قادة الجيش والقوة المشتركة والوالي غادروا الفاشر بسلام وفي طريقهم إلى مكان آخر
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
متابعات- تاق برس- كشفت مصادر في شمال دارفور أن قيادات الجيش السوداني والقوة المشتركة المساندة له، إلى جانب والي الولاية وعدد من أعضاء حكومته، غادروا مدينة الفاشر قبل يومين من إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة، آخر مواقع الجيش في إقليم دارفور.
وبحسب مصدر عسكري تحدث لـ”دارفور24″، وصلت القوة المنسحبة إلى بلدة كرنوي الواقعة شمال غرب الفاشر، فيما توجه الوالي الحافظ بخيت إلى مدينة الطينة الحدودية مع تشاد، في طريقه إلى بورتسودان عبر الأراضي التشادية.
وأوضح المصدر أن الصف الأول من قادة الجيش، بينهم قائد الفرقة ونائبه وقادة الاستخبارات والعمليات والدفاع الجوي، غادروا المدينة في ثلاث مجموعات منفصلة.
كما غادر قادة السيطرة والتحكم، من بينهم الفريق جمعة حقار والفريق التجاني ضهيب، إلى كرنوي ضمن مجموعة مستقلة.
وأكدت المصادر أن حكومة الولاية، بما في ذلك مكتب الوالي وعدد من الوزراء ومدير شرطة الولاية، غادروا الفاشر قبل أيام، وسط حالة من الترقب والقلق بشأن مصير المدينة.
وفي سياق متصل، أفاد مصدر آخر بفقدان الاتصال مع قادة القوة المشتركة في الاتجاه الشمالي للمدينة، وهما اللواء عبدالله بهلول واللواء عمدة طاهر، دون توفر معلومات إضافية عن وضعهما.
جاءت هذه التطورات بعد حصار استمر لأكثر من عام ونصف فرضته الدعم السريع على مدينة الفاشر، قبل أن تعلن سيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة.
الفاشرالقوة المشتركةقيادة الفرقة السادسة مشاةالمصدر: تاق برس
كلمات دلالية: الفاشر القوة المشتركة
إقرأ أيضاً:
أم سودانية من قلب مجزرة الفاشر تروي قصة مدينة تبتلع أبناءها
في واحدة من أفظع فصول الحرب السودانية، تروي حياة يعقوب حسين، وهي أم من دارفور في الثلاثينيات من عمرها، لصحيفة تايمز البريطانية كيف ركضت بأطفالها وسط الجثث لتنجو من الموت بعد أن سقطت مدينة الفاشر بيد قوات الدعم السريع عقب حصار دام 18 شهرا أودى بآلاف الأرواح وأغرق المدينة في مجاعة خانقة.
تقول حياة يعقوب من مخيم للناجين في بلدة طويلة غربي الفاشر "كانت الجثث ملقاة على قارعة الطريق ومن يتوقف يُجلد، ومن يتعثر يُقتل".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: غزة قد تعود للحرب مجددا والسودان بحاجة لتفعيل آليات العقابlist 2 of 2واشنطن تايمز: هكذا غير الذكاء الاصطناعي قواعد الحرب في أوكرانياend of listووفق تايمز، اضطرت حياة لترك جثة ابنها المراهق دون دفن بعد أن قُتل قصفا، ولا تعلم مصير زوجها الذي أخذته قوات الدعم السريع مع رجال آخرين، أو ما حصل لجيرانها العاجزين عن الفرار.
وأكدت تقارير الأمم المتحدة أن ما جرى في الفاشر يعيد إلى الأذهان فظائع إبادة دارفور قبل أكثر من 20 عاما. فبعد انسحاب الجيش السوداني، سيطرت قوات الدعم السريع على المدينة بعد أن فرضت عليها حصارا خانقا، منعت خلاله وصول الغذاء والدواء حتى تفشّت المجاعة، حسب الصحيفة.
"لا تصلنا صرخاتهم ولكن الرعب مستمر. النساء والفتيات يُغتصبن، والناس يُعذبون ويُقتلون دون أن يُحاسب أحد على ذلك"
بواسطة منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر
وكشفت صور أقمار صناعية عن دلائل لعمليات قتل جماعي، في وقت أفادت فيه منظمة الصحة العالمية بمقتل نحو 460 شخصا في مجزرة داخل مستشفى الولادة السعودي بعد اقتحامه.
وحذر رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ديفيد ميليباند من أن "قلة عدد من وصلوا سالمين إلى مخيم طويلة يجب أن تثير فزع العالم بأسره"، واصفا ما يجري بأنه "فصل جديد من الرعب في دارفور".
وتقول حياة يعقوب، التي تطهو لعائلتها أول وجبة ساخنة منذ شهور بعد أن عاشت على علف الحيوانات، "ما نحتاجه هو الأمان لأطفالنا". وهي اليوم ترعى أيتاما فقدوا ذويهم في القصف.
صمت دوليوفي جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، وجّه منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر انتقادا لاذعا لصمت المجتمع الدولي قائلا "لا تصلنا صرخاتهم ولكن الرعب مستمر. النساء والفتيات يُغتصبن، والناس يُعذبون ويُقتلون دون أن يُحاسب أحد على ذلك".
إعلانومع سقوط الفاشر بيد قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) الذي أنشأ سلطة موازية، بات السودان فعليا منقسما بين جيش يسيطر على الخرطوم وشرقي البلاد، ومليشيا تُعيد إلى الأذهان جراح الإبادة في دارفور، بحسب تقرير الصحيفة البريطانية.
ونقلت تايمز عن ناجية من مجازر دارفور السابقة تُدعى امتثال محمود، التي تقيم حاليا في الولايات المتحدة، القول إنها تعرّفت على ابنة عمها نظيفة في مقطع فيديو نُشر على حسابات تابعة لقوات الدعم السريع.
وأضافت في حديثها لوكالة الأنباء الفرنسية فرانس برس "يمكنك أن ترى جثتها ملقاة على الأرض، وتسمع أحد مقاتلي الدعم السريع يقول لها: انهضي إن استطعتِ".
وتابعت بأسى "كانوا يسخرون من جثتها، وهذا شكل آخر من أشكال التعذيب. الكثير من أفراد عائلتنا ما زالوا محاصرين داخل المدينة، ولا نعرف من منهم على قيد الحياة ومن قُتل".