كاتب اسرائيلي: الأردن يتحمل كلفة باهظة بسبب موقعه الاقليمي
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
قال الخبير الإسرائيلي في السياسة الدولية وإدارة الأزمات والاتصالات الاستراتيجية، شاي جال، إن الأردن يتحمل كلفةً باهظة جراء موقعه في قلب التوازنات الإقليمية، إذ تحول من حدود هادئة إلى جبهة نشطة في مواجهة النفوذ الإيراني وشبكات التهريب من سوريا.
وفي مقاله في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، قال إنه بعد الهجوم الإيراني على القاعدة الأمريكية شمال الأردن عام 2024، أدركت واشنطن أن المملكة ليست منطقة عازلة بل خط دفاع متقدم.
وتابع بأن "السلام بين إسرائيل والأردن سلامٌ بارد، لكنه نظام أمن إقليمي دافئ. لم ينشأ عن براءة، بل عن إدراك أن القوة الرادعة قوةٌ مُنقذة. ولأنه ناجحٌ تحديدًا، فهو مُهددٌ من قِبل إيران وشبكات نفوذ تركيا وقطر، التي تسعى إلى إشعال فتيل الصمت الذي حافظ عليه الأردن لأجيال".
ولفت إلى أنه "على طول الحدود الشمالية للأردن، ازدهرت تجارة تهريب الكبتاغون والأسلحة والطائرات المسيرة، مما حوّل جنوب سوريا إلى ممر حرب. انتقلت عمّان من الدفاع السلبي إلى الردع الاستباقي: فالضربات الدقيقة في عمق سوريا تُدمّر ورش الإنتاج وتُحبط عمليات التسلل قبل أن تصل النيران إلى إسرائيل".
وزعم الكاتب أن "قطر وتركيا تشنان حملةً لتقويض العائلة المالكة: تمويل منظمات غير حكومية، ووسائل إعلام، ومنظمات في المنفى تُعزز حماس والإخوان المسلمين.".
وعلى مدار العامين الماضيين، تصاعدت التوترات إلى السطح، لكن الأردن لا يزال مهمًا لإسرائيل بقدر أهميته للأردن. فالمملكة منطقة عازلة، ومحطة إنذار مبكر، وشريك في الحفاظ على السلام في غور الأردن والأماكن المقدسة في القدس - وهو دورٌ مُكرّس في اتفاقية السلام، بحسب الكاتب.
وأكد الخبير الأمني أن "استقرار الأردن جزءٌ من خط دفاع إسرائيل. فهو يعني حدودًا شرقية هادئة، وقدرة إسرائيل على تركيز قوتها في ساحات أخرى. إسرائيل شريان حياة للأردن: فهي تضمن إمدادات المياه والطاقة، والأهم من ذلك كله، الأمن الوجودي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإيراني سوريا إيران سوريا الاردن غزة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ملك الأردن: لن نرسل أي قوات إلى غزة.. ولا أعرف حماس شخصيا
أكد الملك عبدالله الثاني أن الأردن لن يرسل قوات أمن أو جيش إلى قطاع غزة، مشدداً على أن مهمة توفير الأمن في القطاع يجب أن تكون بيد الفلسطينيين أنفسهم.
وقال الملك، في مقابلة بثتها قناة "بي بي سي" البريطانية مساء الاثنين ضمن البرنامج الوثائقي "ملك الأردن وأطفال غزة"، إن "الأردن لن يرسل مرتبات من الأمن والجيش لتوفير الأمن في غزة"، مضيفاً: "لن يرغب أحد بالمشاركة في قوات الأمن في غزة إذا كانت مهمتها فرض السلام، أما إذا كانت لحفظ السلام فذلك أمر مختلف تماماً".
وأشار الملك إلى أن بلاده ومصر مستعدتان لتدريب الشرطة الفلسطينية "بأعداد كبيرة"، لكنه أوضح أن ذلك "يتطلب وقتاً، لأن الدخول إلى غزة بدوريات مسلحة وضع لا ترغب أي دولة في الانخراط فيه".
وسُئل الملك "هل تثق بحماس عندما تقول إنها تقبل عدم المشاركة في المستقبل السياسي؟"، فأجاب قائلا: "لا أعرفهم شخصيا، لكن أولئك الذين يعملون معهم عن كثب، قطر ومصر، يشعرون بتفاؤل كبير أنهم سيلتزمون بذلك".
وأضاف محذرا "إذا لم نحل هذه المشكلة، إذا لم نجد مستقبلا للإسرائيليين والفلسطينيين، وعلاقات بين العالم العربي والإسلامي وإسرائيل، فنحن محكوم علينا بالهلاك".
وفي سؤال وجهه مراسل القناة للملك، فيما إذا كان الصراع بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين قد يزعزع استقرار الأردن، قال العاهل الأردني: "أذكر أن والدي، في أواخر حياته، كان يقول: أريد السلام لأطفالي ولأطفالهم". وتابع "لدي حفيدتان، وهما تستحقان هذا السلام. ما أبشع أن تكبرا لتقولا الشيء نفسه الذي قاله والدي قبل سنوات!".
وحول معاناة المدنيين في القطاع، قال الملك: "كجندي سابق، لم أتصور أبداً، من خلال القصص التي تصلني من مستشفياتنا الميدانية، أن حكومة يمكن أن تُنزل هذا القدر من المعاناة بشعب ما"، مضيفاً أن "ما حدث في غزة هو إبادة جماعية بكل المقاييس، والمجتمع الدولي يشاطرنا هذا الاعتقاد".
وتحدث الملك عن مشاهداته أثناء مشاركته في الإنزالات الجوية الأردنية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، قائلاً: "عندما نظرت إلى حجم الدمار في ذلك الجزء من غزة، كان ذلك صدمة حقيقية لي"، مشدداً على أن "السكوت الدولي على ما يجري أمر يتجاوز كل الحدود".
وفيما يتعلق بجهود وقف الحرب، أوضح الملك أن الأردن شارك في مشاورات إقليمية ودولية، من بينها لقاء بنيويورك لعرض خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للسلام، وقال: "السلام يجب أن يكون سلاماً دائماً، لأننا إذا مررنا بهذا مرة أخرى، لا أعتقد أن المنطقة ستتمكن من البقاء. بعد ثمانين عاماً من الصراع، كفى".
وفي المقابلة ذاتها، تحدثت الملكة رانيا عن الأوضاع الإنسانية في غزة، ووصفت ما يعيشه الفلسطينيون خلال العامين الماضيين بأنه "كابوس يومي"، قائلة: "هل تتخيل ماذا يعني أن تكون والداً خلال العامين الماضيين؟ أن ترى أطفالك يتضورون جوعاً ويرتجفون من الخوف وأنت عاجز تماماً عن فعل شيء؟ ذلك الكابوس هو الواقع اليومي للفلسطينيين".
وأضافت الملكة: "لا يوجد أي مبرر لمنع دخول الغذاء والدواء إلى غزة، فالأمر لا يتعلق فقط بالأرقام، بل بالوسائل التي استخدمت، وبالتجريد من الإنسانية، وباستخدام الطعام كسلاح حرب".
وكان الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني قد أكد، في تصريحات سابقة للتلفزيون الأردني، أن بلاده "لن ترسل أي قوات إلى غزة في إطار خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، موضحاً أن التركيز ينصب على إدخال المساعدات وبدء عملية سياسية تؤدي إلى إعمار القطاع.
وقال المومني: "لن نرسل قوات أردنية إلى قطاع غزة، ولن يكون لنا أي دور عسكري في الضفة الغربية أو القطاع. ما ندعمه هو وقف الحرب وإدخال المساعدات وعملية سياسية ذات أفق تؤدي إلى الإعمار".
وأضاف أن الشعب الفلسطيني "يستحق أن يقرر مصيره بنفسه"، مؤكداً أن "التهجير والمساس بالمقدسات في القدس خط أحمر لا يمكن تجاوزه"، مشيداً باستمرار الجهود الإنسانية والإغاثية الأردنية تجاه غزة باعتبارها "مفخرة لكل أردني وعربي".