أعلنت شركة مايكروسوفت عن إصدار "كوبيلوت" لخريف 2025، والذي يتضمن مزايا جديدة تهدف إلى جعل الذكاء الاصطناعي أكثر تخصيصا وتعاونا.

وتشمل الميزات الجديدة التعاون الجماعي، الذاكرة طويلة المدى، أدوات صحية، والتعليم القائم على الصوت، وفي هذا السياق، أكد مصطفى سليمان، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، أن هذا الإصدار يمثل تحولا في طريقة دعم الذكاء الاصطناعي للمستخدمين.

مايكروسوفت تطلق تطبيق OneDrive الجديد بذكاء اصطناعي متقدممايكروسوفت تصنف الصور تلقائيا بالذكاء الاصطناعي في Windows 11ما الجديد؟


- تحسينات البحث: تم دمج خاصية "بحث كوبيلوت" التي تجمع بين الإجابات التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي والنتائج التقليدية في نفس العرض، مع تقديم استجابات موثوقة تتيح اكتشافا أسرع.

كما سلطت مايكروسوفت الضوء على نماذجها الداخلية مثل MAI-Voice-1 وMAI-1-Preview وMAI-Vision-1، التي تمثل الأساس لتجارب "كوبيلوت" الأكثر تفاعلية.

- الذاكرة والتخصيص: يتضمن "كوبيلوت" الآن ذاكرة طويلة المدى تتابع تفضيلات المستخدم والمعلومات عبر المحادثات. 

يمكن للمستخدمين طلب من "كوبيلوت" تذكر تفاصيل محددة مثل تدريب لماراثون أو ذكرى سنوية، ويمكن للذكاء الاصطناعي استرجاع هذه المعلومات في المحادثات المستقبلية. كما يمكن للمستخدمين تعديل أو تحديث أو حذف الذكريات في أي وقت.

- البحث عبر الخدمات: تتضمن الميزات الجديدة أدوات لربط "كوبيلوت" مع OneDrive وOutlook وGmail وGoogle Drive وGoogle Calendar، بحيث يمكنك البحث عن المستندات والبريد الإلكتروني والأحداث عبر حسابات متعددة باستخدام اللغة الطبيعية.

وتشير مايكروسوفت أن هذه الميزة سيتم طرحها تدريجيا وقد لا تكون متاحة بعد في جميع المناطق أو اللغات.

- التكامل مع إيدج وويندوز: يتطور "وضع كوبيلوت" في متصفح إيدج ليصبح ما تسميه مايكروسوفت “متصفحا ذكيا”، وبموافقة المستخدم، يمكن لـ "كوبيلوت" الاطلاع على علامات التبويب المفتوحة، تلخيص المعلومات، واتخاذ إجراءات مثل حجز الفنادق أو تعبئة النماذج.

كما تتيح التنقل باستخدام الصوت فقط تصفح الإنترنت دون استخدام اليدين، ميزة "رحلات وأفعال" متاحة حاليا في الولايات المتحدة فقط.

- الجلسات المشتركة للذكاء الاصطناعي : تتيح ميزة "المجموعات" تحويل "كوبيلوت" إلى مساحة عمل تعاونية تضم حتى 32 شخصا، كما يمكن للمستخدمين دعوة الأصدقاء أو الزملاء أو أعضاء الفريق للمشاركة في الجلسات المشتركة، ويمكن لأي شخص لديه الرابط الانضمام ورؤية نفس المحادثة في الوقت الفعلي، هذه الميزة متاحة حاليا في الولايات المتحدة فقط.

- الميزات الصحية: يستند "كوبيلوت" في الصحة إلى مصادر موثوقة مثل "هارفارد هيلث" للإجابة على الأسئلة الطبية. تتوفر هذه الميزة حاليا في الولايات المتحدة فقط عبر موقع copilot.microsoft وتطبيق "كوبيلوت" على iOS.

- التدريس الصوتي: تقدم ميزة "التعلم الحي" تدريسا صوتيا بأسلوب سقراطي للمفاهيم التعليمية، حيث تساعد الألواح البيضاء التفاعلية في شرح المفاهيم الخاصة بالتحضير للاختبارات أو ممارسة اللغات أو استكشاف مواضيع جديدة، هذه الميزة متاحة حاليا في الولايات المتحدة فقط.

- شخصية “ميكو”: قدمت مايكروسوفت شخصية "ميكو"، وهي شخصية بصرية اختيارية تتفاعل أثناء المحادثات الصوتية، بالإضافة إلى ذلك، أضافت "كوبيلوت" أسلوب محادثة "الحديث الواقعي"، الذي يتحدى الافتراضات ويتكيف مع تفضيلات المستخدم.

الميزات الجديدة متاحة حاليا في الولايات المتحدة، وتقول مايكروسوفت إنها ستتوفر في المملكة المتحدة وكندا ودول أخرى في الأسابيع القادمة، ولكن بعض الميزات قد تتطلب اشتراكا في Microsoft 365 Personal أو Family أو Premium، مع حدود استخدام قد تختلف حسب السوق والجهاز والمنصة.

طباعة شارك مايكروسوفت تحديث كوبيلوت الجديد بحث كوبيلوت

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مايكروسوفت الذکاء الاصطناعی هذه المیزة

إقرأ أيضاً:

هل يهدد الذكاء الاصطناعي التعليم والجامعات ؟

وقع نظري مؤخرًا على مقال نشره كاتب أمريكي يُدعى «رونالد بروسر»، وهو أستاذ إدارة الأعمال بجامعة «سان فرانسيسكو». 

نُشر المقال في مجلة «Current Affairs»، وهي مجلة سياسية ثقافية تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في 1 ديسمبر 2025. 

تحدّث الكاتبُ في هذا المقال عن أزمة التعليم في ظل وجود الذكاء الاصطناعي، ويرى أن الجامعات الأمريكية عقدت الكثير من الشراكات مع شركات الذكاء الاصطناعي مثل شركة OpenAI، وأن هذا التوجّه يمثّل تهديدًا للتعليم ومستقبله، ويسهم في تفريغه من مضمونه الرئيس؛ بحيث يتحوّل التعليم إلى ما يشبه مسرحية شكلية فارغة من التفكير وصناعة الفكر والمعرفة الحقيقية. 

يرى «بروسر» أن هناك تحوّلا يدفع الطلبة إلى استعمال الذكاء الاصطناعي بشكل مكثّف وغير منضبط في إنجاز الواجبات والأعمال المنوطة إليهم، وكذلك يدفع كثيرا من الأساتذة إلى الاعتماد المفرط عليه في إعداد المحاضرات وعمليات التقويم والتصحيح، وتدفع الجامعات ـ كما يذكر «بروسر» ـ ملايين الدولارات في إطار هذه الشراكات مع شركات الذكاء الاصطناعي مثل OpenAI؛ لتوفير النُّسخ التوليدية التعليمية وتسخيرها للطلبة والأكاديميين. 

بناء على ذلك، تذهب هذه الملايين إلى هذه النظم التوليدية الذكية وشركاتها التقنية، في حين استقطعت الأموال من موازنات الجامعات؛ فأدى إلى إغلاق برامج أكاديمية في تخصصات مثل الفلسفة والاقتصاد والفيزياء والعلوم السياسية، وكذلك إلى الاستغناء عن عدد من أعضاء هيئة التدريس. 

يكشف الكاتبُ في نهاية المطاف أن الجامعات بدأت تتحول من الاستثمار في التعليم ذاته إلى تسليم النظام التعليمي ومنهجيته وعملية التعلّم إلى منصات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يقلّص الاعتماد على الكوادر البشرية وعلى المنهجيات النقدية والتفكيرية. 

كذلك يُظهر الكاتبُ الوجهَ المظلم للذكاء الاصطناعي والاستغلال الذي قامت به شركات الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع بعض الجامعات ومؤسسات البحث العلمي، ويرتبط هذا الوجه المظلم بعملية فلترة المحتوى الذي يُضخّ في نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية؛ حيث تُكلَّف فئات من البشر ـ في الغالب من الدول الأفريقية الفقيرة ـ بمراجعة هذا المحتوى وتصنيفه وحذف غير الملائم منه، مقابل أجور زهيدة جدا، وذلك بغية صناعة واجهة «آمنة» لهذه النماذج، وتقتضي هذه العملية في الوقت نفسه استهلاك كميات هائلة من الطاقة والمياه لتشغيل مراكز البيانات التي تقوم عليها هذه الأنظمة. 

كما يكشف وجها آخر للاستغلال الرقمي، ضحاياه الطلبة في بعض الجامعات الأمريكية ـ خصوصا المنتمين إلى الطبقات العاملة ـ عبر استغلالهم لصالح مختبرات شركات وادي السيليكون؛ إذ تُبرَم صفقات بملايين الدولارات بين هذه الشركات وبعض الجامعات، دون استشارة الطلبة أو أساتذتهم، في حين لا يحصل الطلبة إلا على الفتات، ويُعامَلون كأنهم فئران تجارب ضمن منظومة رأسمالية غير عادلة. 

أتفقُ مع كثير من النقاط التي جاء بها «رونالد بروسر» في مقاله الذي استعرضنا بعض حيثياته، وأرى أننا نعيش فعلا أزمة حقيقية تُهدِّد التعليم والجامعات، ونحتاج لفهم هذه الأزمة إلى معادلة بسيطة معنية بهذه التحديات مفادها أننا الآن في مرحلة المقاومة، والتي يمكن اعتبارها مرحلة شديدة الأهمية، لأنها ستُفضي في النهاية إما إلى انتصار التقنية أو انتصار الإنسان. 

مع ذلك، لا أعتقد أن هذه المعركة تحتاج إلى كل هذا القدر من التهويل أو الشحن العاطفي، ولا أن نُسبغ عليها طابعا دراميًا مبالغًا فيه. 

كل ما نحتاجه هو أن نفهم طبيعة العلاقة بيننا وبين التقنية، وألا نسمح لهذه العلاقة أن تتحول إلى معركة سنخسرها بكل تأكيد، نظرا إلى عدة عوامل، من بينها أننا نفقد قدرتنا على التكيّف الواعي مع المنتجات التقنية، ولا نحسن توظيفها لصالحنا العلمي والتعليمي؛ فنحوّلها ـ عن قصد أو بدون قصد ـ إلى خصم ضار غير نافع. 

نعود بالزمن قليلا إلى الوراء ـ تحديدا تسعينيات القرن العشرين ـ 

لنتذكّر المواجهة التي حدثت بين المنظومة التعليمية ـ من جامعات وأساتذة وباحثين ومهتمّين بالمعرفة ـ وبين موجة التهديدات الجديدة التي تزّعمها الإنترنت ومحركاته البحثية، وكان أحد أبرز هذه التهديدات ظهور ما يمكن تسميته بثقافة البحث السريع؛ حيث ابتعد الطالب والباحث عن الطرق التقليدية في البحث مثل استعمال الكتب والقراءة المطوّلة والعميقة، ولجأ إلى الإنترنت والبحث عن المعلومات في غضون ساعات قليلة، والاكتفاء بتلخيص الدراسات والكتب. 

ولّد هذا التحوّل مشكلات أخرى، من بينها تفشّي ظاهرة الانتحال العلمي والسرقات الفكرية، ولكن، لم تستمر هذه المشكلة لفترة طويلة؛ فحُلّت تدريجيا بعد سنوات، وتحديدا مع ظهور أدوات قادرة على كشف حالات الانتحال والسرقة العلمية، وظهور أنظمة تأقلمية ومعايير وقوانين تعليمية وأكاديمية عملت على إعادة تموضع الإنترنت داخل المنظومة التعليمية، وهكذا خرج النظام التعليمي والجامعات من تلك المواجهة رابحًا في بعض أجزائه وخاسرًا في أجزاء أخرى. 

لا أتصور أن مشكلتنا الحالية مع الذكاء الاصطناعي تشبه تماما المشكلة السابقة التي أحدثها ظهور الإنترنت ومحركات البحث؛ فكانت التحديات السابقة -نسبيا- أسهل، وكان من الممكن التعامل معها واحتواؤها في غضون سنوات قصيرة. أما المشكلة الراهنة مع الذكاء الاصطناعي، فتكمن في سرعته التطورية الهائلة التي لا نستطيع حتى أن نتحقق من مداها أو نتنبّأ بوتيرة قدراتها الإبداعية؛ فنجد، مثلا ، أنه في غضون سنتين أو ثلاث فقط انتقل الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل«ChatGPT» من مرحلته البدائية إلى مرحلته المتقدمة الحالية، تجاوز فيها في بعض الزوايا قدرات الإنسان العادي في المهارات اللغوية، وأصبح يشكّل تحديًا حقيقيًا كما أشرنا في مقالات سابقة. 

فيما يتعلّق بالتعليم والجامعات، وكما أشار الكاتب في المقال الذي استعرضناه؛ فنحن أمام مشكلة حقيقية تحتاج إلى فهم عميق وإعادة ترتيب لأولوياتنا التعليمية. 

نقترح أولا ألا نتجاوز الحد المسموح والمقبول في استعمال الذكاء الاصطناعي في التعليم؛ فيجب أن تكون هناك حالة توازن واعية في التعامل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية في الجامعات، وكذلك المدارس. 

وبصفتي أكاديميًا، أرى من الضروري أن نقنن استعمال الذكاء الاصطناعي داخل الجامعات عبر وضع معايير وقوانين واضحة، والسعي في الوقت ذاته إلى تطوير أدوات قادرة على كشف حالات الانتحال والسرقات العلمية المرتبطة باستعمال هذه التقنيات والنماذج الذكية، رغم صعوبة ذلك في المرحلة الحالية، ولكن من المرجّح أن يصبح الأمر أكثر يسرا في المستقبل القريب. 

رغم ذلك، فلا يعني أنه ينبغي أن نمنع استعمال الذكاء الاصطناعي منعًا تامًا؛ فجلّ ما نحتاجه أن نُشرف عليه ونوجّهه ضمن حدود معيّنة؛ لتكون في حدود تعين على صناعة الإبداع البشري؛ فيمكننا أن نوجّه الذكاءَ الاصطناعي في تنمية مهارات الحوار والتفكير والتحليل لدى الطلبة إذا استُعملَ بطريقة تربوية صحيحة. 

ولكن في المقابل يجب أن تُشدَّد القوانين والعقوبات المتصلة بحالات الانتحال والاعتماد الكلّي على النماذج التوليدية سواء في مخرجات العملية التعليمية أو في البحوث العلمية. 

كذلك من الضروري أن نُعيد التوازن إلى دور أعضاء هيئة التدريس في الجامعات؛ فمن غير المعقول أن نترك صناعة المحتوى التعليمي مرهونة بالكامل للذكاء الاصطناعي، في حين يتراجع دور الأكاديمي وإبداعه الذي يمارس التفكير والنقد والإضافة المعرفية من عنده. 

على صعيد آخر، أظهرت دراسات حديثة التأثير السلبي للاستعمال المفرط للذكاء الاصطناعي والاعتماد عليه على الدماغ البشري بشكل فسيولوجي مباشر؛ فيمكن أن يدخله في حالة من الضمور الوظيفي مع الزمن، خصوصا حال تخلّى الإنسان عن ممارسة التفكير لصالح الخوارزمية. 

 د. معمر بن علي التوبي أكاديمي وباحث عُماني 

مقالات مشابهة

  • هل يهدد الذكاء الاصطناعي التعليم والجامعات ؟
  • بقيادة ترمب.. تشكيل تحالف دولي لمواجهة الهيمنة الصينية في الذكاء الاصطناعي
  • ترامب يعلن حربًا على قوانين الذكاء الاصطناعي في الولايات الأمريكية
  • مايكروسوفت تعلن استثمار 5.4 مليار دولار في كندا لتعزيز بنية الذكاء الاصطناعي
  • ترامب: لن نسمح للصين بالتفوق علينا في الذكاء الاصطناعي
  • تحذير من ضعف دقة الذكاء الاصطناعي لقياس النبض عند ارتفاعه
  • تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ثروة النفط الجديدة لدول الخليج
  • حدث ويندوز الآن ..تحديث أمنى مهم من مايكروسوفت لإصلاح 56 ثغرة خطيرة
  • لماذا تحتاج أمريكا إلى الخليج في معركة الذكاء الاصطناعي مع الصين؟
  • عطل عالمي يضرب كوبيلوت مايكروسوفت.. ما الذي يخفيه الانقطاع المفاجئ في وقت حساس؟