فلكيون للجزيرة نت: التقطنا الأثر الأخير لبحيرة اختفت من المريخ
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
كشفت دراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة "بي إن إيه إس" أن فوهة "جيل" على المريخ كانت موطنا لبحيرة قديمة في العصر الهيسبيري المبكر (قبل نحو 3.5 مليارات سنة)، وأن هذه البحيرة تبخرت تدريجيا مع تغير مناخ الكوكب الأحمر وتحوله إلى عالم جاف قليل الرطوبة.
اعتمد الفريق البحثي على ما يعرف "بالبصمات النظيرية" المحفوظة داخل معادن طينية جمعت بواسطة العربة الجوالة "كيوريوسيتي" من طبقات متعاقبة داخل الفوهة.
وتشير هذه البصمات إلى نسب مختلفة من نظائر الأكسجين والهيدروجين في المياه القديمة، وهي بمنزلة توقيع يوضح تاريخ الماء: هل تبخر؟ أم تفاعل مع الصخور؟ أم تبادل مكوناته مع الغلاف الجوي؟
والنظائر هي نسخ طبيعية من العنصر نفسه تختلف في الوزن، فالأكسجين-18 أثقل قليلا من الأكسجين العادي، والديوتيريوم هو ما يعرف بالهيدروجين الثقيل.
أظهرت النتائج أن المياه التي وجدت في فوهة "جيل" كانت غنية بشكل غير معتاد بنظائر الأكسجين-18 والديوتيريوم، وهي إشارة قوية إلى أن الماء تبخر من بحيرة مغلقة تحت سماء جافة. على الأرض، نرى هذا النمط في البحيرات التي تتعرض لفترات طويلة من الجفاف، وذلك يجعلها أكثر ملوحة وثقلا بالنظائر.
تقول المؤلفة الرئيسية للدراسة إيمي هوفمان الباحثة في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) "إن هذه البيانات تقدم أوضح صورة حتى الآن لهيدرولوجيا بحيرة مريخية خلال فترة كان فيها التبخر والجفاف يتسارعان".
وتضيف في تصريحات للجزيرة نت: "إنها تكمل الأدلة السابقة التي جمعناها من الصخور والرواسب وتمنحنا نظرة قريبة إلى كيفية تغيّر المناخ على الكوكب الأحمر".
وتوضح الباحثة أن فقدان المريخ للهيدروجين وتبخره إلى الفضاء كان أحد أسباب هذا التغير في المياه، لكن الأثر الأوضح هو ازدياد الأكسجين-18 في معادن الطين، وذلك يعني أن الماء تبخر مرارا وأعيد ملء البحيرة على فترات، ربما بواسطة مياه جوفية. يشير هذا إلى أن المريخ لم يفقد مياهه دفعة واحدة، بل مر بفترات متعاقبة من البلل والجفاف.
تكمن أهمية هذه النتائج في أنها تكشف لحظة حرجة من تاريخ المريخ، وهي كيف خسر الكوكب قابليته لاحتضان الحياة.
إعلانفمع تكرار التبخر تتغير كيمياء السطح وتصبح الظروف أقل ملاءمة لبقاء الماء السائل، وهو شرط أساسي للحياة كما نعرفها.
ومع ذلك، فإن وجود بحيرات استمرت مئات أو حتى آلاف السنين يدل على أن المريخ كان يمتلك بيئات مستقرة مؤقتا يمكن أن تكون ملائمة لتفاعلات كيميائية تمهّد لنشوء الحياة.
وفي حين أن مركبة "بيرسيفيرانس" الجوالة لا تجمع عينات من فوهة "جيل"، فإن برنامج إرجاع عينات المريخ الذي يركز على فوهة "جيزيرو" يمكن أن يقدم بيانات نظيرية أدق داخل المختبرات على الأرض.
حينها سيتمكن العلماء من مقارنة سجلات المياه في جيل وجيزيرو لفهم كيف انتقل المريخ من كوكب ربما كان أزرق في ماضيه البعيد إلى العالم الأحمر القاحل الذي نعرفه اليوم.
تقول الباحثة الرئيسية للدراسة إن هذا النتائج التي توصل إليها الفريق في الدراسة تعد أقوى دليل حتى الآن على أن بحيرة قديمة على المريخ تبخرت تحت سماء جافة، وأن مياهها تركت بصمتها الكيميائية داخل الطين.
وتضيف: "إنها رسالة صامتة من كوكب كان يتغير ببطء شديد، قطرة بعد قطرة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
تنفيذ المشروعات ذات الأثر البيئي والاقتصادي والاجتماعي الواضح لدعم خطط التنمية
التقت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة بالدكتور خالد فهمي المدير التنفيذي لمركز البيئة والتنمية للمنطقة العربية وأوروبا(سيداري)، لمناقشة تعزيز التعاون المشترك في عدد من المجالات خلال الفترة القادمة، وذلك بحضور السفير رؤوف سعد مستشار الوزيرة للاتفاقيات متعددة الأطراف، و محمد معتمد مساعد الوزيرة للتخطيط والاستثمار المناخي والأستاذة سها طاهر رئيس الإدارة المركزية للتعاون الدولى.
وقد استعرضت د. منال عوض الوضع التنفيذي الراهن للمشروعات المشتركة بين وزارة البيئة والمركز، وخطة المركز في دعم الوزارة في تنفيذ عدد من المشروعات البيئية المستقبلية، واعداد الدراسات الفنية للمشروعات، حيث وجّهت الوزيرة بضرورة بالتركيز مستقبلا على تنفيذ المشروعات ذات الأثر البيئي والاقتصادي والاجتماعي الواضح بما يدعم خطط التنمية للدولة المصرية.
كما ناقشت الدكتورة منال عوض سبل الاستفادة من المشروعات الرائدة الناجحة التي تم تنفيذها من خلال المركز، ودور وزارة البيئة وإدارات البيئة في المحافظات في متابعة استمرار تنفيذ تلك المشروعات في المحافظات المختلفة بما يضمن استدامتها وتحقق الهدف المنشود منها.
ومن جانبه، أكد الدكتور خالد فهمي المدير التنفيذي لمركز سيداري دعم المركز المستمر للوزارة في تنفيذ المشروعات البيئية المختلفة، واستعداده الدائم لتقديم الدعم اللازم في إعداد الدراسات الفنية والمراجعات اللازمة للمشروعات، وفي تنفيذ الرؤى الاستراتيجية والمشروعات التي تخدم البيئة، والتي تقدم نموذجا يمكن تكراره على مستوى الإقليم العربي.