(CNN)-- حقّقت البورصة المصرية موجة صعود تاريخية غير مسبوقة، دفعت مؤشرها الرئيسي "إيجي إكس 30" للاقتراب من مستوى 38 ألف نقطة، مُسجلًا ارتفاعًا بنسبة 27.69%، منذ بداية عام 2025، في حين قفز رأس المال السوقي إلى مستوى قياسي بلغ 2.73  تريليون جنيه (57.4 مليار دولار)، وسط انتعاش في السيولة اليومية تجاوز5 مليارات جنيه (105 ملايين دولار).

ويعزو خبراء أسواق المال هذا الأداء القياسي إلى تضافر العوامل الاقتصادية والسياسية التي أعادت الزخم إلى السوق، في مقدمتها التراجع المتواصل في أسعار الفائدة، والتهدئة في الملف الفلسطيني بعد نجاح القاهرة في استضافة مفاوضات الهدنة، إلى جانب تحسن التصنيف الائتماني لمصر وعودة ملف الطروحات الحكومية إلى الواجهة، مما عزز ثقة المستثمرين المحليين والعرب على حد سواء.

وتوقع محلّلون أن يواصل المؤشر الرئيسي الصعود لمستوى 40 ألف نقطة خلال الأسابيع المقبلة، مدعومة بمكاسب قوية لقطاعات العقارات، والبنوك، والخدمات المالية غير المصرفية، ومواد البناء، التي تمثل العمود الفقري لصعود السوق خلال العام الجاري، إضافة إلى الاستفادة من مشروعات إعادة إعمار غزة.

وقالت عضو مجلس إدارة شركة الحرية لتداول الأوراق المالية، وخبيرة أسواق المال، حنان رمسيس، إن الأداء الاستثنائي للبورصة منذ بداية عام 2025، جاء نتيجة تضافر مجموعة من العوامل المحفزة التي انعكست إيجابًا على معنويات المستثمرين وأداء الشركات المقيدة.

أرجعت رمسيس، خلال تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، أسباب هذا الصعود القياسي إلى عدة عوامل، "أهمها أن مشتريات المؤسسات المحلية لعبت الدور الأبرز في دعم المؤشر الرئيسي، إذ ساهمت في رفع متوسط قيم التداول اليومية إلى نحو 5 مليارات جنيه (105 ملايين دولار)، وهو من أعلى المستويات المسجلة منذ سنوات، بالتزامن مع انطلاق موسم إعلان نتائج الأعمال الذي أظهر تحقيق العديد من الشركات أرباحًا تاريخية غير مسبوقة، خصوصًا في قطاعات مواد البناء، والأسمنت، والرعاية الصحية، والأدوية".

وأضافت رمسيس: "تراجع أسعار الفائدة شكّل دافعًا قويًا لتحويل السيولة من الأوعية الادخارية إلى سوق المال، مع سعي المستثمرين إلى اقتناص العوائد الأعلى في الأسهم، مشيرة إلى أن قرارات السياسة النقدية الأخيرة عزّزت جاذبية الاستثمار في البورصة مقارنة بالأدوات البنكية".

وفي الوقت نفسه، ترى حنان رمسيس أن "التفاؤل بتوسع مشاركة الشركات المصرية في جهود إعادة إعمار غزة، سواء المقيدة بالبورصة أو المالكة لشراكات مع شركات مدرجة، منح دفعة إضافية لتوقعات النمو المستقبلي في قطاعات الإنشاءات ومواد البناء والخدمات اللوجستية، مما جذب أنظار المستثمرين العرب والأجانب إلى السوق المصرية".

ولفتت إلى أن الدور التنظيمي والتطويري للهيئة العامة للرقابة المالية ساهم أيضًا في ترسيخ هذا الاتجاه، من خلال توسيع منصات التداول وإتاحة أدوات مالية جديدة مثل صناديق الملكية الخاصة، التي توفر للمؤسسات فرصًا استثمارية أوسع داخل سوق الأوراق المالية، بما يدعم عمق السوق وزيادة السيولة.

وأكدت أن الارتفاع المستدام في قيم التداول اليومية "يعكس تحسنًا في ثقة المستثمرين واستقرار السوق"، لافتة أن "تفعيل آليات مثل الشراء بالهامش وتيسير الضوابط المرتبطة بها يسهم في تعزيز النشاط وزيادة أحجام التعاملات، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على المؤشرات الرئيسية ويخلق حالة من الرواج والحركة داخل السوق".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: البورصة المصرية

إقرأ أيضاً:

وزير المالية: السعودية ملتزمة بدعم الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار الدولي والإقليمي

برئاسة معالي وزير المالية الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان، اختتم وفد المملكة العربية السعودية مشاركته في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك وصندوق النقد الدوليين للعام 2025م، وذلك في العاصمة الأمريكية واشنطن خلال الفترة 13 – 18 أكتوبر 2025م.
وشارك معالي الجدعان في اجتماع الطاولة المستديرة بالغرفة التجارية الأمريكية، وأكّد خلاله أن الاقتصاد السعودي -بالرغم من حالة عدم اليقين التي يمر بها الاقتصاد العالمي- يظهر كمثال على الصمود والتحول الإستراتيجي والنمو القوي والمستدام.
وبيّن معاليه في الجلسة الخاصة بالمجلس الأطلسي، أن الجهود في المملكة العربية السعودية قد توحدت خلف رؤية واضحة وطويلة المدى، إذ جاءت رؤية المملكة 2030 بهدف إحداث التحول الاقتصادي في المملكة.
وخلال مشاركته في اجتماع المحافظين العرب مع رئيس مجموعة البنك الدولي أجاي بانغا، أوضح الجدعان أن إعادة تعاون المجموعة مع سوريا بعد تسوية متأخراتها يمثل محطة فارقة، مشيرًا لكونه خطوة مهمة نحو تعزيز التنمية الإقليمية.
وأشار معاليه في اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأفغانستان وباكستان مع معالي المدير العام لصندوق النقد الدولي الدكتورة كريستالينا جورجيفا، إلى أن الاقتصاد العالمي يواجه حاليًا واقعًا تتداخل فيه الصدمات الاقتصادية والتحديات الجيوسياسية، مما يستوجب تعزيز التعاون الدولي، وإعادة رسم مسارات النمو، وتعزيز شبكات الأمان المالية العالمية لضمان الاستدامة والوقاية من الأزمات.
كما أكّد أهمية رفع الوعي بالفرص والمخاطر المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وتمكين الدول من الاستفادة منه عبر دعم بنيتها التحتية وتطوير رأس مالها البشري، وذلك خلال مشاركته في الجلسة الرئيسية لصندوق النقد الدولي في الاجتماعات السنوية بعنوان “تعزيز نمو الإنتاجية في العصر الرقمي”.
ودعا معالي الجدعان إلى تنفيذ سياسات مالية فعّالة، ودعم الابتكار المالي، وتكثيف التعاون الدولي، لتعزيز المرونة الاقتصادية، وذلك خلال مشاركته في اجتماع الطاولة المستديرة العالمية للديون السيادية لمجموعة البنك وصندوق النقد الدوليين.
وخلال مشاركته في الاجتماع الرابع لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين تحت رئاسة جنوب أفريقيا والمنعقد على هامش الاجتماعات السنوية، بيّن معالي الجدعان أن حل التحديات الاقتصادية العالمية لا يكمن في الانعزال عن النظام التجاري متعدد الأطراف بل في إصلاحه، لتعزيز الثقة والاستثمارات طويلة المدى.
وأوضح معالي الوزير في اجتماع لجنة التنمية التابعة لمجموعة البنك الدولي، التزام المملكة العربية السعودية الراسخ بدعم الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار الدولي والإقليمي، وذلك من خلال مبادراتها التنموية والإنسانية الإقليمية والدولية.
وعقد معالي الجدعان، على هامش الاجتماعات السنوية، عددًا من اللقاءات الثنائية مع أصحاب المعالي وقيادات المؤسسات المالية الدولية والقطاع الخاص، لبحث أبرز التطورات المالية والاقتصادية العالمية، وسبل تعزيز التعاون المشترك.
من جانب آخر، شارك مساعد وزير المالية للسياسات المالية الكلية والعلاقات الدولية عبدالله بن عبدالرحمن بن زرعة في الجلسة رفيعة المستوى لتنمية القدرات بعنوان “تعزيز قدرة النظام المالي على الصمود في الأوقات المضطربة – بناء القدرات في البلدان الناشئة والنامية”، وأكّد خلالها أن المملكة تنظر إلى صندوق استقرار القطاع المالي أداة مهمة في مساعدة الدول على تعزيز مرونة أنظمتها المالية.
وخلال مشاركته في الاجتماع الوزاري لدائرة وزراء المالية التابعة لمؤتمر الأطراف الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ، أوضح مساعد وزير المالية للسياسات المالية الكلية والعلاقات الدولية أن المملكة تدعم إصلاحات بنوك التنمية متعددة الأطراف لتعزيز الشفافية وتوسيع آفاق التمويل الميسر بما يتماشى مع الأولويات الوطنية، كما حذر من فرض المعايير التي تحد من فعالية السياسات وتؤثر سلبًا على تكاليف التمويل.

مقالات مشابهة

  • محافظ الدقهلية : الرئيس السيسي وجه بدعم الصناعة وحل مشكلات المستثمرين
  • الخطيب: تنفيذ مشروع برج فوربس الدولي يعكس ثقة المستثمرين الأمريكيين والعرب في بيئة الاستثمار المصرية
  • وزير المالية: السعودية ملتزمة بدعم الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار الدولي والإقليمي
  • رئيس غرفة مواد البناء: الصناعات المصرية جاهزة لإعمار غزة بطاقة إنتاجية تكفي 100 ألف وحدة
  • ضياء رشوان: إعادة إعمار غزة واحدة من أكبر التحديات الإنسانية التي تواجه العالم
  • وزيرا المالية والتخطيط يتابعان استعدادات القمة المصرية الأوروبية
  • احتفاءً بالحضارة المصرية.. انطلاق مهرجان أسوان لتعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني
  • الثقافة: تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس نفس الموعد سنويا يجسد تفوق الحضارة المصرية
  • الإمارات.. التزام تاريخي بدعم الشعب اللبناني