هل الصدقة تغفر الذنوب أم يجب الاستغفار والتوبة؟.. أمين الفتوى يجيب
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
أكد الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الصدقات الجارية تعد من أعظم القربات التي تمحو الذنوب، مستشهدًا بقوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الصدقة الجارية لا تُغني عن أداء كفارة اليمين، والتي يجب أن تُؤدى على نحوٍ خاص، إما بإطعام عشرة مساكين، أو صيام ثلاثة أيام لمن لم يستطع.
وفي السياق ذاته، أوضح الشيخ محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، ردًا على سؤال ورد إلى صفحة الدار عبر فيسبوك حول كفارة المعاصي المتكررة، أن القرآن الكريم دلّ على أن الحسنات تذهب السيئات، مستشهدًا بقوله تعالى:
"وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ"، موضحًا أن على المسلم أن يكثر من فعل الخير، كالصدقة، وإطعام المساكين، وقراءة القرآن، وقضاء حوائج الناس، إلى جانب الإكثار من الاستغفار وذكر الله، فكل حسنة يرتكبها العبد تكون سببًا في محو سيئة من ميزانه.
كما أشار الشيخ أحمد ممدوح إلى أن الطاعات لا تكفر الذنوب الكبيرة، بل تكفر فقط صغائر الذنوب، مؤكدًا أن التكفير عن الكبائر وحقوق الناس لا يكون إلا بالتوبة النصوح، ورد الحقوق إلى أصحابها، وتنقية النفس من المظالم.
فضل الاستغفار
أما عن أثر الاستغفار، فقد بينت دار الإفتاء أن له فوائد عظيمة وآثارًا روحية ودنيوية جليلة، منها القرب من الله تعالى والانشغال بذكره، وتفريج الكروب والهموم، ودخول الجنة، ومغفرة الذنوب صغيرها وكبيرها.
وأوضحت الدار أن الفقهاء اختلفوا في مدى شمول الاستغفار لتكفير الكبائر؛ فبينما يرى الشافعية أن الاستغفار إذا كان نابعًا من شعور العبد بالانكسار دون توبةٍ صريحةٍ، فإنه يكفر الصغائر فقط، يرى الحنابلة أنه يكفر جميع الذنوب دون تفريق بين كبيرة وصغيرة.
كما أكدت أن الاستغفار سبب في دفع البلاء والمصائب، ورفع الشدائد عن العباد، وجلب الرزق، وإنزال المطر، وزيادة القوة والبركة في المال والأبناء، استنادًا لقوله تعالى:
"وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ".
واختتمت دار الإفتاء بأن الاستغفار يعد من أعظم العبادات التي تُقرِّب العبد من ربه، وتفتح له أبواب الرحمة، وتكون سببًا في رفع البلاء، ودفع الفقر، وشفاء الأمراض، مؤكدين أن الله تعالى غفور رحيم يقبل توبة عباده مهما عظمت ذنوبهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء حكم الصدقة الجارية كفارة اليمين فضل الاستغفار
إقرأ أيضاً:
إخراج الزكاة على البقر والجاموس.. أمين الإفتاء: النصاب يبدأ من 30 رأسا
أجابت الدكتورة زينب السعيد، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول زكاة الأنعام، موضحة أن زكاة البقر والجاموس تختلف عن زكاة الإبل والماعز والخراف، مشيرة إلى أن نصاب الزكاة في البقر يبدأ من ثلاثين رأسًا.
كيفية إخراج الزكاة على البقر والجاموسوأوضحت أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم، الإثنين، أن من كان عنده تسعٌ وعشرون بقرة أو جاموسة فلا زكاة عليه، لأن النصاب لم يكتمل بعد، أما إذا بلغت ثلاثين رأسًا فقد وجبت الزكاة بشرط.
وأضافت أمين الفتوى في دار الإفتاء أن الزكاة تُحسب بعدد الرؤوس وليس بالوزن، فالعبرة بالعدد لا بحجم الحيوان، مؤكدة أن من يملك بقرة أو جاموسة واحدة للتربية أو للاستخدام الشخصي لا زكاة عليه فيها.
وتابعت أمين الفتوى في دار الإفتاء: "عندما يبلغ العدد ثلاثين رأسًا يُخرج عنها “تبيعًا”، وهو ولد من أولاد البقر في عمر سنة تقريبًا، وسُمّي تبيعًا لأنه يتبع أمه في السير والرعي"، مشيرة إلى أن هذا هو المقدار المحدد شرعًا في هذه الحالة.
وأكدت أمين الفتوى في دار الإفتاء «أما إذا بلغ العدد أربعين رأسًا، فيُخرج عنها “مسنّة”، وهي من إناث البقر التي تجاوزت السنتين، وسُمّيت مسنّة لأنها اكتملت أسنانها»، لافتة إلى أن الفقهاء فرّقوا بين التبيع والمسنّة بحسب العمر، وأن هذا التقسيم دقيق ومعروف عند المربين والتجار.
وأشارت أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى أن هذه الأحكام جاءت لتحقيق العدالة بين الملاك والمحتاجين، وأن الفقه الإسلامي راعى فيها توازن الثروة وعدد الرؤوس بما يناسب مصلحة الفقير والغني على حد سواء.
كيفية إخراج زكاة الأرض المؤجرةوكانت الدكتورة إيمان أبو قورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أجابت عن سؤال حول إخراج زكاة الأرض المؤجرة، حيث أوضحت أن الزكاة تجب على من يملك الزرع، أي المستأجر الذي استأجر الأرض ليزرعها، وليس على المؤجر.
وقالت الدكتورة إيمان أبو قورة، خلال تصريحات تلفزيونية، إنه عند جمهور الفقهاء، إخراج زكاة الزرع والثمار يكون على المستأجر، بينما المؤجر لا يلزم بإخراجها.
وأضافت أن المؤجر إذا حصل على أجر الأرض بالمال، وكان هذا المال بلغ النصاب بعد مرور حول هجري كامل وكان فائضًا عن حاجاته الأصلية، فإنه حينها يخرج زكاة المال النقدي بنسبة 2.5% (ربع العشر)، وليس زكاة الزرع أو الثمار.
وأكدت الدكتورة أبو قورة أن المال الذي حصل عليه المؤجر ويظل في حوزته عام هجري كامل ويبلغ النصاب، يُعد مالًا نقديًا ويجب إخراج زكاة المال عليه بنسبة 2.5%، موضحة الفرق بين زكاة الذرع والثمار وزكاة المال لضمان صحة الزكاة ووجوبها على من يملك المال فعليًا.