كواليس نقل تمثال رمسيس الثاني إلى المتحف المصري الكبير (شاهد)
تاريخ النشر: 31st, October 2025 GMT
قال المهندس أسامة كمال، رئيس القطاع المشرف على المعدات بشركة المقاولون العرب، وأحد المشاركين في عمليتي نقل تمثال الملك رمسيس الثاني عامي 2006 و2018، إن وصول التمثال إلى بهو المتحف المصري الكبير يُعد "تحقيقًا لحلم طال انتظاره".
وتابع “كمال” خلال تصريحاته عبر فضائية “اكسترا نيوز”، اليوم الجمعة، أن الحدث كان ثمرة جهود هندسية ووطنية استثنائية شارك فيها مئات المتخصصين من الشركة والجهات الأثرية المعنية.
وأضاف أن عملية النقل الأولى بدأت عام 2004 بعد قرار نقل التمثال من ميدان رمسيس إلى موقعه الجديد بالمتحف الكبير، لافتا إلى أن الفريق الهندسي واجه تحديًا كبيرًا في الحفاظ على سلامة الأثر أثناء الحركة.
وواصل كمال، أنه :"قررنا نقل التمثال بوضع رأسي للحفاظ على توازن الكتلة وعدم تعريضها لأي ضرر، وتم استخدام أحدث الأنظمة الهيدروليكية لتثبيته فوق شاحنات مصممة خصيصًا يمكنها الدوران في مسافة لا تتجاوز سنتيمترًا ونصف".
وأتم حديثه قائلا:"الرحلة الأولى امتدت لمسافة تقارب 30 كيلومترًا حتى موقع المتحف، وتم تنفيذها بدقة شديدة دون أي تلف في التمثال".
وتابع كمال أن المرحلة الثانية عام 2018، كانت الأصعب هندسيا، حيث كان التحدي الأكبر هو نقل التمثال من موقعه الخارجي إلى داخل البهو العظيم، قائلاً:"ابتكرنا نظامًا هندسيًا خاصًا يعتمد على رفع التمثال أولًا ثم إدخال العربات من تحته لضمان الحفاظ على استقامته وتوازنه الكامل".
مصر علي موعد مع التاريخ في افتتاح المتحف المصري الكبير
- بدأت مصر تخطط لإنشاء أكبر متحف للآثار في العالم منذ أكثر من عشرين عامًا ويجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر.
- وضع حجر الأساس للمتحف المصري الكبير عند سفح أهرامات الجيزة، في موقع فريد يجمع بين أعظم رموز التاريخ الإنساني في عام 2002
- مر المشروع بعدة مراحل من البناء والتصميم، شارك فيها مئات الخبراء والمهندسين من مصر والعالم، حتى تحول الحلم إلى حقيقة ملموسة على أرض الجيزة.
- واجه المشروع تحديات كثيرة، لكن الإرادة المصرية لم تتراجع لحظة واحدة وفي كل عام، كانت تقترب الخطوة أكثر من الافتتاح الكبير.
- يقف المتحف المصري الكبير جاهزًا ليستقبل زواره من كل أنحاء العالم، واجهة زجاجية ضخمة تطل على الأهرامات، وقاعات عرض مجهزة بأحدث تقنيات الإضاءة والحفظ والعرض المتحفي.
- أكثر من خمسين ألف قطعة أثرية تعرض داخل هذا الصرح، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون لأول مرة في التاريخ، داخل قاعة مصممة لتأخذ الزائر في رحلة إلى قلب مصر القديمة.
- من أهم مقتنيات توت عنخ آمون التي ستعرض في المتحف ( التابوت الذهبي- قناع الملك- كرسي العرش- والخنجر).
- يضم المتحف تمثال الملك رمسيس الثاني الذي استقر في موقعه المهيب داخل البهو العظيم.
- في الأول من نوفمبر، تفتتح مصر أبواب المتحف المصري الكبير للعالم أجمع، افتتاح يعد صفحة جديدة في تاريخ الحضارة، واحتفاء بجهود أجيال عملت على صون تراث لا مثيل له.
- المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى بل رسالة من مصر إلى العالم، بأن الحضارة التي بدأت هنا لا تزال تنبض بالحياة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المتحف المصري الكبير المتحف المصري المتحف الملك رمسيس رمسيس تمثال الملك رمسيس الثاني رمسيس الثانى توت عنخ آمون
إقرأ أيضاً:
تمثال رمسيس الثاني.. أسطورة فرعونية انتقلت من قلب ممفيس إلى القاهرة (صور)
يعد تمثال الملك رمسيس الثاني واحدًا من أبرز الشواهد الأثرية التي جسدت عظمة الحضارة المصرية القديمة، وقصة نقله من قرية ميت رهينة بالبدرشين إلى قلب القاهرة في منتصف القرن العشرين تمثل فصلًا فريدًا في سجل الاهتمام المصري بالآثار وحفظ التراث.
بدأت الحكاية عام 1955، عندما صدر قرار بنقل تمثال رمسيس الثاني الذي يبلغ وزنه نحو 83 طنًا وطوله أكثر من 11 مترًا، من موطنه الأصلي في ميت رهينة وهي عاصمة مصر القديمة "ممفيس" إلى وسط القاهرة، ليقف شامخًا في ميدان "باب الحديد"، الذي تغير اسمه بعد ذلك إلى "ميدان رمسيس" تخليدًا لهذا الحدث الكبير.
ولم يكن نقل التمثال مهمة سهلة، فقد استغرقت التحضيرات أسابيع طويلة شارك فيها مهندسون وأثريون وخبراء نقل ثقيل لضمان سلامة الأثر خلال الرحلة التي امتدت أكثر من 30 كيلومترًا. تم تجهيز طرق خاصة وتحريك التمثال باستخدام وسائل نقل متطورة نسبيًا في ذلك الوقت، مع اتخاذ إجراءات دقيقة لتأمينه من الاهتزاز أو التلف وقد كانت تلك العملية بمثابة إنجاز هندسي غير مسبوق في مصر خلال الخمسينيات.
وبعد وصول التمثال إلى وجهته الجديدة، نُصب في قلب القاهرة أمام محطة مصر ليصبح أول أثر فرعوني يزين ميدانًا عامًا في العاصمة، على غرار ما تفعله كبرى العواصم العالمية التي تعرض رموز حضارتها في ميادينها الرئيسية.
وأصبح التمثال معلمًا شهيرًا ومصدر فخر لكل المصريين، كما تحول ميدان رمسيس إلى أحد أكثر الميادين حيوية وزخمًا في القاهرة، يلتقي فيه عبق التاريخ بروح الحاضر.
ورغم أن التمثال نُقل لاحقًا إلى موقعه الحالي أمام مدخل المتحف المصري الكبير في الجيزة عام 2006 حفاظًا عليه من التلوث والاهتزازات المرورية، إلا أن قصة نقله الأولى عام 1955 تظل علامة فارقة في مسيرة الاهتمام بالتراث المصري.
ولقد أصبح تمثال رمسيس الثاني رمزًا متجددًا للهوية المصرية، وشاهدًا على عبقرية المصري القديم في البناء، والمصري الحديث في الحفاظ على تراثه، ليبقى واقفًا بشموخ كأنه يروي للأجيال أن حضارة مصر لا تنحني أمام الزمن.