قرار وزاري بإشهار جمعيتي "علم النفس" و "ريادة الأعمال"
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
مسقط- الرؤية
نشرت الجريدة الرسمية في عددها الصادر اليوم الأحد رقم (1619)، قراراين وزاريين صادرين من وزارة التنمية الاجتماعية بإشهار الجمعية العمانية لعلم النفس، والجمعية العمانية لريادة الأعمال.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
د. عبدالله الغذامي يكتب: الدفاع عن النفس.. الخدعة الثقافية
لا يظهر اختلاط الحق بالباطل كما يظهر في مقولة (الدفاع عن النفس) والدفاع عن النفس يأتي ليكون أكبر حقوق الذات وهو حق أخلاقي بمثل ما هو حق وجودي، ولا مشاحة في حقوقية هذا الحق، غير أن البشر تعلموا على مدى تاريخهم كله كيف يوظفون الحق لخدمة أنانيتهم وقضاياهم الخاصة، وفي سيرة البشر سلكوا طريقين في الاحتيال على معنى الدفاع عن النفس، أولهما هو في نظرية عسكرية ابتكرها العقل البشري وهي نظرية (الحرب الاستباقية) وهذه تقوم على فكرة افتراضية وهمية تفترض أن هناك عدواً ما وهذا العدو يتقوى لكي يعتدي، ولذا يجب إيقاف استقوائه بكسر قوته قبل أن تشتد وتصنع له شدته قدرةً على الاعتداء، وتتكشف خدعة هذه النظرية أن الذي يقول بها عادةً هو القوي والمهيمن أصلاً، فهو في حقيقة الأمر يريد تثبيت هيمنته عبر كبح أي قوة منافسة ولو افتراضاً، ويتحول الافتراض ليكون حقيقةً مسلماً بها، حتى لتحدث فعلاً ومن ثم تقوم الحرب الاستباقية تحت دعوى الدفاع عن النفس.
أما التوظيف الثاني فيأتي من رد الفعل المفرط على أي اعتداء ولو كان بسيطاً وضعيف الحيلة حيث يهب الغرور السلطوي بالرد بقوة مفرطة لا تذر ولا ترحم كما فعلت إسرائيل في ردها على هجوم يوم السابع من أكتوبر 2023، حيث استخدمت فكرة الدفاع عن النفس لشن حرب طاحنة وعمياء ضد شعب كامل في غزة كانوا مسالمين آمنين فتدمرت بيوتهم ومدارسهم ومستشفياتهم وهذه كيانات مدنية وغير محاربة ولا علاقة لها بالنزاع بين إسرائيل وحماس، وما فعلته إسرائيل هو خدعة ثقافية تحرف المعاني مثلها مثل فكرة الحرب الاستباقية وكلاهما صور لمقولة مستلبة هي حق الدفاع على النفس، أي تكون عدوانياً لكي تأمن، وتمنع غيرك أن يتقوى كي لا يتحدى قوتك، وتنتهي القضية بنشر ثقافة الهيمنة والإقصاء وسحق الغير مهما كان هذا الغير.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض