تواصلت فعاليات «أسبوع الدعوة الإسلامية الثالث عشر» الذي تنظمه الأمانة العامة للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية بالتعاون مع جامعة المنوفية، تحت عنوان: «الإيمان في عصر العلم»، وذلك برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وإشراف الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، الدكتور محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.

أمين البحوث الإسلامية يدشِّن فعاليات الأسبوع الدعوى الثالث عشر بجامعة المنوفية أمين البحوث الإسلامية يشارك بتكريم مبادرة: «إسناد السودانيين في الحروب والكوارث»

وعُقد رابع أيام الأسبوع بكلية التربية جامعة المنوفية في ندوة بعنوان: «الإلحاد الرقمي: كيف نواجه الشبهات في عالم الإنترنت»، بمشاركة نخبة من علماء الأزهر، وبحضور الأستاذ الدكتور صبحي شرف، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وعدد من قيادات الكلية وأساتذتها.

أكد الدكتور صلاح السيد، مدير عام التوجيه بمجمع البحوث الإسلامية، أن الإلحاد الرقمي ليس مجرد رأي فردي، بل هو ظاهرة عالمية منظَّمة تستغل التقدم التكنولوجي في نشر الشكوك والأفكار العدمية.

وأوضح أن هذا المفهوم يشير إلى استثمار التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي في صناعة محتوى جاذب ومصمم لـ«تفكيك» العقائد الدينية، مستهدفًا فئة الشباب بشكل خاص، حيث يتم استبدال الحوار العميق بمنشورات سريعة تثير الشبهات دون تقديم حلول فكرية متكاملة.

وأشار إلى أن أحد أخطر أسس الإلحاد الرقمي هو الترويج لـ«المادية الجامدة» التي تحصر الوجود في نطاق المحسوس، وتُقدَّم على أنها مدعاة علمية، بينما تتجاهل عمدًا الأدلة العقلية والفطرية على وجود الخالق.

وبيّن أن دعاة الإلحاد يركّزون على ما يصفونه بـ«تناقضات» أو «ادعاءات زائفة» في النصوص الدينية، مستغلين جهل البعض بعلوم الشريعة واللغة لـ«تفكيك» اليقين المعرفي، متغافلين عن عجز الإطار المادي وحده عن تفسير الوعي والأخلاق وغائية الكون.

وأكد أهمية تفكيك الادعاءات الزائفة التي تعتمد على المغالطات المنطقية، مشيرًا إلى أن ما يُقدَّم على أنه دليل علمي ضد الدين غالبًا ما يكون تأويلًا ماديًا للنتائج العلمية وليس العلم ذاته.

وأضاف أن المواجهة تتطلب نظرة نقدية للأسس التي يبني عليها الإلحاد الرقمي، وكشف طبيعة هذه الأسس الضعيفة التي تنهار أمام الأسئلة الوجودية العميقة حول معنى الحياة والمصير، وغيرها من دلائل قدرة الله سبحانه وتعالى.

من جانبه، قال الدكتور حسن درويش، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة المنوفية الأزهرية، إن سلاحنا الأول في المواجهة يتمثل في تقديم الإيمان كنظام معرفي متكامل وليس مجرد طقوس أو شعائر، لأن الإيمان يقدم إجابات عقلانية للأسئلة الكبرى التي يعجز الإلحاد عن الإجابة عنها، مثل: من أين أتينا؟ وما الغاية من وجودنا؟ وما هو المعيار المطلق للعدل والخير؟

وأوضح أن هذا النظام المعرفي الشامل للإسلام يثبت تفوقه على العدمية الإلحادية التي لا تقدم سوى شعارات واهية تملأ عقول الشباب فراغًا ويأسًا.
وشدد فضيلته على ضرورة استخدام أدوات المواجهة بفعالية، ليس فقط بالرد على الشبهات، بل أيضًا عبر البناء المعرفي والأخلاقي الذي يحصّن الشباب، مؤكدًا أهمية تقديم الإيمان كنظام أخلاقي يبني الأسرة والمجتمع ويسمو بالإنسان، بينما العدمية الإلحادية لا تملك سوى الهدم، إذ تنفي القيمة المطلقة للأخلاق وتحول الإنسان إلى مجرد كائن محكوم بالصدفة والغريزة.

كما أكد أهمية تدريب الشباب على مهارات التفكير النقدي للمحتوى الذي يتلقونه، للتمييز بين المعلومات الموثوقة والشبهات المغرضة، مع تقديم نماذج دعوية رقمية رصينة وجذابة تثبت أن الإيمان هو المرتكز الذي يبني الحياة الكريمة ويمنح السكينة والغاية.

ومن المقرر أن تستمر فعاليات «أسبوع الدعوة الإسلامية الثالث عشر» الذي يحمل شعار «الإيمان في عصر العلم»، بخطة شاملة على مدار خمسة أيام في مختلف كليات جامعة المنوفية، تتناول مجموعة من المحاور تشمل:
«ركائز الإيمان»، و«الإيمان والعلم: صراع أم توافق»، و«وجود الله بين العقل والفطرة»، و«الإلحاد الرقمي: كيف نواجه الشباب في عالم الإنترنت»، و«الإيمان وبناء الأوطان».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البحوث الإسلامية مدير التوجيه بـ البحوث الإسلامية الإلحادي الفكر الإلحادي بجامعة المنوفية البحوث الإسلامیة

إقرأ أيضاً:

حقيقة الأهداف الأميركية في سوريا

نفت وزارة الخارجية السورية وجود اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن إقامة قاعدة عسكرية أميركية في جنوب سوريا، ويبدو النفي ظاهريا صحيحا؛ ذلك أن وزارة الخارجية لطالما سكتت في السابق عن التعليق على القضايا التي قد تكون صحيحة، كما أن الوزارة التي يقودها الوزير الشيباني تعتبر شريكا أساسيا في صنع القرار السياسي، فيما يخص العلاقات الخارجية.

بيد أن ثمة مؤشرات عديدة على وجود نوع من التنسيق مع الجانب الأميركي، في المجال العسكري، ما يعني أن نفي الوزارة صحيح من زاوية معينة، وهي عدم وجود قاعدة بشكل صريح، لكن قد يتخذ هذا الوجود تسميات أخرى أو نمطا مختلفا لظروف وأسباب معينة.

إعادة انتشار

يمكن وضع التحرك العسكري الأميركي في سوريا في إطار إعادة انتشار، أو تموضع جديد ضمن الأراضي السورية، على اعتبار أن القوات الأميركية موجودة بالأصل في قواعد بشرق سوريا وفي "التنف".

ومن ثم قد لا تضطر واشنطن إلى زيادة أصولها العسكرية في سوريا، وإنما إعادة تنظيم هذا الوجود بما يتناسب والتطورات الجديدة، المتمثلة بإعادة دمج قوات "قسد" ضمن هياكل الجيش السوري، وكذلك الاتفاق الأمني بين سوريا وإسرائيل، والمزمع توقيعه في مرحلة قريبة.

التمهيد لهذا الانتشار، جاء على لسان المبعوث الأميركي توماس براك الذي أكد على هامش زيارة الرئيس الشرع، واشنطن والتوقيع على اتفاق انضمام سوريا للتحالف الدولي لمحاربة " تنظيم الدولة (داعش)"، أن سوريا باتت شريكا أساسيا للولايات المتحدة.

وكذلك تأكيد الرئيس السوري نفسه أثناء زيارته واشنطن، أن سوريا باتت حليفا جيوسياسيا للولايات المتحدة الأميركية، مع ما يتطلبه هذا التحالف من تنسيق أمني مشترك بين الطرفين.

وشهدت الأسابيع الأخيرة تحركات أميركية في البادية السورية، ما يؤشر على وجود توجه أميركي يقضي بإعادة توزيع القوات الأميركية في سوريا ضمن نطاقات جديدة.

إعلان

وقد أكدت الزيارات التي قام بها قائد القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" الأدميرال براد كوبر إلى دمشق في سبتمبر/أيلول، وأكتوبر/تشرين الأول، وجود تفاهمات تخص الانتشار العسكري الأميركي.

كما زار وفد عسكري من التحالف الدولي للحرب على الإرهاب، مواقع عسكرية على أطراف البادية، مثل مطار "الضمير"، ومطار "السين"، وهي مناطق مفتوحة على البادية السورية، وتمتاز بقربها من العاصمة دمشق وجنوب سوريا. وبالتزامن وصلت طائرات ومدرعات أميركية إلى قاعدة "التنف"، ما يعكس توجها أميركيا لتعزيز الوجود الأميركي في المنطقة.

ويبدو أن منطقة ريف دمشق من جهاتها الأربع: البادية، وشرق لبنان، وجنوب سوريا، والغرب، هي الوجهة المقصودة للقوات الأميركية والتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، وقد أجرت قوات التحالف عمليات إنزال في مناطق الضمير والقلمون مؤخرا، استهدفت خلايا نائمة لتنظيمات متشددة.

على ذلك، يبدو أن الوجود العسكري الأميركي في سوريا قد يتخذ نمطا جديدا على شكل غرفة عمليات لإدارة الأمن ومكافحة الإرهاب، في إطار إعادة هيكلة الوجود الأميركي، تراعي التطورات الجديدة في الملف السوري، وتطوير واشنطن أهدافها على ضوء ذلك.

الأهداف الأميركية

إعادة الانتشار الأميركي في سوريا تفرضه جملة من الاعتبارات الجيوسياسية والأمنية، تشكل دافعا قويا للحراك الأميركي الحالي:

أولا: إعادة تعريف الوجود الأميركي في المنطقة، فالحرب على "تنظيم الدولة" لم تعد كافية بحد ذاتها لتغطية هذا الوجود، نظرا لضعف هذا التنظيم، وبروز قوة محلية قادرة على ردعه.

فلا بد تاليا من إحداث تغيير في شكل هذا الوجود ومهمته، عبر بناء منظومة سياسية وأمنية جديدة على شكل مشروع إستراتيجي يتقاطع فيه الأمن بالسياسة والاقتصاد، وتحويل دور هذا الوجود من مجرد الحرب على تنظيم في طور الانهيار، إلى فاعل رئيسي في ضبط الديناميات التي تشهدها بلاد الشام، على وقع التغيرات الكبيرة التي شهدتها المنطقة.

ثانيا: ضبط التفاعلات في منطقة بلاد الشام: يؤكد السياق العام للتحرك الأميركي وجود توجه إستراتيجي لدى القيادة العسكرية الأميركية يهدف إلى وضع خريطة بلاد الشام تحت القبضة الأميركية:

الهدف الأول: التصدي للنفوذ الإيراني وسد المناطق الرخوة التي من الممكن العبور منها، فضلا عن إغلاق المنطقة في مواجهة مشاريع الصين المستقبلية، وإضعاف الوجود الروسي في سوريا. الهدف الثاني: مراقبة خطوط التماس بما يضمن توفر إنذار مبكر قبل حصول تطورات على نمط عملية طوفان الأقصى عام 2023، وذلك في إطار ترتيبات أميركية تهدف إلى الانتقال لمرحلة صنع السلام التي يسعى الرئيس ترامب إلى أن يصبح أحد أهم فاعليها. ثالثا: إدارة التوازنات وإعادة تشكيل المشهد الإقليمي، تدرك واشنطن أنها إزاء مشهد متحرك وقابل للتفجر في ظل صراعات ناشئة بين أطراف إقليمية تسعى إلى توسيع نطاق نفوذها، مثل إسرائيل، وتركيا، مع وجود نسبة عالية من إمكانية حصول احتكاكات عنيفة بينهما في سوريا، وكذلك أطراف محلية على خلاف مع دمشق، مثل الكرد والدروز، وتسعى إلى تحقيق أهداف انفصالية، ومن ثم فإن الوجود الأميركي في سوريا من شأنه ضبط التفاعلات الجارية، وإعادة توجيهها ضمن أطر جديدة محلية وإقليمية. إعلان

وفي السياق ذاته، فإن التحرك الأميركي في سوريا يهدف إلى رسم قواعد تشكيل المشهد الإقليمي، بما يسمح لها بالتحكم في قواعد الاشتباك وإدارة التصعيد، وتوجيه أدوار الفاعلين في المرحلة المقبلة؛ بهدف إخراج المنطقة من دائرة الصراعات وتحويلها إلى قطب اقتصادي يَصب جزءا من عائداته في رصيد أميركا، من خلال انخراط شركاتها في البنى الاقتصادية والاستثمارية في المنطقة، عبر مشاركتها في تشكيل طرق التجارة، وخطوط نقل الغاز، ومشاريع الإعمار.

ويساهم موقع سوريا الجغرافي في تشكيل الموقف الأميركي الجديد، إذ تغادر سوريا منطقة الإهمال الإستراتيجي في تفكير إدارة ترامب التي سبق أن وصف رئيسها سوريا بأرض الرمال والموت، لتصبح عقدة جغرافية تمتد من المتوسط إلى العراق، وتركيا، والأردن، وإسرائيل، وترتبط بمشاريع واشنطن الجيوسياسية والجيوقتصادية في المنطقة بشكل عضوي.

ومن ثم فإن استقرارها يمثل استثمارا مهما ضمن بنية المصالح الأميركية، ولذلك، نلحظ إلقاء أميركا بكامل ثقلها؛ للحفاظ على الأمن فيها، وتثبيت منظومتها الإستراتيجية الجديدة.

يتقاطع الاهتمام الأميركي مع توجه إقليمي يسعى إلى تثبيت الاستقرار في سوريا، والحفاظ على وحدة التراب، ولجم الاندفاعة الإسرائيلية التي تهدف إلى تفتيت سوريا بما يرتد سلبا على أمن دول المنطقة.

وتدرك الأطراف الإقليمية أن انخراط أميركا في الملف السوري، هو أفضل الحلول المتاحة لإخراج سوريا من دائرة الاحتمالات السيئة.

يتزامن ذلك مع رهان سوري بأن التشبيك الأمني والعسكري مع الولايات المتحدة الأميركية سيمنح دمشق فرصة لبناء قدراتها الأمنية والعسكرية، والحصول على الموارد اللازمة لبناء مؤسسات أمنية فاعلة.

كما أن تحولها إلى لاعب فاعل وقادر على ضبط الأمن وتحقيق الاستقرار على الأرض السورية، يستلزم دعما دوليا لا يمكن استجلابه إلا من خلال التفاهم مع الطرف الأميركي، الذي بدون شك يُعتبر الفاعل الأساسي الذي يتحكم بكامل خيوط اللعبة في المنطقة، بعد تراجع أدوار روسيا، والصين، وانخراط معظم اللاعبين الإقليميين ضمن المشروع الجيوسياسي لواشنطن.

قد يأخذ الوجود الأميركي في سوريا شكلا مختلفا عن النمط القائم على وجود قواعد عسكرية على الأرض، وثمة توقعات بأن يجري دمج خبراء أميركيين ضمن هياكل الجيش السوري، تحت مسمى تدريب القوات، والمساعدة على نجاح عمليات دمج الفصائل من خارج الجيش الحالي؛ "قسَد وفصائل السويداء".

لكن المرجح أن تشهد المرحلة القادمة تكثيفا للإجراءات الأميركية الهادفة إلى إعادة هيكلة الوجود الأميركي في سوريا للتعامل مع المستجدات الطارئة، وترسيخ الترتيبات الأميركية في المنطقة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • مدير الرياضة بالقليوبية يتابع دعم الحركة الكشفية وتعزيز دورها داخل مراكز الشباب
  • مساحته 5600 متر.. أمين البحوث الإسلامية يشارك في وضع حجر أساس مسجد شهداء القضاة
  • وزير العمل في قمة المرأة 2025: «الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي يعيدان تشكيل خريطة الوظائف»
  • وزير العمل: الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي يعيدان تشكيل خريطة الوظائف بمصر
  • تجليات يُتم الفكر في الفضاء الإسلامي (6-11)
  • ضبط مدير كيان تعليمى وهمى بمدينة نصر بتهمة النصب على الراغبين فى دورات الإلكترونيات
  • طبيب عروس المنوفية: لم يوجد اثار دماء علي جسد المجني عليها.. ووالدة المتهم: الدكتور زقني من التوك توك
  • جامعة المنوفية الأهلية تشارك بالمعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث (IRC EXPO 2025)
  • الدكتور محمد ورداني: الشخصية السوية لا تقوم على مظاهر سطحية
  • حقيقة الأهداف الأميركية في سوريا