قطاع النقل في الحديدة يُحيى الذكرى السنوية للشهيد
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
الثورة نت/ يحيى كرد
نظمت الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري ومكاتب نقل البضائع في محافظة الحديدة، اليوم، فعالية خطابية لإحياء الذكرى السنوية للشهيد لعام 1447هـ، تحت شعار “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يُرزقون”
وخلال الفعالية، أكد محافظ الحديدة اللواء عبدالله عبده عطيفي، أن إحياء ذكرى الشهيد يمثل مناسبة عظيمة لاستحضار تضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للدين والوطن، ولتعميق قيم الإيثار والصمود المستمدة من ثقافة الجهاد في سبيل الله.
وأشار المحافظ عطيفي إلى أن أبناء محافظة الحديدة قدموا نماذج بطولية خالدة في مواجهة تحالف العدوان على طول الساحل الغربي، مجسدين أسمى معاني التضحية والفداء، مؤكدا جاهزيتهم الدائمة لنصرة الشعب الفلسطيني وقطاع غزة ومواصلة الوقوف إلى جانب قضايا الأمة العادلة.
ولفت المحافظ إلى أن دماء الشهداء الزكية كانت وستظل منارة تهدي الأجيال إلى طريق العزة والكرامة، وأن الوفاء لتضحياتهم مسؤولية دينية ووطنية تقع على عاتق الجميع، من خلال رعاية أسرهم والسير على نهجهم في الثبات ومواجهة العدوان.
وخلال الفعالية بحضور عضو مجلس النواب علي منصري، ووكيلا المحافظة محمد سليمان الحليصي وعلي قشر، أشار مدير المتابعة في هيئة شؤون النقل البري رياض الجنيد، في كلمة الجهات المنظمة، إلى أن إحياء الذكرى السنوية للشهداء يجسد قيم الوفاء والعرفان لمن ضحوا بأرواحهم دفاعا عن الوطن.
وأوضح أن هذه المناسبة العظيمة تذكر الجميع بمكانة الشهداء الرفيعة، وبما قدموه من تضحيات عظيمة من أجل أن يعيش الشعب اليمني حرا عزيزا أمنا، داعيا إلى تعزيز روح الصمود والإخلاص في العمل وفاءً لدمائهم الطاهرة.
وفي كلمة العلماء، أكد الشيخ حسن درويش أن الشهداء هم عنوان الكرامة ورمز التضحية في سبيل الله، مشيراً إلى أن الاحتفاء بهذه الذكرى يعكس ارتباط الأمة بثقافة القرآن الكريم التي تحث على الجهاد والبذل والعطاء في سبيل الحق.
وأوضح أن الشهداء رسموا بدمائهم الزكية ملامح النصر والعزة، وأن الوفاء لهم يكون بالسير على خطاهم والتمسك بقيمهم ومبادئهم حتى يتحقق للوطن ما ناضلوا من أجله.
حضر الفعالية، مدير عام مكاتب النقل عبدالحافظ الجاهلي، وعدد من قيادات الهيئة والعاملين في قطاع النقل والمكاتب التابعة لها.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الذكرى السنوية للشهيد.. محطة إيمانية تتجدد فيها البصيرة والعزم
عبدالمؤمن محمد جحاف
في كُـلّ عام، تأتي الذكرى السنوية للشهيد لا كحدثٍ عابرٍ، بل كمحطةٍ إيمانيةٍ متجددةٍ تُعيد للأُمَّـة زخمها الثوري وتُلهب فيها جذوة الوعي والصمود.
هي مناسبةٌ في غاية الأهميّة، لأنها ليست مُجَـرّد استذكارٍ لأسماء خالدةٍ مضت، بل هي وقفة تزوُّدٍ بالعزم والإرادَة والاستعداد للتضحية في سبيل الله وفي سبيل قضايا الأُمَّــة الكبرى.
في هذه الذكرى، تُستحضر قداسة القضية التي ضحّى في سبيلها الشهداء، وتُستعاد سيرهم العطرة التي تُجسد قممًا من الإيمان والبصيرة والالتزام الأخلاقي.
فالشهداء لم يكونوا مُجَـرّد مقاتلين في الميدان، بل كانوا مدارس من الإيمان والوعي، حملوا القرآن في صدورهم، والحق في مواقفهم، والعزة في وجدانهم.
ومن خلال التمعّن في مسيراتهم وجهادهم وتضحياتهم، تتكشف لنا دروس عملية في الصبر، والصدق، والثبات على الموقف؛ دروسٌ لا تُستقى من الكتب، بل من دماءٍ سالت في ميادين الكرامة.
لكن الذكرى لا تقف عند حدود العاطفة، بل تمتد لتُعيد التذكير بالمسؤولية الجماعية تجاه أسر الشهداء؛ هذه الأسر التي دفعت أعزّ ما تملك دفاعًا عن الأُمَّــة.
وهنا تتجلّى ضرورة أن يكون المجتمع والدولة على قدرٍ من الوفاء والعناية والرعاية، بما يُترجم المعنى الحقيقي لقوله تعالى: “ولا تحسبنّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياءٌ عند ربهم يُرزقون”.
ولعلّ من أبرز معاني هذه المناسبة أَيْـضًا ترسيخ مفهوم الشهادة في سبيل الله وفق التقديم القرآني، لا كما يحاول الأعداء تشويهه.
فالشهادة في منطق القرآن ليست هزيمةً أَو خسارة، بل هي ذروة النصر الإلهي، حين ينتصر الدم على السيف، والإيمان على الطغيان.
وفي ظلّ ما تعيشه أمتنا اليوم من تحدياتٍ كبرى ومؤامراتٍ متواصلة، وما يواجهه الشعب اليمني من عدوانٍ وحصارٍ غاشم، تزداد الحاجة إلى إحياء هذه المناسبة بكل ما تحمله من معانٍ ودروس.
فهي تُبرز مظلوميةَ شعبٍ قاوم أقسى الظروف، وفي الوقت نفسه تُجسد صمودَه وإباءَه وثباتَه رغم كُـلّ محاولات الكسر والإخضاع.
الشهيد -في الوعي القرآني- هو منارةٌ تُضيء درب الأحياء، وذكراه ليست حزنًا، بل وعدًا بالاستمرار في الطريق ذاته حتى يتحقّق النصر الموعود.
ومن هنا، تتحول الذكرى السنوية للشهيد إلى تجديدٍ للعهد، وتأكيدٍ على أن الدماء الطاهرة لن تُنسى، وأن القيم التي استشهد لأجلها الأبطال ستبقى حيةً في ضمائر الأحرار إلى يوم الدين.