تجمّع العشرات، يوم الأربعاء، حول جثامين 54 فلسطينيًا ملفوفين بأكفان بيضاء، في مشهدٍ مهيبٍ داخل مقبرة جماعية بمدينة دير البلح وسط القطاع.

مراسم الدفن، التي أعقبت جنازة حاشدة، جاءت بعد يوم من تسليم إسرائيل دفعة جديدة من الجثامين ضمن اتفاق تبادل الأسرى والجثث مع حركة حماس، في وقتٍ تواجه فيه الدولة العبرية اتهامات بشأن ظروف وفاة هؤلاء المعتقلين وطبيعة احتجازهم.

قبل ساعات من الدفن، احتشد عشرات الفلسطينيين أمام مستشفى ناصر في خان يونس، بعضهم يرفع الأعلام الفلسطينية، لأداء صلاة الغائب على الجثامين المجهولة التي كانت من بين 165 جثمانًا أعادتهم إسرائيل إلى القطاع منذ الأسبوع الماضي.

فريق طبي يؤدي الصلاة على جثامين فلسطينيين مجهولي الهوية أُعيدوا من إسرائيل أمام مستشفى ناصر في خانيونس، الأربعاء 22 أكتوبر 2025. Jehad Alshrafi/ AP غموض يلفّ هوية الجثامين

سلمت إسرائيل، أمس الثلاثاء، الدفعة السادسة من الجثامين، حيث نقلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر 15 جثمانًا إلى مستشفى ناصر الطبي جنوب غزة بعد تسلمها من الجانب الإسرائيلي.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن "الطواقم الطبية تتعامل مع الجثامين وفق الإجراءات والبروتوكولات المعتمدة تمهيدًا لاستكمال عمليات الفحص والتوثيق والتسليم للعائلات".

Related ترامب مهددا "بتأديب" حماس : حلفاء بالشرق الأوسط مستعدون لإرسال قوات لغزة إذا انتهكت الهدنة نتنياهو يُقيل تساحي هنغبي: خلافات غزة والرهائن تُطيح بمستشار الأمن القومينتنياهو يتحدث عن "رؤية جديدة" لغزة.. محكمة العدل الدولية: على تل أبيب عدم استخدام التجويع سلاحا

لكن إسرائيل لم تقدم أي معلومات عن هوية الجثامين أو مصدرها، وسط تكهنات بأنها قد تشمل فلسطينيين قُتلوا خلال هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أو أسرى قضوا أثناء احتجازهم، أو جثثًا نقلتها القوات الإسرائيلية من القطاع خلال الحرب.

ووفق وزارة الصحة، تمكنت السلطات في غزة حتى الآن من تحديد هوية 52 من الجثامين التي أُعيدت، بينما لا يزال مصير البقية مجهولًا.

اتهامات بجرائم وتعذيب ممنهج

منذ تسلم الجثامين، تصاعدت الاتهامات الفلسطينية ضد الدولة العبرية بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المعتقلين.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن عددًا كبيرًا من الجثث يحمل آثار "قتل وإعدام ميداني وتعذيب ممنهج"، مشيرًا إلى أن بعض القتلى "سُحقت جثامينهم تحت جنازير الدبابات، بينما وُجدت على أعناق آخرين آثار حبال وشنق"، داعيًا إلى تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في ما وصفه بـ"الجرائم المروعة".

كما أكدت وزارة الصحة في غزة أن بعض جثامين الأسرى الذين أعيدوا مؤخرًا "تحمل آثار تعذيب وحروق واضحة"، مطالبة بفتح تحقيق عاجل في الأمر.

أما مدير عام الوزارة، منير البرش، فكتب عبر منصة "إكس": "الأسرى الذين أفرجت إسرائيل عن جثامينهم أعيدوا إلينا وهم مقيدون، معصوبو الأعين، وعليهم آثار تعذيب وحروق بشعة تكشف حجم الإجرام الذي ارتكب في الخفاء".

وأضاف أن الجثامين "لم تكن مدفونة، بل محتجزة في الثلاجات لشهور طويلة"، معتبرًا أن ما جرى "جريمة حرب مكتملة الأركان" تستوجب تحقيقًا دوليًا عاجلًا ومحاسبة المسؤولين عنها.

وتأتي عمليات التسليم المتبادلة في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بوساطة مصرية وقطرية وتركية، وبإشراف أمريكي. ويتضمن الاتفاق تبادل الأسرى والجثامين بين إسرائيل وحماس، بحيث تسلم إسرائيل جثامين 15 فلسطينيًا مقابل كل جثة إسرائيلية تسلمها حماس.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل غزة حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بحث علمي دونالد ترامب إسرائيل غزة حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بحث علمي قطاع غزة إسرائيل احتجاز رهائن وقف إطلاق النار فلسطين جثة ـ جثث دونالد ترامب إسرائيل غزة حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بحث علمي سوريا الصحة روسيا الضفة الغربية فرنسا قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

وصول جثامين 15شهيدًا كانوا محتجزين لدى الاحتلال إلى غزة

الجديد برس| أعلن مجمع ناصر الطبي في خانيونس جنوب قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، عن وصول جثامين 15 شهيدًا فلسطينيًا كانوا محتجزين لدى الاحتلال. وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، في تقريرها الصادر اليوم، إنها تسلّمت 15 جثة كانت محتجزة لدى الاحتلال غير معروفة الهوية، ليصبح إجمالي الجثث المستلمة من الاحتلال 165 جثة. وفي السياق، أفادت مصادر عائلية، بالتعرف على جثمان الشهيد عبد الرحيم جميل أبو أمونة من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وهو من شهداء عملية الطوفان في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وتجد الطواقم الطبية وعائلات الشهداء صعوبات بالغة بالتعرف على هوية الجثامين التي وصلت للقطاع، حيث أكدت وزارة الصحة والطواقم المعنية، تعرض الشهداء لعمليات تعذيب وحشية وتنكيل وإعدام بدم بارد، وهو ما أظهرته العلامات الواضحة على أجسادهم. يأتي ذلك في ظل تصاعد التحذيرات الحقوقية بشأن أوضاع الأسرى داخل سجون الاحتلال، حيث تواترت شهادات وتقارير عن سوء المعاملة والتعذيب والإخفاء القسري، لا سيما ما يتعرض له أسرى قطاع غزة. وكان مكتب “إعلام الأسرى” الحقوقي، قد كشف النقاب عن “إشكال حقيقي” فيما يتعلق بملف جثامين الشهداء التي أعادها الاحتلال الإسرائيلي ضمن صفقة التبادل الأخيرة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. وقال المتحدث باسم “إعلام الأسرى”، ناهد الفاخوري” في حديث سابق لـ “وكالة سند للأنباء” إن هناك إشكالًا حقيقيًا يتعلق بعملية التعرف على جثامين الشهداء التي يُعيدها الاحتلال، يتمثل في “غياب المعلومات من قبل الاحتلال، وامتناع اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن تقديم أي تفاصيل أو بيانات حول ظروف الاستشهاد أو أماكن الاحتجاز”، إضافة لتعطّل عملية التشخيص.

مقالات مشابهة

  • جثامين أسرى غزة تكشف جرائم تعذيب وإعدام ميداني فضيعة
  • الاحتلال يفرج عن جثامين 30 شهيدًا من غزة
  • «عليها آثار تعذيب».. إعلامي غزة: دفن جثامين 54 شهيدا أفرج عنها الاحتلال
  • جثامين الشهداء الذين سلمتهم “إسرائيل”.. أدلة واضحة لممارسة تعذيب وحشي ومرعب
  • مختصّ جنائي للجزيرة نت: الجثامين التي سلَّمها الاحتلال مُشوَّهة وعُذِّبت حتى الموت
  • وصول جثامين 15شهيدًا كانوا محتجزين لدى الاحتلال إلى غزة
  • حماس: سنسلم رفات 2 من الجثامين الإسرائيليين تم استخراجهما في غزة
  • وصول جثامين 15 شهيدًا لغزة أفرج الاحتلال عنهم
  • الانتهاك الإسرائيلي الأعظم