عصائر الديتوكس تجهد الجسم وتقتل الكبد بصمت.. الحقيقة المرة وراء مشروب الصحة الزائف
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
هل تعلم أن عصائر الديتوكس تقتل الكبد بصمت؟ في السنوات الأخيرة، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة ضخمة من الوصفات والمشروبات التي تُعرف باسم عصائر الديتوكس.
الجميع يتحدث عن قدرتها السحرية على تنظيف الجسم من السموم، وإنقاص الوزن، وتجديد الطاقة، حتى أصبحت جزءاً من روتين المشاهير ومحبي الحياة الصحية، لكن خلف هذا البريق الأخضر، تكمن حقيقة طبية صادمة: الإفراط في تناول عصائر الديتوكس يمكن أن يقتل الكبد بصمت، العضو المسؤول أساساً عن تنظيف الجسم من السموم، وفقا لما نشره موقع هيلثي.
فكرة الديتوكس ظهرت من منطلق صحيح، وهو مساعدة الجسم في التخلص من السموم الناتجة عن الأطعمة المصنعة والتلوث والدهون.
لكن الحقيقة أن الجسم لا يحتاج إلى مساعدة خارجية ليقوم بعملية التطهير، فالكبد والكليتان والرئتان والجلد تقوم بهذه الوظيفة بشكل طبيعي ومتوازن.
عندما نفرض على الجسم عصائر معينة أو صياماً قاسياً بحجة "إزالة السموم"، فإننا نُربكه ونعطّل أجهزته الحيوية.
الكبد هو مركز التنقية في الجسم، وكل ما ندخله من أطعمة أو مشروبات يمر من خلاله.
عند شرب كميات كبيرة من عصائر الديتوكس، خاصة تلك المصنوعة من خليط فواكه وخضروات غنية بالألياف أو بالأوكسالات، يُجبر الكبد على التعامل مع كمية هائلة من المواد النباتية المركزة في وقت قصير.
هذا الحمل الزائد يؤدي إلى:
تعب الكبد بسبب ارتفاع مستوى الفركتوز سكر الفاكهة في الدم.
خلل في إنزيمات الكبد، مما يعطّل عملية التمثيل الغذائي.
زيادة خطر ترسّب الدهون على الكبد خاصة عند من يعانون من الكبد الدهني أو السمنة.
الكبد لا يستطيع معالجة كل هذه السكريات في وقت واحد، فيحوّلها إلى دهون تتراكم عليه، مما يؤدي إلى التهاب وضعف في أدائه على المدى الطويل.
ديتوكس الفواكه سكر أكثر من الصوداالعديد من وصفات الديتوكس المنتشرة تحتوي على مكونات مثل التفاح والموز والعنب والمانجو، وكلها غنية بسكر الفركتوز.
كوب واحد من عصير الديتوكس قد يحتوي على كمية سكر تفوق ما يوجد في عبوة مشروب غازي.
الفركتوز الزائد لا يُهضم في المعدة بل يتجه مباشرة إلى الكبد، الذي يحوّله إلى دهون. ومع الاستمرار في تناول هذه العصائر يومياً، يتحول الكبد إلى مخزن دهون يصعب علاجه.
بعض وصفات الديتوكس تعتمد على السبانخ والبنجر والكرنب، وهي خضروات صحية في الأصل، لكنها تحتوي على نسبة عالية من الأوكسالات، وهي مركبات طبيعية إذا زادت نسبتها في الجسم قد تسبّب أضراراً خطيرة للكلى والكبد.
كثرة الأوكسالات قد تؤدي إلى تكوين حصوات أو التهابات كبدية مزمنة، خصوصاً إذا كان الجسم يعاني من ضعف مسبق في وظائف الكبد أو الكلى.
من أكبر الأخطاء التي يقع فيها متبعو حميات الديتوكس هو الاعتماد على العصائر فقط لعدة أيام دون طعام صلب.
هذا النمط الغذائي يسبب انخفاضاً حاداً في البروتينات، بينما يحتاج الكبد إلى البروتين ليصنع الإنزيمات اللازمة للتنقية.
وبغياب البروتين، تتدهور وظائف الكبد، ويتراجع قدرته على مواجهة السموم الحقيقية الموجودة في الجسم.
كما يؤدي نقص البروتين والدهون إلى ضعف جهاز المناعة وشعور بالإرهاق والدوخة والهبوط العام.
الكثير من الأشخاص يشعرون بالسعادة بعد يومين من شرب الديتوكس لأن الميزان يظهر نقصاً في الوزن، لكن هذا النقص غالباً ليس في الدهون، بل في الماء والعضلات.
فالجسم في هذه الحالة يعيش في وضع المجاعة، ويبدأ في تكسير العضلات للحصول على الطاقة، بينما يظل مخزون الدهون كما هو.
ومع عودة الشخص لنظامه الغذائي الطبيعي، يستعيد الجسم الوزن بسرعة أكبر، ويشعر بالتعب بسبب اضطراب وظائف الكبد والهرمونات.
الأطباء وخبراء التغذية يؤكدون أن الكبد لا يحتاج إلى تنظيف، بل إلى دعم من خلال الغذاء المتوازن.
والدعم الحقيقي يأتي من تناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة مثل الليمون، الكركم، الثوم، والشاي الأخضر، لكن بكميات معتدلة ومع وجبات متكاملة.
كما ينصح الأطباء بشرب الماء الكافي وممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على كفاءة الكبد، بدلاً من الاعتماد على مشروبات الديتوكس المركزة التي تجهد الجسم أكثر مما تفيده.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مواقع التواصل الاجتماعي والمشروبات الأوكسالات تنظيف الجسم من السموم إنقاص الوزن تجديد الطاقة الأطعمة المصنعة حظک الیوم السبت 4 أکتوبر وظائف الکبد من السموم أکتوبر 2025 فی تناول
إقرأ أيضاً:
مشروب الماء بالليمون والنعناع مفيد لتحسين المزاج
في عالم العناية بالصحة والرشاقة، برز مشروب الماء بالليمون والنعناع كأحد أبسط وأقوى المشروبات الطبيعية التي تجمع بين الطعم المنعش والفوائد الصحية المتعددة.