قمة الإمارات وأفريقيا للاستثمار السياحي تؤسس لشراكات واعدة
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
دبي (الاتحاد)
برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، استضافت وزارة الاقتصاد والسياحة قمة «الإمارات وأفريقيا للاستثمار السياحي» لعام 2025، التي عُقدت أمس في دبي تحت شعار «بنـــاء جسور من أجل النمو الـمستدام»، وشهدت مشاركة واسعة ضمت أكثر من 350 شخصاً من القادة والوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين وصناع القرار، إلى جانب المستثمرين ورواد الأعمال من دولة الإمارات و53 دولة أفريقية.
وقال معالي عبدالله بن طوق المري، في كلمته الافتتاحية للقمة التي أقيمت ضمن فعاليات «القمة العالمية لمستقبل الضيافة»: «انطلاقاً من الرؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة، التي لا تكتفي باستشراف آفاق المستقبل فحسب، بل ترسم ملامحه وتصنع إنجازاته، جعلت دولة الإمارات العربية المتحدة السياحة جسراً للتواصل بين الشعوب والثقافات من مختلف أنحاء العالم، ومحرّكاً رئيساً لجذب الاستثمارات وأصحاب رؤوس الأموال، ورافداً حيوياً لتعزيز نمو وتنافسية الاقتصاد الوطني، ومصدراً للفخر والاعتزاز بإنجازات ريادية في جميع المجالات السياحية، وكوادر وطنية حظيت بثقة عالمية لتبوُّء مناصب رفيعة المستوى».
نقطة انطلاق
أشار معاليه إلى أن الشركات الإماراتية استثمرت بقيمة أكثر من 110 مليارات دولار في مشاريع جديدة بالقارة الأفريقية بين عامي 2019 و2023، مما وضع دولة الإمارات ضمن أكبر أربعة مستثمرين عالميين في أفريقيا، بعد الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، وكذلك أكبر مستثمر عالمي من حيث حجم المشاريع الجديدة، وتمتد هذه الاستثمارات لتشمل الطاقة المتجددة، والمناطق السياحية، وممرات الخدمات اللوجستية، والبنية التحتية الرقمية، مؤكدة رؤية الإمارات بأن التحول نحو التنمية المستدامة في أفريقيا يشكل ضرورة ليس للقارة فحسب، بل كذلك للنمو العالمي ولتحقيق استقرار اقتصادي مستدام على المدى الطويل.
وقال معاليه: «تزخر أفريقيا بمقومات سياحية غنية ومتنوعة، تشمل المنتجعات الساحلية والشواطئ الخلابة والمواقع التراثية والثقافية والتاريخية. وتُوفر هذه المقومات فرصاً واسعة لمجتمع الأعمال الإماراتي، وبوابة حيوية للاستثمار والتوسع في الأنشطة السياحية المتنوعة، ونحن حريصون، من خلال القمة، على تحويل الأفكار إلى مشاريع وشراكات سياحية ملموسة ومستدامة تخدم مستقبل التنمية الاقتصادية في القارة الأفريقية».
وأشار معاليه إلى أن حركة الطيران بين دولة الإمارات والقارة الأفريقية تشهد نمواً ملحوظاً، حيث بلغ إجمالي عدد الرحلات الأسبوعية نحو 550 رحلة تُسيّرها شركات طيران إماراتية وأفريقية، مما يجعل من شبكات النقل الجوي جسراً حيوياً يربط بين الجانبين، ويُعزز فرص التعاون والتكامل في مجالات النقل والسياحة والخدمات اللوجستية.
ولفت معاليه إلى أن حجم الاستثمارات السياحية التي جذبتها الدولة بلغت61 مليار درهم في عامي (2023 - 2024) بواقع 28.8 مليار درهم في عام 2023، وزادت إلى 32.2 مليار درهم في عام 2024، ومن المتوقع أن تصل إلى 35.2 مليار درهم في عام 2025، الأمر الذي يعكس رؤية الدولة في تطوير قطاع سياحي متكامل ومستدام.
بيان وزاري
نظمت دولة الإمارات على هامش قمة الإمارات وأفريقيا للاستثمار السياحي، اجتماع طاولة مستديرة وزارياً مع أكثر من 20 دولة أفريقية، نتج عنه إصدار بيان وزاري مشترك يتضمن وضع خريطة استثمارية جديدة لتعزيز التعاون والشراكة في قطاعات السياحة والطيران والخدمات اللوجستية والبنية التحتية والتحول الرقمي، بما يضع السياحة كقوة دافعة رئيسة لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة في دولة الإمارات والقارة الأفريقية.
وقال معالي عبدالله بن طوق المري: «تشهد دولة الإمارات وأفريقيا اليوم محطة مفصلية لتطوير قطاع سياحي مستدام ومرن، من خلال الإعلان عن إطلاق خريطة استثمارية جديدة بمشاريع سياحية متنوعة وذات أولوية في مجالات الطيران، والخدمات اللوجستية، والبنية التحتية، والقطاع الرقمي، بقيمة إجمالية تقدر بنحو 6 مليارات دولار وتوفر 70 ألف فرص عمل في مختلف دول القارة، حيث تهدف هذه الخطوة إلى إحداث نقلة نوعية في مستوى الشراكات السياحية بين الإمارات وأفريقيا، كما ستفتح المجال أمام مجتمعات الأعمال إقليمياً وعالمياً للمشاركة في الاستثمار السياحي الإماراتي الأفريقي، بما يعزز مكانة السياحة ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية المستدامة والشاملة».
وأكد معاليه أهمية التعاون السياحي، خلال المرحلة المقبلة، لبناء شراكات جديدة بين القطاعين الحكومي والخاص؛ بهدف استكشاف وتطوير أدوات تمويلية واستثمارية مبتكرة في مختلف الأنشطة السياحية، مشيراً إلى أن دولة الإمارات بفضل ما تمتلكه من خبرات قوية وممكنات سياحية واعدة باتت مركزاً استراتيجياً لإقامة مثل هذه الشراكات السياحية الدولية المؤثرة والفعالة، وتقديم نموذج ناجح قادر على نقل التجربة الإماراتية السياحية إلى أفريقيا.
وأقرّ الوزراء رؤية مشتركة تهدف إلى تحقيق نمو مستدام وشامل ومرن تقوده السياحة، بما يعود بالنفع المباشر على المجتمعات المحلية، ويدعم تمكين المرأة والشباب، ويعزز نمو المشاريع متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، ويسهم في حماية البيئة، وصون التراث الثقافي والطبيعي الغني للقارة.
وأكد البيان الدور التحفيزي للاستثمار الخاص، مدعوماً بسياسات حكومية سليمة وشراكات فعالة بين القطاعين العام والخاص، كضمان لتوفير بنية تحتية وخدمات ومهارات عالية الجودة.
وأشاد الوزراء المشاركون بدولة الإمارات العربية المتحدة كشريك موثوق في دفع عجلة التنمية المستدامة للاقتصادات الأفريقية، وخصوصاً في قطاع السياحة، كما أشاروا إلى التجربة الإماراتية الناجحة في الاستفادة من السياحة لجذب الاستثمارات الدولية، وتنويع الاقتصاد، والمساهمة في النمو المستدام طويل الأمد.
شيخة النويس: مقومات غنية للقارة الأفريقية
قالت شيخة ناصر النويس، الأمين العام المنتخب لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة للفترة من عام 2026 حتى عام 2029: «تتميز القارة الأفريقية بمقومات ومعالم سياحية غنية ومتنوعة، وإطلاق إمكاناتها يتطلب رؤى واستراتيجيات فاعلة لتحفيز الاستثمار والتمويل في تطوير بنيتها التحتية السياحية، وتعزيز الربط بين وجهاتها السياحية، والارتقاء بمهارات وقدرات كوادرها البشرية».
واستعرضت النويس، خلال القمة، رؤيتها الطموحة لدفع عجلة التنمية السياحية عالمياً خلال المرحلة المقبلة، من خلال منصبها أميناً عاماً لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، والتي ركزت فيها على أهمية توفير حلول مبتكرة وقابلة للتنفيذ لإحداث أثر سياحي مستدام على نطاق دولي، وخاصة في القارة الأفريقية، بما يصب في تعزيز دور السياحة رافعة للنمو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ومحركاً لازدهار المجتمعات المحلية في مختلف الدول الأفريقية.
وأضافت: «شهدنا حدثاً دولياً فريداً في القطاع السياحي تحتضنه دولة الإمارات، يجمع القادة والوزراء والمسؤولين من الإمارات والدول الأفريقية، ويشكل فرصة حقيقية للشراكة في مختلف المجالات السياحية، وتبادل الخبرات، وفتح آفاق جديدة للاستثمار السياحي المستدام والمتكامل بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: قمة الإمارات وأفريقيا للاستثمار السياحي الإمارات أفريقيا الاستثمار السياحي شيخة ناصر النويس للاستثمار السیاحی الإمارات وأفریقیا القارة الأفریقیة ملیار درهم فی عام دولة الإمارات فی مختلف إلى أن
إقرأ أيضاً:
الإمارات تشارك أبناء الجالية الهندية الاحتفاء بتراثهم الثقافي والحضاري
دبي (الاتحاد)
بحضور معالي نورة الكعبي، وزيرة دولة، وأ. أمارناث، القائم بالأعمال في سفارة الهند لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، وعدد من المسؤولين والدبلوماسيين، ونخبة من رجال الأعمال والشخصيات الاقتصادية البارزة من الجالية الهندية في الدولة، احتفلت دولة الإمارات بأبناء الجالية الهندية عبر احتفالية كبرى تم تنظيمها في حديقة زعبيل بدبي.
واستقطبت الاحتفالية التي نظمتها صفحة «الإمارات تحب الهند» جمهوراً غفيراً من أبناء الجالية الهندية تجاوز 100 ألف شخص، ليكون بذلك الحفل الأكبر من نوعه في دولة الإمارات. وقد أبرزت الفعاليات تجانس وتنوع مواهب المجتمع الهندي وأبنائه في دولة الإمارات، من خلال برنامج حافل جمع ما بين الموسيقى والتراث الشعبي، والأزياء، والحرف اليدوية، والمأكولات الشعبية، لتشكل مناسبة لتعزيز العلاقات الاجتماعية بين أفراده، عكست أواصر التعاون بين الشعبين الصديقين والعلاقات التاريخية الوثيقة والمتجذرة التي تربط بينهما.
روابط عبر التاريخ
قالت معالي نورة الكعبي، وزيرة دولة: «نجتمع اليوم للاحتفاء بصداقة امتدت عبر قرون، علاقة قامت على الثقة والاحترام والطموحات المشتركة. إن دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند ترتبطان ليس فقط بالجغرافيا، بل بروابط إنسانية وثقافية عميقة ما زالت تسهم في تشكيل مسيرة البلدين حتى اليوم». وأضافت معاليها: «كل رابطة عظيمة تقوم على الفهم المتبادل والتجارب المشتركة. نحتفي الليلة بإحدى أعرق الصداقات في العالم، وبعلاقة ما زالت تلهم التعاون والثقة بين بلدينا. إن روابطنا تمتد عبر التاريخ، فعلى مدى أجيال عبر التجار مياه الخليج وشبه القارة الهندية حاملين معهم ليس السلع فقط، بل الأفكار والتقاليد والآمال، لتنشأ من خلال تلك التبادلات روابط ثقافية مشتركة لا تزال تنبض في مجتمعاتنا حتى اليوم».
تعزيز قيم التعايش
أتاحت الاحتفالية لزوارها التعرف على العديد من المذاقات الهندية التقليدية عبر أكشاك تقدم أشهر الأطباق الهندية، ومعرض للحرف اليدوية، والعديد من الفقرات الترفيهية المخصصة للأسر والعائلات والأطفال، إلى جانب الفقرات والأنشطة الثقافية والفنية التي تضمنت عروضاً موسيقية ورقصات تقليدية وأعمالاً فنية، لتشكل مجتمعة كرنفالاً ثقافياً وفنياً وتراثياً أصيلاً، وأجواء مبهرة بعبق التراث وخصوصية الفنون والثقافة والبيئة الهندية الفريدة.
وأسهم حسن التنظيم والشعبية الكبيرة التي يحظى بها التراث والفلكلور والفنون الهندية عموماً، فضلاً عن التنوع الكبير في فقرات الاحتفالية، في زيادة الإقبال الجماهيري، في حين تعكس إقامة الحدث للعام الثاني على التوالي، حرص دولة الإمارات على ترسيخ روابط الصداقة والتعاون والمحبة مع مختلف الدول والشعوب، وتقديرها الكبير لخصوصية الاحتفالات الشعبية لدى أبناء الثقافات والجاليات كافة المقيمة على أرضها، كما تعكس تنوع أجندة برنامج الاحتفالية، وما ضمت من مقتنيات وعروض فنية، وفعاليات ثقافية، تعدد مواهب الجالية الهندية المقيمة في الإمارات، ووحدة انتمائها الثقافي.
تكريم أصحاب الإنجازات
شهدت الاحتفالية تكريم عدد من الشخصيات الرائدة وأصحاب الإنجازات النوعية من أبناء الجالية الهندية الذين قدموا من خلال عطائهم على أرض الإمارات نموذجاً للتميز والنجاح في عدد من المجالات.
وكرمت معالي نورة الكعبي، كلاً من الدكتور فاسو شروف، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة ريجال في الإمارات، وعائشة خان، مؤسسة مبادرة «Food ATM» (صراف الطعام) في الإمارات، ورام بانشوليا، أمين صندوق المدرسة الهندية ورئيس معبد شري كريشنا، والدكتور سانجاي بايثانكار، مؤسس عيادة «رايت هيلث»، والدكتور روميت بوروهيت، عضو مؤسس لأطباء من أصول هندية، وعبدالله بويل، المدير العام لمجموعة المدينة، وناريش كومار بهاوناني، مؤسس مجموعة ويست زون، وجاسبر باسي، مؤسسة مجموعة «كار فير للسيارات» وموهيب مثاني، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة كاساميا، ول.ت. باغاراني، رئيس مجلس إدارة شويترامز، وطارق شوهان، المؤسس المشارك ونائب رئيس مجلس إدارة مجموعة EFS لخدمات المرافق، ومعالي كنانة مضر جمال الدين، سفير طائفة البهرة، وروهيت جوبتا، الرئيس التنفيذي لشركة كيه جي إنترناشونال، ورافي مينون، رئيس مجلس إدارة مجموعة شوبا، ويوجين ماين، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة تريستار.
شراكة استراتيجية متينة
تتميز العلاقات الإماراتية - الهندية بروابط الصداقة المتجذرة والممتدة بين شعبي البلدين، التي تُوجت في وقت مبكر بتوقيع الاتفاقية الثقافية بين البلدين الصديقين في يناير عام 1975، كما شهدت في يناير 2017، نقلة نوعية في العلاقات الثنائية، فيما يسهم توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين في زيادة الاستثمار والتدفقات التجارية بينهما، وزيادة حجم التبادل التجاري الثنائي غير النفطي إلى 100 مليار دولار أميركي بحلول عام 2030.
وأثمرت اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الموقعة بين البلدين في فبراير 2022، منذ دخولها حيز التنفيذ في مايو 2022 نقلة نوعية في العلاقات التجارية والاستثمارية بين الجانبين، والتي شهدت نمواً بنسبة 33.9% في النصف الأول من عام 2025، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2024، مسجلة 37.6 مليار دولار خلال ستة أشهر فقط.
ويشكل أبناء الجالية الهندية جزءاً متناغماً من نسيج مجتمع الإمارات المتجانس، كما ينعكس حجم الجالية الهندية بشكل إيجابي في تعميق وتعزيز الروابط الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين البلدين، ونقلها إلى آفاق أوسع وأشمل.