صفقة مصرية إسرائيلية ستحقق استقرارا طويل الأمد
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
لندن – أفاد تقرير صادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، أحد أعرق مراكز الأبحاث العالمية بأن الصفقة الضخمة الأخيرة للغاز بين مصر وإسرائيل ستسهم في تحقيق استقرار طويل الأمد.
وذكرت دراسة حديثة للمعهد، نشرت عبر الموقع الإخباري الإسرائيلي “ناتسيف نت”، أن هذه الصفقة ستشكل “حجر أساس لحفظ الاستقرار في المنطقة، وضمان استمرار اتفاقية السلام بين البلدين لأطول فترة ممكنة”.
وأعد الدراسة الباحث الأول في المعهد، ألكسندر ميلون، المتخصص في علاقات الطاقة في الشرق الأوسط وسياسات الأمن الإقليمي، تحت عنوان: “الترابط الفعّال: صفقة الغاز بين مصر وإسرائيل”، حيث حلّل المكاسب والمخاطر الكامنة وراء الاتفاقية.
أبرز ما تناولته الدراسة:
1. الترابط المخطط:
أنشأت الصفقة نموذجًا للترابط الاستراتيجي، إذ تزوّد إسرائيل الغاز عبر خطَّي أنابيب “تمار” و”ليفياثان”، بينما توفّر مصر البنية التحتية للتسييل والتصدير من خلال مركزي إدكو ودمياط.
وبات الطرفان مترابطين: فمصر تعتمد على تدفق الغاز من إسرائيل، بينما تعتمد إسرائيل على قدرة مصر على تسييل هذا الغاز وتصديره إلى الأسواق الأوروبية.
2. مصلحة مصرية واضحة:
لا تقتصر فائدة مصر على استخدام الغاز الإسرائيلي للتسييل والتصدير فحسب، بل تمتد إلى تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة وترسيخ دورها في الساحة العربية.
كما تمثّل عائدات صادرات الغاز الطبيعي المسال مصدرًا حيويًّا للعملات الأجنبية، في ظل أزمة شح الدولار التي تمر بها البلاد.
3. المصلحة الإسرائيلية:
تمكن الصفقة إسرائيل من الوصول غير المباشر إلى السوق الأوروبية دون الحاجة إلى بناء منشآت تسييل باهظة التكلفة، ما يعزز علاقاتها مع مصر ويُرسّخ صورتها كمورد إقليمي موثوق للطاقة.
4. البعد الجيوسياسي:
أصبحت الاتفاقية أداة سياسية بحد ذاتها، تستخدمها القاهرة للحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة مع واشنطن وتل أبيب، حتى في أوقات التوتر السياسي.
وفي المقابل، تنظر أوروبا إلى هذا التعاون باعتباره نموذجًا للتكامل الإقليمي القادر على دعم الاستقرار وأمن الطاقة.
5. نقاط الضعف:
رغم الفوائد، يشير التقرير إلى أن هذا الترابط يحمل مخاطر أيضًا؛ إذ قد يؤدي أي خلل سياسي أو أمني أو فني — كتلف البنية التحتية أو تغيير في سياسة التصدير — إلى أضرار مشتركة.
ولهذا، يشدد الباحث على ضرورة بناء آليات مشتركة تضمن استمرارية الاستقرار مع مرور الوقت.
في ختام الدراسة، أشار الباحث إلى أن “صفقة الغاز الكبرى وُقّعت في خضم الإبادة الجماعية في غزة”، موضحًا أن الاحتلال الإسرائيلي أبرم حينها أكبر اتفاقية تصدير غاز طبيعي في تاريخه مع مصر، عبر شركة “نيوميد إنرجي”، إحدى الشركات الثلاث المشاركة.
وعلق موقع “ناتسيف نت” على الدراسة بالقول إن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية يصوّر الصفقة على أنها أكثر من مجرد اتفاق اقتصادي، بل “تحالف مصالح إقليمي تتداخل فيه الطاقة بالدبلوماسية”.
وأضاف أن “تل أبيب تُقدّم الموارد، ومصر البنية التحتية، ومعًا يحوّل الطرفان البحر الأبيض المتوسط إلى مركز طاقة مؤثر في أوروبا”.
وأوضح الموقع أن “وراء نجاح قطاع الطاقة يكمن نظام دقيق من الترابط يعزز الاستقرار، لكنه قد يصبح هشًّا في أوقات الأزمات”.
وختم بالقول إن هذه الدراسة تمثل “مؤشرا آخر على الإجماع الدولي حول أهمية الصفقة للمنطقة وأوروبا”.
يُذكر أن مصر وقّعت اتفاقية تاريخية بقيمة 35 مليار دولار لاستيراد الغاز الطبيعي من حقل “ليفياثان” الإسرائيلي، ما يعدّ أكبر صفقة تصدير في تاريخ إسرائيل، ويُعزز التعاون الإقليمي في مجال الطاقة.
المصدر: ناتسيف نت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
وزير البترول: التعاون مع الشركاء ساهم في تعزيز إمدادات الطاقة
أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي، أن سياسة التعاون والشراكة الفاعلة مع شركاء النجاح في استكشاف وإنتاج البترول والغاز كانت أحد أهم أسباب تجاوز مصر لتحديات تأمين إمدادات الطاقة التي ظهرت بعد عام 2021، في ظل الظروف الاقتصادية العالمية وتراجع الإنتاج ونقص إمدادات الطاقة، موضحاً أن هذا التعاون أثمر عن إيقاف تراجع إنتاج الغاز والعودة إلى الزيادة التدريجية، وكذلك ثبات واستقرار إنتاج البترول تمهيداً للعودة إلى الصعود بما يمكن الاقتصاد المصري من النمو والازدهار.
جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر "التعاون لتعزيز فرص مجال الاستكشاف والإنتاج البترولي في مصر"، الذي نظمته مؤسسة (إيجيبت أويل آند جاس)، اليوم الخميس، بمشاركة قيادات قطاع البترول ورؤساء شركات البترول الأجنبية العاملة في مصر من شركاء النجاح في مجال الاستكشاف والإنتاج.
وأضاف الوزير أن هذه الجهود المشتركة أسهمت في تأمين إمدادات الطاقة اللازمة لتلبية الزيادة القياسية في استهلاك الكهرباء خلال صيف العام الماضي، والتي بلغت نحو 40 ألف ميجاوات، موجهاً الشكر لشركاء النجاح وللعاملين في مواقع العمل والإنتاج الذين يعملون على مدار 24 ساعة لتأمين احتياجات قطاعات الكهرباء والصناعة ومختلف القطاعات الحيوية في الدولة المصرية.
واستعرض الوزير في كلمته المحاور الرئيسية لاستراتيجية عمل الوزارة، مؤكداً أنها الركائز الأساسية لتعزيز التعاون مع شركاء النجاح.
وأشار إلى أهمية هذا الملتقى الذي يجمع قيادات قطاع البترول وشركاء النجاح في الاستكشاف والإنتاج لعرض أفضل الممارسات وتبادل الخبرات بما يساعد على الإسراع بعمليات زيادة الإنتاج والتعجيل بعمليات استكشاف جديدة، ورفع كفاءة العمليات، ودعم سلامة العنصر البشري، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة وترشيدها، وتبني نماذج عمل حديثة تواكب تطورات صناعة البترول والغاز.
كما قام الوزير بتسليم الشركات الفائزة جوائز التميز في العمليات، حيث فازت الشركة (العامة للبترول) وشركة (شلمبرجير) بجائزة إدارة الحقول المتقادمة عن مشروع "مسار عمل بالذكاء الاصطناعي أطلق إمكانات الحقول القديمة بقيمة تزيد عن 33 مليون دولار"، وفازت شركة (خالدة للبترول) وشركة (شلمبرجير) بالمركز الثاني في الجائزة نفسها عن مشروع "إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغاز باستخدام تقنية حديثة".
وفازت (هاربور إنرجي) بجائزة كفاءة الطاقة التشغيلية عن مشروع "حل رقمي لضغط الغاز"، وفي المركز الثاني جاءت (نورث بيتروليم الصينية) عن مشروع "تخفيض التكاليف والأنظمة الكهربائية المتكاملة في الصحراء الغربية".
كما فازت (يونايتد إنرجي مصر) بجائزة المشروعات البارزة في السلامة والصحة المهنية وحماية البيئة عن مشروع "إزالة الكربون من توليد الطاقة في حقل المنطقة (أ)"، وفازت شركة (إيناب) بالمركز الثاني عن مشروع "نموذج تصور المخاطر الموحّد: استخدام تحليلات Power BI لقياس وتتبع المخاطر التشغيلية في حقول البترول والغاز".
اقرأ أيضاًوزير العمل يشهد تسليم 405 عقود عمل لذوي الهمم في 27 محافظة
محافظ الغربية يرفع درجة الاستعداد القصوى لجولة الإعادة لانتخابات مجلس النواب 2025