تعد الأسرة هي النواة الأولى لبناء المجتمع وأساس استقراره، فهي الحضن الذي ينشأ فيه الفرد ويكتسب من خلاله القيم والمبادئ، والعادات والتقاليد التي تحفظ تماسك المجتمع وتصون هويته، ومع تزايد التغيرات الاجتماعية والتحديات التي تهدد كيان الأسرة أيا كان شكلها، فقد أصبح من الضروري حماية استقرار الأسر العمانية، والحفاظ على وحدة المجتمع وتوازنه، وأكد مختصون على أهمية إدارة الخلافات الأسرية بعقلانية والعمل على نشر ثقافة الأسرة المترابطة ودورها الحيوي في حماية الفرد والمجتمع.

البعد النفسي

قالت سمراء بنت راشد الحبسية أخصائية نفسية: إن الجانب النفسي يمثل الدعامة الأولى لاستقرار الأسرة، مشيرة إلى أن القرآن الكريم أرسى أسس العلاقة الزوجية على المودة والرحمة، مشيرة إلى أن الأسرة ليست مجرد إطار اجتماعي، فهي البيئة النفسية التي ينشأ فيها الفرد سليماً متوازناً.

وأوضحت أن الفرد عندما يعيش في أسرة متماسكة يتملكه الشعور بالأمان والطمأنينة والسلام الداخلي، ما ينعكس ذلك على السلوك الأخلاقي للأبناء ومستواهم العلمي، ويبعدهم عن الاضطرابات النفسية والتعصبات التي قد تصيبهم في حالات التفكك الأسري، مبينةً أن التفكك يولد شعور الوحدة والاكتئاب لدى الأفراد، ويغذي بداخلهم أفكار سلبية تجعلهم عدوانيين، ما يشكل تهديداً للمجتمع.

وأشارت الحبسية إلى أن أثر التماسك الأسري لا يتوقف عند الفرد، بل يمتد إلى المجتمع بأسره؛ مؤكدة أهمية تربية الأبناء بطريقة متوازنة تجمع بين الحداثة والعادات الأصيلة، إلى جانب أهمية الحوار والتواصل بين أفراد الأسرة، بما يعزز روابط التفاهم والانسجام، وشددت على دور التعليم الديني والدنيوي معا، معتبرة أن تعليم القرآن وحفظه سراج الأمة وهويتها، كما دعت إلى استثمار الإعلام في نشر ثقافة الأسرة المترابطة ودورها الحيوي في حماية الفرد والمجتمع.

فالمجتمع المترابط يفرز أسرًا متماسكة خالية من الشوائب، متعاونة على البر والتقوى، وتقل فيه مشاعر الكراهية والعصبية، أما المجتمع المفكك فيشيع الفوضى والسلوكيات الخاطئة والأنماط السلبية التي تنفر منها المجتمعات الأخرى.

الإطار القانوني

أوضحت المحامية فاطمة بنت راشد الحبسية صاحبة مكتب فاطمة الحبسية للاستشارات القانونية أن التشريعات الدولية والمحلية أولت الأسرة اهتماما بالغا من خلال سن القوانين التي تحمي حقوق الأفراد داخل الأسرة والمجتمع، مشيرة إلى أن المشرع العماني بوجه خاص وضع منظومة تشريعية متكاملة تهدف إلى صون الأسرة وحمايتها من التفكك.

وأكدت أن النظام الأساسي للدولة نص صراحة على مكانة الأسرة وأهمية استقرارها، وفق ما جاء بنص المادة رقم (15) "الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق والوطنية، وتعمل الدولة على تماسكها واستقرارها وترسيخ قيمها، وتكفل الدولة تحقيق المساواة بين المرأة والرجل، وتلتزم برعاية الطفل، والأشخاص ذوي الإعاقة، والشباب، والنشء، وذلك على النحو الذي يبينه القانون."

وبينت أن قانون الأحوال الشخصية نظم المسائل التي تتعلق بحقوق وواجبات الأفراد داخل الأسر والمجتمع من خلال وضع الأطر القانونية التي تسهم في استقرار حياة الفرد وصون حقوقه في مختلف الجوانب المدنية والسياسية والأسرية والصحية، كما أشارت إلى أن قانون الطفل أكد على ضرورة حماية الطفل ضمن أسرة متماسكة، وفق ما نصت عليه المادة (25) " أن للطفل الحق في البقاء والنمو في كنف أسرة متماسكة ومتضامنة وتكفل له الدولة التمتع بهذا الحق بكل الوسائل المتاحة"، وغيرها من القوانين التي نظمت هذا الجانب.

وأكدت أن التشريعات الدولية والمحلية حرصت على حماية الأسرة ونظمت كذلك حياة الأفراد في حال وقوع الانفصال، لضمان استمرارية الحقوق وصونها، كما أفرد قانون الجزاء العُماني عقوبات خاصة للجرائم التي تمس الأسرة، مثل الإهمال والتقصير وعدم الإنفاق على من تجب إعالتهم، معتبرة أن هذه الأفعال تشكل اعتداءً على حقوق الأفراد داخل أسرهم من قبل الأشخاص المكلفين بالرعاية.

وأكدت الحبسية أن هذه القوانين لا تكتفي بتوفير الحماية القانونية فقط، بل تسعى إلى تعزيز استقرار الأسرة وحفظ كرامة أفرادها، مضيفة أن دور القانون يجب أن يقترن بوعي الأفراد بمسؤولياتهم تجاه أسرهم ومجتمعهم .

حصن الأسرة

وفي ذات السياق أشار عبدالله بن سليمان الندابي خبير لجنة التوفيق والمصالحة بولاية سمائل إلى أن الأسرة تمثل في المنظور الإسلامي والإنساني الركيزة الأساسية لبناء المجتمع، وهي الخلية الأولى التي يقوم عليها استقرار الأوطان وازدهارها، ولذا أولى الإسلام الأسرة عناية بالغة واهتماما فائقا فشرّع لها من الأحكام ما ينظم مختلف شؤونها: من حقوق زوجية ونفقات، إلى تربية الأبناء، ورعاية الوالدين، وتقسيم الميراث، غير أن التشريع الإسلامي لم يقف عند حدود الماديات ولكن غرس في العلاقة الزوجية قيماً سامية من المودة والرحمة والسكن فجعلها الدعامة الكبرى لتماسك الأسرة وصمودها أمام التحديات.

وانطلاقاً من هذا الأساس الشرعي الذي يقدّس الأسرة ويسعى للحفاظ على روابطها رأت سلطنة عمان أن حل الخلافات الزوجية لا يكمن في تطبيق القانون فقط بل في الإصلاح الهادئ ورأب الصدع وجمع الكلمة قبل أن يتمدد الخلاف، لذا برز دور لجان التوفيق والمصالحة في قضايا الأحوال الشخصية بصفته جهازا محوريا في استراتيجية الدولة للحفاظ على كيان الأسرة وصون النسيج الاجتماعي.

وأوضح الندابي أن هذه اللجان تعد أداة بديلة عن القضاء التقليدي إذ تمنح للأطراف فرصة لحل النزاع بطريقة ودية قبل وصوله إلى أروقة المحاكم وهي تستمد قوتها من رئاسة القضاء حيث يرأسها قاضي المحكمة في كل ولاية، ما يمنحها طابعا رسميا وثقة مجتمعية ويجعل محاضرها قابلة للتوثيق والتنفيذ ولا يقتصر عملها على حسم الخلافات بل يمتد إلى حماية كيان الأسرة ومنع تفككها فهي تهيئ بيئة حوار آمنة وهادئة، تشجع على التسامح والتنازل وتغرس في الأطراف قناعة أن الصلح أولى من الخصومة وأن بقاء الأسرة متماسكة يصب في مصلحة الجميع ولا سيما الأبناء.

وأشار الندابي إلى إن اللجان تقوم بدور وقائي مهم؛ إذ توضح للزوجين المخاطر الاجتماعية والنفسية والسلوكية والتعليمية والاقتصادية التي قد تترتب على الطلاق أو الشقاق وتبين لهم أن معالجة الخلاف بالحوار خير من تعقيده بالمنازعات، كما أن نجاحها في إنهاء عدد كبير من القضايا وديًا يسهم في تخفيف العبء عن المحاكم ما يعزز كفاءة المنظومة العدلية، وهي كذلك تنشر الوعي الأسري والتربوي فتعزز مفهوم الأسرة الواعية القادرة على إدارة خلافاتها بعقلانية، وتذكّر الزوجين بالمرجعية الدينية التي جعلت الزواج "ميثاقًا غليظًا"، قائمًا على الرحمة والمودة والسكن وبذلك تجمع بين قوة القانون ودفء القيم الإسلامية والمجتمعية الأصيلة.

وأكد الندابي أن اللجان تتميز بمنهجية دقيقة تبدأ بجلسات فردية وسرية مع كل طرف تتيح استكشاف جذور المشكلة بهدوء ثم تنتقل إلى تقريب وجهات النظر وصياغة حلول وسطية وعملية ترضي الطرفين وتحقق المصلحة العليا للأسرة، وإذا ما توافق الطرفان يتم توثيق الاتفاق في محضر صلح رسمي له قوة التنفيذ القانوني عند الحاجة، موضحاً أن هذه الأدوار لم تبق حبرًا على ورق بل تجسدت في قصص نجاح واقعية أعادت الأمل إلى العديد من الأسر فكم من قضية طلاق توقفت في اللحظة الأخيرة بعد جلسة مصالحة صادقة وكم من نزاع حاد تحوّل إلى توافق يحفظ حقوق الزوجين والأبناء وهكذا أثبتت اللجان أنها ليست مجرد وسيط قانوني بل حارس اجتماعي يعيد للحياة الأسرية بريقها ويمنح الأبناء فرصة لنشأة متوازنة ومستقرة.

وبهذا التكامل بين القانون والوعي المجتمعي والمرجعية الدينية تمثل لجان التوفيق والمصالحة في سلطنة عمان خط الدفاع الأول عن تماسك الأسر وحصنًا للأسرة الواعية وضمانة لاستمرار المجتمع العُماني متماسكًا متآزرًا أمام تحديات العصر، فهي تجسد فلسفة عميقة مفادها أن حماية الأسرة ليست شأنًا قانونيًا فحسب بل مسؤولية دينية ومجتمعية ووطنية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أن هذه إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما هي مؤسسة غيتا المسؤولة عن تنفيذ خطة إدارة قطاع غزة؟

تتزايد الأحاديث والتحليلات حول المخططات الإسرائيلية والغربية لقطاع غزة، ضمن ما بات يُعرف بـ"اليوم التالي"، إلا أن فكرة سلطة انتقالية دولية بقيادة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، هي أكثر هذه المقترحات زخما وأهمية.

وجرى الكشف عن وثيقة مسرّبة مكونة من 21 صفحة لإنشاء سلطة انتقالية دولية لإدارة قطاع غزة، عبر صحيفة "هآرتس"، ويظهر أن تاريخ نشرها على الإنترنت يعود إلى 25 أيلول/ سبتمبر 2025، أي قبل بدء وقف إطلاق النار الحالي.

وجاءت الوثيقة تحت عنوان "الهيكل المؤسسي للسلطة الانتقالية الدولية في غزة (جيتا)" مع شعار دائري يحمل اسم "الهيئة الدولية الانتقالية لقطاع غزة"، مع رسم لغصني زيتون بالإضافة إلى بحر ومن خلفه شمس، مع طائر باللون الأسود.




تفاصيل الوثيقة
كانت أول كلمة في الوثيقة هي عبارة "سري"، ومن بعدها جاء وصفها بأنها خطة بلير وتصور متكامل لإنشاء السلطة الدولية الانتقالية في غزة (Gaza International Transitional Authority – GITA)، وهي هيئة مؤقتة متعددة المستويات تُنشأ بقرار من مجلس الأمن الدولي لإدارة قطاع غزة خلال مرحلة انتقالية تجمع بين الإشراف الدولي والتنفيذ الفلسطيني، وصولاً إلى تسليم المؤسسات إلى سلطة فلسطينية تم "إصلاحها وتوحيدها".


وبحسب الهيكل العام والمرجعية القانونية، تُمنح "غيتا- GITA" شرعيتها بقرار من مجلس الأمن، وتخضع له مباشرة في التقارير والمساءلة، تتولى "الهيئة الدولية لمجلس غزة GITA International Board" والسلطة السياسية العليا تضم ما بين 7 إلى 10 أعضاء من دول مانحة ومؤسسات دولية.

وتنص الوثيقة على أن هؤلاء الأعضاء يجب أن يكونوا من بينهم: ممثل فلسطيني من خلفية اقتصادية أو أمنية، مسؤول أممي رفيع مثل سيغريد كاغ نائبة رئيس الوزراء الهولندي السابق، وشخصيات مالية وتنموية دولية مثل نجيب ساويرس، ومارك روان، وربما آريه لايتستون.

وتضم قائمة الأعضاء المقترحة تمثيل عربي مسلم بارز لضمان الشرعية الإقليمية والمصداقية الثقافية، وأن يتولى المجلس إصدار القرارات الملزمة، وإقرار القوانين والتعيينات، وتحديد التوجهات السياسية العامة.

القيادة العليا والأجهزة التنفيذية
جاء في الوثيقة أن رئيس مجلس الإدارة هو القائد السياسي الأعلى والمتحدث باسم "غيتا - GITA"، ويعيَّن بتوافق دولي وتأييد من مجلس الأمن، ويتولى إدارة العلاقات مع الدول والجهات المانحة و"إسرائيل" ومصر والولايات المتحدة، ويمثل نقطة التنسيق العليا بين جميع أجهزة السلطة.

ويساعد رئيس مجلس الإدارة فريق من 25 خبيرا ضمن السكرتاريا الاستراتيجية للرئيس التي تتولى إعداد السياسات، والتنسيق الدبلوماسي، وإدارة الاتصالات.

وتحمي القيادة وحدة الحماية التنفيذية (EPU)، وهي قوة أمنية خاصة ستكون من عناصر عربية ودولية، على أن تتولى حماية المقرات والوفود والتنسيق مع القوة الدولية والشرطة المدنية.

الأمانة التنفيذية العامة 
تُعد الأمانة التنفيذية الجهاز الإداري المركزي لـ "غيتا -GITA" والمسؤولة عن: "تنسيق العمليات اليومية ومتابعة الوزارات الفلسطينية، وإدارة الموارد البشرية والأنظمة الرقمية والسجلات المدنية، والرقابة على الأداء والميزانيات".

وذكرت الوثيقة أن ذلك سيتم عبر وحدتين متخصصتين: وحدة الإدارة المالية (FMU) لتوحيد الميزانية العامة ومراقبة الإنفاق، ووحدة ميزانية السلطة التنفيذية الفلسطينية (PEABU) التي تشرف على ميزانيات الوزارات والبلديات.

وترتبط الأمانة مباشرة بمجلس الإدارة، وتشرف على مفوضي الرقابة في المجالات المختلفة.

الركائز الإشرافية الست
تعمل "غيتا - GITA" من خلال ستة مفوضين للإشراف والرقابة يرفعون تقاريرهم إلى مجلس الإدارة:

- الإشراف الإنساني: توجيه وتنسيق عمل جميع المنظمات الإنسانية داخل غزة وفق معايير الحياد، وإدارة منصّة الوصول الإنساني المشتركة وتنظيم الممرات والعمليات اللوجستية.

- إشراف إعادة الإعمار: متابعة مشاريع البنية التحتية والإسكان والطاقة والنقل، وإقرار المشاريع الكبرى بالتنسيق مع هيئة الاستثمار (GIPEDA) والجهات المانحة.

- الإشراف القانوني والتشريعي: صياغة القوانين المؤقتة وضمان الاتساق القانوني والعدالة الانتقالية وحماية الملكيات والوثائق المدنية.

- الإشراف الأمني: الرقابة المدنية على أجهزة الأمن، وتشمل الشرطة الفلسطينية، القوة الدولية، ووحدة الحماية التنفيذية، من خلال مركز التنسيق الأمني المشترك (JSCC).


- الإشراف على التنسيق مع السلطة الفلسطينية: ضمان التناغم المؤسسي بين GITA والسلطة الفلسطينية، وتنسيق خطط الإصلاح والإدارة المالية تمهيداً لإعادة الوحدة الإدارية.

- الرقابة الاقتصادية والاستثمارية: من خلال هيئة مستقلة تسمى هيئة الاستثمار والتنمية الاقتصادية في غزة (GIPEDA)، تشرف على الاستثمار المحلي والأجنبي وإقامة مناطق اقتصادية خاصة ومشروعات بنية تحتية بالشراكة مع القطاع الخاص.

الأذرع الفلسطينية التنفيذية
تتولى الهيئة الفلسطينية التنفيذية (PEA)، وهي جهاز خدماتي غير حزبي يقوده مدير تنفيذي فلسطيني يُعينه مجلس "غيتا - GITA" مسؤولية إدارة الخدمات العامة الأساسية وهي: الصحة والتعليم والبنية التحتية والمالية والعدالة والشؤون الاجتماعية وتنمية العمل، وتشمل هذه الأذرع الفرعية:

- البلديات: مسؤولة عن الخدمات المحلية والصحة العامة والنظافة والتخطيط الحضري، وتخضع لإشراف GITA.

- الشرطة المدنية: قوة فلسطينية مهنية غير حزبية تشرف على الأمن الداخلي وتنسق مع القوة الدولية عبر مركز JSCC.

- السلطة القضائية: يشرف عليها مجلس قضائي انتقالي يضم قضاة عرباً ودوليين، ويتولى المحاكم والنيابة العامة.

- وحدة حماية الملكيات: توثق وتضمن حقوق الملكية والعودة لأي سكان يغادرون طوعاً أثناء المرحلة الانتقالية، تحت إشراف قانوني مباشر.

القوة الأمنية الدولية (ISF)
تنص الوثيقة على تشكيل قوة استقرار دولية متعددة الجنسيات تعمل بتفويض من "غيتا - GITA" لتأمين الحدود والمنافذ ومواقع الإغاثة والإعمار، ومنع عودة الجماعات المسلحة.

وتعمل القوة بالتنسيق مع الشرطة الفلسطينية ووحدة الحماية التنفيذية عبر مركز JSCC، وتنفذ مهامها وفق قواعد اشتباك معتمدة دولياً.

ومن المقرر أن تتولى القوة حماية الحدود والمنافذ البرية والبحرية، ومكافحة "الإرهاب وتهريب السلاح"، وحماية مواقع الإعمار والممرات الإنسانية، ودعم الشرطة الفلسطينية في الأحداث الكبرى دون أن تحل محلها.

التمويل والمساءلة
اعتبرت الوثيقة أنه من المقرر تأسيس منشأة المنح والمساءلة المالية (GFAF)، وهي صندوق مالي مستقل بإدارة طرف ثالث (مثل البنك الدولي) لتلقي وإدارة أموال المانحين، وفق "أعلى معايير الشفافية والمراجعة المستقلة".


وفي شأن الميزانية المرحلية، التي لا تشمل كلفة القوة الدولية أو مشاريع الإعمار الكبرى الممولة عبر المانحين، تشير الخطة إلى ميزانية ثلاثية المراحل وهي: السنة الأولى (مرحلة التأسيس) بكلفة 90 مليون دولار، والسنة الثانية (مرحلة الانتشار الجزئي) بكلفة 133.5 مليون دولار، وأخيرا السنة الثالثة (الاستقرار الكامل) بكلفة 164 مليون دولار.

الانتشار المرحلي ومراكز العمليات
ذكرت الوثيقة أنه قبل استقرار مؤسسات "غيتا - GITA" داخل قطاع غزة، تُدار العمليات مؤقتاً عبر: مركز تنسيق متقدم في العريش لتسهيل التواصل مع مصر و"إسرائيل"، ومقر إداري في عمان أو القاهرة لتنسيق السياسات والتوظيف، إضافة إلى وجود ميداني محدود داخل غزة من المراحل الأولى للقطاعات الإنسانية والأمنية والبلدية.

تهدف الخطة إلى "إنشاء إدارة مدنية شاملة تحت إشراف دولي مؤقت لتأمين قطاع غزة، وإعادة بناء المؤسسات الفلسطينية على أسس مهنية، وضمان الاستقرار، ثم تسليم السلطة تدريجياً إلى مؤسسات فلسطينية تم إصلاحها وتوحيدها، ضمن نظام قانوني وإداري حديث".

مقالات مشابهة

  • اعلام الفيوم يناقش رؤية الدولة المصرية فى التحديات التي تواجه الامن القومي
  • حاكم أم القيوين يستقبل وزيرة الأسرة
  • الفجوة بين الأجيال في الدورة التاريخية
  • ما هي مؤسسة غيتا المسؤولة عن تنفيذ خطة إدارة قطاع غزة؟
  • السيسي: السنوات الماضية والأحداث التي مرت بها البلاد أظهرت للجميع نتائج كل قرار وإجراء
  • القائد العام يؤكد أن القوات المسلحة ستظل صمام أمان البلاد ضد الأعداء
  • "الوطنية للتمويل" تدعم ذوي الدخل المحدود
  • الرئيس عون من روما: لا تتركوا الأجيال بلا تعليم
  • عشان تبقى في أمان..تجهيزات السيارة في فصل الشتاء