انطلاق مراسيم تشييع الشهيد المجاهد الغماري
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
وتوافدت الجموع منذ ساعات الصباح الأولى حاملة صور الشهيد ورايات المشروع القرآني، في مشهد مهيب يعبر عن وفاء اليمنيين لقائد أفنى حياته في بناء القوات المسلحة وتعزيز قدرات الردع والدفاع عن فلسطين والأمة.
انطلقت المراسم في «يوم الوفاء لأهل الوفاء» بحضور آلاف المشيعين القادمين من مختلف مديريات أمانة العاصمة ومحافظات الجمهورية.
وتدفقت الحشود إلى مداخل الميدان وهي تحمل صور الشهيد وأعلام الجمهورية ورايات المشروع القرآني، فيما تتواصل الوفود الرسمية والشعبية والعشائرية والحزبية وصولًا إلى ساحات جامع الشعب وميدان السبعين.
وفي هذا السياق قال أمين عام العزب الديمقراطي اليمني الأستاذ سفيان العماري أن الشهيد الغماري «يُعد أحد مهندسي المعركة»؛ فقد أسهم في تطوير أداء القوات المسلحة اليمنية ورفع جاهزيتها برًّا وبحرًا وجوًّا، وبنى قدرات نوعية في مجالات الصواريخ والطيران المسيّر والتصنيع العسكري.
وأكد العماري أن الغماري ورفاقه نجحوا في سد الفجوة بين الإمكانات والقدرة العملياتية عبر تكتيكات مبتكرة لم يسبق لها مثيل، ما دفع قوى كبرى إلى مراجعة أدواتها واستراتيجياتها البحرية.
وأشار ضباط تخرّجوا على يدي الشهيد إلى أنه كان أبًا ومعلّمًا، بنى جيشًا عقائديًا مؤمنًا يمتلك خبرات وقدرات ميدانية أخرجت القوات اليمنية إلى مستوى جديد في مواجهة قوى الهيمنة، مجددين العهد على السير في الدرب الذي رسمه.
وشدد المشاركون على أن تشييع الغماري ليس وداعًا فحسب، بل إعلان عهدٍ ووفاءٍ يستمر في كل ميادين النضال.
ومن المقرر أن تبدأ مراسم الصلاة على الجثمان الطاهر في جامع الشعب، ثم نقله إلى ميدان السبعين لإقامة مراسم التشييع الرسمية، قبل مواراته الثرى إلى جوار الشهيد الرئيس صالح الصماد، في لفتة رمزية تعبّر عن وحدة القادة الشهداء في درب الجهاد والكرامة.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
اللواء المجاهد الغماري.. عنوان للتضحية والإخلاص
في مسيرة الشعوب العظيمة، تولد أسماء لا تموت، رجال صنعوا من الإيمان قضيةً، ومن الوفاء طريقاً، ومن التضحية حياةً خالدة في ذاكرة الوطن. ومن بين أولئك الرجال الأشداء، يودعنا اليوم إلى سبيل الخالدين عند رب العالمين المجاهد اللواء محمد عبدالكريم الغماري، كقائد استثنائي من أبرز قادة المسيرة القرآنية ومن رجال السيد حسين رضوان الله عليه، الأوائل الملتحقين بالمسيرة القرآنية منذ اليوم الأول في الجهاد و الذين نذروا حياتهم دفاعاً عن الكرامة والسيادة، ووفاءً لرسالةٍ إنسانية سامية آمن بها حتى آخر لحظة من عمره، رسالة تحرير القدس وغزة من دنس الصهاينة.
لم يكن الشهيد مجرد قائدٍ عسكريّ، بل كان مدرسة في الإيمان والثبات، ومثالاً فريداً للصدق في الموقف والعمل. حمل همّ وطنه وشعبه، ووقف في الميدان مقداماً لا يعرف التراجع، يرى في كل معركة مسؤولية تاريخية أمام الله والوطن، لا مجرد مهمة عسكرية عابرة.
ومن أسمى ما يُذكر عنه، أنه قدّم نفسه ونجله ورفاقه الأوفياء قرباناً في سبيل المبادئ التي عاش من أجلها وهو تحرير القدس من دنس اليهود الظالمين . لم يكن الرحيل عنده نهاية، بل ولادة لمعنى جديد للتضحية، ومعنى أسمى للوفاء والبطولة. فحين تتجسد القيم في رجالٍ من هذا الطراز، يصبح الموت ذاته رسالة حياة، ودماؤهم حروفاً تكتب بها الأجيال تاريخ الكرامة.
رحل اللواء الشهيد المجاهد تاركاً خلفه أثراً لا يُمحى في قلوبنا ، وسيرةً ناصعةً تُروى للأجيال القادمة. كان قائداً يعرف جنوده واحداً واحداً، يشاركهم همومهم، ويعاملهم بروح الأب والأخ، لا بروح المتسلّط. كان يرى في المقاتل البسيط شريكاً في النصر، وفي دماء الشهداء وقوداً لطريقٍ لا ينتهي بالعزيمة والإصرار.
الثابت في سيرتة أنه قدّم روحة ونجله ورفاقه نصرة للقدس الشريف ولغزة العزة وقدم ما لم يقدّمه كثيرون: صدق النية، وثبات المبدأ، وسخاء التضحية. فقد آمن بأنّ الكرامة لا تُشترى، وأنّ الاستقلال لا يُهدى، بل يُنتزع بثمنٍ باهظٍ من أرواح الرجال العظماء.
اليوم، ونحن نعزي أنفسنا والأمة الإسلامية في استشهاد اللواء محمد عبدالكريم الغماري، لا نستحضر فقط شخصاً رحل، بل نستحضر قيمةً إنسانية ووطنية ينبغي أن تبقى حاضرة في الوعي الجمعي لكل يمني حرّ: أن الإخلاص للوطن لا يقاس بالمناصب، بل بما يقدمه الإنسان من صدقٍ وإيمانٍ وتفانٍ في سبيله.
لقد عاش اللواء الشهيد مجاهدا منذ انطلاق المسيرة القرآنية ومناضلاً صادقاً، ورحل شهيداً وفياً، تاركاً وراءه إرثاً من الكبرياء والكرامة، وإيماناً بأنّ الأوطان تُبنى بالعقول المخلصة والدماء الطاهرة، لا بالخطابات والشعارات.
رحمه الله رحمة الأبرار، وأسكنه فسيح الجنان مع الصديقين والشهداء، وجعل من ذكراه منارةً تهدي الأحرار إلى دروب العزة والإباء. الأسيف وخالص عزائنا للسيد القائد.