أحمد الأشعل يكتب: المتحف المصري الكبير… عندما تحوّلت مصر إلى منصة تسويق عالمية
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
لم يكن افتتاح المتحف المصري الكبير حدثًا ثقافيًا عاديًا، بل كان حدثًا استثنائيًا بكل المقاييس، حمل في تفاصيله رسالة عبقرية للعالم كله مفادها أن مصر لا تروّج لماضيها فحسب، بل تبني حاضرها ومستقبلها بعقلية دولة تعرف قدرها ومكانتها. كان ذلك اليوم بمثابة إعلان جديد لميلاد مصر العصرية التي تمسك بخيوط التاريخ بيد، وبمفاتيح المستقبل باليد الأخرى.
الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يُرِد حفلًا يسلّط الضوء على شخصه، بل أراد مشهدًا عالميًا يضع مصر في صدارة الصورة. فكل لقطة في هذا الافتتاح كانت مدروسة، وكل تفصيلة محسوبة، وكل مشهد محسوب بدقة ليقول للعالم: “هذه مصر التي يعرفها التاريخ، وتعود اليوم لتأخذ مكانها الطبيعي كقائدة لحضارتها ومنطقتها.” لم يكن المتحف الكبير مجرد مبنى ضخم يضم كنوز الفراعنة، بل كان عنوانًا جديدًا لقدرة الدولة المصرية على صناعة المشهد وامتلاك أدوات القوة الناعمة من خلال الثقافة والسياحة والتاريخ.
العالم كله شاهد الافتتاح. منصة “تيك توك” التي يتابعها أكثر من مليار ونصف إنسان حول العالم نقلت الحدث مباشرة، وآلاف القنوات الفضائية غطّت الحفل من القاهرة إلى العواصم الكبرى. مليارات البشر رأوا مصر في أبهى صورها، بين أضواء الأهرامات وروعة المتحف الأعظم. هذا المشهد وحده كان كافيًا ليجعل من الحفل أذكى حملة تسويقية في تاريخ مصر الحديث. ولو أرادت الدولة أن تشتري دعاية مماثلة في كل هذه المنصات والقنوات، لاحتاجت إلى عشرات المليارات من الدولارات، لكن مصر نالتها ببراعة التخطيط وحكمة القيادة.
السيسي لم يقف أمام الكاميرات ليُشيد بنفسه، بل ليدعو العالم كله ليرى كيف تصنع مصر مستقبلها. الرجل الذي تعرّض لحملات تشويه وهجوم غير مسبوق بين زعماء العالم، لم يلتفت يومًا إلى الضوضاء، بل مضى في طريقه يزرع ويبني ويحلم. وقد أثبتت الأيام أن الله ينصر الصادقين، وأن من يعمل بإخلاص من أجل وطنه لا يُهزم. في كل مرة يتحدث العالم عن أزمة، كانت مصر تبعث برسالة استقرار وإنجاز. وفي كل مناسبة يحاول فيها البعض التقليل من شأنها، كانت مصر ترد بإنجازٍ جديد يفرض احترامها على الجميع.
الرئيس يدرك تمامًا أن السياحة ليست مجرد مصدر دخل، بل مشروع وطني، واستثمار طويل المدى في صورة الدولة وثقافتها. لذلك فإن رؤيته تهدف إلى مضاعفة أعداد السياح لتصل إلى ثلاثين أو خمسين مليون سائح سنويًا. هذا الهدف الطموح لا يمكن أن يتحقق إلا إذا شارك فيه الجميع، حكومةً وشعبًا، موظفًا وسائقًا وبائعًا وشرطيًا. فالسائح الذي يأتي إلى مصر لا يرى فقط الأهرامات والمعابد، بل يرى وجوه المصريين، يلمس أخلاقهم، ويتعامل مع سلوكهم. كل ابتسامة صادقة هي دعاية لمصر، وكل تصرف غير لائق هو دعاية ضدها.
ولهذا فإن نجاح هذه الحملة التسويقية الكبرى لا يكتمل إلا عندما يعي المواطن المصري دوره كشريك في صناعة الصورة. فالسياحة ليست مسؤولية وزارة السياحة وحدها، بل مسؤولية كل مواطن يعيش على هذه الأرض. النظافة احترام، والالتزام صورة، والكرم رسالة. إن مصر لا تحتاج إلى معجزات لتتألق، بل تحتاج فقط أن يحبها أبناؤها كما يحبها قائدها.
إن افتتاح المتحف المصري الكبير لم يكن مجرد عرض للحضارة المصرية القديمة، بل كان عرضًا لعظمة الدولة الحديثة التي تبني وتُبدع وتنافس على مستوى العالم. لقد أراد السيسي أن يقدّم للعالم نموذجًا لما تعنيه “القوة الناعمة” في أرقى صورها، حين تتحول الثقافة والتاريخ إلى أداة تأثير اقتصادية وسياسية وسياحية. وما حدث تلك الليلة كان أكبر دليل على أن مصر تستطيع أن تنافس بأدواتها الحضارية والإنسانية كما تنافس غيرها بأدوات التكنولوجيا والاقتصاد.
هكذا تتحول اللحظة التاريخية إلى نقطة انطلاق جديدة في مسيرة وطنٍ لا يعرف التراجع. مصر التي حفظت التاريخ تكتبه من جديد، ومصر التي ألهمت العالم يومًا، تعود اليوم لتُلهِمه من جديد. والفضل في ذلك يعود إلى قائدٍ آمن بقدرة بلاده، ورأى في كل حجرٍ من آثارها وعدًا بمستقبلٍ أفضل.
فلنحب هذه الأرض كما أحبها، ولنجعل من كل لحظة إنجاز دافعًا للأمام. ولتكن رسالة كل مصري للعالم كما أرادها الرئيس: هذه هي مصر… دولة لا تعرف المستحيل، ولا تنكسر، لأنها ببساطة خُلقت لتبقى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: افتتاح المتحف المصري الكبير المتحف المصري الكبير مصر
إقرأ أيضاً:
المتحف المصري الكبير.. من هي الفنانة شيرين طارق أحمد التي شاركت في حفل الافتتاح
انطلق منذ قليل، الحفل العالمي لافتتاح المتحف المصري الكبير، والذي يُمثل حدثاً استثنائياً في تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ومشاركة (٧٩) وفداً رسمياً، من بينهم (٣٩) وفداً برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، بما يعكس اهتمام المجتمع الدولي بالحضارة المصرية العريقة وبالدور الثقافي والإنساني المتفرد الذي تضطلع به مصر.
وبدأ الحفل بكلمات مؤثرة لعدد من الشخصيات المصرية الهامة التي كان لها دور في بناء المتحف المصري الكبير وفي مقدمتهم الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق صاحب فكرة إنشاء المتحف، والدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار الأسبق ومدير منظمة اليونسكو؛ وكذلك الجراح العالمي الدكتور مجدي يعقوب.
وشارك في الحفل الفنانة المصرية العالمية، شيرين طارق أحمد، وفيما يلي أبرز المعلومات عنها..
- أول ممثلة مصرية تلعب بطولة "سيدتي الجميلة" على مسارح برودواى، وهو دور البطولة لتحطيم الصور النمطية التى التصقت بأدوار الممثلين من الشرق الأوسط.
- تبلغ من العمر 31 عاما ويمتلك والدها محلا للمجوهرات في ولاية ماريلاند الأمريكية.
- أما والدتها فأمريكية الأصل وتعمل مدرسة لغة إنجليزية.
- على الرغم من حب "شيرين" للتمثيل والغناء منذ الطفولة درست شيئا آخر تماما، إذ حصلت على بكالوريوس العلوم في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا مع التركيز على العدالة الجنائية من جامعة تاوسون.
- أثناء دراستها في الجامعة شعرت بأن شغفها بالتمثيل والغناء يزداد يوما بعد الآخر؛ فقررت أن تدعم موهبتها بدروس الصوت والرقص والتمثيل في معاهد متخصصة.
- حين شعرت الفنانة ذات الأصول المصرية بأنها باتت قادرة على الوقوف على خشبة المسرح والتمثيل والغناء بمهارة شديدة، راحت تبحث عن فرصة وخاضت العديد من اختبارات الأداء، وبعد محاولات كثيرة تم اختيارها للعمل كمغنية على متن إحدى سفن الرحلات السياحية، واستمرت هذه التجربة عامين كانت تغني خلالهما لـ"سيلين ديون وماريا كاري وتينا تيرنر".
-لم تهدأ شيرين ولم يتوقف حلمها عند هذا الحد، وراحت تجتهد للعثور على فرصة جيدة تعبر من خلالها للجمهور، وفي بداية عام 2018 تحول حلمها الكامن بداخلها لواقع ملموس، حيث تم اختيارها لتمثيل دور "إيلزا دوليتل" في عرض جديد لمسرحية "سيدتى الجميلة" من إنتاج مسرح "لينكولن سنتر" وإخراج بارليت شير.
-في البداية تم تعيين "شيرين" ممثلة بديلة للفنانة لورا بنتاني لمدة أكثر من عام تدربت خلاله يوميا على أداء دورها حتى يمكن أن تحل محلها عند الضرورة.
-في ديسمبر 2019 اختارت فرقة مسرح لينكولن سنتر شيرين لتلعب دور إيلزا دوليتل في جولة لعرض مسرحية "سيدتي الجميلة" على مسارح أمريكا لتفتح للفنانة المصرية طريق النجومية والشهرة وتكون بعد هذه الخطوة أول مصرية تقدم بطولة عمل في برودواي.
-تؤمن الفنانة شيرين أحمد، ذات الأصول المصرية، بأن لكل حلم أجنحة، تطير بصاحبها إلى أي طريق ما دام لديه الإصرار والعزيمة؛ لذا لم تتعامل مع أحلامها باستخفاف، ولم تترك فرصة لمعول اليأس كي يهزم روحها المليئة بالتفاؤل، فغزت مسارح برودواي لتصبح أول مصرية تقوم ببطولة مسرحية "سيدتي الجميلة" المقتبسة من مسرحية بيجماليون للكاتب الساخر برنارد شو.
حفل افتتاح المتحف المصري الكبير..
ويشهد حفل افتتاح المتحف المصري الكبير اهتمامًا إعلاميًا غير مسبوق، حيث أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات عن منحها تصاريح تغطية لأكثر من 450 مراسلًا دوليًا يمثلون ما يقرب من 180 وسيلة إعلامية عالمية من المراسلين المقيمين في مصر، لنقل فعاليات الحدث التاريخي لحظة بلحظة إلى مختلف دول العالم.
ويأتي افتتاح المتحف على بعد خطوات من أهرامات الجيزة الخالدة، حيث يطل هذا المشروع الضخم ليكون أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، وهي حضارة مصر القديمة الساحرة، ليمثل جسرا زمنيا يربط الماضي العريق بالحاضر الواعد، ومتحفًا حديثًا بمواصفات عالمية ليحكي للعالم قصة آلاف السنين من الإبداع والإنجاز.
المتحف المصري الكبير في أرقام
جدير بالذكر أن المتحف المصري الكبير يعد أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة "حضارة مصر القديمة"، ويمتد على مساحة 490 ألف م2، ويضم مدخلًا رئيسًا بمساحة نحو 7 آلاف م2، به تمثال للملك رمسيس الثاني، كما يضم أكثر من 57 ألف قطعة أثرية تروي تاريخ مصر عبر العصور، بالإضافة إلى الدرج العظيم الذي يمتد على مساحة حوالي 6 آلاف م2، بارتفاع يعادل 6 طوابق.
كما يضم المتحف 12 قاعة عرض رئيسة بمساحة نحو 18 ألف م2، وقاعات عرض مؤقت بمساحة حوالي 1700 م2، وكذلك قاعات لعرض مقتنيات الملك توت عنخ آمون على مساحة تقارب 7.5 ألف م2، تشمل أكثر من 5 آلاف قطعة من كنوز الملك تُعرض مجتمعة لأول مرة، بالإضافة إلى متحف الطفل بمساحة نحو ٥ آلاف م2، ومن المتوقع أن يجذب المتحف نحو 5 ملايين زائر سنويًا.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
المتحف المصري الكبير الفنانة شيرين طارق أحمد حفل الافتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي أخبار ذات صلة