أغرب عملية احتيال شهدها العالم
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
صراحة نيوز-تُعد قصة “الرجل الذي باع برج إيفل مرتين” واحدة من أغرب وأذكى عمليات الاحتيال في التاريخ. بطلها هو فيكتور لوستيج (VictorLustig)، رجل نمساوي المولد احترف النصب والاحتيال في أوائل القرن العشرين، واشتهر بذكائه ودهائه وقدرته الفائقة على إقناع الآخرين، حتى أنه خدع بعض أذكى رجال الأعمال والبنوك، بما في ذلك محاولة ناجحة للاحتيال على آل كابوني، أحد أخطر زعماء الجريمة المنظمة في أمريكا.
من هو فيكتور لوستيج؟
ولد فيكتور لوستيج عام 1890 في النمسا-المجر (تحديدا في ما يُعرف اليوم بجمهورية التشيك)، ونشأ في بيئة مثقفة. كان ذكيا، متعدد اللغات، لبقا، ويتقن التحدث والكتابة بالفرنسية والإنجليزية والألمانية بطلاقة. بدأ مسيرته الإجرامية في شبابه، عندما احترف الاحتيال على ركاب السفن العابرة للمحيط الأطلسي بين أوروبا وأمريكا، مدعيًا أنه رجل أعمال أو مخترع.
باريس بعد الحرب العالمية الأولى
في عام 1925، كانت باريس تمر بفترة من التوترات الاقتصادية والسياسية. وكانت الحكومة الفرنسية تكافح من أجل ترميم الاقتصاد الوطني بعد الحرب العالمية الأولى. في هذا السياق، بدأت تظهر تقارير في الصحف الفرنسية عن تكلفة صيانة برج إيفل، وأن الحكومة تفكر في إزالته نظرًا إلى التكاليف المرتفعة وعدم فائدته العملية.
كان برج إيفل قد بُني عام 1889 بمناسبة المعرض العالمي، وكان من المفترض أن يتم تفكيكه بعد 20 عاماً، ولكن تم الإبقاء عليه. ومع مرور الوقت، بدأت الحكومة تواجه انتقادات من بعض الجهات حول تكاليف صيانته.
الخطة الجريئة
استغل لوستيج هذه الأجواء العامة، ووضع خطة جريئة، سيقنع أحد رجال الأعمال الفرنسيين بأنه ممثل رسمي عن الحكومة، وأن الدولة تنوي بيع برج إيفل “خردة”، أي لتفكيكه وبيع حديده.
قام لوستيج بتزوير أوراق رسمية وجعل نفسه “نائب وزير البريد والاتصالات”، واستأجر جناحاً في أحد الفنادق الفاخرة، ثم دعا مجموعة من كبار تجار المعادن في باريس لاجتماع سري للغاية، مدعيًا أن الحكومة لا تريد إعلان هذه الصفقة على العلن تجنبًا للغضب الشعبي.
خلال الاجتماع، شرح لهم أن برج إيفل سيُفكك قريبًا وأن الدولة تبحث عن شركة تشتري الحديد وتتكفل بإزالته، وأنهم من بين مجموعة مختارة للنظر في العرض.
الضحية الأولى
من بين الحاضرين، كان رجل الأعمال أندريه بواسون (André Poisson) الأكثر اهتماما. كان جديدا في عالم الأعمال وكان يسعى لإثبات نفسه.
وقع فيكتور لوستيج في اختياره كضحية أولى، وعمل على كسب ثقته من خلال المجاملات والاستعراضات الرسمية.
شعر بواسون ببعض الشك، لكن لوستيج كان ذكيا بما فيه الكفاية ليزرع في ذهنه أن هذه الصفقة “شبه سرية”، وأنه من الطبيعي أن لا تكون هناك تغطية إعلامية أو وثائق رسمية منشورة. كما أرسل لوستيج “مساعدا مزيفا” للقيام بجولة ميدانية مع بواسون في البرج، مما أعطى انطباعا بأن الأمر حقيقي.
أخيرا، دفع بواسون مبلغا كبيرا من المال، إضافة إلى “رشوة” صغيرة للوستيج كي يضمن له الفوز بالعقد. بمجرد حصوله على المال، فر لوستيج إلى فيينا، ومعه ثروة جمعها من الاحتيال.
المفاجأة: بواسون لم يبلغ الشرطة
المثير في الأمر أن أندريه بواسون لم يُبلغ الشرطة! إذ شعر بالإحراج الشديد من وقوعه في هذا الفخ، وفضل أن يتحمل الخسارة بدلاً من أن يصبح أضحوكة في الصحافة الفرنسية.
عملية الاحتيال الثانية
بعد عدة أشهر، عاد لوستيج إلى باريس، وكرر الخدعة نفسها مرة ثانية. استأجر الفندق نفسه، وزوّر الوثائق نفسها، ودعا مجموعة جديدة من تجار المعادن. لكن هذه المرة لم يكن محظوظا بالقدر نفسه. إذ شك أحد التجار في الأمر وأبلغ الشرطة، إلا أن لوستيج تمكن من الهرب مرة أخرى قبل القبض عليه.
مغامرات لاحقة ونهايته
بعد مغادرته فرنسا، توجه لوستيج إلى الولايات المتحدة، حيث واصل حياته كمحتال محترف. اشتهر هناك بجهاز مزيف لطباعة النقود، خدع به عدة بنوك وأثرياء.
احتياله على أشهر زعيم عصابات في شيكاغو
في عام 1927 تقريباً، قرر لوستيج أن يكسب ثقة آل كابوني، أشهر زعيم عصابات في شيكاغو، لكنه لم يجرؤ على الاحتيال عليه مباشرة، لأن ذلك كان يعني الموت المحقق.
ففكر بطريقة ماكرة، ذهب إلى آل كابوني وطلب 50,000 دولار ليستثمرها في “صفقة كبرى”.
احتفظ لوستيج بالمال لمدة شهرين كاملين دون أن يلمسه.
ثم عاد إلى كابوني وقال: “آسف يا مستر كابوني، الصفقة فشلت، وهذا هو مالك كاملاً.”
كابوني، اندهش من أمانة رجل في عالم مليء بالمحتالين، ثم أعطاه خمسة آلاف دولار كمكافأة على أمانته! وهكذا حصل لوستيج على المال الذي أراده دون أن يخاطر بخداع أخطر رجل في أمريكا!
في نهاية المطاف، تم القبض على فيكتور لوستيج في الولايات المتحدة عام 1935 بعد مطاردة دامت سنوات، وتمت محاكمته بتهم متعددة من الاحتيال والتزوير. حُكم عليه بالسجن لمدة 20 عاما، وقضى بقية حياته في سجن الكاتراز، حيث توفي عام 1947 بسبب الالتهاب الرئوي، وفقا لموقع “newyorkalmanack.”.
يعد لوستيج اليوم واحداً من أعظم المحتالين في التاريخ، ليس فقط بسبب ما فعله، بل بسبب الطريقة الذكية والجرأة التي نفذ بها عملياته. لُقّب بـ “الرجل الذي باع برج إيفل مرتين”، وهي جملة تلخّص مدى براعة هذا الشخص في عالم الخداع والإقناع.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي برج إیفل
إقرأ أيضاً:
دفنت حية وحفرت بيديها التراب.. حدث أغرب من الخيال لطفله حديثة الولادة
(CNN)-- كان ذراعها أول ما رآه، شيام بابو، صغيرًا وهزيلًا، يبرز في الطين كدمية مهملة. لكن هذه لم تكن دمية، كانت طفلة رضيعة مُغطاة بالنمل وتنزف دمًا مما اشتبه الأطباء لاحقًا في أنها عضات حيوانات.
اكتشف بابو وهو مُربي الخنازير شيئًا مُرعبًا قرب نهر في هذه القرية الواقعة شمال الهند، كانت ملفوفة بمنشفة، بالكاد تتحرك، لكنها تتنفس بصعوبة، كانت طفلة حديثة الولادة مدفونة تحت عمق قدم من التراب.
ويتذكر بابو وهو يعود أدراجه إلى الاكتشاف المُروع الشهر الماضي في حقول قصب السكر والأرز في منطقة شاهجهانبور الريفية بولاية أوتار براديش، قائلا: "اقتربتُ أكثر ورأيتُ أصابع الطفلة تتحرك. اقتربتُ أكثر وشعرتُ بدقات قلبها.. أدركتُ أن الطفلة على قيد الحياة... لقد دفن أحدهم طفلة حية"، فزع، فركض ليُبلغ عن الحادثة. وسرعان ما وصل حشد من الناس إلى مكان الحادث.
وفي عملية إنقاذ محمومة ودقيقة، وثّقتها صور وفيديوهات استعرضتها شبكة CNN، قام شرطي بحفر الأرض المكدسة، كانت الطفلة، التي قُدّر عمرها لاحقًا بحوالي 15 يومًا، ملطخة بالكامل بالطين. كانت تلهث لالتقاط أنفاسها، وفمها وأنفها مسدودان بالتراب. وبينما كانت تُرفع عن الأرض، أطلقت صرخة ضعيفة مؤلمة.
نُقلت الطفلة إلى كلية شاهجهانبور الطبية، حيث وُجدت مصابة بعدوى حادة، وضيق تنفس، وإصابات، وتسمم دم، وبدأت الشرطة المحلية البحث عن والدي الفتاة، والدافع وراء الجريمة.
وصرح غوراف تياجي، الضابط المحلي الذي يحقق في القضية، لشبكة CNN أن لديهم ثلاث نظريات، ربما ظنّ والداها أن طفلتهما المريضة قد ماتت، فدفناها وفقًا للعادات المحلية. أما المولودة الجديدة، فكانت تعاني من التصاق الأصابع، وهي حالة يلتصق فيها إصبعان أو أكثر من أصابع اليدين أو القدمين، وربما تم التخلي عنها بسبب وصمة العار المرتبطة بالإعاقة في أجزاء من الهند.
وهناك جانب آخر: أنها طُردت بسبب جنسها، ضحية أخرى لقتل الإناث في أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، حيث يمكن أن يؤدي التفضيل الراسخ للذكور إلى التخلي عن الفتيات أو قتلهن.
وصرح الدكتور راجيش كومار، طبيب أطفال في شاهجهانبور منذ عقدين، لشبكة CNN أنه رأى أربع أو خمس حالات مماثلة من قبل، لكنه أشار: "لم أرَ قط طفلا في مثل هذا الوضع... تُرك وحيدًا ومُهملًا.. هناك ضغطٌ لإنجاب ولد. تواجه المرأة صعوباتٍ جمة. لا يُريدون البنات، لذا تذهب المرأة إلى المعابد وتُقيم طقوسًا لإنجاب ولد."
نانهي سينغ، 60 عامًا، قروية
في هدوء وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في كلية شاهجهانبور الطبية، كان الصوت الوحيد المُستمر هو صوت جهاز مراقبة القلب الرتيب، أزيزه الخافت وهو يُراقب الطفلة وهي نائمةً داخل حاضنة مُعقمة.
عندما وصلت إلى هناك، كانت مُتشبثةً بالحياة، كان وجهها أزرقًا بسبب نقص الأكسجين، ودرجة حرارة جسمها منخفضة بشكلٍ خطير، وكان ضغط دمها منخفضًا لدرجة أنه لم يكن من الممكن تسجيله. على عكس كل التوقعات، رأى الأطباء في البداية بصيص أمل.
وقال الدكتور كومار لشبكة CNN آنذاك: "المعجزات تحدث"، بينما كانت المعدات الطبية تعمل على إبقاء الطفلة الصغيرة على قيد الحياة، مضيفا: "يعتني بها طاقم المستشفى كفرد عائلة. يعتني بها طاقم التمريض، ومربيات الجناح، والأطباء، جميعهم كما لو كانت طفلتنا."
سرعان ما أطلقوا عليها اسمًا: باري، وهي كلمة هندية تعني "ملاك".
ووفقًا لآخر تعداد وطني للسكان في الهند، أُجري عام 2011، بلغ عدد الإناث في شاهجهانبور حوالي 872 أنثى لكل 1000 ذكر، وهي فجوة أوسع من المتوسط الوطني الذي يعاني أصلًا من اختلال التوازن، ويُرجع ناشطون وسكان محليون هذا الاختلال جزئيًا إلى نظام متجذر من التحيزات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية التي تُقلل بشكل منهجي من قيمة الفتيات، وتُقلل من رغبة تربيتهنّ.