دلالات تصدّر القضية الفلسطينية خطاب ملك الأردن أمام البرلمان
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
عمّان– رسم العاهل الأردني عبد الله الثاني في خطابه أمام مجلس الأمة الأردني، اليوم الأحد، ملامح المرحلة المقبلة للدولة الأردنية، واضعا التهديدات الإسرائيلية بتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن، والانتهاكات في القدس المحتلة، والكارثة الإنسانية في قطاع غزة، على رأس أولويات الدولة.
وفي رسالة داخلية وخارجية في آن، أكد الملك الأردني في خطاب العرش على أن الأردن لن يقبل بأي مخططات تستهدف هويته الوطنية أو دوره التاريخي في القضية الفلسطينية، وأن الأردن يواصل حمل الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، حماية لها وحفاظا على مكانتها الدينية والتاريخية.
وأكد الملك عبد الله الثاني على أن أمن الأردن ليس معزولا عن أمن فلسطين، وأن حماية الهوية الوطنية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني تمثل صمام أمان للدولة الأردنية واستقرارها. في المقابل شدد على قدرة المملكة على الصمود بوجه الضغوط، في رسالة واضحة تحدد -بحسب مراقبين- خطوط الدفاع الأولى عن الأردن وفلسطين معا.
الأردن.. الملك يفتتح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين – خطاب العرش#الاردن #الملك #خطاب_العرش pic.twitter.com/vKicxpsdz6
— خبرني – khaberni (@khaberni) October 26, 2025
موقف لا يلينوتوقف الملك مطولا عند المأساة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، مؤكدا أن الأردن سيبقى إلى جانبهم "وقفة الأخ مع أخيه"، وأن دعم غزة ليس موقفا عابرا بل التزاما متواصلا، مضيفا أن الأردن "مستمر بإرسال المساعدات الإغاثية وتقديم الخدمات الطبية الميدانية".
ورغم اشتداد أزمات الإقليم، فإن الرسالة الملكية المركزية جاءت واضحة؛ بأن الأردن ليس مراقبا للأحداث، وإنما هو طرف أصيل فيها يقف في صف الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، ضمن أدوات دبلوماسية وإنسانية لا تنفصم عن أمن الأردن واستقراره.
إعلانكما جدد الملك عبد الله الثاني التأكيد على أن "موقف الأردنيين راسخ لا يلين"، وأن الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية مرفوضة بالكامل، محذرا من الانفجار الذي قد تسببه سياسات الاحتلال، في ظل غياب أي أفق للحل السياسي.
وفي قراءة الكاتب والمحلل السياسي بسام بدارين ، فإن الخطاب الملكي يعتبر "أبرز خطاب دستوري في الدولة الأردنية"، وفيه ركز العاهل الأردني على محورين فقط، صلابة الداخل، والقضية الفلسطينية بتفاصيلها الثلاثة، قطاع غزة، والضفة الغربية، والقدس المحتلة.
ويضيف بدارين في حديثه للجزيرة نت أن "خطاب العرش خطاب دستوري وملزم لكافة السلطات في الأردن"، وبالتالي فإن الرسائل السياسية التي تضمنها تمثل موقفا رسميا حاسما يرفض ضم الضفة الغربية، ويرفض أي محاولة لفرض واقع جديد في القدس والمسجد الأقصى.
مضيفا أن "كل الاستعراضات الإسرائيلية التي نراها في القدس، وكل ما فعله بن غفير بملف التقسيم (الزماني والمكاني للمسجد الأقصى)، يرد عليه خطاب العرش الأردني بأن "الأردن سيواصل مهامه التاريخية تحت مظلة الوصاية الهاشمية، ولن يتخلى عن القدس".
ولفت بدارين إلى أن تأكيد الملك عبد الله الثاني على أن الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس "تُمارس بشرف وأمانة"، وهي ثابتة وغير قابلة للمساومة، يعكس حرصه ليس فقط على الحفاظ على الوضع الديني والقانوني للمدينة، بل أيضا على صون مكانة الأردن ودوره على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ويشير بدارين إلى أن ما ورد في خطاب العرش بشأن القدس أقرب إلى رد مباشر على التصعيد الإسرائيلي ومحاولات تغيير الوضع القائم، مؤكدا أن "الأردن في القدس ليس وسيطا ولا طارئا، بل صاحب دور تاريخي ثابت".
من جانبه، يرى الوزير الأردني السابق الدكتور محمد أبو رمان أن الخطاب الملكي جاء "غير تقليدي" مقارنة بخطابات افتتاح الدورات البرلمانية السابقة، إذ تميز بأنه "مختصر ومحدد بشكل كبير وصارم في اللغة".
ويوضح أبو رمان في حديثه للجزيرة نت أن الخطاب الملكي ركز على 3 محاور رئيسية:
التحدي الخارجي: المرتبط بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي واستمرار الأزمات الإقليمية. التحديث، بما يشمل الإصلاحات السياسية والاقتصادية. الثقة بين الدولة والمجتمع، كشرط لازم لعبور التحديات.ويشير الوزير الأردني إلى أن إعطاء القدس أولوية خاصة في الخطاب يعكس تقديرا رسميا بأن التهديد الأكبر قادم من المنطقة وليس من الداخل، وأن ما "هو قادم" في الإقليم لا يقل خطورة عما جرى خلال العقد الأخير.
كما لفت إلى أن الملك لم يتطرق لاتفاقيات "السلام الإقليمي" مثل صفقة القرن وخطة ترامب في غزة، والاتفاقيات الأبراهامية (اتفاقيات التطبيع) معتبرا ذلك رسالة واضحة بأن الأردن غير مقتنع بمسارات سياسية لا تعالج جوهر الصراع "طالما لا يوجد مشروع أميركي للحل، فإن الحديث عن سلام وتطبيع مع إسرائيل لا أساس له".
جلالة الملك عبدالله الثاني: اليوم، نقف أمام الكارثة التي يعيشها أهلنا في غزة، الصامدون، ونقول لهم: سنبقى إلى جانبكم بكل إمكانياتنا، وقفة الأخ مع أخيه.
وسنستمر بإرسال المساعدات الإغاثية وتقديم الخدمات الطبية الميدانية.#الأردن #خطاب_العرش
— RHC (@RHCJO) October 26, 2025
إعلانوقال أبو رمان في ختام الخطاب الملكي، قدم الملك رسالته الأكثر وضوحا، أن "الأردن لن يقبل استمرار السياسات الإسرائيلية في الضفة وإقصاء الفلسطينيين، ولن يسمح لأي طرف أن يمس أمنه الوطني".
ووفق مراقبين، فإن الرسائل الملكية بدت واضحة بأن الأردن يرى نفسه اليوم أمام مرحلة دفاع إستراتيجي، حيث باتت التهديدات تسعى إلى تغيير الخريطة الديمغرافية والسياسية للمنطقة على حساب الأردن وفلسطين معا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات عبد الله الثانی الخطاب الملکی الضفة الغربیة خطاب العرش خطاب الملک أن الأردن الملک عبد فی القدس أبو رمان على أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
أعيان ونواب: خطاب العرش يرسم ملامح مرحلة جديدة من الصمود والعمل
صراحة نيوز- قال أعيان ونواب، إن خطاب العرش السامي الذي افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني به الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين، رسم ملامح مرحلة جديدة من الصمود والعمل، لافتين إلى الخطاب كان سياسيًا، وواقعيًا ولامس وجدان كل أردني وعربي.
وأشاروا في حديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إلى أن جلالة الملك ركز في خطابة على أهمية الاستمرار في مسار التحديث السياسي، ومواصلة تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، والاستمرار في تطوير القطاع العام.
وأكدوا أن القضية الفلسطينية، كانت حاضرة في خطاب العرش، حيثُ أكد جلالته استمرار الدعم الأردني لقطاع غزة بإرسال المساعدات الإغاثية وتقديم الخدمات الطبية الميدانية، كما جدد رفض الأردن للانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وقال العين حسين الحواتمة، إن خطاب العرش لجلالته هو خطاب سياسي، واقعي، وجداني لامس قلوب كل أردني وعربي، ولا سيما أن جلالته لامس من خلال خطاب العرش قضايا وهموم الوطن.
وأشار إلى أنه عندما قال جلالة الملك أنه يقلق ولكنه لا يخاف إلا من الله، فهذه رسالة للداخل والخارج أن الأردن، بقيادة جلالته يضع مصالحة فوق كل اعتبار، كما شدد جلالته على أهمية مواصلة العمل في مسار التحديث السياسي والرؤية الاقتصادية وتطوير القطاع العام.
وبيّن العين الحواتمة أن جلالته أكد على التزام الأردن بدعم الأشقاء الفلسطينيين، وهو ما يؤكد التزام البلاد بواجباتها تجاه القضية الفلسطينية والتمسك بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
بدوره، قال العين الدكتور سعد المناصير، إن خطاب العرش جاء امتداداً لجهود الملك الكبيرة من خلال لقاءاته مع رؤساء الدول صاحبة القرار الدولي في الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو دول المشرق العربية والإسلامية.
وأوضح، أن خطاب العرش أظهر حرص جلالته على استمرار العمل في مسار التحديث السياسي وتعزيز العمل الحزبي النيابي المكرس لخدمة الوطن، وتطوير القطاع العام، ليلمس المواطن أثر الارتقاء بالخدمات.
وبيّن العين الدكتور المناصير أن ما تضمنه خطاب العرش بخصوص أهمية مواصلة تنفيذ الرؤية الاقتصادية من أجل تحقيق النمو وإقامة المشاريع الكبرى وجذب الاستثمارات وتوفير فرص العمل، يُظهر الاهتمام الملكية برفع مستوى المعيشة للمواطنين.
وتطرق إلى أن جلالته وضع سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، في مقدمة الشباب الأردني، عندما قال “والشباب الأردني، وأولهم الحسين، ابني وابنكم، جند لهذا الوطن”، مبينّا خطاب العرش حمّل توجيهًا صريحًا بشأن إقامة المشاريع الكبرى وجذب الاستثمارات.
وأكد العين الدكتور المناصير أن خطاب العرش جدد التأكيد على المبدأ الأردني الراسخ في دعم القضية الفلسطينية، وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة عبر حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967، وعاصمتها القدس.
ولفت إلى أن ما تضمنه خطاب العرش بخصوص الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، هو حق تاريخي وديني، وله أهمية كبرى في الحفاظ على عروبة المدينة القديمة.
من جهته، قال النائب الدكتور حسين العموش، إن جلالة الملك ركز في خطابه على دعم الأردن للقضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وهو ما يدل على البعد الهاشمي في العمّق العربي.
وبيّن أن جلالته ركز أيضا على القضايا المحلية، وعلى رأسها الاستمرار في مسار التحديث السياسي، ومواصلة تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، والاستمرار في تطوير القطاع العام.
وذكر النائب العموش، أن خطاب العرش شكل رسائل ملكية توجيهية على السلطتين التشريعية والتنفيذية التقاط تلك الرسائل والعمل في تناغم من أجل “خدمة الوطن، لا شيء غير الوطن”، كما أكد جلالته.
من جانبه، قال النائب محمد زهير الخشمان، إن جلالة الملك خطاب عقول ومشاعر الأردنيين جميعًا، حيثُ أكد أن وحدة الأردنيين هي القوة العظمى وسلاح الأردن العظيم، وأن الجيش والأجهزة الأمنية هي الدرع الحامي للأردن.
ولفت إلى أن خطاب العرش حمل رسائل واضحة بأهمية استمرار العمل مسار التحديث السياسي، ومواصلة تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، والاستمرار في تطوير القطاع العام.
وأكد النائب الخشمان أن جلالة الملك جدد التأكيد في خطابه على مواصلة الأردن لدعم الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، وأن الأردن لن يسكت على الممارسات الاستفزازية الإسرائيلية في الضفة الغربية.
من جانبها، قالت النائب هدى نفاع، إن جلالته رسم بخطاب العرش السامي ملامح مرحلة جديدة من الصمود والعمل، مبينة أنه لم يكن الحديث عن التحديث في خطاب العرش تكراراً للمألوف، بل تأكيداً على أن الإصلاح الاقتصادي والسياسي والإداري هو خيار لا رجعة عنه.
وأكدت أن جلالته وضع النقاط على الحروف عندما قال: “لا نملك رفاهية الوقت، ولا مجال للتراخي”، معتبرة أن تلك رسالة حاسمة لمؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمجتمع معًا.
وذكرت النائب نفاع بأن جلالة الملك أعاد التأكيد على أن الأردن سيبقى إلى جانب أهلنا في غزة والضفة الغربية، وأن الوصاية الهاشمية على المقدسات أمانة تاريخية ودينية لن يتخلى عنها، وهو امتداد لدور الأردن في حماية القدس من التهويد والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، انطلاقاً من قناعة راسخة بأن أمن الأردن لا ينفصل عن أمن فلسطين، وأن العدل لا يتحقق إلا بزوال الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابها الوطني.