الفاشر على مشارف الكارثة الكبرى.. والسودان يواجه لحظته الفاصلة بين الحياة والانهيار
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
في الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة العنف الدامي في إقليم دارفور، وتتحول مدينة الفاشر إلى مسرح مفتوح لواحدة من أبشع الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث، يعيش السودان على وقع واحدة من أكثر أزماته تعقيدًا وتشابكًا صراع ألقى بظلاله الثقيلة على المشهدين السياسي والإنساني، ودفع البلاد إلى حافة الانهيار الكامل.
فبين مدن مدمرة ونزوح جماعي لمئات الآلاف من المدنيين، وانهيار شبه تام في الخدمات الأساسية، تتزايد التحذيرات الدولية من دخول الإقليم مرحلة “الإبادة الجماعية” في ظل صمت عالمي أثارا تساؤلات حول جدوى النظام الدولي في مواجهة مثل هذه الكوارث.
وفي الوقت الذي تتعالى فيه أصوات الاستغاثة من داخل دارفور، تعجز المنظمات الإنسانية عن الوصول إلى معظم المناطق المنكوبة بسبب الحصار المفروض وانعدام الأمن، ما فاقم معاناة السكان الذين يواجهون الجوع والعطش والأوبئة والموت اليومي دون أي أمل في انفراج قريب.
أستاذ قانون دولي: الفاشر على مفترق طرق والعالم أمام خيارات حاسمةقال الدكتور محمد محمود مهران أن مدينة الفاشر السودانية تقف على مفترق طرق خطير بعد الإبادة الجماعية المستمرة وأن المجتمع الدولي أمام خيارات حاسمة ستحدد مصير آلاف الأرواح البريئة.
حدد الدكتور مهران عدة إجراءات عاجلة من منظور القانون الدولي يجب اتخاذها فورا، تبدأ بإصدار قرار ملزم من مجلس الأمن الدولي بموجب الفصل السابع من الميثاق يفرض وقفا فوريا لإطلاق النار وحماية المدنيين، موضحا أن المادة 39 من الميثاق تمنح المجلس صلاحية تحديد وجود تهديد للسلم والأمن الدوليين واتخاذ التدابير اللازمة.
واضاف أنه يجب نشر قوات حماية دولية تحت مظلة الأمم المتحدة أو الاتحاد الأفريقي لحماية المدنيين ومنع استمرار الجرائم، مؤكداً أن مبدأ مسؤولية الحماية المعتمد في قمة الأمم المتحدة 2005 يلزم المجتمع الدولي بالتدخل عندما تفشل الدولة في حماية سكانها من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وأشار أيضا الي ضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة فورا لإيصال المساعدات الغذائية والطبية العاجلة ووقف استخدام التجويع كسلاح حرب، لافتا إلى أن القانون الدولي الإنساني يلزم أطراف النزاع بتسهيل مرور المساعدات الإنسانية وأن منعها يشكل جريمة حرب.
كما أكد علي أهمية إحالة الوضع في دارفور للمحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة مرتكبي الجرائم، موضحا أن مجلس الأمن سبق أن أحال الوضع في دارفور للمحكمة عام 2005 ويجب تفعيل هذا الملف وإصدار مذكرات اعتقال جديدة بحق المسؤولين عن الجرائم الحالية.
وتابع: مع فرض عقوبات اقتصادية وسياسية صارمة على القادة المسؤولين عن الجرائم بما في ذلك تجميد الأصول ومنع السفر وحظر توريد الأسلحة، مؤكدا أن المادة 41 من الميثاق تمنح مجلس الأمن صلاحية فرض تدابير لا تتطلب استخدام القوة المسلحة، وتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتوثيق الجرائم وجمع الأدلة لاستخدامها أمام المحكمة الجنائية الدولية والمحاكم الوطنية.
وحول السيناريوهات المحتملة للفترة القادمة حدد أستاذ القانون الدولي ثلاثة احتمالات رئيسية، متمثلة فى السيناريو الأول والأسوأ: استمرار التقاعس الدولي مما يؤدي لإبادة جماعية كاملة في الفاشر وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا وتهجير قسري لمئات الآلاف، محذار من أن هذا السيناريو سيكرر مأساة رواندا ويلطخ سمعة المجتمع الدولي للأبد.
ولفت الي أن السيناريو الثاني يتمثل فى تدخل إقليمي محدود من دول الجوار أو الاتحاد الأفريقي لوقف المجزرة دون غطاء دولي كامل موضحا أن هذا قد يوقف النزيف مؤقتا لكنه لن يحقق حلا مستداما دون التزام دولي شامل.
أما السيناريو الثالث والأكثر إيجابية أشار إلي امكانية تحرك دولي حاسم بقيادة مجلس الأمن يوقف المجزرة ويفرض حلا سياسيا شاملا، مؤكدا أن هذا السيناريو يتطلب إرادة سياسية حقيقية من الدول الكبرى خاصة الولايات المتحدة والصين وروسيا للتغلب على خلافاتها وإنقاذ الأرواح.
وختم الدكتور مهران بنداء عاجل للمجتمع الدولي مؤكدا أن الوقت ينفد والفرصة الأخيرة لإنقاذ الفاشر قد تضيع قريبا. وشدد على أن القانون الدولي يوفر جميع الأدوات اللازمة لكن المطلوب هو إرادة سياسية وضمير إنساني حي محذرا من أن التاريخ لن يرحم الصامتين على هذه المجزرة.
قال أستاذ السياسة سعيد الزغبي إن مدينة الفاشر دخلت مرحلة كوارثية غير مسبوقة، بعدما خضعت لحصار طويل انتهى بسيطرة مسلحة، وسط تقارير مروعة عن عمليات قتل واسعة واغتصاب واستهداف للمرافق الصحية، إلى جانب انهيار شبه كامل للخدمات الإنسانية، في وقت يواجه فيه مئات الآلاف من المدنيين مصيرًا غامضًا بين الحصار والنزوح القسري.
وأكد الزغبي أن هذا النوع من الانهيار لا يمثل مجرد تصاعد للعنف، بل يغير قواعد اللعبة بالكامل، إذ ينذر بتحول الصراع إلى عنف مؤسس لتقسيمات إثنية وجغرافية قد تولد أزمات إنسانية مستمرة يصعب احتواؤها.
وأوضح الزغبي أن هناك خمسة سيناريوهات محتملة لمستقبل هذا الوضع المأساوي في دارفور:
السيناريو الأول: الانزلاق إلى الإبادة
قال الزغبي إن “السيناريو الأقصى” يتمثل في استمرار الانحدار نحو إبادة أو تطهير عرقي، عبر موجات قتل منتظمة، وتطهير مناطق سكانية تابعة لمجموعات محددة، وإحراق مخيمات النزوح، وانهيار كامل لمؤسسات الدولة المحلية.
وأشار إلى أن هذا السيناريو تغذيه إيديولوجيا الإقصاء والقتل، مع غياب أي رادع خارجي فعال، وقدرة الفاعلين المسلحين على السيطرة على الموارد والطرق، وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية.
السيناريو الثاني: التجميد والتقسيم
أضاف الزغبي أن هذا السيناريو يقوم على تجميد الصراع مع تفكك إداري طويل الأمد، من خلال سيطرة فصائل مسلحة على مناطق واسعة وظهور سلطات موازية، إلى جانب نزوح دائم وعنف دوري دون الوصول إلى مستوى الإبادة اليومية.
ويرى أن هذا الوضع قد ينتج عن استنزاف الأطراف المتحاربة، ووجود توازن قوى محلي أو إقليمي يمنع هجمات شاملة، مع تراجع الاهتمام الدولي تدريجيًا.
السيناريو الثالث: التفاوض الإنساني
وأوضح الزغبي أن هناك احتمالًا لظهور اتفاق محلي مؤقت يفتح ممرات إنسانية، نتيجة ضغوط دولية وإقليمية تفرض هدنة محدودة تشمل تبادل أسرى وتوثيق الانتهاكات وتحسينًا محدودًا في السلامة المدنية.
وقال إن هذا السيناريو يعتمد على دور فاعل للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، وعلى قدرة المنظمات الإنسانية على التفاوض واهتمام دولي مفاجئ بالملف السوداني.
السيناريو الرابع: التدخل والضغط الدولي
وأشار الزغبي إلى أن هذا المسار يقوم على تحرك دولي واسع يشمل إجراءات دبلوماسية واقتصادية وعقوبات وإحالات للمحكمة الجنائية الدولية، وربما تدابير عسكرية محدودة من قبل تحالف إقليمي.
وأكد أن هذا السيناريو قد يؤدي إلى تراجع قدرة الجماعات المسلحة على الإفلات من العقاب، خاصة في حال توثيق جرائم حرب وإبادة بشكل رسمي.
السيناريو الخامس: إعادة البناء المشروط بالسلام
واعتبر الزغبي أن الحل الطويل المدى يتمثل في هدنة شاملة تترافق مع عملية سياسية وطنية تفتح الطريق نحو إعادة بناء مؤسسات محلية وعودة تدريجية للنازحين، بدعم من برامج عدالة انتقالية ومصالحة مجتمعية.
وأشار إلى أن تحقيق هذا السيناريو ممكن عبر وساطة وإرادة مصرية، إذا توفرت بيئة إقليمية داعمة ومسار سياسي شامل.
وختم الزغبي تصريحاته مؤكدًا أن المشهد في دارفور قابل لمزيد من التصعيد والانتهاكات إذا استمر الفراغ الأمني وغياب الردع الفعال، لكنه شدد على أن هناك مسارات بديلة يمكن أن تفتح أفقًا للأمل، مثل تجميد الصراع، أو هدنة إنسانية، أو ضغوط دولية متسقة.
وقال إن أي تغيير جوهري في المسار الحالي يتطلب إما ضغطًا خارجيًا منسقًا، أو تحولًا داخليًا سريعًا في توازن القوى، أو حلولًا محلية تضمن حماية المدنيين وفتح ممرات الإغاثة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مدينة الفاشر السودان الإبادة الجماعية دارفور المجتمع الدولي مجلس الأمن الدولي الإبادة الجماعیة القانون الدولی المجتمع الدولی مدینة الفاشر ا السیناریو مجلس الأمن فی دارفور إلى أن
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع تسيطر على دارفور وتقسم السودان: هل قلبت الإمارات ميزان الأمن القومي المصري؟
مشهد متحوّلمع سقوط مقرّ القيادة الرئيسية للفرقة السادسة في الفاشر واشتداد قبضة مليشيا "القوة المتحالفة" المعروفة بالدعم السريع على أجزاء واسعة من دارفور، دخلت المعادلة السودانية مرحلة جديدة قد تُرسّخ انقساما فعليا في الخريطة السياسية والأمنية للبلاد؛ بين غرب تحت نفوذ الدعم السريع وشرق تحت سيطرة الجيش السوداني. هذا التحوّل ما هو إلا تتويج لسلسلة من الحملات العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية التي دفعت الصراع إلى فرضيات جديدة على الأمن الإقليمي، لا سيما بالنسبة لمصر.
ما حدث فعلا على الأرض: قراءة وقائع موجزة
الاشتباكات الدامية والحصار الطويل على الفاشر لم تكن بداية المعركة بل ذروتها؛ تقارير صحافية ومنظمات حقوقية وثّقت حصارا استمرّ لأكثر من سنة، ضرب شبكات الإمداد وأدّى إلى موجات نزوح ومجازر بدوافع عرقية وجماعية، بحسب شهود ومصادر ميدانية. سقوط مواقع الجيش في قلب الفاشر يرمز إلى خسارة رمزية وعملية للسلطة المركزية في غرب السودان ويقوّي ورقة "الواقع"، أي سيطرة الطرف الذي يمتلك القدرة على تثبيت مواقع إقليمية قبل أي تسوية سياسية.
هذا التحوّل ما هو إلا تتويج لسلسلة من الحملات العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية التي دفعت الصراع إلى فرضيات جديدة على الأمن الإقليمي، لا سيما بالنسبة لمصر
الاتهامات الخارجية وتمويل المليشيا: قراءات وتوثيق
خلال السنوات الماضية تراكمت اتهامات من أطراف سودانية ودولية تفيد بأن جهات إقليمية دعمت مليشيا الدعم السريع بالمال أو المرتزقة أو اللوجستيات. تقارير عدة وصفت دورا إماراتيا في توفير مسارات إمداد أو تسهيل انتقال مقاتلين، بينما نفت أبو ظبي تلك الاتهامات مرارا. كذلك ظهرت تقارير عن طائرات ومحاولات توظيف مرتزقة أجانب وصلت الى مسارح القتال، ما عمّق الشكوك الإقليمية حول تسييس أدوات الصراع. من جهة أخرى، الولايات المتحدة اتخذت إجراءات عقابية طالت قادة من الطرفين خلال 2025، ما يعكس تعقيدات مواقف واشنطن بين إرادة الضغط على الفاعلين ومسارات التفاوض. في كل هذه المزاعم ينبغي التفرقة بين أدلة وثائقية، وروايات ميدانية، وادعاءات سياسية، وهي فروق حاسمة في تقييم المسؤوليات.
لماذا يُشكّل سقوط الفاشر تهديدا للأمن القومي المصري؟
أ. الحدود والترابط الاجتماعي: السودان شريك استراتيجي لمصر في ملفَي الأمن والموارد المائية؛ انهيار الدولة أو تقاسم النفوذ عبر مليشيات مسلحة يزيد من مخاطر تسلّل مجموعات مسلحة، ويفتح ثغرات على طول الحدود الممتدة بين البلدين.
ب. قضية نهر النيل: وجود قوة إقليمية معادية أو لا تحترم مؤسسات الدولة يعقّد إدارة ملفات المياه والتنسيق الأمني الذي تحتاجه القاهرة لحماية مواردها المائية.
ج. تهديدات مباشرة: احتجاز جنود أو ضرب قواعد مصرية، وتهريب سلاح وعناصر متشددة عبر أراضٍ تهيمن عليها مليشيات، كل ذلك يترجم إلى تهديدات ملموسة على الأمن المصري الداخلي والإقليمي. هذه القراءة تدعمها وقائع احتجاز جنود وهجمات استهدفت موقعا مصريا في مناطق حدودية خلال الفترة الماضية، إضافة إلى تصريحات ميدانية تُظهر استهداف مصالح مصرية.
لعبة القوى الإقليمية: الإمارات وموازين النفوذ
التقارب المصري-الإماراتي خلال العقد الأخير كان قائما على محاور اقتصادية وسياسية (مواجهة الإسلام السياسي، استثمارات، دعم مالي..)، لكن هذه العلاقة تضاعفت فيها عناصر تعقيد حين تباينت أدوات الفعل الإقليمي. الانتقادات الموجهة لأبو ظبي بشأن سياساتٍ وصفها معارضون بأنها "تدخلية" في دول الجوار، وُضعَت في سياق استخدام أذرع دون الدولة لتحقيق أهداف نفوذية. من المهم هنا التأكيد على نقطتين: الأولى، توجد أدلة وظروف تُطرح فيها أسئلة جدّية عن دوره في ملف السودان (لا سيما عبر تحركات جوية وتجهيزات)، والثانية، أن الإمارات تنفي رسميا تزويد المليشيات، وتقدّم نفسها كوسيط دبلوماسي ومانح مساعدات إنسانية.
دور الولايات المتحدة والرباعية الدولية: هل تمّ استبدال الموقف بالمصالح؟
واشنطن، عبر مبعوثين وقرارات عقابية، تحاول أن تلعب دور الوسيط، لكن الموازنات بين مطلب حماية المدنيين، والضغط على قيادات، وفتح قنوات تفاوضية؛ دفعت لتنازلات سياسية مثيرة للجدل، مثل مقترحات هدنة أو ترتيبات انتقالية تقترح مشاركة طرفين مسلّحين على قدم المساواة. هذا ما رأت فيه الخرطوم والجيش خسارة دبلوماسية، بينما اعتبرته القوى الداعية للحوار مخرجا لإنهاء المعاناة الإنسانية. منطق السياسة الواقعية في الإدارة الأمريكية الحالية، والعلاقات المالية والدبلوماسية بين طرفين إقليميين، يجعل من الملف السوداني ساحة لتجارب ضغط وموازنة مصالح.
الفاشر لم تسقط كمدينة فقط، بل كشاهد على أن أدوات النفوذ الخارجي، إن لم تُضبط، قادرة على إعادة تشكيل خرائط الأمن القومي للدول المجاورة. وأي مراجعة مصرية لسياساتها الإقليمية لن تكون بدعة بل ضرورة بديهية؛ لحماية المصالح الوطنية والحدّ من امتداد أزمات إقليمية قد تتحوّل إلى أزمات داخلية
ماذا ينبغي أن تفعل مصر عمليا؟ توصيات استراتيجية فورية:
- إعادة تقييم الشراكات: مراجعة بنّاءة لآليات التعاون مع شركاء إقليميين (بمن فيهم الإمارات) على ضوء اتساع الفجوة بين المصلحة الوطنية وممارسات بعض الشركاء.
- تعزيز أدوات الحدّ من النفوذ المليشياوي: دعم مؤسسات الدولة السودانية الشرعية دبلوماسيا وإنسانيا، والضغط السياسي الموّجه لمنع إعادة تكريس النفوذ المسلح عبر محفزات إقليمية.
- آليات مراقبة إقليمية: دفع مبادرات عربية-أفريقية مشتركة لمراقبة تدفّق الأسلحة والمرتزقة، وربط المساعدات بآليات تحقق وشفافية.
- تبنّي مصالحة وطنية مدنية: العمل مع شركاء دوليين لتبني حلّ يشمل ترتيبات أمنية بعيدة عن منطق قبول انشطار الدولة، وتدعيم بدائل مدنية لإعادة بناء الدولة.
بين الواقعية والمصلحة الوطنية
الفاشر لم تسقط كمدينة فقط، بل كشاهد على أن أدوات النفوذ الخارجي، إن لم تُضبط، قادرة على إعادة تشكيل خرائط الأمن القومي للدول المجاورة. وأي مراجعة مصرية لسياساتها الإقليمية لن تكون بدعة بل ضرورة بديهية؛ لحماية المصالح الوطنية والحدّ من امتداد أزمات إقليمية قد تتحوّل إلى أزمات داخلية. في ملفات معقّدة مثل السودان، لا يكفي الاتكاء على العلاقات التقليدية، بل يجب أن يكون معيار العمل هو الثمن الاستراتيجي للمصلحة الوطنية، ودرء أي عامل يقوّضها.