خرجت نساء قرى ذي السفال بمحافظة إب وهنّ يواجهن بصدورٍ عارية جرافاتٍ تابعة لمستثمرٍ حوثي مدعومٍ من قياداتٍ محلية، حاولت فرض إنشاء كسارة خرسانية تحت حماية أمنية وعسكرية في قلب منطقةٍ زراعية تعتبر المصدر الرئيس لدخل الكثير من الأسر.

لم تكن تلك الاحتجاجات مجرد رفضٍ لمشروعٍ صناعيٍّ، بل صرخةً في وجه ما يراه الأهالي عدوانًا بيئيًا جديدًا يُهدّد حياتهم ومصدر رزقهم، بعد أسابيع من حملات اعتقالٍ ومداهماتٍ طالت رجال المنطقة الرافضين للمشروع ذاته.

وأظهرت تسجيلات مصوّرة خروج نساءٍ من قرية الخرابة لاعتراض دخول معدات ثقيلة تابعة لمستثمرٍ مقرّب من جماعة الحوثي، قادمة من محافظة عمران، تمهيدًا لبدء العمل في المشروع بعد أن فشل تمريره العام الماضي.

وبحسب مصادر محلية، فقد رافقت قواتٌ مسلحة يقودها وكيل المحافظة الحوثي "علي النوعة" قافلة المعدات، في محاولةٍ لفرض المشروع بالقوة، ما أثار غضبًا شعبيًا واسعًا بين الأهالي الذين تجمعوا للتنديد بما وصفوه بـ"الاستباحة الجديدة" لأراضيهم الزراعية.

الاحتجاجات التي قادتها النساء هذه المرة حملت رمزيةً عميقة، إذ رددن هتافاتٍ غاضبة تطالب بوقف المشروع فورًا، مؤكداتٍ أن "الكسارة" ستدمر التربة الزراعية وتلوث الهواء والمياه، وتحول حياتهن إلى جحيمٍ من الغبار والضجيج.

ويؤكد الأهالي أن رفضهم لا ينبع من السياسة، بل من الخوف على الأرض التي يعيشون منها منذ أجيال، معتبرين أن معركتهم هي "معركة بقاء" أمام سلطة لا ترى في الريف سوى موردٍ جديد للنهب والاستغلال.

وقال أحد الناشطين المحليين إن "المشهد كان مؤثرًا للغاية.. نساء يصرخن دفاعًا عن الزرع والبيت والهواء، بينما تتقدم نحوهن جرافات ومسلحون".

بحسب مصادر محلية أن المشروع يعكس نمط السيطرة الحوثية على الموارد والمشاريع في إب، حيث يجري استغلال النفوذ لتغطية مصالح اقتصادية خاصة على حساب البيئة والمجتمع المحلي. وتؤكد المصادر أن هذا هو المحاولة الثانية خلال عامين لفرض المشروع ذاته رغم الرفض الشعبي، في ظل تجاهل تام لضرورة دراسات تقييم الأثر البيئي التي تُعدّ شرطًا قانونيًا لأي مشروعٍ من هذا النوع.

وأكدت المصادر أن تصعيد سلطات الحوثيين في هذه القضية "يعكس أزمة أخلاقية في إدارة السلطة، حيث تُسخّر القوة لقمع المواطنين بدل حماية أراضيهم".

وحذر حقوقيون ومنظمات محلية من أن إقامة الكسارة سيؤدي إلى تدمير التنوع الزراعي في المنطقة وتلويث مصادر المياه الجوفية، وهو ما يجعل المشروع بمثابة "قنبلة بيئية" في واحدة من أكثر مديريات إب خصوبة.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

نادي الأسير: 49 فلسطينية يواجهن جرائم منظّمة في سجون الاحتلال

قال نادي الأسير الفلسطيني -اليوم الأحد- إن السلطات الإسرائيلية تواصل اعتقال 49 فلسطينية في سجونها، بينهن طفلتان وأسيرة من غزة.

وأضاف في بيان، الأحد، بمناسبة اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية الذي يوافق 26 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام أن الأسيرات يواجهن جرائم منظمة وممنهجة داخل سجون الاحتلال ومراكز التحقيق.

وأوضح أن وتيرة هذه الجرائم تصاعدت بصورة غير مسبوقة منذ اندلاع حرب الإبادة في غزة، التي شكلت المرحلة الأكثر دموية في تاريخ الشعب الفلسطيني، ولا تزال آثارها تترك بصمتها القاسية على واقع النساء الأسيرات.

وقال النادي إن المرحلة التي أعقبت حرب الإبادة فرضت تحولات جذرية على ظروف اعتقال الأسيرات، ورافقتها سلسلة من الجرائم التي ترتكبها منظومة القمع الإسرائيلية.

وأشار إلى أن من أبرز تلك الجرائم التعذيب، والتجويع، والإهمال الطبي المتعمد، والاعتداءات الجنسية، والتفتيش العاري، والتحرش الذي وثقت المؤسسة وقوعه في عدد من الحالات على يد السجانات، إلى جانب الإرهاب النفسي، كالتهديد بالاغتصاب، وعمليات القمع الممنهجة.

ولفت النادي إلى وقوع عمليات اقتحام متكررة لغرف الأسيرات، تتخللها اعتداءات بالضرب والإذلال، وإجبار الأسيرات على الركوع وهن مقيدات، مع توجيه شتائم تحط من الكرامة الإنسانية.

ومن بين الأسيرات الـ49، وفق النادي، الأسيرة تسنيم الهمص من غزة، والطفلتان سالي صدقة وهناء حماد، إضافة إلى 12 أسيرة معتقلة إداريًا (بلا تهمة).

ومن ضمن الأسيرات، أسيرة تعاني من مرض السرطان وهي الأسيرة فداء عساف، في حين تعد أقدمهن في الأسر، شاتيلا أبو عيادة وآية الخطيب، المعتقلتين قبل حرب الإبادة في غزة، حسب البيان.

وكشف البيان أنه منذ بدء حرب الإبادة في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى اليوم، وثقت المؤسسات الحقوقية أكثر من 595 حالة اعتقال في صفوف النساء في الضفة الغربية بما فيها القدس، وفي الأراضي المحتلة عام 1948.

إعلان

وتشهد الضفة الغربية تصعيدا إسرائيليا متواصلا من الجيش والمستوطنين منذ بدء حرب الإبادة في غزة قبل نحو عامين، إذ استشهد 1058 فلسطينيا وأصيب 10 آلاف آخرين، في حين اعتقلت القوات الإسرائيلية أكثر من 20 ألف فلسطيني، بينهم 1600 طفل.

ولا تتوفر إحصاءات دقيقة لعدد النساء اللواتي جرى اعتقالهن من غزة، باستثناء من تأكد احتجازهن في سجن الدامون ويقدَر عددهن بالعشرات، حسب بيان النادي.

ويوم 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تفاخر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير مجددا بحرمان الأسرى الفلسطينيين من أبسط حقوقهم داخل السجون الإسرائيلية، داعيا إلى إعدامهم.

وتعتقل إسرائيل أكثر من 10 آلاف فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، يقبعون في سجون الاحتلال ويتعرضون للتعذيب والإهمال الطبي.

وخلفت الإبادة الإسرائيلية في غزة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ولمدة عامين، 68 ألفا و519 شهيدا فلسطينيا، و170 ألفا 382 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وألحقت دمارا بنحو 90% من البنى التحتية المدنية.

مقالات مشابهة

  • صواريخنا ستحلق كأسراب الجراد.. ما حقيقة فيديو تهديدات وزير دفاع الحوثيين للسعودية؟
  • العدو الصهيوني يقصف منزلا في كفر قود واندلاع مواجهات في عنبتا شرقي طولكرم
  • تفاصيل زلزال ضرب شمال مطروح.. ماذا قال الأهالي؟
  • بريطانيا: نساء الفاشر يواجهن انتهاكات مروعة والاغتصاب يستخدم كسلاح حرب
  • بالأرقام.. مأساة نساء غزة بعد عامين من حرب الإبادة الإسرائيلي
  • مصادر عبرية: ضم الضفة يتواصل على الأرض رغم تحذيرات ترامب
  • نادي الأسير: 49 فلسطينية يواجهن جرائم منظّمة في سجون الاحتلال
  • هاني رعى إطلاق مكتب المشروع الاخضر في راشيا: تبقى الزراعة نبض الأرض والحياة
  • الاحتجاجات تصل إلى تونس.. مظاهرات حاشدة تضامناً مع قابس