البلاد (غزة)
شهد قطاع غزة أمس (الأحد) تصعيدًا جديدًا في التوتر بعد أن شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاث غارات جوية على مدينة رفح جنوب القطاع، بالإضافة إلى قصف مناطق جباليا شمال القطاع، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، وفق شهود عيان. كما توقف دخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى معبري كرم أبو سالم والعوجة، في ظل استمرار القيود الإسرائيلية على حركة الإغاثة.


وأكد الجيش الإسرائيلي أن مقاتلي حركة حماس نفذوا هجمات متعددة خارج ما يسمى بالمنطقة العازلة “الخط الأصفر”، بما في ذلك إطلاق قذائف صاروخية ونيران قناصة، واصفًا هذه الأعمال بأنها “انتهاك صارخ” لاتفاق وقف إطلاق النار. في المقابل، أكدت حماس التزامها بالهدنة ووصفت الاتهامات بأنها ذرائع لتجنب التزامات الحكومة الإسرائيلية، مشددة على أن “نتنياهو يحاول التهرب من مسؤولياته أمام الوسطاء والدول الضامنة”.
في سياق متصل، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى استئناف العمليات العسكرية في غزة، معتبرًا أن الحركة تشكل تهديدًا لأمن إسرائيل، فيما عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس جلسة أمنية عاجلة لبحث الرد على هذا الانتهاك المفترض.
كما واصلت الجرافات الإسرائيلية عمليات الحفر في منطقة حمد بمدينة خان يونس جنوب القطاع للبحث عن جثث الأسرى الإسرائيليين المنتظر استرجاعها، في حين بدأت قوات الاحتلال بوضع علامات مادية وصب الخرسانة باللون الأصفر لتحديد “الخط الأصفر” الذي انسحبت إليه منذ 10 أكتوبر، بموجب شروط اتفاق وقف إطلاق النار.
ويشمل الخط الأصفر مسار انسحاب جزئي للجيش الإسرائيلي من شمال غزة مرورًا ببيت لاهيا، ومدينة غزة، والبريج، ودير البلح، وخان يونس، وخزاعة، وصولاً إلى رفح التي ما زالت تحت السيطرة الإسرائيلية. وقد شددت تل أبيب على أن أي انتهاك أو محاولة عبور هذا الخط سيتم الرد عليها مباشرة بالنيران.
وحول الموقف الدولي، أفاد مسؤولون أمريكيون أن إسرائيل أبلغت واشنطن بالغارات على رفح، عبر مركز القيادة الأمريكي المشرف على وقف إطلاق النار، دون طلب إذن مسبق لشن الضربات، مؤكدين احتمال تنفيذ المزيد من الضربات رداً على ما تصفه إسرائيل بانتهاكات حماس.
في المقابل، نفت حماس أي خروقات للهدنة، مؤكدة أن”لا علاقة لها بأي أحداث تقع خارج الخط الأصفر”، وأن الاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعاتها في تلك المناطق منذ عودة الحرب في مارس الماضي. وأضافت الحركة أن الوسطاء لم يقدموا أي دليل يثبت مخالفتها للاتفاق، مؤكدة التزامها الكامل بوقف إطلاق النار.
يذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، الذي أُبرم في شرم الشيخ، ينص على إطلاق سراح كافة المحتجزين الإسرائيليين الأحياء وتسليم جثامين القتلى، مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، وفرض انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من القطاع وفتح معابر الإغاثة. إلا أن معبر رفح الحدودي مع مصر ما زال مغلقًا بانتظار تسليم جثامين جميع الأسرى الإسرائيليين.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار الخط الأصفر

إقرأ أيضاً:

بالفيديو: إسرائيل تعلن رسمياً اغتيال القيادي في القسام رائد سعد

أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) مساء السبت، اغتيال القيادي في كتائب القسام، رائد سعد، في غارة استهدفت مركبة على شارع الرشيد غرب مدينة غزة ، وذلك في تصعيد جديد لخروقات تل أبيب لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع حركة حماس منذ 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2025.

وذكرت مصادر إسرائيلية، أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير أمنه يسرائيل كاتس صادقا على العملية، من دون أن يتم إبلاغ واشنطن مسبقا بها. وقال نتنياهو وكاتس في بيان مشترك بعد العملية، إنهما أوعزا بتنفيذها "ردا على تفجير حماس عبوة ناسفة بقواتنا اليوم في مناطق الخط الأصفر بقطاع غزة"، واعتبرا أن "كل ما يرفع يده على إسرائيل ويؤذي الجنود، ستقطع يده في غزة وفي أي مكان".

 

الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو اغتيال رائد سعد pic.twitter.com/XHeutP2PqH

— وكالة سوا الإخبارية (@palsawa) December 13, 2025

ومن جانبه، قال الجيش الإسرائيلي والشاباك في بيان مشترك، إن "رائد سعد كان من قادة حماس الكبار القلائل الذين بقوا في قطاع غزة، وشغل سلسلة مناصب رفيعة في الجناح العسكري للحركة. وكان من العناصر القيادية على مدى الأشهر الأخيرة ومسؤولا مباشرا عن خروقات وقف إطلاق النار من قبل حماس، كما وفي إطار منصبه في ركن التصنيع أشرف على مواصلة إنتاج الأسلحة في قطاع غزة خلال فترة وقف النار".

وسبق أن حاولت إسرائيل اغتيال سعد عدة مرات خلال حربها على غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بينها محاولتان في الأسبوعين الأخيرين واللتين ألغيتا في الدقائق الأخيرة.

وتصنف إسرائيل سعد بأنه الرجل الثاني في كتائب القسام خلف قائدها عز الدين الحداد، وأنه هو من قام بالتخطيط لخطة "جدار أريحا" لهزيمة فرقة غزة من خلال هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. كما تدعي أنه كان قائد قسم العمليات ومسؤولا حتى اليوم عن إنتاج الأسلحة وإعادة تأهيل قدرات كتائب القسام العسكرية.

وأوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن سعد قبع لفترة قصيرة في السجون الإسرائيلية في العام 1990، وكان مقربا من مؤسس حركة حماس، الشيخ أحمد ياسين ، وكذلك من قادة ذراعها العسكري محمد الضيف ومروان عيسى.

وأشارت إلى أنه كان قائدا للواء غزة في كتائب القسام في مطلع سنوات الألفين، وفي مطلع العقد الثاني من الألفية أسس وترأس سعد القوة البحرية لحماس في غزة.

وانضم سعد إلى هيئة الأركان التابعة لحماس بعد العدوان على غزة عام 2014، وأصبح جزءا من المجلس العسكري المصغر للحركة، ولاحقا أصبح رئيس قسم العمليات في حماس وكان مسؤولا عن الخطط العملياتية، وتولى الإشراف على خطوتين مركزيتين شكلتا أساس الجاهزية العملياتية لحماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر؛ وهما: إنشاء كتائب النخبة، وتدبير خطة "جدار أريحا" الهادفة إلى حسم المواجهة مع فرقة غزة بالجيش الإسرائيلي؛ بحسب إذاعة الجيش.

وفي المقابل، لم يصدر أي إعلان رسمي من جانب حماس أو كتائب القسام بشأن صحة اغتيال رائد سعد، بينما جاء في بيان للحركة "إن مواصلة جيش الاحتلال جرائمه في قطاع غزة، والتي كان آخرها مساء اليوم استهداف طيرانه سيارة مدنية غرب مدينة غزة؛ يمثل إمعانا في الخرق الإجرامي لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي جرى توقيعه وفق خطة الرئيس الأميركي ترامب".

وأضافت "إن هذه الجريمة تؤكد مجددا أن الاحتلال يسعى عمدا إلى تقويض اتفاق وقف إطلاق النار وإفشاله عبر تصعيد خروقاته المتواصلة"، وحملت الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة عن تداعيات جرائمها بحق شعبنا الفلسطيني، وخروقاتها الممنهجة لاتفاق وقف إطلاق النار، بما يشمل استهداف أبناء شعبنا وناشطيه وقيادته، ومواصلة فرض الحصار، ومنع جهود الإغاثة الإنسانية".

وطالبت حماس، الوسطاء والدول الضامنة للاتفاق بـ"تحمل مسؤولياتهم إزاء هذه الخروقات الفاضحة، والتحرك العاجل للجم حكومة الاحتلال المتنكرة لالتزاماتها بموجب الاتفاق، والساعية إلى تقويضه وتدميره".؛ بحسب ما جاء في بيان لها.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة جنديين بانفجار عبوة ناسفة جنوبي غزة شاهد: انتقادات تلاحق نتنياهو بعد فيديو يظهر أسرى أحياء قبل مقتلهم في غزة غولان: كان بالإمكان إعادة محتجزين بغزة أحياء لولا تعنت حكومة نتنياهو الأكثر قراءة 151 دولة في الامم المتحدة تصوّت لفلسطين: انتصار للحق في وجه الغطرسة والاحتلال الشرع: إسرائيل تعمل على تصدير الأزمات والهروب من مجازرها في غزة الاتحاد الأوروبي يضغط لزيادة المساعدات إلى غزة وفتح معبر رفح بيت لحم: مستوطنون يقتحمون "كيسان" ويطلقون الرصاص تجاه المنازل عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الإسرائيلي: هجوم سيدني نتيجة تصاعد العنف المعادي للسامية
  • إعلام: مقتل أكثر من 300 فلسطيني في غزة خلال هجمات إسرائيلية منذ بدء وقف إطلاق النار
  • استشهاد أكثر من 300 فلسطيني جراء الهجمات الإسرائيلية منذ بدء وقف إطلاق النار
  • «الخط الأصفر» .. كيف يعيد كيان الاحتلال رسم خريطة غزة بالقوة ؟
  • حماس: استهداف الاحتلال لسيارة مدنية خرق جسيم لاتفاق وقف إطلاق النار
  • بالفيديو: إسرائيل تعلن رسمياً اغتيال القيادي في القسام رائد سعد
  • شطب واتهامات متبادلة.. القصة الكاملة لأزمة مصطفي كامل وعاطف إمام
  • تصاعد العمليات العسكرية بين تايلاند وكمبوديا رغم إعلان ترامب
  • كمبوديا تتهم تايلاند بمواصلة إطلاق النار رغم إعلان ترامب عن هدنة
  • رئيس الوزراء التايلاندي يطلب من ترامب الضغط على كمبوديا بشأن هدنة الحدود