اليمن: قفزة في أسعار السكر ومخاوف من نفاد المخزون
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
قفزت أسعار السكر بشكل مفاجئ في اليمن بواقع 7 آلاف ريال، ليرتفع سعر الكيس 50 كيلوغراما في صنعاء من 19 ألفا إلى 26 ألف ريال، ما شكل صدمة للمستهلكين ومعامل ومصانع الحلويات والمقاهي التي تقدم المشروبات الساخنة وتحظى باهتمام كبير من قبل المواطنين.
وفي حين يحافظ الكيس في عدن ومناطق إدارة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً على سعره المرتفع، حيث يتراوح بين 57 ألفا و60 ألف ريال، بالرغم من التحسن الذي طرأ على سعر صرف الريال مقابل العملات الأجنبية، وقيام الجهات الحكومية المعنية بفرض تسعيرة جديدة مخفضة، غير أنها تواجه برفض الأسواق لأسباب تتعلق بمشكلة سلاسل الإمداد التي لم يتم حلها حتى الآن.
ويبلغ سعر صرف الدولار الواحد في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية 1626 ريالا للدولار، فيما يبلغ في مناطق سيطرة الحوثيين 540 ريالا للدولار الواحد.
وأفاد باعة وملاك متاجر جملة للمواد الغذائية "العربي الجديد" بأن هناك أزمة كبيرة نجمت عن فرض تسعيرة جديدة للسكر يجرى تداولها منذ يومين دون إبداء أيّ أسباب واضحة لهذا الارتفاع الكبير والمفاجئ، والحديث عن الأزمات الأخيرة المتصاعدة في الواردات والشحن التجاري إلى اليمن، مع نفاد مخزون عدد من السلع الأساسية وليس فقط السكر.
غير أن مصادر تجارية أكدت لـ"العربي الجديد" أن هناك مشكلة كبيرة في السكر بسبب نفاد المخزون، إضافة إلى صعوبة الشحن والاستيراد عبر ميناء الحديدة وارتفاع التكاليف في ظل اشتراطات السلطات المعنية في صنعاء حول الواردات وتحديد قوائم يجرى تحديثها باستمرار لمحظورات الواردات من السلع، إضافة إلى وضعية ميناء الحديدة.
إلى جانب مشكلة الشحن التجاري إلى ميناء الحديدة، حيث لا يزال كثير من أرصفة الميناء مدمرة بسبب القصف الإسرائيلي الذي استهدفها خلال الفترة الماضية؛ لفت التاجر جلال الحسني لـ"العربي الجديد" إلى المشكلة الحاصلة في استيراد السكر السائب، والتأخير في عملية الشحن التجاري الذي يتم عبر الموانئ والمنافذ الحكومية واحتجاز البضائع والسلع في المنافذ، إذ تبرز هذه الأسباب المحلية خلافاً لما اعتادت عليه الأسواق المحلية سابقاً، والتي كانت ترجع ارتفاع السكر لأسباب عالمية.
وفي الوقت الذي يعتمد فيه اليمن بشكل كلي على استيراد السكر من الخارج؛ تتسم السوق المحلية بالاحتكار الشديد في هذه السلعة التي تخضع بنسبة تقارب 70% من حجم السوق لخمسة مستوردين يتحكمون في سعرها ومستوى عرضها. وتأتي البرازيل في صدارة الدول التي يُستورد السكر منها، في حين هناك واردات تأتي من دول أخرى، مع بروز فوارق سعرية بين منتج وآخر تتعلق بالنوعية والجودة وفق البائع محمد النهاري الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، مؤكداً أن الفارق السعري يتراوح بين 1000 و2000 ريال في سعر الكيس.
أضاف النهاري أن أغلب مشتريات السكر في الأسواق تتم بالتجزئة، خاصة بالنسبة للمواطنين الذين يشترون احتياجاتهم بالكيلوغرام الذي يصل سعره إلى 500 ريال في صنعاء، فيما تتنوع الكميات في متاجر الجملة وكذا في السوبر ماركت والبقالات.
مخاوف المقاهي
وهناك الكيس الصغير الذي يزن 4 كيلو، والذي يعتبر الأكثر تداولاً وطلباً من قبل المقاهي والكافيهات، حيث يصل سعر هذه الكمية إلى نحو 4500 ريال، في حين تعتمد المحال الكبيرة والمطاعم والقطاعات المنتجة للحلويات على الأكياس الكبيرة 50 كيلوغراماً لتلبية احتياجاتها من السكر.
وتترقب الأسواق هذه التغيرات السعرية الجديدة في مادة السكر، إذ قد تنعكس على أسعار القهوة والشاي في المقاهي والكافيهات. ويصل سعر كوب الشاي بالحليب في مقهى مدهش الشهير بشارع المطاعم بصنعاء إلى 150 ريالا، وهو السعر الشائع في مختلف المقاهي والمطاعم، بينما يبلغ سعر الشاي الأحمر 100 ريال، وحوالي 200 ريال سعر كوب القهوة، والذي يختلف من محل لآخر بحسب الفئة والاسم والجودة، حيث يصل سعره في المقاهي والمحال والكافيهات التي تصنف درجة أولى مثل "حراز كافيه" الشهير إلى نحو 800 ريال، وهناك بعض الأصناف تصل إلى 1500 ريال.
وفي الوقت الذي يستبعد فيه عامل في أحد المقاهي الشعبية الواقع في شارع المطاعم بمنطقة التحرير وسط العاصمة صنعاء فارس الشماري، وفق حديثة لـ"العربي الجديد"، الإقدام على زيادة التسعيرة، يُرجح أن يكون 50 ريالا في سعر الشاي بالنظر إلى قدرة المواطنين الشرائية المحدودة، التي قد تؤثر عليهم في المقاهي بحال إضافة إلى مبلغ زيادة بسبب ارتفاع السكر. ويعتقد محمد حميد، وهو محاسب في أحد الكافيهات الشهيرة بمنطقة حدة الراقية بصنعاء، أن تستمر تسعيرة المشروبات، خاصة العصائر التي تستهلك عملية إعدادها كميات إضافية من السكر، إلى المشروبات التي تبدأ أسعارها من مبلغ 500 ريال، وتزيد بحسب نوع الصنف من العصير.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن اقتصاد السكر نفاد المخزون العربی الجدید
إقرأ أيضاً:
أقدم الأعشاب في العالم.. تخفف الالتهابات وتقلل القلق وتنظم السكر في الدم
تُعد الكزبرة (Cilantro) من الأعشاب التي تثير الجدل بين الناس، فالبعض يعشق نكهتها المميزة، بينما لا يحتمل آخرون مذاقها، فبالنسبة لكثيرين، تضيف أوراق الكزبرة طعما فريدا إلى السلطات أو صلصة الغواكامولي المنزلية، لكن لدى آخرين يمتلكون جينا معينا، يتسبب في أن يُشبه طعمها طعم الصابون.
وبحسب صحيفة إندبندنت البريطانية، قالت الطاهية الخاصة والمديرة التنفيذية لشركة In the Kitchen with Chef Bae، بروك بايفسكي، إن "التقديرات تشير إلى أن ما بين 4 و14 في المئة من سكان الولايات المتحدة لديهم هذا الاختلاف الجيني الذي يجعل الكزبرة بطعم الصابون"، مضيفةً: "أما بالنسبة لبقية الناس، فهي ببساطة عشبة خضراء طازجة ذات نكهة محببة."
وأشارت الصحيفة إلى أن المدهش هو أن تناول الكزبرة يمكن أن يوفر العديد من الفوائد الصحية المهمة، إذ إن إدراجها في النظام الغذائي قد يساعد في تقليل الالتهابات المرتبطة بالإصابة بأمراض المناعة الذاتية والاضطرابات العصبية التنكسية وأمراض الجهاز الهضمي والقلب، فضلاً عن بعض أنواع السرطان.
كما تُظهر دراسات حديثة أن مكونات الكزبرة تحتوي على مركبات مضادة للأكسدة والبكتيريا، إلى جانب تأثيرها في خفض مستويات القلق وتنظيم السكر في الدم، ما يجعلها من الأعشاب المفيدة لصحة الجسم بشكل عام.
ويُذكر أن الكزبرة تُعد من أقدم الأعشاب المستخدمة في التاريخ، إذ يعود استعمالها إلى العصر الفرعوني في مصر القديمة، حيث عُثر على بذورها في مقابر الفراعنة. كما استخدمها المصريون واليونانيون والرومان لأغراض طبية وغذائية.
وفي السنوات الأخيرة، ازدادت اهتمامات العلماء بدراسة مكونات الكزبرة لما تحتويه من مواد فعالة مثل اللينالول والكورياندرين، التي تُسهم في تقليل الالتهابات وتحسين وظائف الدماغ وتنظيم مستويات السكر في الدم. وتشير بعض الأبحاث إلى أن تناول الكزبرة بانتظام يمكن أن يساعد في تهدئة الأعصاب وخفض القلق، فضلاً عن تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية بفضل دورها في موازنة ضغط الدم والكوليسترول.