بعد استيلاء قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بات مستقبل السودان - البلد الذي كان يُعتبر يومًا الأكبر مساحة في العالم العربي وسلة غذائه - على المحك، حيث يلوح في الأفق شبح التقسيم في غربه، في مشهد يذكّر بانفصال جنوبه عام 2011.

يمثل سقوط الفاشر، آخر المعاقل الإقليمية الكبرى التي صمدت خارج سيطرة الدعم السريع، تحولاً جيوسياسياً مصيرياً.

فهو ليس مجرد تغير في موازين القوى العسكرية على الأرض، بل إعلان عملي عن خروج إقليم دارفور بالكامل من عباءة الحكومة المركزية، وبداية مرحلة جديدة نحو الانفصال الفعلي.

كما يمنح هذا الانتصار قوات الدعم السريع منفذاً حيوياً نحو الحدود مع تشاد وليبيا، حيث يوجد جماعات تقاتل لصالحها، ويؤمن لها خطوط إمداد مستمرة للسلاح والوقود، ويعزز سيطرتها على مناجم الذهب وشبكات التجارة غير الرسمية التي تمول عملياتها.

ضباط من الجيش السوداني يفحصون موقع تخزين أسلحة تم اكتشافه مؤخرًا يعود إلى قوات الدعم السريع شبه العسكرية في الخرطوم، السودان، يوم السبت 3 مايو 2025 AP جذور الأزمة المتشعبة

ويرى مراقبون أنه لا يمكن فهم هذا التحول بمعزل عن السياق التاريخي للأزمات المتعاقبة التي مزقت السودان، الدولة التي كانت من أكبر منتجي الذهب، والتي دفعت الحروب فيها بأكثر من 24 مليون شخص – وفقًا لتقديرات نائب الأمين العام للشؤون الإنسانية أمام مجلس الأمن – إلى حافة المجاعة، عاجزين عن الحصول على قوتهم اليومي.

بدايات الاضطراب (1985-1998): شهدت هذه الحقبة سلسلة من المنعطفات، بدأت بالإطاحة بالرئيس جعفر النميري عام 1985، مروراً بانقلاب عمر البشير عام 1989 بدعم من التيار الإسلامي.

حروب دارفور (2003): في بداية الألفيةاندلع الصراع في إقليم دارفور بسبب توترات طويلة بين القبائل العربية والقبائل الأفريقية حول الأراضي وموارد الرعي والمياه. وزادت هذه التوترات بسبب شعور سكان دارفور بالتهميش السياسي والاقتصادي من قبل حكومة البشير المركزية في العاصمة الخرطوم. لكن النزاع تحول إلى مواجهة دموية بين متمردين من الإقليم والقوات الحكومية، التي دعمتها ميليشيات الجنجويد، وأسفر عن مقتل نحو 300 ألف شخص وتشريد الملايين.

والجنجويد هي ميليشيات من قبائل عربية استعان بها نظام البشير في مطلع الألفية، وأعيد تنظيمها رسميًا عام 2013 كقوة تابعة لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، تحت ذريعة مكافحة التمرد وحماية الحدود. ومع مرور الوقت، تعزز نفوذها بشكل سريع بعد حصولها على تسليح ثقيل وموارد مالية كبيرة، لتصبح أحد أبرز الفاعلين العسكريين في السودان، ومهدت بذلك لتشكيل قوات الدعم السريع.

انفصال الجنوب (2005-2011): شكل انفصال جنوب السودان عام 2011 محطة فارقة في تاريخ البلد، وقد جاء تتويجاً لمسار معقد من الصراع تمتد جذوره لعقود، لكن هذا الانفصال كان نتاج تفاعل عدة عوامل أساسية منها:

الاختلافات القبلية والدينية: حيث مثل الاختلاف الديني والعرقي عاملاً أساسياً، مع هيمنة الهوية العربية الإسلامية على شمال البلاد، بينما احتفظ جنوبه بهوية أفريقية تزاوجت بين المسيحية والمعتقدات التقليدية، مما غذى صراعات مستمرة حول الهوية الوطنية وتوزيع السلطة.

الصراع على الموارد النفطية: على الرغم من وقوع غالبية احتياطات النفط في الجنوب، احتكرت الحكومة المركزية في الخرطوم عائداتها، مما خلق احتقاناً اقتصادياً عميقاً وشعوراً بالاستغلال في الأقاليم الجنوبية.

تراكمات الحروب الأهلية: خاضت المنطقة سلسلة من الحروب الأهلية المتقطعة امتدت لنحو خمسة عقود، أسفرت عن مقتل أكثر من مليوني شخص وتشريد الملايين، مما عمق الهوة بين الشمال والجنوب.

الاتفاقية الشاملة للسلام (2005): مثلت هذه الاتفاقية منعطفاً حاسماً بعد وساطة دولية، نصت على منح الجنوب حكماً ذاتياً لمدة ست سنوات، يليه استفتاء لتقرير المصير.

الاستفتاء وإعلان الاستقلال: في يناير 2011، جرى استفتاء شعبي تحت مراقبة دولية، انتهى بتصويت 98.83% من الجنوبيين لصالح الانفصال، ليتم الإعلان الرسمي عن جمهورية جنوب السودان في 9 يوليو 2011.

الانقلاب والحرب الأهلية (2019-2023): في عام 2019، أطاحت انتفاضة شعبية واسعة بالرئيس عمر البشير، منهيةً بذلك ثلاثة عقود من حكمه. وقد قادت هذه الثورة البلاد إلى مرحلة انتقالية هشة، تولى خلالها السلطة مجلس سيادة يترأسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش، ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" قائد قوات الدعم السريع اللذين لم يلبثا إلا أن اختلفا.

جذور الأزمة بين الشريكين

بعد الإطاحة بالبشير، تشكلت سلطة انتقالية هشة جمعت بين شريكين غير متكافئين: مؤسسة الجيش التقليدية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية. وقد تفجر الصراع بينهما بسبب خلافات جوهرية حول مستقبل البلاد، تمحورت حول:

دمج قوات الدعم السريع: الخلاف على آليات ومواعيد دمج ما يقارب 100 ألف عنصر من قوات الدعم السريع في الجيش النظامي.

القيادة: الصراع على من سيتولى قيادة القوات المسلحة الموحدة.

السلطة والثروة: الشكوك المتبادلة حول نوايا كل طرف في السيطرة على مقاليد الحكم والموارد الاقتصادية للبلاد.

رئيس الجيش السوداني الجنرال عبد الفتاح برهان في الخرطوم، السودان، 26 مارس 2025. AP اندلاع الحرب:

في 15 أبريل/نيسان 2023، بعد أيام من التصعيد الناجم عن إعادة انتشار قوات الدعم السريع في أنحاء البلاد - وهو ما اعتبره الجيش استفزازياً وتحدياً لسيادته - اندلع القتال بين الطرفين في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى.

ورغم الجدل حول من بدأ بإطلاق النار الأول، إلا أن الاشتباكات تطورت بسرعة إلى حرب شاملة، سيطرت خلالها قوات الدعم السريع على معظم العاصمة، قبل أن يعيدها الجيش إليه في مارس/آذار 2025 بعد معارك ضارية.

النتائج الإنسانية للحرب في السودان

وفق تقارير أممية، قتلت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عشرات الآلاف من المدنيين، وتسببت في نزوح 13 مليون شخص وتشريد 10 ملايين آخرين، فضلًا عن تعرض النساء والفتيات للاختطاف والزواج القسري، حيث استخدمت الانتهاكات الجنسية كسلاح على يد الدعم السريع.

كما شهد النزاع تدمير المنشآت المدنية ونهب المرافق الحيوية وقصف المستشفيات، إلى جانب تفشي المجاعة، خاصة في دارفور، حيث بات الناس يأكلون أوراق الشجر وعلف الحيوانات، وقد وُصف هذا النزاع بأنه أسوأ أزمة إنسانية على الإطلاق.

نساء ينتظرن للحصول على المساعدات من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في مخيم جندرسا للاجئين، مابان، جنوب السودان 2025 Caitlin Kelly/ AP

Related قوات الدعم السريع تعلن سيطرتها على مدينة الفاشر في السودان"جثث وبقع دماء".. صور الأقمار الصناعية تكشف مشاهد مروّعة في الفاشر وتساؤلات حول مستقبل السودانالسودان: قوات الدعم السريع تستهدف مدينة الأبيض ونزوح جماعي من الفاشر غوتريتش يدعو الأطراف الخارجية إلى كف أيديهم عن السودان

بعد سقوط الفاشر وفشل كافة محاولات التهدئة، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن التدخلات الخارجية تقوض فرص السلام، داعيًا إلى وقف تزويد الأطراف المتحاربة بالسلاح.

ومن المعروف أن الحرب الأهلية جذبت أكثر من 10 دول أفريقية، عربية وآسيوية لدعم طرف على حساب الآخر.. فمن هم هؤلاء الفاعلين؟

المعسكر الأول: دعم قوات الدعم السريع (RSF) إثيوبيا وإريتريا: تدعمان ميليشيات قوات الدعم السريع، التي قاتلت مؤخرًا إلى جانب إثيوبيا ضد جبهة تحرير تيغراي، التي تدعم القوات المسلحة السودانية (SAF). الإمارات وتشاد وليبيا: -تشاد: تُتهم بتسهيل نقل الأسلحة من الإمارات عبر مطاراتها الشرقية في مدينتي أبيشي وأم جراس، مسقط رأس الرئيس السابق إدريس ديبي الموالي لقوات الدعم السريع.

-الإمارات: بنت مستشفى في أبيشي للاجئين السودانيين، إلا أن بعض التقارير تشير إلى استخدام المرافق لأغراض عسكرية وتهريب أسلحة، وتزود القوات بالأسلحة والطائرات بدون طيار.

- ليبيا: يدعم الجنرال خليفة حفتر قوات الدعم السريع من خلال تسهيل تهريب الأسلحة وإرسال مقاتلين لتعزيز صفوفها.

ترامب يحضر اجتماعًا دوليًا مع قادة عدة دول بالأمم المتحدة في نيويورك، 23 سبتمبر 2025. Evan Vucci/AP المعسكر الثاني: دعم القوات المسلحة السودانية (SAF) مصر: داعمة تاريخيًا للجيش السوداني منذ الحكم الاستعماري البريطاني-المصري، وتواصل دعم الجيش حاليًا بسبب معارضتها لمتمردي تيغراي وسد النهضة الإثيوبي. روسيا وأوكرانيا: روسيا تاريخيًا داعمة للجيش، وتسعى لإنشاء قاعدة بحرية في بورتسودان مقابل تزويده بالأسلحة. و أوكرانيا بسبب معارضتها لمجموعة فاغنر التي دعمت قوات الدعم السريع. تركيا وقطر: الاولى زوّدت الجيش بطائرات بيرقدار بدون طيار لمواجهة قوات الدعم السريع. والثانية تقدم دعمًا سياسيًا للقوات المسلحة، التي تضم الآن فصائل إسلامية مثل لواء البراء ابن مالك. إيران: يقال إنها عادت لدعم الجيش بعد انقطاع العلاقات أثناء حكم البشير، وقدمت طائرات المهاجر-6 بدون طيار لمساعدته على استعادة المواقع الاستراتيجية من قوات الدعم السريع. الجزائر: عرضت طائرات مقاتلة لدعم القوات المسلحة، تأكيدًا على دعمها ردًا على دعم الإمارات لقوات الدعم السريع. جنوب السودان: يضمن استمرار تدفق صادرات النفط، ويستضيف اللاجئين الفارين من الحرب، ويعمل على التنسيق مع القوات المسلحة السودانية لضمان أمن الحدود. الولايات المتحدة: تركز على الدعم السياسي والدبلوماسي لإنشاء نظام مدني ليبرالي، زيادة الحضور الدبلوماسي في الخرطوم، مع فرض عقوبات على شركات وأفراد يدعمون أيًا من الطرفين لتقليل تمويل النزاع، وتراقب التدخلات العسكرية الروسية والإماراتية، كما تهتم بالأمن البحري للبحر الأحمر ومنع انتشار "الإرهاب من اليمن والصومال إلى السودان" حسب روايتها. إسرائيل: يسعى البرهان، لإتمام تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل دعم سياسي وعسكري. وفق تقارير إعلامية إسرائيلية، زار مبعوث خاص للبرهان إسرائيل في أبريل الماضي وشرح أن الجيش لجأ إلى إيران بعد فشل الحصول على دعم إسرائيلي، وأن البرهان مستعد لتلبية أي شروط إسرائيلية لتسريع الاتفاق، رغم نفي الجيش هذه التقارير. وقد يوفر التطبيع المحتمل مجالات تعاون مثل التكنولوجيا، التعليم، الأمن، والزراعة. انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة جنوب السودان عبد الفتاح البرهان قوات الدعم السريع - السودان روسيا الإمارات العربية المتحدة حروب اعلان اعلان اخترنا لك الأمم المتحدة: إدخال أكثر من 24 ألف طن من المساعدات إلى غزة منذ وقف إطلاق النار مئات الآلاف من الحريديم يتظاهرون بالقدس رفضًا للتجنيد الإلزامي فنزويلا تدمر معسكرين لـ"تجار مخدرات كولومبيين".. ومادورو يدعو لسحب الجنسية من مؤيدي "الغزو" بعد يوم على تعديل فرنسا قانون الاغتصاب.. توقيف شرطيين بتهمة اغتصاب امرأة داخل محكمة شمال باريس السعودية ترفض عرضًا من ميسي قبل كأس العالم 2026.. ما الذي دفعها إلى ذلك؟ اعلان اعلان الاكثر قراءة 1 إسرائيل تقتل لبنانياً خلال اقتحام مبنى بلدية جنوبية.. وعون يأمر الجيش بـ "التصدي لأي توغّل" 2 مباشر. الأمم المتحدة تندد بغارات إسرائيل على غزة.. ونتنياهو يجري الليلة مشاورات أمنية بشأن لبنان 3 نتائج غير متوقعة في الانتخابات الهولندية قد تقلب الموازين السياسية.. إليك كل ما تحتاج إلى معرفته 4 اتفاق على "كل شيء تقريبًا" بين ترامب وشي.. وموعد جديد للدبلوماسية ببكين في نيسان المقبل 5 حساسية نادرة تحوّل العلاقة الجنسية إلى خطر صحي حقيقي.. إليك الأسباب والأعراض اعلان اعلان

Loader Search

ابحث مفاتيح اليوم

دونالد ترامب الصين دراسة فرنسا إسرائيل الصحة الذكاء الاصطناعي بحث علمي روسيا الأمم المتحدة هولندا- سياسة فنزويلا الموضوعات أوروبا العالم الأعمال Green Next الصحة السفر الثقافة فيديو برامج خدمات مباشر نشرة الأخبار الطقس آخر الأخبار تابعونا تطبيقات تطبيقات التواصل الأدوات والخدمات Africanews عرض المزيد حول يورونيوز الخدمات التجارية الشروط والأحكام سياسة الكوكيز سياسة الخصوصية اتصل العمل في يورونيوز صحفيونا لولوجية الويب: غير متوافق تعديل خيارات ملفات الارتباط تابعونا النشرة الإخبارية حقوق الطبع والنشر © يورونيوز 2025

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب الصين دراسة فرنسا إسرائيل الصحة دونالد ترامب الصين دراسة فرنسا إسرائيل الصحة جنوب السودان عبد الفتاح البرهان قوات الدعم السريع السودان روسيا الإمارات العربية المتحدة حروب دونالد ترامب الصين دراسة فرنسا إسرائيل الصحة الذكاء الاصطناعي بحث علمي روسيا الأمم المتحدة هولندا سياسة فنزويلا قوات الدعم السریع القوات المسلحة جنوب السودان فی الخرطوم فی السودان المسلحة ا

إقرأ أيضاً:

الهجرة الدولية: نزوح آلاف المدنيين من شمال كردفان مع تصاعد هجمات الدعم السريع

قالت منظمة الهجرة الدولية، الخميس، إن نحو 1100 شخص اضطروا إلى الفرار من مدينة بارا في ولاية شمال كردفان غربي السودان، نتيجة تصاعد المعارك وتدهور الوضع الأمني، مشيرة إلى أن عدد النازحين في الولاية ارتفع خلال الأيام الأربعة الأخيرة إلى أكثر من 35 ألفا و600 شخص قادمين من مناطق متعددة.

وأوضحت المنظمة في بيان أن "الفرق الميدانية التابعة لمصفوفة تتبع النزوح" رصدت، الأربعاء، فرار نحو 1100 شخص من مدينة بارا في شمال كردفان بسبب تفاقم حالة انعدام الأمن، مشيرة إلى أن النازحين "انتقلوا إلى عدة مناطق داخل مدينة الدويم بولاية النيل الأبيض" في جنوب السودان.



وأشار البيان إلى أن حركة النزوح هذه "تأتي عقب سلسلة من حالات النزوح التي سُجلت في محافظات شيكان والرهد وبارا وأم روابة وأم دم حاج أحمد بشمال كردفان"، مبينا أن تلك الأحداث "تسببت في تشريد نحو 35 ألفا و620 شخصا خلال الفترة من 26 إلى 29 تشرين الأول/أكتوبر 2025"، لافتا إلى أن "الوضع ما يزال يشهد توترا وتقلبات مستمرة".

وفي السياق ذاته، أفادت السلطات السودانية، الخميس، بوقوع قتلى وجرحى إثر هجوم نفذته "قوات الدعم السريع" بواسطة طائرة مسيرة على منطقة زريبة الشيخ البرعي في ولاية شمال كردفان، بينما ذكرت "شبكة أطباء السودان" المستقلة أن القوة نفسها قتلت 38 مدنيا في بلدة "أم دم حاج أحمد" ضمن الولاية ذاتها.

وكانت قوات "الدعم السريع" قد نفذت، الاثنين، هجوما على البلدة ذاتها ارتكبت خلاله انتهاكات بحق المدنيين، ما أدى إلى نزوح نحو 1850 شخصاً جراء انعدام الأمن، وفق ما أعلنت السلطات السودانية.



وسيطر مقاتلو "الدعم السريع" في الأيام الأخيرة على مدينة بارا ضمن المواجهات المستمرة مع الجيش السوداني، فيما نفت القوة استهدافها للمدنيين.

وبدأ النزاع في السودان إلى نيسان/أبريل 2023، حين اندلع الصراع بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" بسبب خلاف حول المرحلة الانتقالية، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، إضافة إلى تفاقم أزمة إنسانية تُعد من الأسوأ في العالم.

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2025، استولت قوات "الدعم السريع" على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وارتكبت مجازر بحق مدنيين بحسب تقارير مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس واقع تقسيمي جغرافي داخل البلاد.

وكان قائد "قوات الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد أقر، بوقوع "تجاوزات" من عناصره في الفاشر، قائلاً إنه أصدر توجيهات بتشكيل لجان تحقيق.

وأصبحت "قوات الدعم السريع" تهيمن حالياً على المراكز الرئيسية في ولايات دارفور الخمس غرب السودان، من بين 18 ولاية تشكل البلاد، بينما يحتفظ الجيش بسيطرته على معظم مناطق الولايات الثلاث عشرة الأخرى الواقعة في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بما في ذلك العاصمة الخرطوم.

ويُعد إقليم دارفور، الذي يشكل نحو خمس مساحة السودان، من أكبر مناطق البلاد، بينما يعيش معظم السكان البالغ عددهم نحو 50 مليون نسمة في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش.

مقالات مشابهة

  • سقوط الفاشر.. شبح التقسيم يلوح في أفق السودان
  • الهجرة الدولية: نزوح آلاف المدنيين من شمال كردفان مع تصاعد هجمات الدعم السريع
  • مجلس الأمن يدين جرائم الدعم السريع بحق المدنيين في السودان
  • شبكة أطباء السودان تتهم «الدعم السريع» بتصفية 38 مدنياً في كردفان
  • سقوط الفاشر... هل يُكرر السيناريو الليبي؟
  • عربي21 تستعرض أماكن سيطرة الجيش السوداني والدعم السريع (خريطة)
  • كاتب سوداني: الدعم السريع يسعى لفرض واقع جديد في دارفور
  • الجامعة العربية: ندعو إلى وقف إطلاق النار في الفاشر السودانية التي تتعرض لحصار من قوات الدعم السريع
  • خبير عسكري: سقوط الفاشر تحول بمعارك السودان لكنه لن ينهي الحرب