عمادالدين حسين: ترامب مهتم بالأزمة السودانية لإثبات نجاحه في إيقاف حروب كثيرة
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق، إن الاهتمام الأمريكي بالأزمة السودانية يعود بالأساس إلى رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إثبات أنه تمكن من إيقاف حروب عديدة في أكثر من منطقة، سواء في غزة أو في أكثر من مكان.
وأضاف، حسين في تصريحات مع الإعلامية هاجر جلال، مقدمة برنامج "منتصف النهار"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية": "إذا استطاع ترامب أن يصل لوقف إطلاق النار ولو ليوم، فإنه سيستعمل ذلك في دعايته المستمرة بأنه أوقف الحروب".
وتابع: "ترامب سوف يستعمل ذلك طوال الفترة المقبلة، لتكرار ما تحدث عنه طوال الشهر الماضي، رهانا على جائزة نوبل الفترة المقبلة أو تلميعا لصورته، وبالتالي، فإن ما يريده على الأقل هو اللقطة الإعلامية، حتى إذا اتفق الطرفان على وقف إطلاق النار سيقول أنا أوقفت هذه الحرب، كما فعل في العديد من النزاعات مثل الهند وباكستان، وفي غزة".
https://www.youtube.com/shorts/Mn6ylZU2wck
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عماد الدين حسين الأزمة السودانية ترامب
إقرأ أيضاً:
هل نجح الرئيس ترامب بإنهاء ثمانية حروب حقاً؟!
تتقاطع استراتيجية ومقاربات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما يصح تسميته بعقيدة ترامب مع عقيدة سلفه ومن حزبه الرئيس جورج بوش الابن، بالتصعيد وشن حروب استباقية وتجاهل دور المنظمات الدولية ،وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. بوش الابن شن حروبا استباقية لحماية الأمن الأمريكي بعد اعتداءات تنظيم القاعدة في 11 أيلول/سبتمبر 2001 وشن حربه على الإرهاب وغزو واحتلال أفغانستان والعراق والحرب على التنظيمات الإسلامية الإرهابية التي امتدت لعهد الرؤساء أوباما وترامب في رئاسته الأولى وصولا إلى الرئيس بايدن.
ويكرر (ترامب) استخدام مثال فخر تلك المعادلة Peace through Strength أي السلام عبر القوة) باستهداف وتدمير منشآت إيران النووية في يونيو 2025 – ضمن حرب 12 يوماً بين إسرائيل وإيران وتدخل إدارة ترامب للمرة الأولى عسكريا وبشكل مباشر ضد جمهورية إيران الإسلامية!! ليقدم نفسه لجمهوره وقاعدته الانتخابية بأنه رئيس زعيم وقائد قوي!
وسبق وكرر الرئيس ترامب مراراً بأنه لو لم «تُسرق انتخابات عام 2020» منه وبقي رئيسا لما تجرأ بوتين على غزو أوكرانيا، ولا تجرأت حماس على تنفيذ عملية «طوفان الأقصى» – وحتى فاخر بأنه سينهي حرب روسيا على أوكرانيا قبل حتى تسلمه الرئاسة وينهي حرب غزة بسرعة!! لكن كان ذلك غير واقعي ومن نسج خياله الخصب!
لا يمكن لترامب أن يكون وسيطا نزيها ومقبولا وهو من أكّد في خطابه غير المسبوق في الكنيست الإسرائيلي الأسبوع الماضي أنه الداعم الأول لإسرائيل، بعدما كال نتنياهو المديح لترامب بأنه أفضل رئيس أمريكي حظيت به إسرائيل. ليذكر ترامب بأنه وبإيعاز ومطالبات من الملياردير اليهودي الأمريكي ورجل الكازينوهات في لاس فيغاس شيلدون ادلسون وزوجته الإسرائيلية-الأمريكية من طالبوه بعد تبرعمها ب400 مليون دولار لحملته الانتخابية عام 2016-بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة أبدية غير مقسمة لدولة إسرائيل والاعتراف بالجولان السوري المحتل أرض إسرائيلية. وهو ما قام به ترامب بما أطلقت عليه تنازلات بلا مقابل ولا مطالب من إسرائيل بالعمل على تحقيق رؤية الإدارات الأمريكية بحل الدولتين لتحقيق الاستقرار والسلام الدائم في المنطقة.
كما اعترف ترامب في كلمته في الكنيست الإسرائيلي بأن نتنياهو كان يطلب منه في زياراته الأربعة إلى البيت الأبيض تزويد إسرائيل بصفقات الأسلحة وهو ما قام به. وكان مستفزاً وصادما مفاخرة ترامب المستفزة بإشادته باستخدام إسرائيل الأسلحة الأمريكية بإتقان وأبلت بلاء حسنا في الحرب على غزة. وكأنه يعترف بالشراكة بجرائم حرب إبادة ضد المدنيين الأبرياء العزل في غزة!
كما أن ترامب وقبل أن يجف حبر الاتفاقية التي كان لنتنياهو دور في صياغتها هدد «بكلمة مني ستعود إسرائيل لاستئناف القتال ضد حماس في غزة إذا رفضت تسليم سلاحها! وهدد لاحقاً، إذا لم تنزع حماس سلاحها فسننزعه نحن، وربما بعنف. وأنقلب لاحقا، بعدما أشاد بقتال حماس المليشيات المتفلتة المدعومة من إسرائيل مثل جماعة ياسر أبو الشباب وعائلة دغمش. لينقلب فجأة، ويهدد حماس مجدداً «إذا استمرت حماس بقتل الناس في غزة،… فلن يكون أمامنا خيار سوى التدخل وقتلهم»! وذلك بعدما أشاد بحماس لقتلهم الخارجين عن القانون!
ما يعني أن ما لدينا في غزة أقرب إلى الهدنة منها إلى وقف الحرب ما لم ينجح مع الحلفاء بممارسة ضغوط لدفع نتنياهو بالعودة لاستئناف الحرب التي يدعي ترامب أنها الحرب الثامنة التي أوقفها!
أما عن الحروب السبعة الأخرى التي يدعي ترامب أنه أوقفها-فتحيطها الكثير من علامات الاستفهام ومبالغات ترامب. فالمواجهات المسلحة بين كامبوديا وتايلند كان مناوشات حدودية محدودة ولم تكن حربا. كما كان دور ماليزيا مهما في وقفها-وتدخل ترامب وهدد برفع رسوم التعريفات الجمركية ساهم بوقفها. أما ادعاء ترامب بوقف حرب صربيا وكوسوفا، فلم يكن هناك حرب بل احتجاجات حدودية!! وادعاء ترامب أنه أوقف الحرب بين مصر وإثيوبيا! لا يمت للواقع بصلة، لم يكن هناك حرب ليوقفها!! وتأكيد ترامب أنه أوقف الحرب بين رواندا والكونغو التي استمرت لثلاثة عقود، فهو عار عن الصحة. قطر من لعبت الدور الرئيسي وترامب قطف ثمارها باستضافة ممثلين للبلدين بترتيب من اللبناني بولس مسعد والد زوج ابنته تيفاني!!
وبالنسبة لادعاء ترامب أنه أوقف حرب أرمينيا وأذربيجان باستضافة قادة البلدين في البيت الأبيض-فكان له دور باستضافة قادتهما ولكن حتى اليوم لم توقع اتفاقية السلام بين البلدين!! وأخيرا ادعاء ترامب بوقف حرب إسرائيل وإيران-كان ترامب شريكا في الحرب في عملية «مطرقة منتصف الليل» بقصف منشآت إيران النووية. فكيف يكون من هو طرف في الحرب صانع سلام ويساهم بوقف الحرب.
وهذا بالفعل ما يؤمن به الرئيس ترامب بأن السلام يتأتى عن طريق القوة والضغط والتهديد بفرض عقوبات ورفع الرسوم الجمركية وحتى استخدام القوة العسكرية لتحقيق الأهداف.
فيلمح بتزويد أوكرانيا بصواريخ «توماهوك» لدفع الرئيس الروسي بوتين للتفاوض. ويحشد القوات العسكرية الأمريكية في بورتوريكو ويوجه ضربات لزوارق كارتيلات المخدرات التي صنفها إرهابية قرب سواحل فنزويلا لادعائه دون دليل بأنها تحمل مخدرات لتسويقها في الولايات المتحدة دون دليل. مع أن 40 في المئة من المخدرات التي تدخل لأمريكا مصدرها كولومبيا!!
فكيف يروج ترامب أنه صانع سلام وأوقف ثمانية حروب؟! ويعاير أسلافه الرؤساء الأمريكيين، أنهم لم يوقفوا حربا واحدة. فيما نجح بوقف ثمانية حروب في تسعة أشهر. وهو ما يكرره وزراء الدفاع والخارجية وطاقم إدارته. في قفز على الحقائق، وفوقها يروج أنه سيوقف الحرب التاسعة بين روسيا وأوكرانيا، وذلك أمام شاشات العالم وبحضور الرئيس الأوكراني في البيت الأبيض، وبعد أسبوعين بلقائه مع الرئيس بوتين في هنغاريا!
القدس العربي