الغارديان: حرب غزة أدت لتحولات ضخمة في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
دفعت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المؤلفة من 20 بندًا لوقف الحرب في قطاع غزة، القوى الإقليمية المتنافسة إلى التعاون وتجاوز الخلافات، بينما أعادت نتائج الحرب "رسم المشهد الجيوسياسي، وأضعفت النفوذ الإيراني، فتحت فرصًا جديدة أمام دول مثل تركيا ومصر والعراق".
وجاء في تقرير لصحيفة "الغارديان" أنه "إذا كان للحرب عواقب وخيمة على منطقة الشرق الأوسط، حيث قلبت الافتراضات الراسخة وأعادت رسم الخريطة الجيوسياسية، وأثارت تحولات هائلة في الرأي العام، فمن المرجح أن يكون لأي سلام دائم آثار بالغة الأهمية".
ونقل التقرير عن الكاتب عن مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة، والمقيم حاليا في القاهرة: قوله: "لم يمضِ سوى أقل من عشرة أيام، ونحن نشهد انتهاكات متعددة لوقف إطلاق النار من جانب إسرائيل وحماس. أعتقد أنه بعد كل هذا الدمار وإراقة الدماء، سيستغرق الأمر بعض الوقت للتحرك في أي اتجاه إيجابي".
وأوضح التقرير أن "الطريقة التي انتهت بها الحرب كان لها بالفعل تأثير كبير على سياسات المنطقة. فقد أدت فكرة الرئيس دونالد ترامب لتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بدون سكانها الفلسطينيين إلى حشد القوى الإقليمية بطريقة غير مسبوقة، ثم تسارعت الأمور بعد خطة ترامب وتنفيذ مراحلها".
وأضاف أن "التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من الخطة، جاء بعد الضغط الأمريكي على إسرائيل، بالإضافة إلى الضغط القوي من قطر وتركيا على حماس. وباتت قطر الآن في دائرة القوى التي يثق بها ترامب، وكذلك رجب طيب أردوغان، الزعيم التركي المخضرم، الذي أشاد به الرئيس الأمريكي في القمة التي عقدت على عجل في شرم الشيخ، المنتجع المصري، الأسبوع الماضي، ووصفه بأنه "شخصية قوية" و"صديق".
وأشار التقرير إلى أن "هذه لم تكن دائما وجهة نظر الرئيس الأمريكي الزئبقي ولم يشاركه بها دائما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي كان ظاهريا شريكه في استضافة القمة".
وأكد التقرير أنه "مع ذلك، حدث تحول هنا أيضا، وتعتبر تركيا ومصر، وربما الأردن، من أبرز المرشحين للمشاركة في قوة الاستقرار الدولية الجديدة في غزة. وسيتيح هذا الأمر لكل من تركيا ومصر فرصا، ولكنه ينطوي أيضا على مخاطر. وستحاولان تقليل الاحتكاك، على الأقل في المدى القريب. وقد رصد مراقبون مطلعون تفاصيل أخرى من القمة تشير إلى تحولات محتملة أكبر".
وقال "كان من بين القادة في شرم الشيخ رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الذي يواجه معركة شرسة للفوز بولاية ثانية في انتخابات ستجرى في أقل من شهر. والتقط صورة مع ترامب ووصف توني بليرمرشح الرئيس الأمريكي لقيادة "مجلس السلام"، وهو هيئة من التكنوقراط الفلسطينيين، من المقرر تشكيلها لإدارة غزة بموجب خطة العشرين نقطة - بأنه "صديق عزيز للعراق". وربما أثار هذا دهشة في المنطقة، بل وأبعد من ذلك".
ولفت إلى أن "العراق كان جزءا من دائرة النفوذ الإيراني منذ الغزو الأمريكي عام 2003، لكن هذا الوضع ربما بدأ بالتغير الآن، حسب مايكل نايتس، رئيس قسم الأبحاث في شركة الاستشارات العالمية هورايزون إنغيج والمحلل المخضرم في شؤون العراق".
وأضاف نايتس: "يمكنكم رؤية العراق ينجذب الآن نحو المحور العربي، وهذا تحول كبير"، مشيرا إلى أنه يفهم أن بغداد تدرس حتى المساهمة بقوات في قوة الاستقرار الدولية المخطط لها في غزة.
وعلق بيرك أن هذا التحول نحو الدول العربية، قد يغضب طهران، لكن وقف إطلاق النار يترك القيادة الإيرانية في مواجهة تقييم قاتم لنتائج 24 شهرا من الصراع، حيث كشفت حرب إيران القصيرة مع إسرائيل عن ضعفها العسكري. ولا شك أن برنامجها النووي الباهظ التكلفة قد تضرر، حتى وإن لم نكن نعرف حجم الضرر، وأُعيد فرض العقوبات الأوروبية والبريطانية والأمريكية.
بالإضافة إلى ذلك، يعلن وقف إطلاق النار نهاية تحالف الجماعات المسلحة المتفاوتة الكفاءة والاستقلالية والالتزام، والذي كان محور استراتيجية طهران "الدفاع الأمامي". فقد أصبح حزب الله في لبنان مجرد ظل لما كان عليه سابقا ويواجه مستقبلا غامضا، بما في ذلك احتمال نزع سلاحه. أما نظام الأسد الصديق في سوريا، فقد انتهى. وقد توقفت حماس للتو عن القتال، وقد تجبر على تسليم أسلحتها التي تهدد إسرائيل. ويعتقد نايتس أن وقف إطلاق النار قد يكون بمثابة محرك للتكامل داخل المنطقة.
وسيعيد فتح الحديث عن الروابط البرية الرئيسية من الخليج إلى البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى الحوار الأوسع حول التطبيع [الدبلوماسي والاقتصادي] مع إسرائيل".
وفي الوقت الحالي، يقول بيرك أن كل قائد في المنطقة يدرك جيدا الغضب الشعبي إزاء حرب غزة، التي دمرها هجوم إسرائيلي أودى بحياة 68,000 شخصا. لكن وقف إطلاق النار يعني أن الحديث عن توسيع اتفاقيات إبراهيم، وهي اتفاقيات التطبيع التي اتفقت عليها أربع دول عربية قبل خمس سنوات، أصبح ممكنا نظريا، على الرغم من أن مسألة الدولة الفلسطينية المستقبلية تلوح في الأفق. وقال ترامب إن الاتفاق الذي توسط فيه يتجاوز غزة بكثير، حيث كان يشير إلى التطبيع بين أمكانية تطبيع إسرائيل العلاقات مع السعودية وإندونيسيا أيضا، وربما دول أخرى.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية تركيا الشرق الأوسط قطر المصري مصر الشرق الأوسط تركيا الولايات المتحدة قطر صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرئیس الأمریکی وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
عاصفة عالمية ضد الرئيس الأمريكي.. صحفيون ومفكرون من ٣ قارات يصدرون بيان ضده
في مشهد يجسد التناقض الصارخ لأكبر ديمقراطية في العالم، تتساقط الأقنعة التي تفصل بين السلوك الشخصي والممارسة السياسية في البيت الأبيض. الهجوم اللفظي الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصحفية كاثرين لوسي من "بلومبرغ نيوز"، ووصفها بـ "الخنزيرة"، لم يعد مجرد خبر عابر في دورة إخبارية سريعة. بل أشعل فتيل الغضب بجموع الصحفيين، وفي بيان دولي تاريخي وقّعه عشرات الصحفيين والمفكرين والناشطين من ثلاث قارات، يتهم ترامب علانيةً بـ "تعزيز الدكتاتورية" وتبني خطة ممنهجة لقتل حرية التعبير.
هذه الإدانة لم تأتِ من فراغ، بل هي ذروة جبل الجليد لمسيرة طويلة من العداء المتصاعد بين ترامب ومؤسسة الإعلام. ولكن الأكثر إثارةً للقلق هو التحليل الموازي الذي يقدمه أحد الموقعين البارزين، المفكر الأمريكي أورين شواب، والذي يربط هذه التصرفات بـ "اضطراب في الشخصية" و"دوافع إجرامية"، مما يطرح سؤالاً وجودياً حول تأثير الصفات الشخصية للرئيس الأقوى في العالم على مصير النظام الدولي وسياسات بلاده.
يمثل البيان المشترك نقلة نوعية في الخطاب العالمي الموجه لترامب، من انتقاد سياساته إلى اتهام شخصي مباشر له بـ "الدكتاتورية". وصف الموقعون، الذين ينتمون إلى خلفيات جغرافية ومهنية متنوعة، إهانات ترامب للصحفيين بأنها "إهانة لحرية الرأي والتعبير".
وأكد الصحفيون أن هذه الإهانات ليست عرضية أو عفوية، بل هي خطة ممنهجة لإسكات حرية التعبير وإخماد صوت المعارضين. وأوضح البيان أن ترامب يثبت يوماً بعد يوم أنه ديكتاتور يعارض حرية التعبير، ويتحدث بلغة غوغائية لا تليق بمنصب رئيس دولة. وطالب الصحفيين المستقلين حول العالم بالتضامن وإدانة هذا السلوك، مما حول الحادث من قضية شخصية إلى معركة مبدئية تدور حولها حرية الإعلام العالمية.
تضم القائمة مزيجاً لافتاً يدل على تحالف عالمي غير تقليدي. من بين الأسماء البارزة، الخبير الأمريكي أورين شواب، الذي يضفي على البيان مصداقية تحليلية من داخل المنظومة الفكرية الأمريكية.
كما تضم القائمة شخصيات إعلامية وفكرية عربية مرموقة مثل الصحفي اليمني أنيس منصور والكاتب الجزائري يحيى أبو زكريا، إلى جانب مجموعة من المحامين والباحثين والناشطين الحقوقيين من الأردن وفلسطين والمغرب ولبنان والعراق والجزائر.
هذا التنوع الجغرافي والمهني يشير إلى أن القضية تجاوزت الإطار المهني الضيق للصحافة، لتصبح قضية مجتمع مدني عالمي تشغل كل المدافعين عن الحريات العامة، ويعكس إجماعاً نادراً يتخطى الخلافات الإقليمية ليجتمع حول حماية حرية الرأي والتعبير من استبداد السلطة.
تحليل العقلية الترامبية
يقدم أحد الموقعين البارزين على البيان، المفكر الأمريكي أورين شواب تحليلاً ثنائي الأبعاد ، مشيرا إلى البعد المرضي في شخصية ترامب، مؤكداً على وجود أدلة دامغة على تصرفات إجرامية في سياسته، مرتبطة باضطراب شخصيته ورغبته في الإثراء الشخصي، هذا التشخيص يفتح الباب أمام قراءات نفسية تتعلق بالنرجسية العظمى وأولوية المصالح العائلية التجارية على المصلحة الوطنية.
من ناحية أخرى، يحذر شواب من الاستهانة بترامب أو اعتباره "غير عقلاني"، مؤكداً أنه "زعيم استبدادي قوي عقلاني" يدرك حساباته بدقة. ويفسّر هذا التناقض الظاهري بأن ترامب يجمع بين حافز النفسية المضطربة ودهاء السياسي الواقعي، مما يجعله "استبدادياً عقلانياً" خطيراً بشكل خاص.
وقال شوان : ان إهانات ترامب التي يوجها للصحفيين قد تكون تكتيكاً مقصوداً لإلهاء الرأي العام أو تعبئة قاعدته الشعبية، بينما يحقق في الوقت نفسه أهدافاً سياسية خارجية ملموسة، كالضغط على أوروبا أو التوسط في صراعات دولية، مما يثبت أنه لاعب استراتيجي لا ينبغي التقليل من شأنه.
يرسم البيان الدولي الذي وقعه الصحفيين وتحليل شواب، صورة مركبة لزعيم تخلط سياسته بين النزوات الشخصية المرضية والحسابات الجيوسياسية الباردة. الإهانة، ليست مجرد زلة لسان، بل هي سلاح في ترسانة استبداد حديث يستخدم اللغة لإذلال الخصوم وإضعاف المؤسسات الرقابية.
يسقط هذا البيان الحصانة الأخلاقية عن منصب الرئاسة الأمريكية، ليظهر ما بدأ بإهانة على متن طائرة الرئاسة، تحول إلى محك حقيقي لقيم الديمقراطية الليبرالية.
أوضح البيان أن العالم لم يعد يشاهد فقط سياسات ترامب، بل يشاهد تشريحاً علنياً لشخصيته وتأثيرها المصيري؛ وأوضحت الوثيقة الموقعة من صحفيين وإعلاميين أنه عندما تتحول أقوى دولة في العالم إلى مسرح للاضطرابات الشخصية، فإن المخاطر لا تقع على الصحفيين وحدهم، بل على استقرار المبادئ التي تحكم النظام العالمي بأسره.