محمود حميدة: يوسف شاهين كان أب ليا… وكان بيتعامل مع عنادي بحنية الأب
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
تحدث النجم محمود حميدة خلال ندوة المخرج الراحل يوسف شاهين بمهرجان الجونة السينمائي، عن علاقته بالمخرج الراحل قائلا: يوسف شاهين كان أب ليا والفرق في العمر بينه وبين والدي سنتين، وكان بيستقبل انفعلاتي زي والدي بالظبط لما بيوجهني لانه عارف اني حمار وعنيد مش بيقولي بشكل مباشر، وكان مبدع الله يرحمه".
وتحدثت يسرا عن عمق تأثيره على الممثلين الذين عملوا معه، قائلة:"أى فنان يشتغل مع يوسف شاهين بيتأثر بيه جدًا، تأثيره بيكون طاغٍ لدرجة إن بعض الممثلين ممكن يظهروا بطريقة مختلفة عن طبيعتهم، وده لأنه كان عنده قدرة غير عادية على إخراج طاقات الناس اللي حواليه".
وأضافت يسرا: "يوسف شاهين كان بيحب الممثلين جدًا، وكان يقف ورا الكاميرا بنفسه علشان يلقط مني التعبير اللي عايزه، من غير ما يطلبه بشكل مباشر. كان يعرف إزاي يوصلك للحالة اللي في دماغه من غير ما يقلّبك نسخة منه، وده الفرق بين التأثر بيه والتقليد."
واستعادت يسرا أحد المواقف المؤثرة التي جمعتها به أثناء تصوير أحد الأعمال، وقالت:"في مرة كنت مش فاهمة المشهد وقلت له: أنا مش عارفة أعمل إيه؟ رد عليّ وقال: أنا مش عايزك إنتي اللي تنوريني، أنا عايز نور رباني. وبعد ما صورنا المشهد لقيته قاعد لوحده ودمعة في عينه، وقال لي: ده مش دلع، أنا اتأثرت بجد."
وأكملت يسرا حديثها: "كان بيخليني أشارك في كل تفاصيل الشغل، حتى في الأمور الفنية الصغيرة، وكنت حاسة دايمًا إن الفيلم اللي بشتغل فيه معاه مكتوب لي أنا، ومصنوع بروحنا سوا، فيوسف شاهين كان بيملك نورًا خاصًا، طاقة بتعدي لكل اللي حواليه، وكان فعلاً بيصنع حالة فنية مش ممكن تتكرر".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمود حميدة يوسف شاهين بمهرجان الجونة مهرجان الجونة السينمائي الجونة السينمائي مهرجان الجونة الراحل يوسف شاهين یوسف شاهین کان
إقرأ أيضاً:
كاملة أبو ذكري: يوسف شاهين راجل حببنا في السينما
كشفت المخرجة كاملة أبو ذكري عن سبب تاثيرها عند مشاركتها بمعرض يوسف شاهين الذى أديقام فى مهرجان الجونة السينمائي حيث يحتفى بمئوية المخرج الكبير الراحل خلال فعاليات دورته الثامنة المقامة حاليًا.
وقالت كاملة أبو ذكري، في لقاء مع الإعلامية بوسي شلبي: عيطت لما شفت تاريخ السينما وهو ده اللي دخلت معهد السينما علشانه، ومعرفش فين يوسف شاهين ومحمد خان معرفش راحوا فين.
وأضافت كاملة أبو ذكري: عيطت علشان السينما مبقتش زي الأول بقينا في عالم تاني، أنا كنت تربية مخرج ومنتج كبير كانت حاجة عزيزة، يوسف شاهين راجل حببنا في السينما وعلمنا السينما وإديتنا أحلام كبيرة وسيبتنا ومشيت كده؟.
وانطلق الاحتفالية فى مدينة الجونة، كأول محطة لقطار عابر للحدود، لا يعترف بالمسافات ولا الأزمنة، يحمل في مقصورته مخلوقات من ضوءٍ وحركة، ليمرّ بمحطاتٍ متفرّقة، لا ليستريح، بل ليوقظ الذاكرة، محطات تتحدث بلغاتٍ شتّى، لكنها تتفق على معنى واحد، أن السينما كانت وستبقى فعل حياة ومقاومة.
إنها ليست مئوية تُختصر في خطاب أو تكريم، بل لحظة مُمتدة وتفاعلية، تتفرّع وتتجدد، وترفض الاكتمال. تبدأ هنا، من شاطئ الجونة، في فضاء مفتوح يشبه سينماه؛ لكنها لا تمكث بل تمضي كما كان يمضي هو، من فكرة إلى أخرى، ومن مكان إلى آخر؛ من مهرجان مونبلييه في فرنسا، حيث اختار الشباب شاهين ليكون بوصلتهم في إعادة اكتشاف السينما، مروراً باليابان وسويسرا، ومنها إلى مهرجانات كبرى تستعد لاستقباله لا كضيف، بل كغائب حاضر، يعود في كل لقطة، وفي كل سؤال.
يوسف شاهين، مُخرِج خلق بأفلامه سُلَّم قوامه الأحلام، لنرتقي عليه جميعا ونرى العالم بعيونه، كل فيلم من أفلامه كان امتدادًا لذاته المشحونة بالاسئلة والهواجس، من باب الحديد إلى الآخر، من إسكندرية ليه؟ إلى حدوتة مصرية، من الأرض إلى العصفور، بحثَ شاهين عن حقه في الحُلم، فتّش عن الهويّة والجسد، وطرح أسئلة عن الذات والمجتمع، الشباب والكهولة، الخضوع والثورة، بكاميرا حساسة لا تسعى إلى الرصد الجاف بقدر ما تحفز المشاعر، وتخلق شريط سينمائي مُربك وثوري؛ لم يلبث أن تحول إلى خفقات من السحر، حتى في أكثر لحظاته قسوة وعنف.
فتح مهرجان الجونة السينمائي فضاءه لاستحضار هذا الصوت الفذ الذي غيّر شكل الحكاية، وكسّر أنماط السرد؛ ليعود يوسف شاهين، الذي وُلد 25 يناير 1926 في الإسكندرية، وينير القاعات والأروقة مرّة أخرى، في أيام شاهينيّة يتجاوز حضورها الشاشة، لتمتد إلى ثلاثة مسارات مختلفة، تتعاطى مع سينماه بمناظير متباينة وأنماط إبداعية ذات أشكال تفاعلية، وتشتبك مع إرث شاهين كقضية مفتوحة، لا كأرشيف مغلق؛ إنها مئوية لا تكتفي باستحضار مخرج، بل تستدعي عالمًا بأكمله.