بوابة الوفد:
2025-10-31@06:07:16 GMT

السودان جرح مفتوح

تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT

تتواصل المجازر فى السودان أمام أعين العالم، وتبث الشاشات مشاهد تقشعر لها الأبدان. الشعب السودانى الطيب يعانى منذ سنوات الفقر والجوع والدمار. تنهار المدن، ويفتك الموت بالنساء والرجال والأطفال فى الشوارع بلا رحمة. لم تترك الحرب العبثية هناك بيتاً ولا شجراً ولا حجراً. حرب لا غالب فيها ولا مغلوب،  والجميع فيها خاسرون، بينما العالم يتفرج كالعادة، والدول العربية تكتفى ببيانات القلق.

قبل أيام، كانت العيون كلها على غزة لمتابعة الإبادة الجماعية طوال عامين. الآن  تتكرر المأساة فى السودان بيد أبناء الوطن الواحد، كأنَّ قدر الأمة العربية أن تنتقل من كارثة إلى كارثة. 

تعب العرب من الحروب، لكنهم لا يتعلمون منها. يتغير المكان، ويتبدل الضحايا، كأنَّ العقل العربى صار يعتاد الدم والأخبار اليومية للمجازر دون أن يتخذ خطوات فعلية لإيقافها. إن ما يحدث فى السودان حالياً ليس شأنًا محليًا، بل هو صورة واضحة تثبت ضعف النظام العربى كله وتخاذله عن إنقاذ المواطنين الأبرياء من التشريد والجوع والقتل.

وسط هذا الخراب، تحاول مصر أن تلعب دوراً مهماً رغم غياب لغة العقل لدى الأطراف المتصارعة. تدرك القاهرة أن النار إذا استمرت فى السودان ستصل إلى الجميع. لذلك تتابع، وتدعو، وتتحرك دبلوماسياً لوقف هذا النزيف. مصر تعرف أن استقرار السودان ليس مصلحة إنسانية فقط، بل أمن قومى مباشر. الحدود الطويلة، واللاجئون، والمياه، والمصير المشترك، كلها تجعل دور مصر ضرورة وواجباً رغم الصعوبات والعناد وشهوة الدم لدى الأطراف المتحاربة. إنها مهمة شاقة يخوضها النظام المصرى فى ظل تشتت القوى الإقليمية، وتضارب المصالح، وضعف الإرادة الدولية.

السودان اليوم جرح مفتوح فى الجسد العربي. وغزة جرح آخر لم يلتئم بعد، وبينهما شعوب تائهة تبحث عن معنى للوحدة، فلا تجد إلا شعارات فارغة. لقد صار واضحاً أن الأمة العربية لن تنهض إلا إذا تذكرت أنها أمة واحدة، لا جماعات متفرقة تتناحر وتحارب بعضها. الوحدة ليست شعاراً قديماً وإنما شرط البقاء، فالعالم لا يرحم الضعفاء، ولا ينتظر المترددين. إذا لم تتحد الدول العربية حول مشروع واضح، ستسقط واحدة تلو الأخرى. ما حدث فى العراق وسوريا وليبيا واليمن، وما يحدث اليوم فى السودان وغزة، ليس صدفة، بل نتيجة طبيعية للتفكك.

آن الأوان ليفهم العرب أن مصيرهم واحد. إن أمن السودان من أمن مصر، وإن بقاء فلسطين من بقاء الجميع. فالتاريخ لا يرحم الأمم التى تنسى أبناءها، ولا يغفر للشعوب التى تصمت على الدم. السودان اليوم يصرخ، وغداً قد يسقط بلد آخر. 

إن لم يتغير التفكير، سيبقى العرب ينتظرون دورهم فى قائمة المآسي. أما إذا اختاروا الوحدة والتضامن، فربما ما زال هناك أمل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رؤية السودان جرح مفتوح تقشعر لها الأبدان فى السودان

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية: ندعو إلى وقف إطلاق النار في الفاشر السودانية التي تتعرض لحصار من قوات الدعم السريع

أدانت جامعة الدول العربية، الجرائم المروعة المرتكبة بحق المدنيين في مدينة الفاشر  السودانية، حسبما أفادت قناة “ القاهرة الإخبارية” في خبر عاجل .

عبد العاطي وكبير مستشاري ترامب يؤكدان أهمية وقف إطلاق النار في السودانبدر عبد العاطي وكبير مستشاري ترامب يشددان على ضرورة وقف إطلاق النار في السودانأطباء السودان: الدعم السريع اختطفت 6 من الكوادر الصحية في الفاشرإمبابي: مصر هي أكثر دولة قدمت الدعم للسودان بشهادة الأشقاء السودانيين أنفسهم

وقالت جامعة الدول العربية: “ندعو  إلى وقف إطلاق النار  في الفاشر التي تتعرض لحصار  من قوات الدعم السريع منذ أكثر من عامين”.

وأضافت جامعة الدول العربية:" ندعو  إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى الفاشر دون عوائق".

وتابعت جامعة الدول العربية:"  الوضع الراهن يهدد استقرار السودان ووحدته الإقليمية".

طباعة شارك اخبار التوك شو السودان الفاشر مدينة الفاشر الخرطوم

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية يُدين الاعتداءات الوحشية ضد المدنيين في الفاشر بالسودان ويدعو إلى تغليب صوت الحكمة
  • دولة قطر تشارك في الاجتماع الـ26 للجنة الفنية العربية للبيئة بموريتانيا
  • الجامعة العربية تدين الجرائم المروعة المرتكبة في حق المدنيين بالفاشر
  • الجامعة العربية تدين الجرائم المروعة ضد المدنيين في الفاشر بالسودان
  • الجامعة العربية تدين الجرائم المروعة ضد المدنيين في الفاشر
  • فيضان الدم .. «الفاشر» نكبة السودان.. وضحية التقسيمات
  • الجامعة العربية: ندعو إلى وقف إطلاق النار في الفاشر السودانية التي تتعرض لحصار من قوات الدعم السريع
  • الجامعة العربية تدين الجرائم المروعة ضد المدنيين في الفاشر وتدعو إلى وقف فوري للقتال
  • الجامعة العربية تدين الجرائم المروعة ضد المدنيين في الفاشر وتدعو إلى وقف القتال فورًا