عربي21:
2025-11-02@08:29:48 GMT

الإسلاموفوبيا

تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT

لقد تجاوز بيبي الحدود كثيرًا، وخسرت «إسرائيل» الكثير من الدعم حول العالم. الآن سأعيد لها كل ذلك الدعم- ترامب.

إن من أبرز أذرع الغرب وربيبتِه الصهيونية وسائلُ الإعلام؛ فهي تحشد الرأيَ العام وتوجّهه لدعم الحروب، وتبرر السياسات والدعم اللامحدود للكيان الصهيوني. غير أن مشاهدَ الإبادة الجماعية التي استمرّت لعامين، ونُقلت إلى العالم بالصوت والصورة، أيقظت الشعوب من غفلتها؛ فخرجت تُدين المجازر وتطالب بوقفها، وتحمّل دولَها المسؤولية عن دعمها، معلنةً تضامنها مع فلسطين.



وهكذا تهاوت آلةُ الدعاية، ولم تعد وسائلُ الإعلام وأزلامُها قادرين على مواصلة الدفاع عن الكيان أو تبرير الإبادة، إذ باتت تلك الأكاذيب تَنسف مصداقيتَهم وتحول دون قدرتهم مستقبلًا على إقناع الشعوب بحروبٍ جديدة أو بأعداءٍ جدد.

وكانت هذه واحدةً من الأسباب التي دفعت الولاياتَ المتحدة إلى فرض وقفٍ لإطلاق النار، في محاولةٍ لإنقاذ الكيان من الأزمة التي جلبها على نفسه جرّاء الإبادة الجماعية. ففي مقابلةٍ مع صهر الرئيس الأمريكي ترامب، الصهيوني جاريد كوشنر، ضمن برنامج «60 دقيقة» الشهير، قال كوشنر إنّ الرئيس شعر بأنّ «الإسرائيليين» بدأوا يفقدون السيطرة شيئًا فشيئًا، وأنه كان عليه أن يُكبح جماحهم   لا من أجل ضحايا إسرائيل (ويقصد بهم الفلسطينيين)   بل لمنعهم من ارتكاب أفعالٍ لا تصبّ في مصلحتهم على المدى البعيد. وهل ثمة تصريحٌ أوضح من هذا يُظهر ذعرَ الولايات المتحدة من تهاوي سمعة الكيان؟ جاء هذا التصريح من عقل ترامب في المنطقة، صهرِه جاريد كوشنر، الصديقِ الشخصي لنتن ياهو، الذي سبق أن قال إنّ نتن ياهو كان ينام في فراشه خلال زياراته لمنزلهم في تسعينيات القرن الماضي!

واستجابةً لتحوّلِ الرأي العام العالمي تجاه الكيان، وسعيًا لحمايته وضمان استمرار دعمه لتحقيق مصالحها، رأت الولايات المتحدة أنّ من الضروري إيقافَ المجزرة أولًا، ثم وضعَ خطةٍ لإعادة تلميع صورة الكيان. فالأمر لم يكن بدافع التعاطف مع الدماء المسفوكة في غزة، ولا بسبب حجم الدمار الهائل، بل خوفًا من انقلاب الرأي العام ضد الكيان إلى درجةٍ تجبر الولايات المتحدة على التراجع عن ارتباطها الوثيق بهذا الكيان.
بدأت آلةُ الإعلام الضخمةُ بالدوران مجددًا لترويج الرواية الصهيونية
وبمجرد ذلك، بدأت آلةُ الإعلام الضخمةُ بالدوران مجددًا لترويج الرواية الصهيونية؛ فانهمرت الملايين على المؤثرين حول العالم لقاء نشر محتوى يدعم الكيان، بينما تولّت منصّات التواصل الاجتماعي التلاعبَ بخوارزمياتها لإخفاء المواد المؤيدة لفلسطين وإبراز تلك التي تصبّ في صالح الصهاينة. ومع ذلك، باتت آلةُ الدعاية تواجه تحدياتٍ جسيمة؛ فكُرة الثلج المناهضة للصهيونية تكبر يومًا بعد يوم، والشعوب تفتح أعينها على الحقيقة بعد عقودٍ من التضليل. لم يعد الدفاع عن الرواية الصهيونية أمرًا يسيرًا كما كان، إذ ترسّخت في وجدان الشعوب قناعةٌ راسخة بأنّ «إسرائيل» كيانٌ مجرمٌ يديره أشرار، ولا وجودَ لأي مبرّر لاستمرار دعمه.

تركّز الآلة الإعلامية كذلك على ترويج كراهية المسلمين؛ فقد وجدت أن إقناع قطاعاتٍ من الغرب بكراهية الإسلام أسهل من إقناعهم بدعم الصهاينة، لأن جذور العداء والكراهية موجودة مسبقًا. ثم ثَمَّ أحزاب وتيارات يمينية حاكمة تعادي العرب والمسلمين وكل ما هو مختلف عنهم، ومجموعات مسيحية فاشية   إنجليكيون متنفّذون   يؤمنون بنبوءات نهاية الزمان ويدعمون الكيان، وهناك أيضًا عناصر عنصرية تؤمن بتفوّق العِرق الأبيض واحتقار الأعراق الأخرى. وفكرتهم خبيثة: إذا أخفت الغرب من تمدد الإسلام ، فستجد نفسك مبرَّرًا في دعم كيانٍ يحارب المسلمين ويُحافظ على حدودك، مستندين في ذلك إلى القاعدة البسيطة: عدوُّ عدوِّك صديقُك.

تنتشر هذه الأيام مواد كثيرة يصدرها صهاينة أو داعمون للصهيونية لا تهدف بالأساس إلى ترويج الدعم المباشر للكيان، بل تركز على زرع الخوف من الإسلام والمسلمين، وبذلك يصبح أسهل إقناع قطاعات من الجمهور بـ«قبول» ضرب المسلمين بدلًا من استهداف الفلسطينيين.

كما نرى حسابات صهيونية رسمية وبعض كبار المسؤولين يروّجون لمخاوف من تزايد أعداد المسلمين في الغرب أو ازدياد عدد المساجد. ولا تستغرب أن تُنفَّذ في الغرب عملياتٌ إرهابية وتُنسب إلى الإسلام رغم براءته؛ فهدفها واحد: صناعة معادلة مفادها أن كراهيتك للإسلام تقتضي دعمَ الصهاينة حتى لو لم تكن تحبّهم. إبقاء المسلمين مكروهين ومحتقرين وإثارة الخوف منهم يخدم مصالحَ الكيان.

ورغم كل هذه المحاولات والتحديات، وللمرّة الأولى يقف الصهاينة   ومن خلفهم الإعلام الغربي   في موقف المدافع. وأنا على ثقةٍ أنّ المارد قد خرج من قمقمه، وأنّ إعادته إليه ستكون أمرًا عسيرًا للغاية.

الدستور الأردني

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه نتنياهو الاحتلال وسائل الإعلام الإسلاموفوبيا مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

مفتاح: القوات المسلحة إذلّت الأساطيل الأمريكية وضربت عمق الكيان الصهيوني

وتطرق القائم بأعمال رئيس الوزراء، إلى ما بذّله الشهيد الجهادي الفريق الركن محمد الغماري رئيس هيئة الأركان العامة منذ بداية شبابه في سبيل الله وصولًا إلى المواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني والأساطيل الأمريكية ونيله الشهادة ليّنظم إلى جانب كوكبة الشهداء العظماء من قادة الأمة الذين نالوا الشهادة في مواجهة قوى العدوان والاستكبار.

وفي الفعالية أشار القائم بأعمال وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار سام البشيري، إلى أهمية إحياء ذكرى سنوية الشهيد وتكريم أسر الشهداء من موظفي وزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار والجهات التابعة لها والمشرفة عليها.

واعتبر الفعالية، محطة تكريمية لكل شهداء الوطن عرفانًا بتضحياتهم الخالدة، ووفاءً لرسالتهم النبيلة والمبادئ والقيم التي ارتقوا في سبيلها شهداء، وإيمانًا بالعمل على استمرار راية الجهاد مرفوعة خفاقة دفاعًا عن الدين والوطن وعزته وكرامته، والتأكيد على المضي على نهج الشهداء من خلال استحضار المعاني العظيمة لتضحياتهم وغرسها في النفوس والأجيال الناشئة لمواصلة الطريق القويم الذي رسمه الله تعالى لعباده.

وأفاد البشيري، بأن الجود بالروح هي أسمى مراتب العطاء والبذل وأعلى درجات البطولة وأعظم معاني الانتماء والولاء، مشيرًا إلى إحياء ذكرى الشهيد تأتي هذا العام في ظل تحولات مفصلية يشهدها اليمن والمنطقة، وهي مرحلة تمحيص وفرز.

وقال “ونحن في خضم معركة بشقيها العسكري والاقتصادي وأبعادها الإستراتيجية، تحتم علينا أن نستلهم روحية الاستشهاد والجهاد في سبيل الله، وعظمة العطاء والبذل من الشهداء الذين تشرّبوا الثقافة الإيمانية وسطروا ملاحم أسطورية في الشجاعة والإقدام ومجابهة التحديات، تاركين خلفهم إرثًا جهاديًا عظيمًا وقصصًا واقعية تعجز الألسن عن وصفها”.

وأضاف “إن اليمن في ظل قيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي أنهت جولة مهمة من الصراع مع العدو الصهيوني وداعميه، وشعبنا خرج منها قويًا بفضل الله وحكمة القيادة الثورية والسياسية وعلى استعداد استئناف إسناد المستضعفين من أبناء الشعب الفلسطيني”.

وأعلن القائم بأعمال وزير الاقتصاد عن تشكيل لجنة لتفقد أحوال وأسر شهداء الوزارة والجهات التابعة لها، حتى لا يقتصر الاهتمام بهم في الذكرى السنوية للشهيد.

وفي الفعالية التي حضرها رئيس مجلس إدارة المؤسسة اليمنية العامة لصناعة وتسويق الاسمنت يحيى صالح عطيفة ورئيس مجلس إدارة شبام القابضة عبدالله الشاعر، اعتبر المدير التنفيذي للهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة عبدالله العاطفي في كلمة الجهات المشاركة في الفعالية، إحياء الذكرى، محطة سنوية تتجدّد فيها معاني الشهادة وتستحضر فيها صور البطولة والفداء واستعادة وصايا الشهداء من رحلوا وبقيت أرواحهم وظلت الأوطان حرة عزيزة وكريمة.

وبين أن الشهداء اختطوا لأنفسهم طريقًا لا يسلكه إلا الأخيار على نهج الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وفدائه العظيم في سبيل الحق والعدل وعلى خطى الحسن والحسين عليهما السلام والشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، الذين قدموا حياتهم نصرة للدين والقيم العليا.

وخلال الفعالية تم استعراض فيلم قصير عن عظمة الشهداء وقصيدة شعرية بالمناسبة، ووصلة إنشادية معبرة لفرقة الشهيد القائد.

وفي ختام الفعالية كرّم القائم بأعمال رئيس الوزراء والقائم بأعمال وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار وقيادة المؤسسات والهيئات التابعة للوزارة، أسر شهداء موظفي الوزارة والجهات التابعة لها والمشرفة عليها.

مقالات مشابهة

  • الاتصالات النيابية:السوداني متورط في عدم استحصال المستحقات المالية التي بذمة شركات الهاتف النقال
  • إصابة فلسطينيين خلال الاعتداءات المستمرة من المستوطنين الصهاينة في الضفة
  • الإعلام الحكومي بغزة: 3203 عدد شاحنات المساعدات التي دخلت القطاع حتى أمس
  • مفتاح: القوات المسلحة إذلّت الأساطيل الأمريكية وضربت عمق الكيان الصهيوني
  • حفاظًا على منصبه .. كيف باع نتنياهو الكيان لترامب؟
  • ترميم الكيان يكشف حقيقة الأنظمة الغربية
  • المستوطنون الصهاينة يواصلون اعتداءاتهم على قاطفي الزيتون في الضفة الغربية
  • غزة تفضح حقيقة الغرب المتحضر
  • وقفات حاشدة في عدد من مديريات إب تنديدًا بجرائم الصهاينة في غزة