سكة حديد في الحديدة.. مشروع وهمي جديد لابتلاع أموال الموظفين المنهوبة
تاريخ النشر: 31st, October 2025 GMT
يعيش ملايين اليمنيين تحت وطأة الفقر وانقطاع المرتبات منذ سنوات، في وقت تواصل فيه ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران الترويج لما تصفه بـ "المشروعات التنموية العملاقة" التي تزعم أنها ستحدث نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني.
هذه المشاريع، التي لا تتجاوز حدود التصريحات الإعلامية، باتت تُشكّل وسيلة ممنهجة لنهب الأموال واستنزاف ما تبقى من موارد الدولة، في ظل واقع معيشي مأساوي يرزح تحته الموظفون الذين حُرموا من أبسط حقوقهم.
                
      
				
أحدث هذه المشاريع المزعومة هو ما أعلنته الميليشيا عن "مشروع إنشاء سكة حديدية في محافظة الحديدة"، وهو الإعلان الذي أثار موجة واسعة من السخرية والتساؤلات في الشارع اليمني حول جدية المليشيات التي لم تستطع تأمين المرتبات، فكيف بمشروعات بنية تحتية بمئات الملايين من الدولارات؟
بحسب وسائل إعلام حوثية، ناقش رئيس الهيئة العامة للاستثمار المعيّن من الجماعة، محمد إسحاق، ووكيل وزارة النقل لقطاع الطرق نبيل الحيفي، ما وصفوه بـ "الدراسة الأولية لمشروع إنشاء سكة حديد في الحديدة"، بطول 99 كيلومتراً يمتد من ميناء رأس عيسى مروراً بـ ميناء الصليف وصولاً إلى مديرية باجل، بتكلفة تقديرية تبلغ نحو 150 مليون دولار.
وروجت القيادات الحوثية بأن المشروع "استراتيجي" وسيُحدث "نقلة نوعية" في البنية التحتية للنقل، وسيسهم في "تحفيز الاستثمار وتوفير فرص العمل"، في محاولة لتجميل صورتها أمام المواطنين، خصوصاً في ظل تصاعد الغضب الشعبي من سياسات النهب والجبايات التي أنهكت الناس.
إلا أن مراقبين وصفوا المشروع بأنه جزء من سلسلة "الوعود الوهمية" التي تطرحها المليشيات في أوقات الأزمات لتضليل الرأي العام وصرف الأنظار عن قضايا جوهرية كنهب المرتبات واستمرار الفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة الواقعة تحت سيطرتها.
وأضافوا: "سكة الحديد الحوثية" مجرد سكة وهمية جديدة تضاف إلى قائمة طويلة من مشاريع لم تُنفذ ولن تُنفذ، فيما يستمر المواطن اليمني في دفع الثمن من قوت يومه وكرامته ومرتبه المنهوب، بينما تواصل المليشيا بناء "إمبراطوريتها المالية" على أنقاض معاناة الناس.
ومنذ سيطرتها على صنعاء وعدد من المحافظات، تتبنى ميليشيا الحوثي سياسة "الإنجاز الإعلامي"، عبر الإعلان المتكرر عن مشاريع خيالية في مجالات البنية التحتية، والطاقة، والنقل، والاتصالات، دون أن ترى أي من هذه المشاريع النور.
ويؤكد اقتصاديون أن تلك المشاريع لا تتعدى كونها أدوات سياسية وإعلامية لشرعنة عمليات النهب المستمرة، وتبرير مصادرة الأموال العامة، وفرض مزيد من الجبايات تحت ذريعة "تمويل التنمية". في المقابل، يعيش مئات الآلاف من الموظفين بلا مرتبات منذ العام 2016، فيما تُنفق المليشيا أموالهم في تمويل حروبها وتوسيع شبكاتها الاقتصادية الخاصة.
وتزامن إعلان "سكة الحديد الحوثية" مع اتساع رقعة الفقر وانهيار الخدمات الأساسية في مناطق سيطرة الجماعة، ما جعل الشارع اليمني يرى في هذه المشروعات مجرد غطاء لفساد ممنهج. وتسعى القيادات الحوثية من خلال هذه الخطابات إلى إعادة تدوير الخطاب الدعائي وتقديم أنفسهم كـ "سلطة إنجاز"، في حين أن الواقع يكشف عن أفشل إدارة اقتصادية في تاريخ اليمن، إذ لا كهرباء ولا ماء ولا رواتب، بينما تتضخم ثروات القيادات الحوثية في الداخل والخارج.
من جانبه النائب البرلماني عبده بشر سخر من إعلان القيادات الحوثية عن مشروع إنشاء سكة حديدية في محافظة الحديدة، واصفًا الأمر بأنه "بيع للوهم وترويج للعبث في بلد يموت فيه الناس من الجوع".
تصريح بشر الذي جاء عبر منصة "إكس" لم يكن مجرد تعليق ساخر بقدر ما حمل انتقادًا لاذعًا للنهج الحوثي القائم على التضليل الإعلامي والإنجازات الوهمية، حيث تساءل بتهكم عن جدوى الحديث عن مشروع بتكلفة 150 مليون دولار بينما الملايين يعانون من الجوع والفقر وانقطاع المرتبات.
حديث بشر يعكس حالة تململ داخل الأوساط السياسية في صنعاء، حتى بين من كانوا يوماً جزءاً من مؤسساتها الشكلية، إزاء ما وصفوه بتغوّل الفساد واستمرار الإنفاق على مشاريع دعائية في الوقت الذي تتهاوى فيه الخدمات العامة، وتتفاقم أزمة الجوع والبطالة.
وذهب بشر في تغريدته إلى أبعد من السخرية حين دعا إلى وقف ""صرفيات" المسؤولين الحوثيين وتحسين الخدمات الأساسية مثل الموانئ والطرقات، والعمل على معالجة مشكلات المستثمرين وهروب رؤوس الأموال، مؤكداً أن الأولوية ليست لمشاريع الحديد والصلب بل لـ "لقمة العيش" التي يبحث عنها المواطن اليمني كل يوم بلا جدوى.
ويؤكد خبراء اقتصاديون أن المشروعات الحوثية المزعومة ليست سوى وسيلة لاستنزاف ما تبقى من المال العام، وخلق واجهات مالية وشركات وهمية تابعة لقيادات الجماعة تعمل تحت غطاء "الاستثمار"، بينما تُستخدم الأموال لتمويل المجهود الحربي وتوسيع النفوذ الاقتصادي. موضحين أن استمرار هذه السياسات يعني إغراق المجتمع في دائرة فقر ممنهج، وتحويل موارد الدولة إلى أدوات تمويل لمشروع طائفي يكرس الانقسام ويمزق النسيج الوطني.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: القیادات الحوثیة
إقرأ أيضاً:
الرقابة تعقد اجتماعاً لمناقشة مشروع «مكافحة الفساد وغسل الأموال»
انعقد بمقر هيئة الرقابة الإدارية الاجتماع التنسيقي الأول لمناقشة أنشطة مشروع “تعزيز القدرات الوطنية الليبية لمنع ومكافحة الفساد وغسل الأموال”، بحضور عبد الله قادربوه رئيس هيئة الرقابة الإدارية، إبراهيم علي رئيس اللجنة العليا للإشراف على الاستراتيجية الوطنية للرقابة على الأداء ومكافحة الفساد والوقاية منه (2025-2030)، بالإضافة إلى ممثلين من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وبعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا.
وافتتح الاجتماع بكلمة من عبد الله قادربوه، حيث رحب بالحضور وأثنى على التعاون بين مختلف الجهات الحكومية والدولية لتحقيق الأهداف الوطنية لمكافحة الفساد.
وأكد على أهمية العمل المشترك لخلق نموذج لدولة خالية من الفساد، مشيرًا إلى ضرورة تكاتف الجهود لتحقيق رؤية ليبيا المستقبلية.
من جانبه، أشار إبراهيم علي إلى أهمية تفعيل دور اللجنة في تنفيذ بنود الاستراتيجية الوطنية لتعزيز مبادئ الشفافية والنزاهة في المؤسسات العامة.
كما شدد على أهمية نشر الوعي وبناء القدرات في مجال الحوكمة ومكافحة الفساد وتعزيز المساءلة.
كما تم عرض مسودة الأنشطة المقترح تنفيذها خلال الربع الأخير من عام 2025، والتي تضمنت محاور هامة مثل الوقاية من الفساد، تحديث الإطار القانوني، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال مكافحة الفساد وغسل الأموال.
وتم خلال الاجتماع أيضًا مناقشة آلية عمل اللجنة العليا وتحديد الخطوات القادمة لضمان تحقيق الأهداف الوطنية.
وفي ختام اللقاء، تم التأكيد على أهمية الاستمرار في تعزيز التعاون مع الأمم المتحدة وبعثة الاتحاد الأوروبي، والاستفادة من الخبرات الدولية والمحلية لدعم جهود ليبيا في هذا المجال.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الاجتماع يعكس التعاون المستمر بين هيئة الرقابة الإدارية ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ضمن مشروع دعم القدرات الوطنية لتعزيز القدرة المؤسسية على مكافحة الفساد وغسل الأموال في ليبيا.
 الجالية المصرية في فرانكفورت تتابع باهتمام المتحف المصري الكبير عبر بث مباشر
الجالية المصرية في فرانكفورت تتابع باهتمام المتحف المصري الكبير عبر بث مباشر