خاص| التابوت الذهبي لتوت عنخ آمون.. معجزة من 110 كيلو ذهب خالص (التفاصيل الكاملة)
تاريخ النشر: 23rd, October 2025 GMT
بين جدران مقبرة صغيرة لا تتجاوز مساحتها 40 مترًا مربعًا، في عمق وادي الملوك بالأقصر، كانت ترقد أعظم كنوز البشرية في صمت دام أكثر من ثلاثة آلاف عام، ألا وهو توت عنخ آمون الذي يعد واحدًا من أعظم الاكتشافات في تاريخ البشرية، لم يكن قناع توت عنخ آمون وحده نجم المقبرة، بل كان هناك ما هو أعجب وأفخم وهو التابوت الذهبي والمقاصير الأربعة التي أحاطت بجثمان الملك الشاب كحصن مقدس يحرسه في رحلته الأبدية.
في حوار خاص لبوابة الوفد الإلكترونية، كشف الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين السابق بوزارة السياحة والآثار، تفاصيل دقيقة عن التابوت الذهبي لتوت عنخ آمون، قائلًا التابوت الذهبي أثمن وأفخم تابوت عرفه التاريخ، إذ يبلغ وزنه أكثر من 110 كيلوغرامات من الذهب الخالص، ومطعّم بالأحجار الكريمة والزجاج الملون في دقة مذهلة.
التابوت صنع على هيئة الملك نفسه، مرتديًا تاج النمس الملكي، عاقدًا ذراعيه على صدره في وضع المومياء، حاملًا رمزي الصولجان والسوط، دلالة على السلطة والحماية الإلهية.
يتميز التابوت بجمال مذهل في النقوش والتطعيمات، إذ استخدم المصري القديم اللازورد والعقيق والفيروز والزجاج الملون لتزيين ملامح الوجه والأجزاء الدقيقة، مما أعطاه لمعانًا يضاهي المجوهرات الملكية الحديثة، أما النقوش البارزة على سطحه، فهي مجموعة من التعاويذ السحرية المأخوذة من “كتاب الموتى”، صُممت لحماية الملك من الأرواح الشريرة ومنحه الخلود الأبدي في عالم الآخرة.
التوابيت الثلاثة.. طبقات الحماية الملكية
أوضح الدكتور مجدي شاكر أن جسد توت عنخ آمون كان داخل ثلاثة توابيت متتالية، صُممت لتشكل طبقات حماية متكاملة حول المومياء، كأنها دروع من الذهب والحجر تحرسه في صمته الأبدي.
التابوت الأول الخارجي:
مصنوع من الخشب المغطى بالذهب، مزخرف بالنقوش الدقيقة ورموز الحماية. يمثل الغلاف الأول الذي يضم التوابيت الأخرى بداخله، وقد زُين برسوم للآلهة تحيط بالملك لتؤمن طريقه إلى العالم الآخر.
التابوت الأوسط:
مصنوع من الخشب المغشى بطبقة سميكة من الذهب والمينا الزجاجية، ويُعد من أجمل القطع من حيث التناسق والألوان، إذ يغلب عليه اللون الأزرق الملكي المتداخل مع الذهبي في تناغم مذهل.
التابوت الداخلي الذهبي:
وهو الأهم والأكثر فخامة، إذ صنع بالكامل من الذهب الخالص بوزن يزيد على 110 كجم، وفي داخله وُضعت المومياء الملكية التي حُفظت بإتقان نادر، وهذا التابوت الذهبي يُعد تحفة فنية لا مثيل لها، ويُصنف كأغلى قطعة أثرية في العالم حتى اليوم.
لم يكن التابوت وحده الذي احتضن الملك، بل كانت حوله أربع مقاصير ضخمة، أقيمت واحدة داخل الأخرى، كطبقات متعاقبة من الحماية الإلهية، صُممت جميعها من الخشب المغشى بالذهب، ومزخرفة بالنصوص والرموز المقدسة، كاشفًا تفاصيل المقاصير الأربعة وهي كالأتي:
المقصورة الأولى (المقصورة الكبرى): وهي المقصورة الإضافية التي أُقيمت فوق المقاصير الثلاث الأخرى لتغطي التابوت الحجري وتحميه، وتُعد الأكبر حجمًا بين المقاصير.
المقصورة الثانية: تميّزت بزخارفها الغنية، إذ نُقشت على جدرانها من الداخل والخارج مناظر ونصوص دينية دقيقة تحاكي رحلة الملك في العالم الآخر.
المقصورة الثالثة: جاءت أصغر حجمًا من الثانية، لكنها حافظت على نفس الطراز الفني، وتغطّيها طبقة من الذهب اللامع، كما يتميز سقفها بتصميم مائل أنيق.
المقصورة الرابعة: وهي الأصغر بين جميع المقاصير، ووضعت في قلب المجموعة لتضم التوابيت الداخلية التي تحتوي على مومياء الملك الشاب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: توت عنخ آمون قناع توت عنخ آمون صورة توت عنخ آمون قاعة توت عنخ آمون مقتنيات توت عنخ آمون قاعة توت عنخ امون بالمتحف الكبير المتحف المصري الكبير افتتاح المتحف المصري الكبير موعد افتتاح المتحف المصري الكبير تفاصيل افتتاح المتحف المصري الكبير موعد المتحف المصري الكبير صور المتحف المصري الكبير حفل افتتاح المتحف المصري الكبير آثار المتحف المصري الكبير توت عنخ آمون من الذهب
إقرأ أيضاً:
عاجل.. «الآثار» تكشف حقيقة تعرض مقبرة الملك توت عنخ آمون للانهيار
أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن ما تم تداوله مؤخرًا في بعض المواقع الإخبارية الأجنبية حول تعرض مقبرة الملك توت عنخ آمون في البر الغربي بالأقصر لخطر الانهيار نتيجة وجود شقوق بجدرانها وارتفاع نسبة الرطوبة، مما يهدد اللوحات الجدارية بالتآكل، هي ادعاءات غير صحيحة على الإطلاق، وأن المقبرة في حالة جيدة من الحفظ وليست معرضة لأي خطر يهدد سلامتها الإنشائية أو الجدارية.
وأوضح الأمين العام المجلس الأعلى للآثار، أن المجلس يقوم بأعمال متابعة دورية منتظمة لحالة المقبرة، بالتعاون مع معهد بول جيتي لحفظ الآثار «Getty Conservation Institute»، وهو الشريك الأساسي في مشروع حفظ وصيانة مقبرة الملك توت عنخ آمون، إلى جانب عدد من الشركاء الدوليين في مجال الحفظ الأثري.
وأضاف أن الفحوص العلمية والدراسات الحديثة التي أجراها المعهد أثبتت عدم حدوث أي تغيّرات أو تدهور في المقبرة منذ اكتشافها في نوفمبر 1922، مشيرًا إلى أن العلامات أو الشقوق الظاهرة على الجدران ليست ناتجة عن تدهور حديث، بل هي ثابتة ولم تتغير على مدار أكثر من مئة عام.
وأشار الدكتور محمد إسماعيل خالد إلى أن التقرير الذي أصدره معهد بول جيتي عن هذا الموضوع أوضح أن ما ورد في بعض التقارير الإعلامية الأجنبية جاء استنادًا إلى ورقة بحثية بنيت على افتراضات غير دقيقة ومبالغات في الاستنتاجات، قد تكون ناتجة عن سوء تفسير للبيانات أو نقص في المعلومات، أو خلط بين مقبرة الملك توت عنخ آمون «KV62» ومقبرة أخرى.
وأشار الأمين العام إلى أن المقبرة خضعت لأعمال ترميم وصيانة شاملة وفقًا لأعلى المعايير الدولية وبإشراف خبراء مركز الحفظ التابع لمعهد جيتي «GCI»، وأنها تُعد اليوم من أفضل المقابر حفظًا في وادي الملوك.
اقرأ أيضاًالتكنولوجيا في خدمة الآثار.. كيفية استخدام المتحف الكبير الذكاء الاصطناعي في العرض؟
رئيس قطاع الآثار: افتتاح مقبرة الملك أمنحتب الثالث فخر لمصر بعد 20 عامًا من الترميم
وزير السياحة والآثار يتفقد منطقة وادي الملوك بالأقصر ويلتقي عددا من الوفود السياحية