نتائج صادمة.. علماء يفسرون آلية خفية بين الأمعاء والدماغ
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
كشفت دراسة إسبانية حديثة عن علاقة مدهشة بين الحمض الأميني "البرولين" ومرض الاكتئاب، من خلال تفاعله مع بكتيريا الأمعاء والكيمياء الدماغية.
وأظهرت الدراسة التي أجريت على البشر والفئران وذباب الفاكهة أن اتباع نظام غذائي غني بالبرولين المتوافر في أطعمة شائعة مثل الجيلاتين ولحم البقر والأسماك، يزيد من احتمالية ظهور أعراض الاكتئاب.
كما توصل الفريق إلى أن التحكم في مستويات هذا الحمض الأميني أو عرقلة وصوله إلى الدماغ يمكن أن يشكل استراتيجية فعالة للوقاية من الاكتئاب وعلاجه.
واللافت في الدراسة أن عدم إصابة جميع متناولي البرولين بالاكتئاب يعود إلى الدور الحاسم لبكتيريا الأمعاء، حيث اكتشف الفريق البحثي أن التركيب البكتيري للأمعاء يؤثر بشكل كبير على طريقة تعامل الجسم مع البرولين. فبعض أنواع البكتيريا تحتوي على جينات خاصة قادرة على تحليل البرولين والتعامل معه، ما يحمي من تأثيره الضار على المزاج.
وللتأكد من هذه النتائج، أجرى الباحثون سلسلة من التجارب الدقيقة، حيث قاموا بنقل بكتيريا الأمعاء من أشخاص يعانون من الاكتئاب إلى فئران مختبرية، فلاحظوا ظهور أعراض الاكتئاب على هذه الفئران. كما اختبروا تأثير نوعين من البكتيريا على ذباب الفاكهة، فتبين أن البكتيريا المفيدة ساعدت في الحماية من الاكتئاب.
وفي تجربة حاسمة، استخدم الباحثون ذبابا معدلا وراثيا يفتقر إلى القدرة على نقل البرولين إلى الدماغ، فلاحظوا مقاومة ملحوظة للاكتئاب لدى هذا الذباب، ما يؤكد أن وصول البرولين إلى الدماغ هو العامل الحاسم في ظهور الأعراض.
وتمثل هذه الدراسة خطوة مهمة في فهم الاكتئاب وعلاجه، حيث تفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة تعتمد على التحكم في مستويات البرولين وتحسين صحة الأمعاء، ما يسلط الضوء على العلاقة العميقة بين الغذاء والصحة النفسية وأهمية العناية ببكتيريا الأمعاء للحفاظ على توازننا النفسي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاكتئاب بكتيريا الأمعاء ذباب الفاكهة
إقرأ أيضاً:
من الجينات إلى التغذية.. خريطة خفية تحدد طول طفلك ونموه
كشفت دراسات علمية حديثة عن أن طول الطفل ونموه لا يعتمد فقط على العوامل الوراثية، بل يتأثر أيضًا بنمط التغذية والبيئة المحيطة منذ المراحل الأولى من الحياة.
وأوضح باحثون في جامعة كامبريدج أن أكثر من 700 جين يرتبطون بالنمو البدني للأطفال، غير أن تأثير هذه الجينات يمكن أن يتبدّل تبعًا لنوعية الطعام الذي يتناوله الطفل ومستوى العناصر الغذائية التي يحصل عليها يوميًا.
ويشير العلماء إلى أن البروتينات، والزنك، والحديد، والكالسيوم، وفيتامين «د» تعد من العناصر الأساسية المسؤولة عن تحفيز هرمون النمو والحفاظ على صحة العظام والعضلات.
كما أن سوء التغذية أو الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة قد يؤدي إلى إبطاء النمو حتى في حال وجود استعداد وراثي للطول.
ويرى الخبراء أن العناية بتغذية الأم أثناء الحمل ثم الالتزام بنظام غذائي متوازن بعد الولادة من أهم العوامل التي تحدد خريطة النمو لدى الطفل.
وتؤكد الدراسات أن التوازن بين الوراثة والتغذية يشكل المعادلة المثالية التي تضمن نمواً طبيعياً وصحياً في مراحل الطفولة المختلفة.