في كُـلّ عام، تأتي الذكرى السنوية للشهيد لا كحدثٍ عابرٍ، بل كمحطةٍ إيمانيةٍ متجددةٍ تُعيد للأُمَّـة زخمها الثوري وتُلهب فيها جذوة الوعي والصمود.

هي مناسبةٌ في غاية الأهميّة، لأنها ليست مُجَـرّد استذكارٍ لأسماء خالدةٍ مضت، بل هي وقفة تزوُّدٍ بالعزم والإرادَة والاستعداد للتضحية في سبيل الله وفي سبيل قضايا الأُمَّــة الكبرى.

في هذه الذكرى، تُستحضر قداسة القضية التي ضحّى في سبيلها الشهداء، وتُستعاد سيرهم العطرة التي تُجسد قممًا من الإيمان والبصيرة والالتزام الأخلاقي.

فالشهداء لم يكونوا مُجَـرّد مقاتلين في الميدان، بل كانوا مدارس من الإيمان والوعي، حملوا القرآن في صدورهم، والحق في مواقفهم، والعزة في وجدانهم.

ومن خلال التمعّن في مسيراتهم وجهادهم وتضحياتهم، تتكشف لنا دروس عملية في الصبر، والصدق، والثبات على الموقف؛ دروسٌ لا تُستقى من الكتب، بل من دماءٍ سالت في ميادين الكرامة.

لكن الذكرى لا تقف عند حدود العاطفة، بل تمتد لتُعيد التذكير بالمسؤولية الجماعية تجاه أسر الشهداء؛ هذه الأسر التي دفعت أعزّ ما تملك دفاعًا عن الأُمَّــة.

وهنا تتجلّى ضرورة أن يكون المجتمع والدولة على قدرٍ من الوفاء والعناية والرعاية، بما يُترجم المعنى الحقيقي لقوله تعالى: «ولا تحسبنّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياءٌ عند ربهم يُرزقون».

ولعلّ من أبرز معاني هذه المناسبة أَيْـضًا ترسيخ مفهوم الشهادة في سبيل الله وفق التقديم القرآني، لا كما يحاول الأعداء تشويهه.

فالشهادة في منطق القرآن ليست هزيمةً أَو خسارة، بل هي ذروة النصر الإلهي، حين ينتصر الدم على السيف، والإيمان على الطغيان.

وفي ظلّ ما تعيشه أمتنا اليوم من تحدياتٍ كبرى ومؤامراتٍ متواصلة، وما يواجهه الشعب اليمني من عدوانٍ وحصارٍ غاشم، تزداد الحاجة إلى إحياء هذه المناسبة بكل ما تحمله من معانٍ ودروس.

فهي تُبرز مظلوميةَ شعبٍ قاوم أقسى الظروف، وفي الوقت نفسه تُجسد صمودَه وإباءَه وثباتَه رغم كُـلّ محاولات الكسر والإخضاع.

الشهيد -في الوعي القرآني- هو منارةٌ تُضيء درب الأحياء، وذكراه ليست حزنًا، بل وعد بالاستمرار في الطريق ذاته حتى يتحقّق النصر الموعود.

ومن هنا، تتحول الذكرى السنوية للشهيد إلى تجديدٍ للعهد، وتأكيدٍ على أن الدماء الطاهرة لن تُنسى، وأن القيم التي استشهد لأجلها الأبطال ستبقى حيةً في ضمائر الأحرار إلى يوم الدين.

 

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: فی سبیل

إقرأ أيضاً:

فعالية خطابية للإصلاحية المركزية في الضالع بالذكرى السنوية للشهيد

الثورة نت /..

نظمت الإصلاحية المركزية بمحافظة الضالع، فعالية خطابية، بالذكرى السنوية للشهيد تحت سعار “الشهداء القادة هم نماذج لمدرسة الشهادة”.

وفي الفعالية، عبر مدير الإصلاحية المركزية بالمحافظة، المقدم حمدان محيي، عن الامتنان والعرفان لأرواح الشهداء الذين قدّموا دماءهم رخيصة في سبيل الله دفاعاً عن الأرض والعِرض والكرامة.

وأكد أن إحياء هذه المناسبة يعد محطة للتذكير بالقيم والمبادئ التي استشهد من أجلها الأبطال، ولتعزيز ثقافة الصمود والولاء للوطن والهوية الإيمانية.

من جانبه، أشار مسؤول التوجيه والعلاقات العامة بالإصلاحية المركزية محمد الحايطي، إلى أن هذه الفعالية تأتي ضمن سلسلة من الأنشطة التوعوية والثقافية التي تحرص إدارة الإصلاحية على تنفيذها بشكل دوري، بهدف غرس المفاهيم الوطنية والإنسانية في نفوس النزلاء والعاملين، وتنمية روح المسؤولية المجتمعية تجاه الوطن وأبنائه.

وأوضح أن هذه الذكرى ليست مجرد مناسبة عابرة، بل محطة للتأمل في عظمة الشهادة، ومدرسة لتربية الأجيال على التضحية والإخلاص والإيمان بالرسالة التي حملها الشهداء في حياتهم وجهادهم.

تخلل الفعالية، كلمات وأناشيد، عبرت عن مكانة الشهداء ودورهم في ترسيخ معاني الحرية والعزة والكرامة.

مقالات مشابهة

  • تواصل التحضيرات لإحياء الذكرى السنوية للشهيد في المحويت
  • في رحاب الذكرى السنوية للشهيد .. الوفاء للشهداء وتجديد العهد مع الله
  • قطاع النقل في الحديدة يُحيى الذكرى السنوية للشهيد
  • مؤسسة موانئ البحر الأحمر وهيئة الشؤون البحرية تُحييان الذكرى السنوية للشهيد
  • الذكرى السنوية للشهيد.. محطة إيمانية تتجدد فيها البصيرة والعزم
  • فعالية خطابية للإصلاحية المركزية في الضالع بالذكرى السنوية للشهيد
  • إدارتا الأحوال المدنية والمرور في الضالع تُحييان الذكرى السنوية للشهيد
  • محافظة ذمار تدشن الفعالية التحضيرية لإحياء الذكرى السنوية للشهيد
  • استعدادات واسعة لإحياء الذكرى السنوية للشهيد في تعز