بسبب تأخير 14 دقيقة.. قتل 300 ودمرت سفينة بهذه الدولة
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
#سواليف
عقب #حادثة #اغتيال #ولي_عهد #النمسا #فرانز_فرديناند بسراييفو وفشل المفاوضات مع الصرب، لم تتردد إمبراطورية النمسا المجر في إعلان الحرب على صربيا يوم 28 يوليو (تموز) 1914 متسببة بذلك في اندلاع نزاع عالمي. فبشكل سريع، ردت موسكو وأعلنت الحرب على فيينا بسبب تأكيد القيصر الروسي نيقولا الثاني على مواقفه الداعمة للشعوب السلافية.
وبهذه الحرب، لم يصمد الجيش النمساوي طويلاً وتحول تدريجياً لعبء على حليفه الألماني. وبعد سنوات من الحملات الفاشلة، تلقى النمساويون أواخر الحرب ضربات أنهت وجودهم العسكري بالبحار.
الخسائر النمساوية
مع دخولها للأراضي الصربية، آمنت النمسا بإمكانية تحقيقها نصرا سريعا والتفرغ فيما بعد للروس. إلى ذلك، تبددت الأحلام النمساوية بشكل سريع.
فمنذ البداية، مني النمساويون بخسائر فادحة خاصة بمعركة سير (Cer) وكولوبارا (Kolubara). وبفضل ذلك، تمكن الصرب من وقف الهجوم وطرد النمساويين من أراضيهم بحلول ديسمبر (كانون الأول) 1914. وعلى الجبهة الروسية، تدخل النمساويون بشكل مباغت بالأراضي الأوكرانية، التي كانت جزءاً من روسيا، مؤمنين بسهولة التغلب على الروس. وبالأشهر التالية، تلقى النمساويون خسائر جسيمة واضطروا للتراجع لمسافات كبيرة. وبفضل التدخل الألماني، نجحت النمسا في فرض بعض الاستقرار بالجبهة الروسية.
وطيلة فترة الحرب، واجهت النمسا مصاعب عديدة بمختلف الجبهات. فضلاً عن ذلك، تعقدت وضعيتها أكثر عقب دخول إيطاليا الحرب لجانب فرنسا وبريطانيا وروسيا حيث وجد النمساويون أنفسهم أمام جبهة قتال جديدة بالجنوب.
مقالات ذات صلةوأواخر الحرب، عاشت النمسا على وقع ارتفاع عدد القتلى وتفشي المجاعة ونقص الغذاء والدواء حيث تراجعت الحصص الغذائية اليومية للجنود، على الجبهة، الذين شبهوا حينها بالهياكل العظمية المكسوة بالجلد. من جهة ثانية، عاشت البحرية النمساوية بدورها على وقع واقع سيئ. فبعد أن ظلت حبيسة البحر الأدرياتيكي طيلة الحرب بسبب الحصار الإيطالي والبريطاني بالمتوسط، فقدت البحرية النمساوية أهم سفنها الحربية بطرق بسيطة أثارت غضب النمساويين وأججت من عدائهم للنظام.
تفجير السفينة
مع قرب استسلامها، تخوفت النمسا من إمكانية وقوع أسطولها البحري بقبضة الحلفاء. وبدلاً من ذلك، فضلت النمسا تسليم عدد من سفنها بشكل مجاني لدولة السلوفينيين والكروات والصرب، حديثة النشأة، التي ظهرت فوق عدد من الأراضي النمساوية السابقة. ومن ضمن هذه السفن الحربية تواجدت السفينة فيريبوس يونيتيس (Viribus Unitis) التي مثلت سفينة عملاقة بلغ وزنها 20 ألف طن ومزودة بأربعة مدافع عيار 305 ملم و12 مدفعا عيار 150 ملم و12 مدفعا عيار 70 ملم.
إلى ذلك، عرفت هذه البارجة الحربية نهاية غير متوقعة، على الرغم من عدم مشاركتها بأية معركة هامة طيلة الحرب العالمية الأولى، بعد مضي ساعات عن تسليمها لدولة السلوفينيين والكروات والصرب. فخلال الليلة الفاصلة بين يومي 31 أكتوبر (تشرين الأول) و1 نوفمبر (تشرين الثاني) 1918، تسلل عسكريان إيطاليان لميناء بولا (Pula) ووضعا شحنة متفجرة أولى على جانب السفينة وأخرى أسفل دكة الميناء. وحسب ما كان مقرراً، ستنفجر هاتان الشحنتان بشكل تلقائي في حدود الساعة السادسة والنصف صباحاً.
إلى ذلك، لم يتمكن الإيطاليان من الهرب حيث ألقي القبض عليهما من طرف قوات دولة السلوفينيين والكروات والصرب. وعقب استجوابهما، أقر الرجلان بالمتفجرات وموعد التفجير.
وبحلول الموعد المحدد، لم تنفجر هاتان القنبلتان. ولهذا السبب، شكك المسؤول العسكري جانكو فوكوفيتش (Janko Vuković) في حقيقة تصريحات المعتقلين الإيطاليين. لاحقاً، اصطحب هذا المسؤول العسكري نحو 400 جندي على متن السفينة للتأكد من عدم وجود أية قنبلة بها.
بحلول الساعة السادسة وأربعة وأربعين دقيقة، انفجرت القنابل بشكل متأخر متسببة في تدمير البارجة فيريبوس يونيتيس وغرقها وتخريب إحدى الناقلات العسكرية الأخرى. وفي الأثناء، أسفرت هذه الحادثة عن مقتل ما يزيد عن 300 عسكري كان من ضمنهم جانكو فوكوفيتش.
مع نهاية الحرب، عاد العسكريان الإيطاليان لبلادهما. وبإيطاليا، حصل هذان الرجلان على تكريم رسمي إضافة لأهم وسام عسكري بالبلاد.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف حادثة اغتيال ولي عهد النمسا
إقرأ أيضاً:
انطلاق ورشة عمل كبار الضباط حول القواعد الدولية التي تحكم العمليات العسكرية في الرياض
انطلقت في الرياض اليوم، أعمال النسخة الثامنة عشرة من ورشة عمل كبار الضباط العسكريين حول القواعد الدولية التي تحكم العمليات العسكرية "SWIRMO"، التي تنظمها وزارة الدفاع ممثلةً بجامعة الدفاع الوطني، بالشراكة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وافتتح أعمال الورشة رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن فياض بن حامد الرويلي، ورئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش إيغر، بحضور ومشاركة أكثر من 125 من كبار الضباط العسكريين من 90 دولة حول العالم.
وألقى رئيس هيئة الأركان العامة كلمة في افتتاح أعمال الورشة، رحب في مستهلها بالمشاركين في هذه الورشة التي تُعقد لأول مرة في المملكة، تأكيدًا على التزامها الراسخ باحترام القانون الدولي الإنساني، ونشر ثقافته، وتعزيز ممارساته في بيئة العمليات العسكرية.
وأكد أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، أولت اهتمامًا كبيرًا بأحكام القانون الدولي الإنساني في تشريعاتها الوطنية، وسنَّت أنظمة تُجرِّم انتهاك قانون الحرب، تلتزم فيها بالمبادئ الأساسية للقواعد الدولية المنظمة للعمليات العسكرية، وتضمن المساءلة العادلة ضمن منظومة قانونية ومؤسسية راسخة، تُسهم فيها بدور فاعل المحاكم المختصة بالنظر في القضايا التي قد تُرتكب في ميدان الحرب، وبما ينسجم مع أحكام القانون الدولي الإنساني وضماناته.
وقال: "تُعد المملكة من أوائل الدول التي انضمت إلى اتفاقيات جنيف الأربع والبروتوكولات الإضافية ذات الصلة، تأكيدًا لالتزامها الدائم بمبادئ هذا القانون، وسعيها إلى تجسيد ذلك في سياساتها وتشريعاتها وممارساتها الميدانية”.
وأشار إلى أن هذا الالتزام ينسجم مع تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة التي دعت إلى الرحمة والعدل والإحسان حتى في زمن الحرب، وإلى التعامل الإنساني مع أسرى الحرب، مبينًا أن هذه القيم النبيلة تمثل أساسًا راسخًا في تعزيز حقوق الإنسان في السلم والحرب على حد سواء، باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من مبادئ المملكة الراسخة في احترام الإنسان وصون كرامته.
وبيّن أن وزارة الدفاع ضمَّنت منذ بداياتها مبادئ القانون الدولي الإنساني في مناهج التعليم العسكري وبرامج التدريب لكافة منسوبيها، بالشكل الذي يحقق فهمها وتطبيقها في الميدان من قبل منسوبي القوات المسلحة.
وأضاف أن الوزارة نفذت العديد من البرامج التدريبية المتخصصة في القانون الدولي الإنساني، سواء بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر أو بجهود منسوبيها والجهات المعنية في المملكة، مؤكدًا السعي لأن تكون المملكة نموذجًا عالميًا يُحتذى به في تطبيق القانون الدولي والتدريب عليه.
وعدَّ رئيس هيئة الأركان العامة الشراكة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر نموذجًا متميزًا للتعاون المثمر في مجالات التدريب والتوعية القانونية والإنسانية، بما يسهم في بناء القدرات الوطنية ويعزز المهنية والانضباط في أداء الواجب.
وأوضح أن التزام المملكة لا يقتصر على الجانب القانوني والعسكري فحسب، بل يمتد إلى الجانب الإنساني والإغاثي، من خلال الجهود البارزة التي يقودها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي ينفذ مئات المشاريع في مناطق الصراع والكوارث حول العالم، مجسدًا قيم الرحمة والتضامن، ومتمسكًا بمبادئ الحياد وعدم التمييز التي يُرسخها القانون الدولي الإنساني.
من جانبها، أكدت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر السيدة ميريانا سبولياريتش في كلمتها أن انعقاد ورشة عمل هذا العام المخصصة لكبار الضباط العسكريين يأتي في لحظةٍ محورية، إذ يشهد العالم زيادة في عدد النزاعات وشدتها، فيما تتعرض القوانين التي وُضعت لحماية المدنيين في زمن الحرب لضغوط هائلة، وبيّنت أن اجتماع ممثلين عن 90 دولة في الرياض، يُعد دليلًا على مسؤولية جميع الدول في احترام القانون الدولي الإنساني وضمان احترامه، معربةً عن امتنانها للمملكة على استضافتها هذا التجمع العالمي لكبار الضباط العسكريين، الهادف إلى تحويل قواعد الحرب من نصوص على الورق إلى ممارسة فعلية في ميدان المعركة.
عقب ذلك، انطلقت جلسات ورشة عمل كبار الضباط حول القواعد الدولية التي تحكم العمليات العسكرية "SWIRMO"، التي ستتناول على مدى ستة أيام محاور متعددة تشمل العمليات القتالية في المناطق الحضرية، والتقنيات العسكرية الناشئة، والعمليات متعددة الجنسيات، وتعزيز حماية المدنيين والأعيان المدنية في ميادين القتال.
ويعكس انعقاد ورشة عمل "SWIRMO" في مقر جامعة الدفاع الوطني تطور المنظومة التعليمية العسكرية في المملكة، وقدرتها على احتضان النقاشات الدولية رفيعة المستوى، ومكانة الجامعة الرائدة في المعرفة العسكرية وتطوير التعليم والتدريب، ودورها في تعزيز الشراكات الدولية ودعم تبادل الخبرات المهنية مع الجهات المختصة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
اخبار السعوديةأخر اخبار السعوديةورشة عمل كبار الضباطقد يعجبك أيضاًNo stories found.