رفض أكبر المهرجانات الوثائقية الرائدة في العالم اعتماد شخصيات بارزة في الصناعة الإسرائيلية من مؤسسات كبرى، بما في ذلك مهرجان "دوكافيف" (DocAviv)، وسوق "كوبرو" (CoPro)، وهيئة البث العامة "كان" (Kan)، من حضور فعالياته المرتقبة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وبحسب مجلة فارايتي الأميركية، يبدو أن مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية "إدفا" (IDFA) ، الذي تقوده حاليا مديرته الجديدة إيزابيل أراتي فيرنانديز، قد تبنى مقاطعة صناعة السينما الإسرائيلية، التي دعت إليها الشهر الماضي منظمة "عاملون في السينما من أجل فلسطين"، بينهم نجوم من هوليود، مثل إيما ستون وخواكين فينيكس، الذين تعهدوا برفض العمل مع المؤسسات السينمائية الإسرائيلية "المتواطئة في جرائم الحرب" في غزة.

ويدعو التعهد -الذي أصدرته في سبتمبر/أيلول الماضي- مجموعة عمال السينما من أجل فلسطين، ووقعه أكثر من 4 آلاف ممثل ومخرج ومنتج من جميع أنحاء العالم- المهنيين في مجال السينما العالمية إلى مقاطعة المؤسسات الإسرائيلية، بما في ذلك المهرجانات ودور السينما والمحطات الإذاعية وشركات الإنتاج.

ومن أبرز من وقعوا على المبادرة -تتابع الصحيفة الإسرائيلية- أوليفيا كولمان، وإيما ستون، ومارك روفالو، وتيلدا سوينتون، وريز أحمد، وخافيير بارديم، وأفا دوفيرناي، ويورغوس لانثيموس.

مقاطعة

وضمن هذا السياق، رفض مهرجان "إدفا" منح الاعتماد لممثلي "دوكافيف"، وكذلك "كوبرو" و"كان"، لأنهم يتلقون جزءا من تمويلهم من ميزانية الدولة الإسرائيلية.

وعند الاتصال بها من قبل مجلة "فارايتي"، أكدت مديرة مهرجان أمستردام أراتي فيرنانديز المقاطعة وقالت: "بالنسبة لهذا العام، لم تُمنح المنظمات من إسرائيل، التي تتلقى دعما حكوميا، اعتمادا، على الرغم من أن هذا القرار سيُراجع العام المقبل".

مديرة مهرجان أمستردام أراتي فيرنانديز (موقع مهرجان إدفا IDFA) 

وقالت إن "إدفا" يقيّم "الأفلام المستقلة وصانعي الأفلام بشكل فردي وعلى أساس كل حالة على حدة"، و"هذا ينطبق أيضا على الطلبات المقدمة من المؤسسات"، مضيفة: "إذا كان لمشروع ما روابط واضحة مع حكومات مسؤولة عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان -على سبيل المثال، من خلال تمويل الدولة المباشر- فإنه لا يتم اختياره بشكل عام".

إعلان

وأوضحت رئيسة مهرجان "إدفا" أن هذا المبدأ التوجيهي لا ينبع من دعوة المقاطعة التي أطلقها "عاملون في السينما من أجل فلسطين" ولكنه جزء من لوائح المهرجان التي "أدت سابقا بـ"إدفا" إلى رفض أفلام معينة من إيران، ومنذ الحرب الشاملة على أوكرانيا، من روسيا، وكذلك دول أخرى".

في حديثها لمجلة "فارايتي"، تقول المخرجة الإسرائيلية ميخال فايتس، وهي منتجة وثائقية تولت رئاسة مهرجان "تل أبيب" للأفلام الوثائقية 2020 (دوكافيف) العام الماضي، إنها ونظراءها في "كان" و"كوبرو" "تلقى كل منهم رسالة رفض من إدفا". وأضافت فايتس: "الرسالة قالت إنهم لن يمنحونا الاعتماد لأننا متواطئون في الإبادة الجماعية، وهو أمر غير صحيح على الإطلاق".

جدل في إسرائيل

وأضافت فايتس إنه على مر السنين، عرض "دوكافيف" العديد من الأفلام الوثائقية النقدية واليسارية التي أثارت غضب "وزير الثقافة، الذي قال إننا خُنّا البلاد"، مستشهدة بفيلم "محامية" (Advocate)، وهو فيلم وثائقي صدر عام 2019 من إخراج راحيل لياه جونز وفيليب بيلاش حول لِيا تسيميل، وهي محامية حقوق إنسان إسرائيلية تمثل الأسرى الفلسطينيين. ومثال آخر على فيلم وثائقي أثار الجدل هو فيلم "1948: تذكر، لا تذكر" (1948: Remember, Remember Not) لنيت شاشاني، والذي سلط الضوء على الأحداث المحيطة باحتلال القرية الفلسطينية في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948.

وبالمقابل، ذكرت الكاتبة حنين مجادلة -في عمودها السابق بصحيفة هآرتس- أن اليسار الإسرائيلي يبدي معارضة للاحتلال، لكنه لا يزال يلتزم بواجباته عندما يصدر الجيش إخطارات استدعاء طارئة.

وتحدثت مجادلة عن أفلام تتعارض مع الرواية الإسرائيلية الرسمية، ومن بينها أفلام تناولت نكبة 1948، لكنها استغربت أن يرى صانعو الأفلام الإسرائيليون أنفسهم ضحايا في هذه القصة، وتساءلت: "هل يعبّر صانعو الأفلام الإسرائيليون عن معارضتهم بشكل ملموس عن طريق رفضهم الخدمة في جيش الاحتلال والمشاركة في نظام يرتكب جرائم ضد الإنسانية؟ أم أن احتجاجهم يقتصر فقط على مجال الإبداع الفني؟".

وأوضحت أن المقاطعة ليست عملا انتقاميا "بل آلية تصحيحية"، وخاطبت الغاضبين قائلة: "المقاطعة قد تعزلكم وتجعلكم منبوذين على الساحة الدولية، ولكن فقط إلى أن تدركوا أن إعلانا أجوف مثل (ليس باسمي) أبعد ما يكون كافيا، لأنها، في الحقيقة، باسمكم".

وكانت "مجموعة عمال السينما من أجل فلسطين" قد أكدت في وقت سابق -لوكالة أسوشيتد برس- أن مبادرتها "تستند إلى نضالات تاريخية"، لا سيما الحركة الدولية الناجحة لإنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، حسب ما أوردته هآرتس.

وشددت على أنه إذا أرادت المؤسسات السينمائية الإسرائيلية مواصلة العمل مع الموقعين على التعهد، فإن خيارهم واضح: "إنهاء التواطؤ في الإبادة الجماعية والفصل العنصري في إسرائيل، والاعتراف بالحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني بموجب القانون الدولي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

صناع مسلسل أنا وهو وهو في البروفات الأخيرة قيل بدء التصوير

يضع القائمون على مسلسل "أنا وهو وهم" بطولة النجمان نسرين طافش وأحمد صلاح حسني، اللمسات الأخيرة على تحضيرات العمل استعداداً لبدء التصوير خلال الأيام المقبلة تمهيدا لعرضه في موسم دراما رمضان رمضان 2026 وقد أجرى أبطال العمل بروفات ترابيزة للشخصيات، بالتزامن مع الانتهاء من مختلف التجهيزات الفنية.

بروفات مسلسل أنا وهو وهم مسلسل أنا وهو وهم

مسلسل "أنا وهو وهم"  قصة سيناريو و حوار نسرين طافش بمشاركة ورشة كتابة يتولى اخرج العمل المخرج السوري زهير قنوع. 

ويشارك في بطولة العمل إلى جانب نسرين طافش وأحمد صلاح حسني كلُ من: كمال أبو رية، شريف رمزي، ملك أحمد زاهر، شيرين، سامح الصريطي، ميمي جمال، محمد مهران، مادلين طبر فيما تواصل الشركة المنتجة التعاقد مع باقى الفنانين. 

ويجمع مسلسل "أنا وهو وهم" النجمان نسرين طافش وأحمد صلاح حسني للمرة الثانية في الدراما التليفزيونية، بعدما قدما سوياً مسلسل "ختم النمر" من نوعية أعمال الـ 45 حلقة، الذى تم عرضه عام 2020 وحقق نجاحاً لافتاً وكان من تأليف محمد عبد المعطى، وإخراج أحمد سمير فرج، ودارت أحداثه في اطار اجتماعي رومانسى.

يذكر أن نسرين طافش تواجدت في دراما رمضان الماضي 2025 خلال حكاية "وصمة عار" من مسلسل "اسود باهت"، وهى من تأليف كريم سرور وإخراج ممدوح زكي وشارك في بطولتها محمد لطفي وحسني شتا ومادلين طبر وإبراهيم السمان وبسنت حاتم وصولا عمر وعدد من الفنانين الشباب.

أما أحمد صلاح حسني فيعرض لها حالياً في السينمات، فيلم "أوسكار - عودة الماموث" الذ يخوض به أول بطولة مطلقة في السينما، ويشارك في بطولته، هنادي مهنا، محمد ثروت، محمود عبد المغني، الطفلة ليا سويدان، والعمل فكرة كريم هشام، قصة أحمد حليم، سيناريو وحوار مصطفى عسكر، وحامد الشراب. وإخراج هشام الرشيدي.

طباعة شارك أنا وهو وهم نسرين طافش أحمد صلاح حسني مسلسل أنا وهو وهم

مقالات مشابهة

  • داعش يتبنى أول هجوم ضد القوات الحكومية السورية الجديدة
  • أيام مهرجان دهوك مستمرة بحضور جماهيري لمحبي السينما (صور)
  • منذر رياحنه يقود لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان كرامة
  • مسؤول بهيئة الأفلام: 3 أهداف لمبادرة «أفلام للجميع»
  • غنائم الانسحاب.. وثائقي للجزيرة يكشف حجم الأسلحة الأميركية التي استولت عليها طالبان
  • الأفلام الفائزة بجوائز الدورة الـ5 من مهرجان البحر الأحمر السينمائي
  • نيللي كريم تعيش حالة انتعاش فني بـ3 أفلام
  • مهرجان البحر الأحمر يعلن الفائزين بجوائز “اليُسر” في ختام دورته الخامسة 2025
  • صناع مسلسل أنا وهو وهو" في البروفات الأخيرة قيل بدء التصوير
  • صناع مسلسل أنا وهو وهو في البروفات الأخيرة قيل بدء التصوير