كاتب أميركي: شهر العسل بين اليمين الأميركي وإسرائيل انتهى
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
أماط الباحث في الشؤون السياسية، بن لوربر، في مقال بصحيفة "ذا هيل" اللثام عن تصدعات داخل اليمين الأميركي المؤيد لإسرائيل والحركة الصهيونية، لافتا إلى أن معاداة السامية وسط هذا التيار لم تعد خافية، بل أصبحت واضحة للعيان.
وقال إن معاداة السامية برزت إلى الواجهة داخل حركة "ماغا" (اجعلوا أميركا عظيمة مجددا) الشعبوية المناصرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع المنصرم.
وأوضح أن الأمر بدأ يوم الاثنين حين استضاف المعلق والمذيع المحافظ تاكر كارلسون في برنامجه الحواري السياسي المسائي "تاكر كارلسون الليلة" على قناة فوكس نيوز المتعصب القومي الأبيض نيك فوينتس لمناقشة قضايا تتعلق بإسرائيل والمنظمات اليهودية.
وأشار لوربر -الذي يعمل باحثا أول في مركز "بوليتيكال ريسيرش أسوشييتس" للبحوث السياسية بولاية ماساتشوسيتس- إلى أن الحوار أثار جدلاً واسعاً داخل الأوساط المحافظة فيما إذا كان يجب السماح لأمثال فوينتس بالدخول تحت مظلة حركة ماغا.
وأضاف أن الجدل تفاقم عندما دافع رئيس مؤسسة هيريتدج اليمينية المحافظة كيفن روبرتس عن كارلسون، داعياً إلى مناظرة فوينتس لا نبذه، ومؤكداً أن على المحافظين أن يضعوا الولاء لـ"المسيح أولاً، وأميركا دائماً" فوق أي دعم تلقائي لإسرائيل، مهما كانت الضغوط التي يتعرضون لها من "الطبقة الشعوبية" العالمية.
ووفقا للمقال، فإن كثيرين رأوا في تصريحات روبرتس نغمة معادية للسامية توحي بوجود "لوبي صهيوني عالمي" يهدد "القومية المسيحية".
واعتبر الكاتب أن ذلك يعد تحولاً حاداً في موقف مؤسسة هيريتدج التي كانت قد أطلقت قبل عام مشروع "إستير"، الهادف إلى استخدام سلطة الدولة لقمع النشاط المؤيد لفلسطين في عهد ترامب.
وذكر أن ترامب سارع إلى تنفيذ كثير من هذه الأهداف، فاعتقل ناشطين مثل محمود خليل، وابتزّ جامعات مثل كولومبيا، وهدد المنظمات المناصرة لفلسطين بدعاوى قضائية وتصنيفات إرهابية وسحب صفة الإعفاء الضريبي وغيرها.
إعلانلكن لوربر قال إن داعمي المشروع رفضوا آنذاك إدراج مكافحة معاداة السامية اليمينية ضمن أهدافهم، زاعمين أن الخطر الحقيقي يأتي فقط من اليسار.
تبدل المواقفوللدلالة على تبدل المواقف اليوم، أفاد الباحث السياسي في مقاله بأن حاخامات وشركاء يهود في مشروع "أستير" -مثل يعقوب منكن- عبّروا عن استيائهم من اصطفاف هيريتدج مع شخصيات معادية للسامية.
وحذروا في الوقت نفسه من عواقب بعيدة الأمد. كما أعرب قادة الحركة الصهيونية المسيحية الدينية السياسية -مثل لوك مون من مشروع (فيلوس)- عن قلقهم من تراجع نفوذهم داخل المعسكر اليميني، في ظل تنامي الانتقادات لدعم واشنطن لإسرائيل منذ هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي تحليله لجذور التحالف الثلاثي الذي جمع لعقود إسرائيل واليمينين اليهودي والمسيحي الأميركي تحت راية "القيم اليهودية المسيحية" والدفاع عن "العلاقة الخاصة" بين واشنطن وتل أبيب، يرى بن لوربر أن هذا التحالف كان قائماً على خلط متعمّد بين نقد إسرائيل ومعاداة السامية، مما أدى إلى تكميم الأصوات وإضعاف الحريات الأكاديمية والسياسية.
ومع تنامي النزعات القومية البيضاء، بدأ هذا التحالف يتصدّع من الداخل، بحسب الكاتب الذي يشير إلى أن معاداة السامية تجد بيئتها الطبيعية داخل اليمين، إلى جانب العنصرية ضد السود وكراهية المهاجرين والمثليين، مضيفا أن معظم جرائم الكراهية في العقد الماضي ارتكبها أنصار اليمين المتطرف.
ومضى الباحث السياسي إلى القول إن القوميين البيض مثل فوينتس يعيدون إنتاج "خرافات" قديمة عن مؤامرة يهودية تقف خلف التقدمية والدعم الأميركي لإسرائيل، وهي أفكار تغذي الحركات السلطوية منذ أكثر من قرن.
وحذر من أن التحالف اليهودي مع القوميين المسيحيين ينقلب على أصحابه، إذ أخذ التيار اليميني المتشدد يتبنى خطاباً معادياً لليهود يهدد استقرار هذا التحالف نفسه.
وضرب مثلا على ذلك بفعاليات يمينية حديثة، اتهم فيها طلاب جامعيون إسرائيل بالتحكم في ترامب، واليهودية بـاضطهاد المسيحية، في مؤشر على تراجع البعد اليهودي من فكرة القيم اليهودية المسيحية المشتركة.
وخلص لوربر إلى أن انشغال المحافظين اليهود بمهاجمة اليسار صرفهم عن الخطر الحقيقي داخل صفوفهم، مما يهدد أمن اليهود بل والديمقراطية الأميركية على السواء، وفقا للكاتب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات معاداة السامیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
دخول الرسوم الجمركية الأميركي على الشاحنات والحافلات حيّز التطبيق
بدأت الولايات المتحدة السبت فرض رسوم جمركية جديدة على الشاحنات المتوسطة والثقيلة، مع تخفيفها جزئياً بالنسبة للمركبات التي تدخل البلاد بموجب اتفاقية تجارية رئيسية لأميركا الشمالية.
وتأتي الرسوم البالغة نسبتها 25% على الشاحنات إلى جانب رسوم نسبتها 10% على الحافلات بعدما أطلقت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحقيقا بموجب المادة 232 بشأن هذا النوع من الواردات لتقييم تأثيرها على الأمن القومي.
ولجأ ترامب إلى هذا النوع من التحقيقات بوجب "قانون توسيع التجارة" الصادر عام 1962، لفرض رسوم جمركية على مختلف فئات المنتجات في مسعى لدعم التصنيع المحلي ومعاقبة البلدان التي يعتبر بأنها تستغل الولايات المتحدة.
وتأثّر قطاعا الصلب والألومنيوم أيضا إذ فُرِضَت عليهما رسوم نسبتها 50 في المئة بينما فرضت رسوم نسبتها 25 في المئة على السيارات.
لكن البيت الأبيض قال في أكتوبر إن الرسوم الأخيرة على الشاحنات لن تضاف إلى الرسوم القائمة المطبقة على الصلب والألومنيوم والنحاس والسيارات والخشب.
ولن تخضع الشاحنات أيضا إلى رسوم أخرى تحدد نسبها بحسب الشريك التجاري.
ودعت جمعيات الشاحنات الأميركية التي تمثّل حوالى 37 ألف شركة إدارة ترامب في أيار إلى عدم تطبيق الرسوم على الشاحنات، محذّرة من أن تراجع المبيعات قد ينعكس سلبا على المصنّعين والتجار.