عربي21:
2025-12-08@02:00:30 GMT

الغارديان: حرب غزة أدت لتحولات ضخمة في الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT

الغارديان: حرب غزة أدت لتحولات ضخمة في الشرق الأوسط

دفعت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المؤلفة من 20 بندًا لوقف الحرب في قطاع غزة، القوى الإقليمية المتنافسة إلى التعاون وتجاوز الخلافات، بينما أعادت نتائج الحرب "رسم المشهد الجيوسياسي، وأضعفت النفوذ الإيراني، فتحت فرصًا جديدة أمام دول مثل تركيا ومصر والعراق".

وجاء في تقرير لصحيفة "الغارديان" أنه "إذا كان للحرب عواقب وخيمة على منطقة الشرق الأوسط، حيث قلبت الافتراضات الراسخة وأعادت رسم الخريطة الجيوسياسية، وأثارت تحولات هائلة في الرأي العام، فمن المرجح أن يكون لأي سلام دائم آثار بالغة الأهمية".



ونقل التقرير عن الكاتب عن مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة، والمقيم حاليا في القاهرة: قوله: "لم يمضِ سوى أقل من عشرة أيام، ونحن نشهد انتهاكات متعددة لوقف إطلاق النار من جانب إسرائيل وحماس. أعتقد أنه بعد كل هذا الدمار وإراقة الدماء، سيستغرق الأمر بعض الوقت للتحرك في أي اتجاه إيجابي".


وأوضح التقرير أن "الطريقة التي انتهت بها الحرب كان لها بالفعل تأثير كبير على سياسات المنطقة. فقد أدت فكرة الرئيس دونالد ترامب لتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بدون سكانها الفلسطينيين إلى حشد القوى الإقليمية بطريقة غير مسبوقة، ثم تسارعت الأمور بعد خطة ترامب وتنفيذ مراحلها".

وأضاف أن "التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من الخطة، جاء بعد الضغط الأمريكي على إسرائيل، بالإضافة إلى الضغط القوي من قطر وتركيا على حماس. وباتت قطر الآن في دائرة القوى التي يثق بها ترامب، وكذلك رجب طيب أردوغان، الزعيم التركي المخضرم، الذي أشاد به الرئيس الأمريكي في القمة التي عقدت على عجل في شرم الشيخ، المنتجع المصري، الأسبوع الماضي، ووصفه بأنه "شخصية قوية" و"صديق". 

وأشار التقرير إلى أن "هذه لم تكن دائما وجهة نظر الرئيس الأمريكي الزئبقي ولم يشاركه بها دائما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي كان ظاهريا شريكه في استضافة القمة".

وأكد التقرير أنه "مع ذلك، حدث تحول هنا أيضا، وتعتبر تركيا ومصر، وربما الأردن، من أبرز المرشحين  للمشاركة في قوة الاستقرار الدولية الجديدة في غزة. وسيتيح هذا الأمر لكل من تركيا ومصر فرصا، ولكنه ينطوي أيضا على مخاطر. وستحاولان تقليل الاحتكاك، على الأقل في المدى القريب. وقد رصد مراقبون مطلعون تفاصيل أخرى من القمة تشير إلى تحولات محتملة أكبر".

وقال "كان من بين القادة في شرم الشيخ رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الذي يواجه معركة شرسة للفوز بولاية ثانية في انتخابات ستجرى في أقل من شهر. والتقط صورة مع ترامب ووصف توني بليرمرشح الرئيس الأمريكي لقيادة "مجلس السلام"، وهو هيئة من التكنوقراط الفلسطينيين، من المقرر تشكيلها لإدارة غزة بموجب خطة العشرين نقطة - بأنه "صديق عزيز للعراق". وربما أثار هذا  دهشة في المنطقة، بل وأبعد من ذلك".

ولفت إلى أن "العراق كان جزءا من دائرة النفوذ الإيراني منذ الغزو الأمريكي عام 2003، لكن هذا الوضع ربما بدأ بالتغير الآن، حسب مايكل نايتس، رئيس قسم الأبحاث في شركة الاستشارات العالمية هورايزون إنغيج والمحلل المخضرم في شؤون العراق".

وأضاف نايتس: "يمكنكم رؤية العراق ينجذب الآن نحو المحور العربي، وهذا تحول كبير"، مشيرا إلى أنه يفهم أن بغداد تدرس حتى المساهمة بقوات في قوة الاستقرار الدولية المخطط لها في غزة.


وعلق بيرك أن هذا التحول نحو الدول العربية، قد يغضب طهران، لكن وقف إطلاق النار يترك القيادة الإيرانية في مواجهة تقييم قاتم لنتائج 24 شهرا من الصراع، حيث كشفت حرب إيران القصيرة مع إسرائيل عن ضعفها العسكري. ولا شك أن برنامجها النووي الباهظ التكلفة قد تضرر، حتى وإن لم نكن نعرف حجم الضرر، وأُعيد فرض العقوبات الأوروبية والبريطانية والأمريكية.

بالإضافة إلى ذلك، يعلن وقف إطلاق النار نهاية تحالف الجماعات المسلحة المتفاوتة الكفاءة والاستقلالية والالتزام، والذي كان محور استراتيجية طهران "الدفاع الأمامي". فقد أصبح حزب الله في لبنان مجرد ظل لما كان عليه سابقا ويواجه مستقبلا غامضا، بما في ذلك احتمال نزع سلاحه. أما نظام الأسد الصديق في سوريا، فقد انتهى. وقد توقفت حماس للتو عن القتال، وقد تجبر على تسليم أسلحتها التي تهدد إسرائيل. ويعتقد نايتس أن وقف إطلاق النار قد يكون بمثابة محرك للتكامل داخل المنطقة.

وسيعيد فتح الحديث عن الروابط البرية الرئيسية من الخليج إلى البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى الحوار الأوسع حول التطبيع [الدبلوماسي والاقتصادي] مع إسرائيل".

وفي الوقت الحالي، يقول بيرك أن كل قائد في المنطقة يدرك جيدا الغضب الشعبي إزاء حرب غزة، التي دمرها هجوم إسرائيلي أودى بحياة 68,000 شخصا. لكن وقف إطلاق النار يعني أن الحديث عن توسيع اتفاقيات إبراهيم، وهي اتفاقيات التطبيع التي اتفقت عليها أربع دول عربية قبل خمس سنوات، أصبح ممكنا نظريا، على الرغم من أن مسألة الدولة الفلسطينية المستقبلية تلوح في الأفق. وقال ترامب إن الاتفاق الذي توسط فيه يتجاوز غزة بكثير، حيث كان يشير إلى التطبيع بين أمكانية تطبيع إسرائيل العلاقات مع السعودية وإندونيسيا أيضا، وربما دول أخرى.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية تركيا الشرق الأوسط قطر المصري مصر الشرق الأوسط تركيا الولايات المتحدة قطر صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرئیس الأمریکی وقف إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

هجوم ناعم على أوروبا وتراجع أولوية الشرق الأوسط.. ترامب يكشف عما يريده للعالم

في وثيقة كُتبت بنبرة باردة لكنها مثقلة بقلقٍ جيوسياسي متجدد، يعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسم حدود “العالم المسموح” لأمريكا.

إن استراتيجية ترامب للأمن القومي، التي أصدرها البيت الأبيض بهدوء يوم الخميس، تحتوي على بعض الكلمات القاسية لأوروبا، مما يشير إلى أنها في حالة انحدار حضاري، وتولي اهتماما ضئيلا نسبيا للشرق الأوسط وأفريقيا.

وتركز هذه الاستراتيجية تركيزًا شديدًا على نصف الكرة الغربي، وعلى حماية الأراضي الأمريكية. وتؤكد أن «أمن الحدود هو العنصر الأساسي للأمن القومي»، ويشير ضمنيًا إلى جهود الصين الرامية إلى ترسيخ وجودها في الساحة الخلفية لأمريكا.

إنها ليست مجرد استراتيجية أمن قومي، بل مرآة لعودة مبدأ مونرو بحلة أكثر صلابة، تُعلن أن نصف الكرة الغربي ليس مجرد مجال نفوذ، بل خط الدفاع الأول عن هوية الأمة وحدودها وتفوّقها. أوروبا في النص تبدو قارة في انحدار حضاري، والصين شبحًا يتمدّد في الفناء الخلفي، أما الشرق الأوسط وأفريقيا فغابتا عن جدول الأولويات إلا بقدر ما يمسّ أمن الحدود أو مسارات الهجرة.

إنها رؤية تُقدّم أمريكا كدولة تتخلّص من إرث «الهيمنة الكونية» لصالح سياسة أكثر حدودية، وأشدّ قومية، وأكثر جرأة في مواجهة الحلفاء قبل الخصوم. استراتيجية تحمل تناقضاتها داخلها، لكنها تكشف، بوضوح لم يُعرف في عقود، أن واشنطن مقبلة على إعادة تعريف العلاقة مع حلفائها، وإعادة صياغة الصراع مع خصومها، وإعادة بناء قوة قاسية في محيطها القريب قبل أي مكان آخر.

فماذا نعرف عنها؟

يعتزم الرئيس دونالد ترامب إبقاء وجود عسكري أمريكي أكبر في نصف الكرة الغربي في المستقبل لمكافحة الهجرة والمخدرات وصعود القوى المعادية في المنطقة، وفقًا لاستراتيجيته الجديدة للأمن القومي.

تُعد هذه الوثيقة، المكونة من 33 صفحة، شرحًا رسميًا نادرًا من قِبل إدارته لنظرة ترامب للسياسة الخارجية. ويمكن لهذه الاستراتيجيات، التي يُصدرها الرؤساء عادةً مرة كل ولاية، أن تُسهم في تشكيل كيفية تخصيص الميزانيات وتحديد أولويات السياسات في مختلف قطاعات الحكومة الأمريكية.

وتقول صحيفة بوليتيكو، إن استراتيجية ترامب للأمن القومي، التي أصدرها البيت الأبيض بهدوء يوم الخميس، تحتوي على بعض الكلمات القاسية لأوروبا، مما يشير إلى أنها في حالة انحدار حضاري، وتولي اهتماما ضئيلا نسبيا للشرق الأوسط وأفريقيا.

يُركز هذا التقرير تركيزًا شديدًا على نصف الكرة الغربي، مُركزًا بشكل كبير على حماية الأراضي الأمريكية. ويؤكد التقرير أن "أمن الحدود هو العنصر الأساسي للأمن القومي"، ويشير ضمنيًا إلى جهود الصين الرامية إلى ترسيخ وجودها في الساحة الخلفية لأمريكا.

تنص الوثيقة على أن "التفوق الأمريكي في نصف الكرة الغربي شرطٌ لأمننا وازدهارنا، وهو شرطٌ يُمكّننا من تأكيد وجودنا بثقةٍ أينما ومتى احتجنا إلى ذلك في المنطقة". وتضيف: "يجب أن تكون شروط تحالفاتنا، وشروط تقديم أي نوع من المساعدات، مشروطةً بتقليص النفوذ الخارجي المُعادي، بدءًا من السيطرة على المنشآت العسكرية والموانئ والبنية التحتية الرئيسية، وصولًا إلى شراء الأصول الاستراتيجية بمعناها الواسع".

تصف الوثيقة هذه الخطط بأنها جزء من "مبدأ ترامب" لمبدأ مونرو. وهذا المبدأ هو الفكرة التي طرحها الرئيس جيمس مونرو عام ١٨٢٣، والتي مفادها أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع أي تدخل أجنبي خبيث في نصفها الغربي.

واجهت ورقة ترامب، بالإضافة إلى وثيقة شريكة تُعرف باسم استراتيجية الدفاع الوطني، تأخيرات، ويعود ذلك جزئيًا إلى نقاشات في الإدارة حول عناصر متعلقة بالصين. وضغط وزير الخزانة سكوت بيسنت من أجل تخفيف اللهجة تجاه بكين، وفقًا لشخصين مطلعين على الأمر، مُنحوا عدم الكشف عن هويتهما لوصف المداولات الداخلية. يُشارك بيسنت حاليًا في محادثات تجارية أمريكية حساسة مع الصين، ويُبدي ترامب نفسه قلقه بشأن العلاقات الحساسة مع بكين.

تنص استراتيجية الأمن القومي الجديدة على أن على الولايات المتحدة اتخاذ خيارات صعبة في المجال العالمي. وتنص الوثيقة على أنه "بعد انتهاء الحرب الباردة، أقنعت نخب السياسة الخارجية الأمريكية نفسها بأن الهيمنة الأمريكية الدائمة على العالم أجمع تصب في مصلحة بلادنا. ومع ذلك، فإن شؤون الدول الأخرى لا تُعنى بنا إلا إذا شكلت أنشطتها تهديدًا مباشرًا لمصالحنا".

وفي مذكرة تمهيدية للاستراتيجية، وصفها ترامب بأنها "خارطة طريق لضمان بقاء أمريكا أعظم وأنجح دولة في تاريخ البشرية، وموطن الحرية على الأرض".

لكن ترامب متقلب بطبيعته، لذا يصعب التنبؤ بمدى التزامه بالأفكار الواردة في الاستراتيجية الجديدة أو مدتها. قد يُغير حدث عالمي مفاجئ مسار تفكيره أيضًا، كما فعل مع الرؤساء السابقين من جورج دبليو بوش إلى جو بايدن.

ومع ذلك، يبدو أن الوثيقة متماشية مع العديد من التحركات التي اتخذها في ولايته الثانية، فضلاً عن أولويات بعض مساعديه.

إن هذا يشمل نشر المزيد من القوة العسكرية الأميركية في نصف الكرة الغربي، واتخاذ خطوات عديدة للحد من الهجرة إلى أميركا، والدفع نحو قاعدة صناعية أقوى في الولايات المتحدة، وتعزيز "الهوية الغربية"، بما في ذلك في أوروبا.

بل إن الاستراتيجية تُشير إلى ما يُسمى بالقيم التقليدية، التي ترتبط أحيانًا باليمين المسيحي، قائلةً إن الإدارة تريد "استعادة وتنشيط الصحة الروحية والثقافية الأمريكية" و"أمريكا تُقدّر أمجادها الماضية وأبطالها". وتشير إلى الحاجة إلى "أعداد متزايدة من الأسر القوية والتقليدية التي تُربي أطفالًا أصحاء".

كما ذكرت بوليتيكو سابقًا ، تُخصّص الاستراتيجية مساحةً غير اعتيادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ودول أخرى مجاورة للولايات المتحدة. ويُمثّل هذا خروجًا عن نهج الإدارات السابقة، التي كانت تميل إلى إعطاء الأولوية لمناطق ومواضيع أخرى، مثل مواجهة قوى كبرى مثل روسيا والصين أو مكافحة الإرهاب.

تشير استراتيجية ترامب إلى أن تعزيز الرئيس عسكريًا في نصف الكرة الغربي ليس ظاهرة مؤقتة. (وقد صوّرت الإدارة هذا التعزيز، الذي شمل ضربات عسكرية مثيرة للجدل ضد قوارب يُزعم أنها تحمل مخدرات، كوسيلة لمحاربة الكارتلات. لكن الإدارة تأمل أيضًا أن يُسهم هذا التعزيز في الضغط على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو للتنحي).

وتدعو الاستراتيجية أيضًا على وجه التحديد إلى "وجود أكثر ملاءمة لخفر السواحل والبحرية للسيطرة على الممرات البحرية، وإحباط الهجرة غير الشرعية وغيرها من الهجرة غير المرغوب فيها، والحد من الاتجار بالبشر والمخدرات، والسيطرة على طرق العبور الرئيسية في أوقات الأزمات".

تنص الاستراتيجية على ضرورة تعزيز الولايات المتحدة لعلاقاتها مع حكومات أمريكا اللاتينية، بما في ذلك العمل معها لتحديد الموارد الاستراتيجية - في إشارة واضحة إلى مواد مثل المعادن الأرضية النادرة. كما تُعلن أن الولايات المتحدة ستعزز شراكتها مع القطاع الخاص لتعزيز "فرص الاستحواذ والاستثمار الاستراتيجية للشركات الأمريكية في المنطقة".

قد تُرضي هذه التعهدات التجارية، ولو بشكل عام، العديد من حكومات أمريكا اللاتينية التي لطالما شعرت بالإحباط من قلة اهتمام الولايات المتحدة بالمنطقة. إلا أنه من غير الواضح كيف تنسجم هذه الوعود مع إصرار ترامب على فرض رسوم جمركية على شركاء أمريكا التجاريين.

تُخصّص استراتيجية الأمن القومي مساحةً واسعةً للصين، مع أنها غالبًا ما لا تُشير إليها مباشرةً. يعتبر العديد من المشرعين الأمريكيين - على أساسٍ ثنائي الحزب - أن تزايد عدائية الصين يُمثّل أخطر تهديدٍ طويل الأمد لقوة أمريكا العالمية. لكن رغم صرامة لغة استراتيجية ترامب، إلا أنها حذرة وبعيدة عن التحريض.

وتعهدت الإدارة "بإعادة التوازن إلى العلاقة الاقتصادية بين أميركا والصين، مع إعطاء الأولوية للمعاملة بالمثل والعدالة لاستعادة الاستقلال الاقتصادي الأميركي".

لكنها تقول أيضًا إن "التجارة مع الصين يجب أن تكون متوازنة وتركز على العوامل غير الحساسة"، بل وتدعو حتى إلى "الحفاظ على علاقة اقتصادية مفيدة للطرفين حقيقية مع بكين".

وتقول الاستراتيجية إن الولايات المتحدة تريد منع الحرب في منطقة المحيطين الهندي والهادئ - في إشارة إلى التوترات المتزايدة في المنطقة، بما في ذلك بين الصين وحلفاء الولايات المتحدة مثل اليابان والفلبين.

كما سنحافظ على سياستنا المعلنة الراسخة تجاه تايوان، أي أن الولايات المتحدة لا تدعم أي تغيير أحادي الجانب للوضع الراهن في مضيق تايوان، حسبما جاء في البيان. قد يُشعر هذا المراقبين الآسيويين بالقلق من تراجع ترامب عن دعم الولايات المتحدة لتايوان في ظلّ مواجهتها تهديدات مستمرة من الصين.

وتنص الوثيقة على أن "من مصلحة الولايات المتحدة الأساسية التفاوض على وقف سريع للأعمال العدائية في أوكرانيا"، وتخفيف خطر المواجهة الروسية مع دول أخرى في أوروبا.

ولكن بشكل عام فإن التقرير يتسم بالهدوء عندما يتعلق الأمر بروسيا ــ هناك انتقادات قليلة للغاية لموسكو.

بدلاً من ذلك، تُخصّص الإدارة بعضاً من أشدّ انتقاداتها للدول الحليفة للولايات المتحدة في أوروبا. وتحديداً، تُهاجم الإدارة، بعبارات مُبطّنة، الجهود الأوروبية لكبح جماح أحزاب اليمين المتطرف، مُصنّفةً هذه الخطوات رقابةً سياسية.

وتجد إدارة ترامب نفسها على خلاف مع المسؤولين الأوروبيين الذين لديهم توقعات غير واقعية بشأن الحرب [في أوكرانيا] في ظل حكومات أقلية غير مستقرة، وكثير منها يدوس على المبادئ الأساسية للديمقراطية لقمع المعارضة، كما جاء في الاستراتيجية.

ويبدو أن الاستراتيجية تشير أيضاً إلى أن الهجرة سوف تؤدي إلى تغيير الهوية الأوروبية جذرياً إلى درجة قد تضر بتحالفات الولايات المتحدة.

على المدى البعيد، من المرجح جدًا أن تصبح أغلبية أعضاء الناتو غير أوروبية في غضون بضعة عقود على الأكثر، كما جاء في التقرير. "ولذلك، يبقى السؤال مطروحًا: هل سينظرون إلى مكانتهم في العالم، أو إلى تحالفهم مع الولايات المتحدة، بنفس الطريقة التي ينظر بها أولئك الذين وقّعوا ميثاق الناتو؟"

ومع ذلك، فإن الوثيقة تعترف بالقوة الاقتصادية وغيرها من نقاط القوة في أوروبا، فضلاً عن كيفية مساعدة شراكة أميركا مع معظم دول القارة للولايات المتحدة. وتقول الوثيقة: "ليس فقط أننا لا نستطيع أن نتحمل خسارة أوروبا ــ بل إن القيام بذلك من شأنه أن يؤدي إلى هزيمة ما تهدف هذه الاستراتيجية إلى تحقيقه".

"إن هدفنا يجب أن يكون مساعدة أوروبا على تصحيح مسارها الحالي"، كما جاء في البيان.

لقد ركزت استراتيجية الأمن القومي التي وضعها ترامب في ولايته الأولى بشكل كبير على المنافسة بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، لكن الرئيس كان يعمل في كثير من الأحيان على تقويضها من خلال محاولته كسب ود زعماء تلك القوى النووية.

وإذا ثبت أن هذه الاستراتيجية الجديدة تعكس بشكل أفضل ما يعتقده ترامب نفسه فعليا، فإنها قد تساعد أجزاء أخرى من الحكومة الأميركية على التكيف، ناهيك عن الحكومات الأجنبية.

وكما هو الحال غالبًا في وثائق إدارة ترامب، تُخصّص الاستراتيجية مساحةً كبيرةً للإشادة بالقائد الأعلى. فهي تصفه بأنه "رئيس السلام"، مع الإشارة بإيجابية إلى أنه "يستخدم دبلوماسية غير تقليدية".

تكافح الاستراتيجية أحيانًا لكبح ما يبدو تناقضات. فهي تنص على أن على الولايات المتحدة أن تضع معايير عالية للتدخل الأجنبي، لكنها تقول أيضًا إنها تريد "منع ظهور خصوم مهيمنين".

كما أنها تتجاهل بشكل جوهري طموحات العديد من الدول الأصغر. وتنص الاستراتيجية على أن "النفوذ الهائل للدول الأكبر والأغنى والأقوى حقيقةٌ خالدة في العلاقات الدولية".

استراتيجية الأمن القومي هي الأولى من بين عدة أوراق مهمة في مجال الدفاع والسياسة الخارجية من المقرر أن تصدرها إدارة ترامب. وتشمل هذه الأوراق استراتيجية الدفاع القومي، التي يُتوقع أن يكون محورها الأساسي مشابهًا.

في بعض الأحيان، كان لا بد من التخلي عن الرؤى المبكرة التي وضعها الرؤساء بشأن ما ينبغي أن تذكره استراتيجية الأمن القومي بسبب الأحداث.

بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ركزت استراتيجية جورج دبليو بوش في ولايته الأولى بشكل كبير على مكافحة الإرهاب الإسلامي. أمضى فريق بايدن معظم عامه الأول في العمل على استراتيجية لزم إعادة صياغتها بعد أن زحفت روسيا نحو غزو شامل لأوكرانيا.

ترامبدونالد ترامبقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • هجمات إسرائيل تتمدد في الشرق الأوسط
  • الصين القطب الاقتصادي والسياسي الصاعد
  • “الغارديان”: أزمتان تهددان وزير الحرب الأمريكي “المتهور”
  • هل ينجح تخفيف عبء الشرق الأوسط في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي؟
  • تركي الفيصل: إسرائيل الخطر الأكبر على استقرار الشرق الأوسط
  • أمريكا أولا .. وثيقة ترامب تعيد صياغة العالم وتستبعد أوروبا والشرق الأوسط
  • ماذا يريد ترامب من الشرق الأوسط؟ إستراتيجيته للأمن القومي تجيب
  • تركي الفيصل: إسرائيل هي التهديد الأكبر لاستقرار الشرق الأوسط وليس إيران
  • ما هي استراتيجية ترامب للشرق الأوسط 2026
  • هجوم ناعم على أوروبا وتراجع أولوية الشرق الأوسط.. ترامب يكشف عما يريده للعالم