث باللحية أثناء الصلاة، ويُستثنَى من ذلك الحاجة إلى أمر من هذا مثل الحكة.صلاة الضحى.. موعدها وفضلها وعبادة تعادل ثوابها
هل يترك المسافر صلاة الجمعة ويؤديها ظهرا ؟ أمين الفتوى يجيب
هل سماع الأذان شرط لحضور لصلاة الجماعة؟..الإفتاء تجيب
كيفية أداء الصلاة بالنسبة لشخص مريض كبير في السن..الإفتاء توضح
2. رفع البصر إلى السماء: وقد استثنى الحنابلة حال التَجشي لمن يُصلي جماعة، فيرفع بصره كي لا يؤذِهم في صلاته، وقد ورد النهي عن هذا الأمر في قوله -صلي الله عليه وسلم- (لينتهين أقوامٌ يرفعون أبصارهم إلى السّماء في الصّلاة، أو لا ترجع إليهم)
3. تغميض العينين في الصلاة: حيث إن السُنة إبقاء العينين مفتوحتين؛ لأن إغماضهما مَظنة للنوم، والسُنة أن يُلقي المُصلي بهما إلى مَوضع سجوده، ولكن يَخرج من الكراهة حاجة المُصلي للإغماض خوفًا من عدم الخشوع لِما يُمكن أن يكون هناك من مُشتتات يَراها تخل بخشوعه فيُغمِض.
4. التَخصر في الصلاة: مَنهي عنه بالاتفاق لقوله -صلى الله عليه وسلم: (أن النبي - صلى الله علية جد وسلَّمَ نَهى أن يُصلِّي الرجلُ مُتخَصرًا).
والتخصر هو أن يضع الرجل يده على خاصرته، وقال الشافعية بجوازه لحاجة أو ضرورة.
5. يكره أن يُصلي المُسلم وهو يُدافع الأخبثين، والأخبثان: هما البول والغائط، حيث قال -صلى الله عليه وسلم- : (لا صلاة بحضرة طعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان).
-و يُستَنبط من هذا الحديث كراهة الصلاة في حضور الطعام، وقاس الشافعية والحنابلة عليه من اشتهى طعامًا أو شرابًا لأنه في بابه، ومما يدل أيضًا على كراهة الصلاة في حضور الطعام قوله -صلى الله عليه وسلم- : (إذا وُضعَ العَشاءُ وأقيمتِ الصلاةُ فابدءوا بالعَشاءِ).
6. كراهة استقبال النار أو شيء منها في الصلاة: لأن في هذا شيء من التشبه بعُباد النيران، وهذا القول عند المالكية والحنابلة.
7. ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والحنفية والحنابلة إلى كراهة تنكيس السور: والتنكيس يعني أن تقرأ في الركعة الثانية سورة أعلى مما قرأته في الركعة الأولى.
8. تُكره الصلاة عند النعس ومُغالبة النوم: ودليل هذا قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أن رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال: إذا نَعَسَ أحدُكم وهو يُصلّي فلْيرقُدْ، حتى يذهبَ عنه النّومُ، فإنّ أحدَكم إذا صلّى وهو ناعِسٌ لا يدري لعلَّه يَستغفِرُ فيسُبَّ نفسَه).
9. يرى فُقهاء الشافعية والحنفية والحنابلة كراهة التثاؤب في الصلاة: لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (...وأمَّا التّثاؤبُ فإنَّما هوَ مِن الشّيطانِ، فإذا تثاءَب أحدُكم فليرُدَّه ما استطاع...).
10. يُكرَه أن يبسط المُصلي ذراعيه في السجود: بل ينبغي له أن يرفعهما عن الأرض، وأن يُجافي ويُباعد بينهما، حيث قال صلّى الله عليه وسلّم: (اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب).
11. ويُكره التلثم في الصلاة: قال الشافعية: أنّه تغطية الفم، وقال المالكيّة: أنّه تغطية الفم مع الأنف، والمرأة كالرجل في هذا.
12. كراهة تكرير السور في الركعتين: عند المالكية.
13. يُكره النظر إلى ما يلهي عن الصلاة.