يمانيون:
2025-10-26@23:08:43 GMT

الغماري مهندس النصر ودرة تاج الجهاد والإسناد

تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT

الغماري مهندس النصر ودرة تاج الجهاد والإسناد

إبراهيم محمد الهمداني

ان ارتقاء الشهداء إلى تلك المقامات الرفيعة والمكانة العالية، تجعلهم أغنى الناس، عن مدح المادحين وثناء الواصفين، وأعرف من أن يُعرَّفَ بهم، وأشهر من أن يشار إليهم، ذلك لأن اصطفاء الله تعالى لهم – بحد ذاته – قد منحهم المجد المطلق، وقيامهم بالشهادة لله تعالى، قد جللهم بالكمال المطلق، وما دام الله تعالى قد ضمن لهم الخلود والحياة الأبدية، وقدس تضحياتهم وجهادهم وبطولاتهم، فما أغناهم عن إشادة من سواه، ولذلك يمكن القول إن تذكر الشهداء، والكتابة عنهم والإشادة بهم، ليس إلا من قبيل ربطنا بهم، وإحياء أرواحنا بجليل ذكراهم، وتطهير نفوسنا بقداسة حضورهم، وتوثيق اتصالنا معهم، في سياق الاقتداء والتأسي، وتأكيد وتجديد العهد لهم، واستمرار نهجهم الجهادي فينا.


على نحو من تلك القداسة والمجد والكمال، ارتقى شهيدنا العظيم، القائد الجهادي الكبير، الكريم ابن الكريم ابن الكرام، الشهيد محمد عبد الكريم الغماري – رضوان الله عليه – رئيس هيئة الأركان اليمنية، الذي تزامن إعلان استشهاده، مع ذكرى استشهاد المجاهد القيادي الكبير، يحيى السنوار، رضوان الله عليه، ليحمل ذلك التزامن الخطي عدة دلالات، في مستوياتها المختلفة، مثل:
1- الاتصال الزمني للحدث، بين أوليات الجهاد الفلسطيني في طوفان الاقصى، وبواكير الإسناد اليمني، في معركه الفتح الموعود والجهاد المقدس.
2- الاتصال المكاني، للفعل الممتد من غزة الى صنعاء، الذي كسر هيمنة الجغرافيا السياسية، واخترق الحواجز والحدود، كما كسرته الصواريخ الانشطارية والطائرات المسيرة، تأكيدا واحدية الانتماء للمكان العربي، ومركزية الهوية الإسلامية.
3- الاتصال الإنساني، القائم على وحدة الفاعل/ الإنسان، انطلاقا من مبدأ الأخوة الإيمانية، والواجب الديني والأخلاقي والإنساني، القائم على وحدة الموقف والمصير والأيديولوجيا، بناء على واحدية الإيمان بالقيم الدينية، المرتكزة على مبدأ الجهاد، والإيمان بالقيم الإنسانية، القائمة على مبدأ الحرية، والتصديق بمسار الثوابت الثورية، في تحقيق مبدأ الجهاد والثورة، ضد المستكبرين الظالمين، والطامعين في استعباد الإنسان، وسلب حريته وكرامته.
فشلت خيارات اتفاقيات السلام، ومفاوضات السلام وحل الدولتين، وغير ذلك من الخيارات الوهمية الخادعة، وأثبت الواقع والحال، أن خيار الجهاد والمواجهة، وهو الخيار الأصوب والأصح والأحق، وهو – أيضاً – الخيار الحتمي الحكيم الصحيح، الذي لا بديل عنه، سوى الاستسلام، كونه يستمد مشروعيته ومرتكزاته، وآليات تنفيذه في الواقع، لمواجهة وردع وكسر الطغيان الأمريكي الإسرائيلي، من قداسة الموجهات الإلهية، ومحددات المشروع القراني الشامل، ويستند على ضرورة الاستجابة السريعة، للأوامر والموجهات الإلهية من ناحية، وطبيعة الإيمان الفعلي المطلق بالله تعالى، ووعوده الحتمية القاطعة، وسننه الكونية الثابتة، من ناحية ثانية.
بذلك المستوى المتقدم من الإيمان الحقيقي، استطاع ثلة من المجاهدين الصادقين، من حماس والفصائل الفلسطينية، بعقيدتهم القتالية الإيمانية القرآنية، تحقيق الانتصار الساحق، حيث هُزمت – من قبل – ستة جيوش عربية، بكامل عديدها وعتادها، خلال ستة أيام فقط، لافتقارها للعقيدة القتالية القرآنية الإيمانية، وبذات القدرة والكيفية، استطاع فتية آمنوا بربهم، وزادهم هدى ورشدا، في يمن الإيمان، تحقيق المعجزات الخارقة، والانتصارات الكاملة المذهلة، في مواجهة عدوان تحالف عالمي، طيلة ثمان سنوات، ثم حرب عالمية كونية، في معركة إسناد غزة، رغم فوارق الإمكانيات الهائلة، إلا أن قوى الاستكبار العالمية – وعلى رأسها أمريكا وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل – سقطت في مستنقع الهزيمة الساحقة، طيلة عامين كاملين، عجزوا خلالها عن إيقاف الإسناد اليمني لغزة بالقوة، وهو ماجعلهم يوقفون عدوانهم على غزة مرغمين، ويخضعوا لمفاعيل معادلة الردع الجديدة، التي فرضها الجيش اليمني، عبر الحصار البحري والقصف الصاروخي والمسير، لأهداف حساسة، في العمق الفلسطيني المحتل.
ولا عجب أن يكون شهيدنا الكريم، القائد الجهادي الكبير، محمد عبد الكريم الغماري رئيس هيئة الأركان، الركن الأساس والمرتكز الرئيس، لتلك النقلة النوعية في طبيعة الدور وتطور الفاعلية، ففي ظل قيادته الحكيمة ونهجه القرآني، بلغ اليمن المركز الأول، في التصنيع العسكري، على مستوى الوطن العربي، واستطاع الجيش اليمني إلحاق الهزيمة النكراء، بأقوى الأساطيل البحرية وحاملات الطائرات الأمريكية الغرب أوروبية، التي طالما استعبدت الشعوب، وأسقطت أنظمة وحكومات، واستطاعت الصواريخ اليمنية الانشطارية المتقدمة، والمسيرات اليمنية المتطورة، اختراق منظومات الدفاع الجوي الأحدث والأكثر تطوراً، بمستوياتها المختلفة وانواعها المتعددة، كل ذلك بفضل الله، وجهود وجهاد هذا القائد العظيم، حواري السيد القائد، وربيب مدرسة أهل البيت عليهم السلام، بما جسده من القيم الإيمانية والأخلاقية والإنسانية.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

فضل من مات يوم الجمعة

لقد خلق الله -تعالى- البشرية كافة في هذه الحياة الدنيا، وجعل لكل إنسان حياته الخاصة على هذه الأرض، وجعل الموت وانتهاء حياته حق لا بد من وقوعه، فالموت واقع على كُل كائن حي لا مفر منه ومن سكراته إنساناً كان أو حيواناً حتى هذا الكون سوف ينهار والبحار سوف تتفجر وتنتهي وتتبدل. 

ابن يطعن والدته 16 طعنة حتى الموت.. التفاصيل الحماية المدنية تنجح فى انقاذ طفلين ووالديهما من الموت اثر نشوب حريق هائل بالاسكندرية

وقد بيّن الله -تعالى- لعباده حقيقة الموت وحُسن الخاتمة، وإن المنهمك في الدنيا المُكِب على شهواتها وملذّاتها يغفل قلبه عن ذكر الموت فلا يذكره، وإن ذكره كرهه ونفر منه: ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).

 إن من فضل الله على عباده أن جعل الثواب والدرجات بحسب عملهم، وإخلاص قلوبهم طالما مات راضياً بقضاء الله وقدره، ومِن رضا الله على هذا العبد وحسن خاتمته أن يتوفاه يوم الجمعة، وهي بشرى من الله لدخوله الجنة؛ لأنه من أفضل وأحب الأيام إلى الله، حيث يكون عدد من المصلين في المسجد لأداء صلاة الجمعة، خصوصاً وقت صلاة الجمعة ويصلون الجنازة على الميت. أما عن فضل من مات يوم الجمعة فنلخصه بما يأتي: بشرى لدخول الجنة. حسن الخاتمة. 

وقاه الله فتنة القبر؛ عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما مِنْ مسلِمٍ يموتُ يومَ الجمعةِ ، أوْ ليلَةَ الجمعةِ ، إلَّا وقَاهُ اللهُ تعالى فتنةَ القبرِ). ويقصد بحسن الخاتمة؛ أن يوفق العبد قبل موته للتقاصي عما يغضب الله -تعالى-، والتوبة من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير، ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة. ومن علامات حسن الخاتمة: النطق بالشهادتين عند الموت: عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كانَ آخرُ كلامِهِ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ دَخلَ الجنَّةَ). الموت على العمل الصالح: فمن كان آخر عمله في الحياة الدنيا عملا صالحا يفيد من حوله من الناس أو يفيد مجتمعه فإنه من حُسن الخاتمة؛ ومن مات وهو مطعون أو مبطون أو مُرابط في سبيل الله أو غريق، وموت النساء في النفاس أو وهي حامل، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (والمَرأةُ يَقتُلُها وَلَدُها جُمْعًا شَهادةٌ)، والموت في ليلة الجُمعة أو نهار الجُمعة.


 

مقالات مشابهة

  • فضل من مات يوم الجمعة
  • الشهيد الغماري.. قائد في ظلال المعادلة الذهبية لصناعة النصر
  • قوة الإيمان
  • مركز الملك فهد الثقافي في الأرجنتين يقيم المسابقة الأولى للقرآن الكريم والحديث الشريف بالبرازيل
  • معنى الوسيلة ومواضع ذكرها في القرآن الكريم والسُنة
  • جمعة: محبةُ آل بيت ركنٌ من أركان الإيمان وزيارتهم من أعظم القُرُبات
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: القرآن الكريم فيه حقائق التربية الفاضلة وأُسس المدنية الخالدة.. ومعرفة أسماء الله تزيد الإيمان وتشرح الصدر
  • دعاء الصباح اليوم الجمعة 24 أكتوبر 2025.. «اللهم ارزقنا قوة الإيمان وطمأنينة القلب»
  • الغماري .. كيف انكب لدراسة الفيزياء وبدأ اصلاح الصواريخ؟