بوابة الوفد:
2025-10-26@20:23:19 GMT

فضائل فاروق حسنى

تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT

نتيه فخرا، ونحن نرى العالم يُغير نظرته لنا. ليست مصر خرائب جهل وتطرف. ليست حقل صراع، ومفرخة كراهية، وبلد تخلف. مصر أمة راقية ناهضة منفتحة على العالم وحاضنة للفن والعلم.

تشرئب أعناقنا زهوًا، ننتفخ ونبتهج ونشعر بكبرياء مصريتنا. فخلال أيام قليلة تتحول عدسات الشرق والغرب تجاهنا تسجيلا وتوثيقا للحظات تاريخية استثنائية، يتم فيها افتتاح أكبر متحف أثرى فى العالم هو المتحف المصرى الكبير.

سيقف الرئيس عبد الفتاح السيسى، ومعه ملوك ورؤساء وقادة دول العالم فى مشهد مبهر يُدشنون معا مشروعًا حضاريًا عظيمًا، يحوى نحو ستين ألف قطعة آثار تحكى تاريخًا مجيدا لبلادنا العظيمة. 

يومها يفرح كل مصرى بانجاز حقيقى يرفع الرأس عاليا، ويستحق كل مَن راعوه وأنجزوه تحيات الأجيال.

 ولاشك أن فضيلة الإنصاف تضعنا أمام حقيقة ثابتة مُتفق عليها، مفادها أن هذا الصرح العظيم بدأ حلما للفنان فاروق حسنى، وزير الثقافة الاستثنائى الذى كان أبرع من تولى هذه الحقيبة الوزارية فى تاريخ مصر الحديث.

يستحق الرجل الذى تولى وزارة الثقافة لربع قرن (1987-2011) خلال زمن الرئيس مبارك، تحية تقدير وبسمة امتنان، على صناعة الفكرة والتخطيط لها ورسم المسارات وتهيئة المناخ واقناع العالم والعمل من أجلها. 

فى يوم ما استاء فاروق حسنى من سؤال ساخر لأحد المسئولين الأوربيين عن مصير آلاف القطع الأثرية المحجوبة فى مخازن مصر، فرد بعفوية لحظية بأن مصر ستنشئ أكبر متحف آثار فى العالم ليضم كل هذه القطع. كان الوزير الحالم يُدرك أن الإمكانات المادية – خاصة للثقافة والفنون – عائق فى سبيل إنجاز كثير من المشروعات العظيمة. وكما توقع وقتها فقد سأله الرئيس مبارك عن تمويل مشروعه الذى يحلم به، فأجاب بأن هناك جهات عديدة فى العالم يُمكن أن تمول مشروعا عظيما لحفظ التاريخ وتوثيق الحضارة. وبالفعل تم تخصيص 120 فدانا لإنشاء المتحف، وبدأت عمليات الترويج لتسهم مؤسسات أوروبية وإيطالية وعربية كبرى، ليتحول الحلم إلى واقع حقيقى.

قاوم فاروق حسنى حملات التشكيك والاحباط، وواصل عمله بدأب، ثم ترك للدولة المصرية مشروعا قابلا للاستكمال راعته حكومات تالية وسانده مصريون مؤمنون بعظمة الفكرة حتى وصل الأمر إلى  ما نراه الآن ونعتز به.

 وهذا فى رأى كثير من المثقفين، وعلى رأسهم صديقى الكاتب الصحفى المخضرم أمجد مصطفى يستحق تكريما وانصافا من الدولة المصرية للرجل الذى فكر وخطط وتحمس للمشروع. 

ولا شك أن الانصاف يبدو خلقا رفيعا نبيلا يتسق مع مصر الدولة، التاريخ، الحضارة، والقيم الرفيعة. فشكر مَن يستحق الشكر سمة مصرية أصيلة، وقد عادت هذه السمة للترسخ بقوة فى الآونة الأخيرة. وليس أدل على ذلك من اطلاق أسماء قادة ورجال عظام وشخصيات عامة ساندت الوطن عسكريا وحضاريا وفنيا مثل محمد نجيب، سعد الدين الشاذلى، جيهان السادات، طه حسين، ياسر رزق، وأحمد فؤاد نجم، وغيرهم.

وفاورق حسنى ليس فى حاجة لتكريم، فجيلى وأجيال سابقة ممُتنة للرجل مساندته واشرافه على مشروع «القراءة للجميع» الذى أسهم فى تشكيل وعينا الإنسانى، وأنجانا من مستنقعات السلفية اللاحضارية، وأذرع الإرهاب البغيض، لكننا على أى حال فى حاجة ماسة لتأكيد فضيلة الانصاف والوفاء والامتنان لكل ذى فضل. والله أعلم.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبيد مصر تاريخية استثنائية الرئيس عبد الفتاح السيسي مصري فاروق حسنى

إقرأ أيضاً:

أيقونة تجسد عظمة الحضارة المصرية.. العالم يترقب افتتاح المتحف المصري الكبير

استعرضت قناة القاهرة الإخبارية في تقرير لها، أن المتحف المصري الكبير يُعد أيقونة حضارية تجمع بين عراقة التاريخ وروعة التطور التكنولوجي العالمي، إذ يمثل أحد أضخم المشروعات الثقافية والأثرية على مستوى العالم، ووجهة ثقافية فريدة تعكس قدرة الشخصية المصرية على الحفاظ على أمجاد الأجداد.

رئيس الوزراء: المتحف المصري الكبير لن يكون مُجرد مقصدٍ ومزارٍ أثري يُنافس نظائره في العالم أجمع خبير الآثار: افتتاح المتحف المصري الكبير سيكون الحدث الثقافي والأثري الأضخم عالميا المتحف يقدم الحضارة المصرية القديمة في صورة جديدة

وأوضح التقرير أن المتحف يقدم الحضارة المصرية القديمة في صورة جديدة غير مسبوقة، تجسد عظمتها بما يليق بمكانتها التاريخية والحضارية بين شعوب العالم.

وأشار التقرير إلى أن المتحف المصري الكبير لا يقتصر على عرض القطع الأثرية الفريدة، بل يضم أيضًا كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون مجتمعة في مكان واحد للمرة الأولى منذ اكتشافها، ما يجعله نقلة نوعية في طرق عرض وتوثيق الآثار.

كما يعتمد المتحف على أحدث تقنيات العرض الرقمي والتفاعلي لتقديم تجربة فريدة للزائرين تمزج بين التعليم والمتعة، وتتيح لهم استكشاف التاريخ المصري بأسلوب عصري يجسد تلاقي الأصالة بالتطور.

وأوضح التقرير أن المتحف يُمثل قيمة مضافة للاقتصاد المصري، إذ من المتوقع أن يجذب نحو خمسة ملايين زائر سنويًا، ليصبح من أبرز المقاصد السياحية والثقافية في العالم.

كما يضم 12 قاعة عرض رئيسية، إلى جانب قاعات عرض مؤقتة ومناطق خدمية وساحات خارجية واسعة لاستقبال الزوار، فضلًا عن مرافق تجارية وثقافية متكاملة تُسهم في تنشيط السياحة المصرية وتعزيز تنافسيتها عالميًا.

وأضاف تقرير القاهرة الإخبارية أن المتحف يمتد على مساحة تقترب من 490 ألف متر مربع، ويضم مدخلًا رئيسيًا ضخمًا تبلغ مساحته نحو 7000 متر مربع يتوسطه تمثال الملك رمسيس الثاني، بينما يمتد الدرج العظيم على مساحة 6000 متر مربع بارتفاع يعادل ستة طوابق.

المتحف يضم أكثر من 57 ألف قطعة أثرية

ويضم المتحف أكثر من 57 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف العصور المصرية القديمة في تجربة غير مسبوقة، تجعله بحق هدية مصر للعالم.

 

مقالات مشابهة

  • طوابير إيطالية.. فى حب الحضارة المصرية
  • بعد غياب سنتين.. أول ظهور للفنان محمد سلام في احتفاليةوطن السلام بحضور الرئيس السيسي
  • السلطات المصرية تستمر في ملاحقة الباحثين والمعارضين
  • شكرًا فاروق حسني
  • إلهام أبو الفتح تكتب: حلم فاروق حسني
  • مقارنة بين آيفون 17 برو ماكس وشاومي Redmi K90 Pro Max.. أيهما يستحق الشراء؟
  • أيقونة تجسد عظمة الحضارة المصرية.. العالم يترقب افتتاح المتحف المصري الكبير
  • يجسد لعظمة الحضارة المصرية.. العالم يترقب افتتاح المتحف المصري الكبير
  • المسلماني: فلسطين ليست ورقة وإنما مبدأ.. وموقف الرئيس السيسي والدولة المصرية أخلاقي