بوابة الوفد:
2025-10-20@20:36:27 GMT

معالى الوزير.. لسانك حصانك

تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT

ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﻦ ﺗﺜﻴﺮ ﺗﺴﺎؤﻻت ﺣﻮل ﺟﺎﻫﺰﻳﺔ اﻟﻮزراء ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺮأى اﻟﻌﺎمﺧﺒﺮاء: ﻣﻄﻠﻮب ﺗﻨﻈﻴﻢ دورات ﺗﺪرﻳﺒﻴﺔ ﻟﺘﺄﻫﻴﻞ اﻟﻮزراء ﻟﻠﺘﺤﺪث ﻣﻊ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻌﻴﻴﻦ ﻓﻰ اﻟﻤﻨﺼﺐﺣﺴﻦ ﻋﻤﺎد ﻣﻜﺎوى: اﻛﺘﺴﺎب ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺿﺮورة وﻟﻴﺲ ﻋﻴﺒًﺎ أو ﺣﺮاﻣًﺎﻣﺤﻤﻮد ﻳﻮﺳﻒ: ﺑﻌﺾ اﻟﻮزراء ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮن ﻣﻊ اﻟﺸﻌﺐ ﺑﻨﻈﺮة ﻓﻮﻗﻴّﺔ وﻻ ﻳﺴﺘﺤﻘﱡ ﻮن ﺗﻮﻟﻰ اﻟﻤﻨﺼﺐﺻﻔﻮت اﻟﻌﺎﻟﻢ: اﻹدﻻء ﺑﺘﺼﺮﻳﺤﺎت ﻻ ﺗﺤﺘﺮم اﺗﺠﺎﻫﺎت اﻟﺮأى اﻟﻌﺎم ﻣﺮﻓﻮض ٌ ﺗﻤﺎﻣًﺎ

 

 

قديما قالوا فى المثل الشعبى «لسانك حصانك.

. إن صنته صانك.. وإن هنته هانك» هذا المثل ينطبق بنسبة كبيرة على الوزراء والمسئولين الحكوميين، فخلال الفترة الأخيرة أثارت تصريحات بعض الوزراء الكثير من السخط والغضب الشعبى، نتيجة دلالة وتوقيت إطلاق هذه التصريحات، خاصة وأنها جاءت تعقيبًا على حوادث هامة وخطيرة. وهو ما يؤكد أن الوزراء فى مصر غير مؤهلين للعمل العام، ولا يعلمون طبيعة عملهم كموظفين لإدارة شئون الشعب وليسوا أوصياء عليه أو أصحاب فضل يمنون عليه بما ملكت أيديهم. 

فمؤخرا أثار وزير السياحة والآثار شريف فتحى، جدلا بعد واقعة سرقة أسورة المتحف المصرى بالتحرير، عندما خرج فى أحد البرامج التليفزيونية وقدم اللوم لمن قام بتسريب خبر الواقعة، وقال «بمجرد اكتشاف اختفاء القطعة، تم تشكيل لجنة بحث فى الحال، وإبلاغ شرطة السياحة والآثار، ولحسن سير الإجراءات طُلب منى تأخير إصدار بيان رسمى بهذا الشأن لضمان حسن سير التحقيقات، إلا أنه حدث التسريب، والحقيقة أن اللى عمل التسريب الله يسامحه هو أضر لم يفد لأنه خلق البلبلة الموجودة حاليًا». 

ولم يقتصر الأمر على ذلك بل إنه تم استدعاء الكاتب الصحفى محمد طاهر للمباحث منذ عدة أيام للتحقيق معه وتم مناقشة أخبار سرقة الأسورة الذهبية من المتحف قبل أن يتم الإفراج عنه بعد تدخل نقابة الصحفيين، وإصدار وزار الآثار بيانا نفت فيه تقدم الوزير بالبلاغ مؤكدة أن أحد معاونيه هو من قام بتقديم البلاغ.

لم تكن هذه الواقعة هى الأولى من نوعها فقد سبقه وزير الصحة الدكتور خالد عبدالغفار عندما كان فى زيارة لأحد مستشفيات محافظة المنيا، وبعدما استمع لشكوى أحد المواطنين نتيجة نقص الخدمات وطول فترة الانتظار والمعاملة السيئة التى تغيرت فقط بسبب زيارته، طلب الوزير من المواطن أن يشكر الدولة أولا على بناء المستشفى وتقديم الخدمة الصحية بدلا من الشكوى. 

بعدها شهدت جولة لوزير التربية والتعليم، محمد عبداللطيف، فى محافظة القليوبية جدلا كبيرا بعد وفاة مسؤول بالإدارة التعليمية، عقب أنباء عن تعنيف الوزير للمسؤول، وهو الأمر الذى نفته الوزارة لاحقا رغم تكرار نشره من جانب بعض المعلمين الذين شهدوا الواقعة.

وقدم رئيس الوزراء، مصطفى مدبولى، الاعتذار على الهواء مباشرة لطبيبة فى محافظة سوهاج على خلفية تداول مقطع فيديو تعامل خلاله المحافظ، بشكل اعتُبر غير لائق خلال جولة ميدانية على المستشفيات.

أما وزير النقل والصناعة الفريق كامل الوزير، فقد أثار جدلا كبيرا عقب حادث الطريق الإقليمى فى محافظة المنوفية، عندما علق وقال «انتوا أمنيتكم إنى أمشى.. لكن والله أنا قاعد لكم لغاية ما أموت.. على أى أساس تقول إنى وزير غير مؤهل؟ أنا الأول على دفعتى.. واسألوا عليَّ أساتذتى فى الجامعة.. أنا ما جيتش الوزارة من فراغ.. أنا راجل خريج كلية الهندسة، واتدرجت فى كل المناصب لحد ما بقيت قائد سلاح المهندسين ثم رئيس الهيئة الهندسية وبعدها وزير.. والتاريخ موجود، والناس كلها عارفة مين كامل الوزير».

بالإضافة إلى توبيخه لمسؤول فى هيئة السكك الحديدية خلال زيارة لمحطة مصر، على خلفية نقل كمية من الخردة لموقع غير معلوم، ما اعتبره الوزير مؤشرا على الإهمال، كما أقال أحد الموظفين فى وزارة الصناعة على الهواء خلال برنامج تليفزيونى.

تأهيل

هذه التصريحات أثارت الكثير من التساؤلات حول مدى جاهزية الوزراء للتعامل مع وسائل الإعلام والرأى العام، ونوعية التصريحات التى يقومون بالإدلاء بها، وهل هم مؤهلون بالفعل للتحدث للرأى العام أم لا. 

الخبراء فى مجال الإعلام والعلاقات العامة، أكدوا أن الوزراء فى حاجة إلى تأهيل وتدريب على إتقان أساليب التعامل مع الرأى العام فى المواقف العادية وغير العادية، لأن عددا من المسئولين ليس لديهم دراية أو خبرة أو معرفة كافية بأساليب التعامل مع الرأى العام. 

وأشار الخبراء إلى أن هذه الدورات يجب الحصول عليها قبل التعيين فى المنصب، حتى يكتسب الوزير مهارات التواصل المختلفة مثل التحدث والإنصات والقدرة على الكتابة وقراءة ما بين السطور، والتفكير السليم ووزن الأمور قبل التحدث. 

فى هذا الصدد، قال الدكتور حسن عماد مكاوى، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، إن بعض الوزراء يحتاجون إلى دورات تأهيلية للتواصل مع الجماهير، لأن عملهم فى الأساس عمل سياسى، لا يتحقق النجاح فيه إلا من خلال التواصل واكتساب رضا الجمهور عن أدائهم وسلوكياتهم بصفة عامة. 

وأضاف مكاوى، أن التواصل هنا أمر هام جدا، ويفترض أن كل وزارة لديها إدارة أو جهة ما تدير شئون الإعلام الخاص بها، من خلال وجود متحدث رسمى يتحدث باسمها، خاصة إذا كان الوزير لا يجيد التعامل مع الجمهور، وفى هذه الحالة يتصدى المتحدث الرسمى للتعامل مع وسائل الإعلام حتى يصل إلى الجمهور ويؤثر فيهم ويقنعهم بسياسات الوزارة أو أدائها.

وأوضح عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، أن المشكلة تتمثل فى أن معظم المتحدثين الإعلاميين أيضا غير مؤهلين أو دارسين للإعلام بدرجة كبيرة، كما أنه لا يُسمح لهم بالوصول إلى المعلومات الحقيقية التى تهم الجمهور حتى يكونوا حلقة الوصل بين الوزارة والجماهير المختلفة، بمعنى أنهم لا يقدمون أى تصريحات أو معلومات إلا بموافقات مسبقة من جهات أعلى، وهذه مشكلة لأن سرعة تدفق المعلومات أمر هام جدا فى عملية نقل الأخبار وإقناع الناس بما يدور حولهم، وإلا ستتشكل الشائعات والأخبار المغلوطة غير الصحيحة. 

وتابع، «لدينا مشكلة واضحة فى هذه المسألة، فضلا عن أن بعض الوزراء من الأفضل أن يبتعدوا عن وسائل الإعلام ويتركوا آخرين يتحدثون بالنيابة عنهم». 

وأشار مكاوى، إلى أن إصرار بعض الوزراء على أن يكونوا هم المتحدثين الوحيدين عن الوزارة يؤدى إلى زيادة الأمور تعقيدا، موضحا أن هناك مشكلة فى اختيار الوزراء للأسف، ولابد أن يكون من ضمن معايير الاختيار أن يجيد هذا الشخص التحدث إلى الجماهير والإنصات إلى متطلباتهم، بينما من يتسم بالعجرفة والغرور سوف يؤدى اختياره إلى التباعد مع الجماهير. 

وطالب عميد إعلام القاهرة الأسبق، بإجراء دورات تأهيلية لمن يتم اختيارهم فى منصب الوزير، تركز على كيفية اكتساب مهارات التواصل، مثل مهارات التحدث والإنصات والقدرة على الكتابة وقراءة ما بين السطور، والتفكير السليم ووزن الأمور قبل التحدث، مؤكدا أن هذه المهارات يمكن اكتسابها وتعلمها وليست عيبا أو حراما أن يكتسبها الوزراء. 

تصريحات غير منضبطة 

والتقط أطراف الحديث الدكتور محمود يوسف، أستاذ العلاقات العامة ووكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، مشيرا إلى إن هناك عددًا من المسئولين ليس لديهم دراية أو خبرة أو معرفة كافية بأساليب التعامل مع الرأى العام. 

وأكد يوسف، على ضرورة أن يخضع الوزراء إلى دورات عن كيفية التحدث إلى الرأى العام، لكن بعض الوزراء مؤخرا يتم إملاء الكلام المفترض التصريح به عليهم، أو يعودون إلى مسئول أكبر منهم قبل التحدث، وبعدها يخرجون إلى الإعلام بتصريحات غير منضبطة، تؤدى إلى سخط الرأى العام عليهم، أو يقدمون معلومات غير مكتملة أو غير صحيحة، أو يتصادمون مع الرأى العام، ويصدمون مشاعر الناس. 

وتابع، «كما أن بعض الوزراء يتعاملون بنظرة فوقية مع الشعب وكأنه بدعا من الأمم، وكأن الدول الأخرى لا تقدم رعاية أو خدمات لمواطنيها»، مشيرا إلى أن التصريحات معظمها غير منضبطة لا تراعى مشاعر أو أذواق الناس، مدللا على ذلك ببعض المسئولين الذين يقومون بحساب الأكل والشرب الذى يتناوله الشعب المصرى، وكأنهم هم الذين ينفقون على الشعب من أموالهم الخاصة. 

وأوضح أستاذ العلاقات العامة ووكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، أن القضية تتمثل فى أن بعض الوزراء أو المحافظين قد لا يستحقون تولى هذا المنصب من الأساس. 

وأشار يوسف، إلى أن هؤلاء الوزراء يحتاجون إلى دورات تدريبية وتأهيلهم على إتقان أساليب التعامل مع الرأى العام فى المواقف العادية والمواقف غير العادية، وأساليب استخدام الاتصال غير اللفظى، لأنه قد يصدر عنهم إشارات معينة تؤدى إلى نتائج وردود فعل سلبية، موضحا أن تصريحات الوزراء والمسئولين تندرج ضمن تخصص العلاقات العامة الحكومية التى لها دور فى تكوين صورة الوزارة والدولة والنظام، وتعطى مصداقية للدولة والنظام بشكل عام. 

وأضاف، «هذه الدورات تساهم فى إدلاء المسئولين بتصريحات جيدة، لأن هناك أحيانا ردودًا مستفزة تؤكد الشائعات ولا تنفيها، لأن دليل المسئول وقتها يكون ضعيفا، وقد لا يكون هناك دليل من الأساس». 

وذكر يوسف، أن هذه الدورات يجب الحصول عليها قبل التعيين فى هذه المناصب، سواء فى معاهد إعداد القادة أو غيرها، وأن يقوم على تدريسها المتخصصون فى الإعلام والعلاقات العامة فقط، وليس أى شخص آخر ينتمى إلى أى مؤسسات أخرى فى الدولة. 

استفزاز الرأى العام 

وأضاف الدكتور صفوت العالم، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن هناك عددا من الوزراء فى حاجة إلى تأهيل للتحدث إلى الرأى العام، وإبراز تصريحاتهم فى إطار من الوضوح وعدم المبالغة. 

أشار العالم، إلى أنه من المفترض أن يتم إجراء دورات تأهيلية للوزراء قبل تولى المنصب، من أجل الاستعداد للتحدث إلى الجمهور والرأى العام بشكل واضح وجيد.

ولفت الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إلى أن أبرز العناصر التى يجب أن تتضمنها هذه الدورات هى ضرورة فهم الوزراء لاحتياجات الرأى العام ورؤية الجمهور واتجاهاته ومواقفه، حتى يقوموا بالإدلاء بتصريحات مناسبة. 

وتابع، «ليس من المعقول أن يدلى الوزير بتصريحات مستفزة لا تحترم اتجاهات الرأى العام، وبالتالى لا بد من توجيه الآراء والتصريحات وفقا لاحترام رغبات الرأى العام».

 

 

خالد عبد الغفارشريف فتحيمحمد عبد اللطيفكامل الوزير

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ﻣﻊ اﻟﺮأى اﻟﻌﺎم أو ﺣﺮاﻣ ﺎ کلیة الإعلام جامعة القاهرة الأسبق هذه الدورات بعض الوزراء إلى أن

إقرأ أيضاً:

الوزير سعيود يكشف: مواصلة الجهود من أجل إعادة الـ 7 قصر المتواجدين في إسبانيا

الوزير سعيود يكشف: مواصلة الجهود من أجل إعادة الـ 7 قصر المتواجدين في إسبانيا

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • الوزير سعيود يكشف: مواصلة الجهود من أجل إعادة الـ 7 قصر المتواجدين في إسبانيا
  • المجلس الوطني لشؤون الأسرة يثمن إقرار الخطة الوطنية لكبار السن
  • لجنة تطوير الإعلام تتلقى توصيات المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين تمهيدًا لعرضها على اللجان الفرعية
  • لجنة تطوير الإعلام تتلقى توصيات المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين
  • اللجنة الرئيسية لتطوير الإعلام تتلقى توصيات المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين
  • رئيس الوزراء يستعرض الفرص الاستثمارية المتوافرة في قطاع السياحة والتشييد
  • الرئيس السيسي يشدد على دور الإعلام والفن في توعية الرأي العام
  • المدير العام المساعد السابق لوكالة الأنباء الجزائرية الهادي بن يخلف في ذمة الله
  • نوّها بدورها في إيضاح حقيقة الدين الحنيف.. الرئيس الباكستاني ورئيس الوزراء يستقبلان الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي